صحيفة البلاد:
2024-07-01@05:13:20 GMT

بركة «بيسان» نمط معماري فريد للعمارة الإسلامية

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

بركة «بيسان» نمط معماري فريد للعمارة الإسلامية

البلاد ــ جدة

تعدّ بركة بيسان “الخرابة” من أجمل البرك على درب الحج القديم كونها تشكل نمطاً معمارياً فريداً للعمارة الإسلامية في القرن الهجري الأول والثاني، ولأنها احتفظت بكثير من روعتها بعد ترميمها بطريقة لم تفسد قيمتها التاريخية والأثرية، وذلك في عملية الترميم التي أمر بها جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حيث وُجِد نقش يؤرخ عملية الترميم بتاريخ 25 / 5 / 1393هـ، وما زاد جمالها تصميمها النادر بقبابها وبنيانها بطريقة “الأزج المعقود”, إضافة إلى موقعها وسط الصحراء العذية بين غابات أشجار السلم والسمر والسرح ما جعلها روضة غناء خاصة أوقات الأمطار وامتلاؤها بالماء وجريان السيول من حولها.


والمعالم التاريخية والأثرية، مازالت محافظة على هيئتها وجمال تصميمها في الموقع ، وتقع بركة “الخرابة” شمال شرق مكة المكرمة 170 كلم، سميت قديماً ببركة “وجرة” كما تعرف أيضا ببركة “القصر” وهي إحدى منازل محطة “بيسان” على درب الحاج البصري، الذي يبدأ من مدينة البصرة مروراً بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن مخترقاً عدة مناطق صحراوية أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمر بمنطقة القصيم، وبعدها يسير الطريق موازياً لدرب زبيدة حتى يلتقيان عند محطة “أوطاس” التي تقع على مسافة عشرة أميال من ميقات ذات عرق.


يحتوي الموقع على بركة مربعة الشكل مدرجة من الأعلى إلى الأسفل يعود بناؤها إلى القرن الثاني الهجري وهي من بناء هارون الرشيد كما سميت أيضاً ببركة الرشيد، تجاورها بركة أخرى دائرية الشكل مدرجة من الأعلى إلى الأسفل تنسب لعيسى بن علي العباسي، يوجد بينهما غرفة للمراقبة يتميز تصميمها بوجود القباب عليها والتي أعطتها هيئة كهيئة القصر لذلك سميت كذلك ببركة القصر، كما أن للغرفة أبواباً ذات عقود نصف دائرية، يمر من تحت مستوى الغرفة قناتان خاصتان بتصريف المياه من البركة المربعة التي تعمل كمصفاة إلى البركة الدائرية، تصل المياه إلى البركة المربعة عن طريق قناة أرضية مسقوفة، تمتد من وادي العقيق بمسافة تقدر بحوالي 15 كم.
وأكد عالم الآثار الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد أن التصميم المعماري لبركة “وجرة” أو كما تعرف ببركة “بيسان” يعد نموذجاً فريداً للعمارة الإسلامية في العصور الهجرية المبكرة ما يدل على التقدم المعماري والخبرة الكبيرة التي توفرت لدي المهندسين المعماريين في ذلك الوقت.

وأشار الدكتور الراشد إلى أن البركة تتكون من بركتين الأولى مستطيلة الشكل وهي عبارة عن مصفاة تستقبل المياه بواسطة قناة أرضية تجلب مياه السيول والأمطار التي تغذي وادي العقيق الذي يصب في البركة، تبلغ مساحتها السفلية حوالي (35×28م) في الأعلى وكون المصفاة مدرجة فإن المساحة السفلية تصل إلى (22×12،5م) ويصل عمق المصفاة (5،79م) ويبلغ مجموع عتبات المصفاة من كل جهة 11عتبة، وترتفع آخر عتبة عن أرضية البركة حوالي متر تقريباً، وفي ركن المصفاة الشمالي الغربي يهبط سلم صغير مكون من ست عتبات نصف دائرية إلى القاع، والعتبات تزداد حجماً كلما قربت من القاع، أما ركنا قاع المصفاة الآخران فقد زود كل ركن بكتف نصف دائري.
‏وأضاف الدكتور الراشد أن البركة الرئيسية الأخرى هي على درجة كبيرة من الضخامة يبلغ قطرها عند الحافة العلوية حوالي 54 م وعند القاع يصل قطر إلى حوالي 40 متراً، مبيناً أن البركة والمصفاة بنيتا بالأحجار الجرانيتية المنحوتة بعض الشيء، وثبتت بالجص والمونة ويتوسط البركة والمصفاة بناء مرتفع عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل ذات قبتين لها بابان في كل ضلع عدا الضلع الجنوبي له باب واحد والأبواب مقوسة من الأعلى ومبنية بأحجار منحوتة قوية التماسك.

