بوابة الفجر:
2025-01-11@05:15:04 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: زمن اصطياد العصافير !!

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT



هو يوم متكرر في حياة الإنسان وخاصة المصري حينما نستنزف الوقت في أي شييء إلا الهام من الأشياء أو حبنا كمصريين ( لتضييع الوقت )  ونعمل جاهدين في المتبقى من الوقت "الضائع" هذه تقريبًا عادة مصرية 
( صميمة ) نراها في حياتنا اليومية العملية ونراها أيضًا في حياتنا الإجتماعية  والعلمية وكذلك حياتنا السياسية ولعل أبلغ دليل علي هذه الظاهرة المصرية الأصل نراها في ملاعب كرة القدم فالفريق يتبارى في تضييع الوقت حتى اللحظات الأخيرة من المباراة وأن الجميع (أفيقوا ) على أن الوقت الأصلي إنتهى وباقي دقائق من الوقت (بدل الضائع) وتجد المحاولات المبذولة  والجهد المبذول فوق الوصف ولو كانوا فعلوا ذلك في الوقت الأصلي ما كانوا في احتياج أبدًا لهذا الموقف الغير مريح وهو ما أسميه هو وقت "إصطياد العصافير" حيث كان الوقت موجود وجاهز لإصطياد " غزلان " أو " جاموس " أو حتى " أسود " ولكن الوقت إنتهى ولا توجد فرصة لإصطياد عصفورة واحدة للعودة بصيد من الرحلة !! 
ولعل هذه الخاصية أو هذه الظاهرة المصرية نراها لدى الطلبة في الجامعة أو في المدرسة وحينما ينتهى وقت الدراسة ( العام الدراسي ) ويأتي وقت الامتحان أو وقت تسليم مشروع البكالوريوس وتجد الجميع ليس لديه الوقت الكافي لإنهاء ما عليهم من واجبات وبالتالي يصبح الأداء سريعًا واللهفة علي الإنتهاء أسرع وبالتالي يكون الناتج ضعيف وليس على المستوى المطلوب  والذي يعادل ما لدينا من قدرات في الأغلب هي قدرات جيدة ومحترمة  لكن ليس لدينا وقت كافي للإنتهاء من العمل كما يجب لأن الوقت الأصلي إنتهى للأسف الشديد في لا شيىء.


وهذا أيضًا ينطبق على تصرفاتنا الإقتصادية في الدولة فأمامنا فرص عظيمة للإستفادة من مواردنا ويمكننا إدارة تلك الموارد بطرق إقتصادية معلومة  ومعروفة ومسبوق تجربتها من غيرنا من الدول إلا أننا لأسباب غير معلومة متأخرين جدًا في مبادرة التنفيذ وهكذا نجد أن أحوالنا الإقتصادية ليست على ما يرام وأن الوقت قد ذهب مع الريح ذهب سريعًا ولا يوجد أمامنا سوى إصطياد عصفورة !! شييء متواضع جدًا !!!
وهذا ما يحدث في العمل الخاص وعلى كل مستويات المهن فهناك جريدة محدد لها موعد للطباعة  أي تسليم البروفة النهائية للمطبعة وتتأخر في التسليم لأن هناك مقال لم يأتي ولأن صوره لم تضبط ولأن هناك صفحة لم تكتمل وأن "علان" أو "فلان" أو "ترتان" !! ذو أهمية لدى رئيس التحرير وتأخر عن التسليم  وفي اللحظات الأخيرة نجد أنفسنا نبحث عن إصطياد عصفورة إننا نعيش في زمن غريب جدًا هو زمن إصطياد الوحوش والصفقات الكبيرة "هم" كل الناس في كل دول العالم أما نحن فمازلنا مرضى اللحظات الأخيرة.
مازلنا نعيش في معنى بعض الأمثال الشعبية المصرية ( أجري يا بن أدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش ) ومثل أخر ( نام وارتاح يأتيك النجاح )  للأسف الشديد أمثلة فاشلة !!      
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

محمود حامد يكتب: الفن الشعبي..  تنوع بلا حدود.. نباهي به الأمم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نحن أمام عالمٍ من الثراء لا حدود له ولا تستطيع أن تحصره فى عدة نقاط محددة، فما بالك إذا أردتَ أن تعد ملفًا عنه؟.. من الصعب أن تلم بكل ألوانه وأشكاله فى وجبة واحدة تضعها أمام القارىء العزيز.. فالفن الشعبى متجذر منذ آلاف السنين على أرض مصر ومتشعب فى كل مكان ينشر الجمال والخير ويعبر عن أحاسيس راقية ومشاعر إنسانية يذوب معها المستمع أو المشاهد فى لحظة من أحلى لحظات العمر.

