ما الذي دفع أرمينيا للتنصل من أرمن قره باغ؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تنصلت الحكومة الأرمينية من المسلحين الأرمن الذين كانوا يقاتلون ضد أذربيجان في إقليم ناغورني قرة باغ، وذلك بعد الهزيمة الساحقة التي تعرضوا لها الثلاثاء وأدت إلى قبولهم تسليم أسلحتهم كاملة بناء على مقترح روسي.
وكانت أذربيجان علقت الأربعاء عملياتها العسكرية ضد الانفصاليين الأرمن في قره باغ شريطة إلقاء سلاحهم ومعداتهم الثقيلة، وإخلاء كافة مواقعهم بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
جاء ذلك بعد تجدد القتال بين الجانبين الثلاثاء على طول نقاط التماس، قبل أن تعلن باكو صباح الأربعاء وقف العمليات بناء على اتفاق اقترحته وضمنته روسيا.
ورغم مراقبة السلطات الأرمينية الوضع في قره باغ عن كثب، فإنها لم تكن طرفا في اتفاق وقف القتال الأخير الذي رعاه الروس، ولم تشارك حتى في المفاوضات حسب ما أعلنه رئيس وزرائها نيكول باشينيان.
وقال باشينيان -في كلمة متلفزة- إن بلاده علمت بوقف القتال من مواقع الأخبار، وإنها اطلعت على نص الاتفاق لكنها لم تكن طرفا فيه ولا في المفاوضات التي أفضت إليه.
وأبدى باشينيان استغرابه من أن نص الاتفاق يشير إلى إخراج القوات المسلحة الأرمينية المتبقية في الإقليم، مضيفا "بالنسبة لنا هذا غير مفهوم.. صرحنا في أكثر من مناسبة أنه لا وجود عسكريا لأرمينيا هناك منذ أغسطس/آب 2021".
ووفقا للجيش الأذربيجاني، فقد نص الاتفاق على إلقاء الجماعات المسلحة غير الشرعية الموجودة في المنطقة أسلحتها ومواقعها العسكرية والقتالية ومعداتها الثقيلة بشكل الكامل، وذلك بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
ولعبت روسيا دورا حاسما في الاتفاق؛ ليس فقط لأن قواتها لحفظ السلام تدخلت للمساعدة في إجلاء المدنيين من مناطق القتال في الإقليم، بل لأن أطراف الصراع هناك قبلت مقترح قيادة القوات الروسية بوقف إطلاق النار.
ورغم استجابة المسلحين من أرمن الإقليم لشروط باكو فإن سلطات قره باغ حريصة على القول إن موافقتها أخذت في الحسبان الوضع الحالي وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل لإنهاء الحرب.
وطالبت أرمينيا مرارا بضمانات أمنية دولية لأرمن قره باغ، غير أن هذا لم يجعلها في منأى عن الانتقادات الشعبية لإدارتها ملف النزاع في الإقليم.
واحتشد آلاف المحتجين في العاصمة يريفان اعتراضا على ما يرونه خذلانا من سلطات بلادهم لأبناء قوميتهم في "آرتسخ" (كما يطلقون على إقليم قره باغ)، بعدما تلقت القوات العسكرية الأرمينية انتكاسات متتالية من الجانب الأذري، قبل أن تحمل على حل نفسها وتسليم ما تملكه من سلاح.
وبعد تعليق العمليات، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن بلاده حققت كل أهدافها واستعادت سيادتها خلال يوم واحد من العمليات في قره باغ، وأضاف في خطاب أن باكو اتخذت على الفور الخطوات اللازمة وعاقبت العدو على النحو الصحيح.
وتوعد علييف من سماهم "الإرهابيين" بالعقاب، مؤكدا أن أي استفزاز من جهتهم سيقابل برد لائق، حسب تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قره باغ
إقرأ أيضاً:
ختام قمة العشرين.. من «ريو» إلى «باكو»: مليارات الدولارات غير كافية
اجتمع اليوم قادة مجموعة العشرين في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في ريو دي جانيرو التي أعطت زخما محدودا لمفاوضات مناخية متعثرة في باكو وسادها انقسام في المواقف بشأن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وخيم عليها طيف دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض.
ففي اليوم الأول من القمة، حقق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنجازا بإلحاق 82 بلدا في ائتلاف عالمي لمكافحة الجوع والفقر تم إطلاقه في هذه المناسبة.
وحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن ممثلا بلده في القمة لكن بإطلالة خافتة طغت عليها ظل ترامب العائد إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير المقبل، حتى إن بايدن فوت عليه الصورة الجماعية للقادة أمس الأول إثر قدومه متأخرا لها مع رئيس الوزراء الكندي ورئيسة الوزراء الإيطالية.
وفي بيان مشترك صدر في ساعة متأخرة من صباح اليوم، لم يأت القادة بأي خرق كبير لتحريك المفاوضات الراكدة في باكو بشأن حلول لمكافحة التغير المناخي ومساعدة الدول النامية. لكنهم أرسلوا مؤشرا إيجابيا باتجاه الدول النامية في باكو، معتبرين أن "آلاف المليارات" وليس مليارات هي ضرورية لمساعدتها في مواجهة احترار الكوكب.
ولا شك في أن العودة الوشيكة لترامب إلى البيت الأبيض كانت في كل الأذهان خلال قمة مجموعة العشرين، على خلفية مسائل التغير المناخي والتصعيد في أوكرانيا والضغوطات الاقتصادية التي تتسبب بانعدام الأمن السياسي في بعض الديموقراطيات.
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينج من أن العالم يواجه مرحلة جديدة من "الاضطراب"، مشددا على ضرورة "تجنب التصعيد في الحروب وتأجيج النيران". واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن العالم بات في وضع حرج.
وحل الشرق الأوسط حيث تشن إسرائيل حربا على غزة وفي لبنان بندا على جدول أعمال القمة التي دعت إلى وقف "شامل" لإطلاق النار.
وسعى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى توجيه دفة المناقشات حول المسائل الاجتماعية في صلب نهجه اليساري ونجح في حشد دعم القادة لمقترح يقضي بفرض مزيد من الضرائب على أكبر الأثرياء.
علي صعيد آخر، أوقف أربعة جنود برازيليين كانوا يتولون تأمين قمة ريو على خلفية شبهات بتخطيطهم لاغتيال لولا بعد انتخابه في أواخر 2022. وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إنه يشتبه في أن العسكريين دبروا مشروع "انقلاب" يتضمن اغتيال دا سيلفا في 15 كانون ديسمبر 2022 و"أوقفوا في ريو حيث كانوا يشاركون في مهمة تأمين قمة مجموعة العشرين"، فضلا عن توقيف شرطي في السياق عينه.
من جانبهم، رحب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29) بالمؤشرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين بشأن تمويل الحلول المناخية للبلدان النامية، لكنهم شددوا على أن الشق الأصعب من المهمة ينبغي إنجازه في باكو.