ونوّه الدكتور الراشد بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الثقافة ممثلة بهيئة التراث والتي تسعى من خلال مبادراتها المنبثقة من رؤية المملكة 2030م الرامية إلى تطوير قطاع التراث والحفاظ عليه، وتطوير الأنظمة المتعلقة بالتراث وحفظه؛ من خلال اقتراح إستراتيجية قطاع التراث -في إطار الإستراتيجية الوطنية للثقافة، عاداً رؤية المملكة رؤية محفّزة للعناية بالآثار وتأهيلها لمشروعات تنموية مستدامة، ومن أهم عناصرها الاستفادة من العمق التاريخي للمملكة، ما يدعو إلى الاستفادة من المعالم والموروثات القيمة الموجودة فيها.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

نضال من أجل تحقيق سلام عادل

 

 

خالد بن أحمد بن سيف الأغبري

 

نقاط التحول السلبي التي نراها متفاعلة مع مُجمل هذه التوترات والمُغالطات والقضايا الشائكة والأزمات التي وَضَعت المنطقة على صفيح ساخن من البراكين الثائرة هي بلا أدنى شك، انعكاس طبيعي لمؤامرات ومخططات مُعلنة وغير مُعلنة.

وهي في ذلك مدعومة بأفكار ونوايا سيئة وسياسات عنصرية غير آمنة، وذلك نتيجة التباين الواضح في المواقف والرؤى التي ينتهجها البعض تجاه ما يتوجب فعله في مواجهة تلك التحديات والأزمات التي تُفرض على الأمة الإسلامية والتكالب عليها من أجل أن تبقى مهمشة ومسلوبة الإرادة ومنزوعة السلاح لئلا تكون قادرة على اتخاذ أي قرار سيادي يحمي مصالحها وأمنها ويصون حقوقها ويحافظ على مكتسباتها من هذه الفوضى والعنجهية البغيضة والحقودة التي تتطور أساليبها وتسوء حالتها يوماً بعد يوم.

ولقد أصبح الإنسان المسلم مستهدفًا أكثر من غيره من قبل بعض العصابات والجماعات التي تقف وراء كل معضلة وكل أزمة تثير القلق والتوترات بهدف تعميق الخلافات البينية وتسويق النزاعات والدسائس الماكرة، وذلك على خلفية ما تقوم به تلك الجماعات المناهضة للفطرة السليمة والقيم الأخلاقية الفاضلة والمبادئ الإنسانية الحميدة؛ بل أصبحت تضخ إمكانياتها وتعمل على إبادة الشعوب الإسلامية وتضمر لها المكائد والحقد والكراهية، مستحلة دماءها وأعراضها ومقدراتها على اعتبار أنها أمة لا تستحق العيش على هذه الأرض من وجهة نظرهم وذلك من منطلق تخوفهم وشعورهم بأنَّ هذه الأمة قد نالت مكانة خاصة من لدن الخالق سبحانه وتعالى من حيث المميزات الإيمانية والسلوكية والمبادئ الكريمة والقيم المثلى التي قد تشكل خطرًا كبيرًا عليهم وعلى مستقبلهم من وجهة نظرهم، وهو نتاج معطيات ونجاحات ما قدمته تلك الرسالة المحمدية التي شقّت طريقها منذ بزوغ فجر الإسلام وانبلاج يومه العظيم بزعامة قائده الكريم سيدنا محمد الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي بعثه الله ليختتم به الرسالات وتتوحد من خلاله الإنسانية وتنجلي به ظلمات الجهل والظلال، بعيدًا عن العنصرية والدكتاتورية الحمقى التي أضحت متفشية في عالم اليوم دون أن تجد من يصحح مسارها ويوجهها توجيهًا سليمًا؛ بما يجسد طاعة الله والعمل وفق منهجه الصحيح في إطار السلوك الأمثل.