يحكى لنا التاريخ أن المصرى عرف الفن الشعبى، وفى القلب منه الغناء، منذ بناة الأهرام وهم يصدحون بأصواتهم أثناء بناء تلك الصروح الخالدة على مر الزمن، وعرفنا غناء العمال وهم يحفرون قناة السويس رغم آلام السخرة المقيتة.. وعرفنا أيضًا كم أبدع المصرى فى استخدام الفن الشعبى سلاحًا لمقاومة المحتل الغاصب، سواء بالغناء أو على خشبة المسرح الشعبى.. وتطور هذا الفن بتطور العصور فعرفنا الغناء الشعبى فى الأفراح والأحزان وأثناء مواسم الحج والزرع والحصاد والزواج والطهور ومناسبات الحياة المتعددة.. نستمع إليه فيبهرنا الأداء سواء فى الصعيد الجوانى أو فى وجه بحرى أو بين أهالينا البدو فى مطروح وسيناء وغيرهما.

ولا نبالغ إذا قلنا أن الفن الشعبى كان وما يزال قوة ضاربة ضمن قوتنا الناعمة التى نباهى بها الأمم، وله مكانته الراسخة ضمن منظومة متكاملة تشكل الهوية المصرية وترسم معالم أمة تفخر بكل فنونها بما فى ذلك الفن الشعبى الذى حافظ على وجوده عبر الأجيال وسخر له الله من يعمل على حفظه ليبقى بيننا شموعًا تضيىء ما حولنا ومعينًا لا ينضب وتراثًا لا ينتهى ما بقيت على الأرض حياة.

نحن أمام تاريخ طويل يروى لنا عن إبداع تراثى يجمع بين الأصالة والبساطة، والعمق والعفوية، والتلقائية والدراسة، وجمال الكلمات وسمو الألحان وروعة الأداء.. لا يخضع لأشكال جامدة أو محددة، نابع من عادات وتقاليد شعبنا فى الحقول الممتدة على مرمى البصر فى الريف وفى حارات وشوارع الأحياء الشعبية وفى غيطان الصعيد وفى صحراء محافظاتنا الحدودية أيضًا.. ولأن هذا الفن متشعب، فلم يكن ممكنًا الإلمام بكل أشكاله فى هذه الصفحات المحدودة، فاخترنا الإشارة إلى أنواع محددة، فأفردنا مساحة للتعرف على البدايات حتى الوصول إلى عصرنا الراهن كشاهد حقيقى على كم التنوع فى هذا الفن الجميل، وذهبنا إلى أقصى حدود مصر الغربية لنتعرف على الشعر الشعبى البدوى وأهم رموزه فى محافظة مطروح كمثال على اللون البدوى من هذا الفن.. وتوجهنا إلى الأقصر فى الجنوب لنرصد نشاط فرقة الفنون الشعبية كنموذج لفرق مماثلة فى معظم محافظات مصر.. ومن هناك، سجلنا فن الكف الصعيدى بإيقاعاته المميزة وشعر الواو بما يحتويه من حكمة وموعظة وماركة مصرية مسجلة باسم الصعيد، ولم نتجاهل السيرة الهلالية التى ما تزال تعيش بين الناس بفضل نجومها الشعراء.

قد يرى البعض أن شعلة الفن الشعبى قد تخبو أمام طغيان أشكال جديدة تزاحم فننا الشعبى الأصيل، ويبدى البعض تخوفاتهم من انتشار هذا الهجوم المعاكس على وسائل السوشيال ميديا، لكننا ننظر إلى نصف الكوب الملىء، فنرى الفن الشعبى ينتشر أيضًا عبر صفحات التواصل الاجتماعى، مع اهتمام كثيرين بالحرص على السير على خطى الأجداد فى الحفاظ على كنز لا مثيل له سيبقى دومًا وأبدًا لن تنطفىء شعلته، بل لعلها تزداد توهجًا كشكل من أشكال الصمود.. ولا يبقى سوى أن نهدى هذا العدد لكل فنان تلقائى على أرض المحروسة، ولكل من يعمل على حفظ التراث، ولكل قارىء ومتذوق لهذا الجمال. 

مقالات مشابهة

  • تامر أفندى يكتب: أحمد عدوية..  طرب "صُنع فى مصر"
  • محمود حامد يكتب: الفن الشعبي..  تنوع بلا حدود.. نباهي به الأمم
  • إبنة محمد رحيم تروي اللحظات الأخيرة قبل وفاة والدها
  • د.حماد عبدالله يكتب: الإصلاح الثقافى قبل الدعوى !!
  • أبوبكر الديب يكتب: الإمبراطور "ترامب" 
  • برج العقرب.. حظك اليوم الخميس 9 يناير 2025: شارك اللحظات السعيدة
  • د.حماد عبدالله يكتب: من سمات التفكك " قلة الأدب" !!
  • شبانة يدافع عن الشناوي: رجل اللحظات الهامة
  • الشناوي رجل اللحظات الهامة
  • حماد يحل 3 أجهزة وينقل تبعيتها إلى صندوق التنمية وإعادة اعمار ليبيا