هذا المنهج الذي يهدف إلى تحقيق معطيات الأمن والاستقرار، وبعدما انطلقت تلك الرسالة العظمى بدأت المواجهة الحقيقية بين الحق والباطل، بين حماة الدين الإسلامي وزعاماته من جهة وبين زعامات الباطل والفساد والغطرسة من جهة أخرى؛ حيث إن الدين الإسلامي دين رسالة متكاملة وشاملة وعادلة فرضها الخالق- جلت قدرته- لتشمل كافة مكونات الحياة الدينية والمجتمعية والتي سوف تبقى وتظل مدعومة ومحمية من قبله سبحانه وتعالى لتضفي على الحياة البشريّة طوقًا مقدسًا وآمنًا وحراسة عقائدية وشرعيّة مؤثرة في حياة الإنسان المسلم، إذا ما وجدت من يحتضنها بفلسفة إيمانية عميقة وراسخة تدار بعقلية واعية وعادلة ومدركة لمحاور الفضيلة وأركان الشريعة ومقارعة الباطل وهزيمته.

وتحقيق ذلك بلا شك لا يتم بقوة السلاح وكثرة العدد والعتاد فحسب بل بقوة الإيمان والتسلح بتقوى الله وحسن المُعاملة والتأثر بأخلاقيات رموز الدين ومجالسة أصحاب الخير والصلاح والفكر الرصين وهو ليس من أجل رفع الأرصدة المالية وتخزين الأموال الطائلة والظهور بمظاهر تلك السيارات الفاخرة والقصور الفارهة المحصنة بالجنود والخدم وما خفي أعظم، الأمر آلذي أدى إلى إلحاق الضرر بأبناء الأمة الإسلامية وانشغالهم بما يفسد عليهم تلك القيم والثوابت الأساسية، فضلًا عن موالاتهم لأعدائهم والسير وراء مخططات أولئك الأعداء المنحرفين عن جادة الصواب، بدليل ما تخطط له تلك الدولة الصهيونية وأعوانها المارقون الذين أكثروا في البلاد الفساد والبغي على العباد وانعدمت فيهم المبادئ والقيم الإنسانية لتتشكل من خلالهم أبواق الفتن وحاضنات الفساد والمفسدون بعد ما تعطلت الضمائر الحية وتعفنت الروح الإنسانية وتحللت مظاهر الديمقراطية وطمرت الحرية وتلاشت الشهامة وتطايرت الكرامة في زمن قست فيه القلوب وتحجرت فيه العقول وانكشفت فيه الأقنعة وتبعثرت فيه القيم وانصهرت فيه المبادئ.

لم يعد للإنسان في هذا العصر قيمة حقيقية كما كان عليه سابقًا، ولم يعد للعروبة والإسلام مرجعية تحميها من فساد المفسدين إلّا من رَحِمَ ربي، ولم يعد لهما مكانة في ساحة المتنفذين، بقدر ما هي صور مُتلاحقة من صولات المجرمين وعنجهية الفاسدين وضجيج المنافقين من ذوي العقول الميتة والنفوس المريضة.. فسلام على تلك الحياة التي همشت فيها العدالة وظهرت فيها قوى الظلم والظالمين وتعددت فيها بؤر البغي والفساد.

على أبناء الأمة الإسلامية أن ينتبهوا ويضعوا في اعتبارهم أنهم يقفون أمام تحديات كبرى سواء كان ذلك من قبل أعدائهم الذين يواجهونهم بصورة مباشرة وواضحة وجها لوجه أو من قبل تلك الفئة التي تُمارس نشاطها في الخفاء تحت مظلة عدوهم الأكبر، فهم جميعًا يُشكِّلون حلفًا خطيرًا على الامة، ويمارسون قانون الغاب الذي لا يحترم حقوق الآخرين..

نسأل الله العفو والعافية لجميع المسلمين والنصر والتمكين لعباده المجاهدين.. ولله عاقبة الأمور.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بناه أحد الصحابة في السنة الـ 16 للهجرة النبوية: جامع حسْلْ .. منارة تاريخية توشك يد الإهمال على هدمها
  • بيسان تتفوق في الإبتدائية
  • جامع حٍسْلْ .. منارة تاريخية بحاجة للحماية من الاندثار
  • «فريد» يطلب تقليل نفقة طفليه من محكمة الأسرة: «بتصرف فلوسي على الميكاب»
  • نضال من أجل تحقيق سلام عادل
  • الراعي يستقبل فريد هيكل الخازن في بكركي
  • عضو بـ "الأعلى للشئون الإسلامية": الإخوان أرادوا عزل شيخ الأزهر في عهد مرسي
  • القرطم.. نبات فريد بمميزات استثنائية للعناية بالبشرة والجمال
  • حزب الله: استهدفنا تجمع للجنود بمحيط مثلث الطيحات بالأسلحة الصاروخية
  • حزب الله يقصف الأجهزة التجسسية في موقع بركة ريشا