«حفظ النعم» يبحث نهجاً مستداماً لحفظها من الهدر وتعزيز التعاون الدولي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعم في أبوظبي، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال الاستدامة والزراعة والأمن الغذائي والبيئة والمياه من داخل الدولة وخارجها.
وتستشرف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، من خلال تنظيمها المؤتمر مستقبل الحفاظ على النعم وتعزيز التعاون الدولي والعمل على تبني نهج مستدام لحفظها من الهدر، كما يأتي المؤتمر في إطار جهود الدولة للحصول على الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة.
ويأتي تنظيم «الهيئة» للمؤتمر تزامناً مع عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وضمن استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28».
وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وحمود عبدالله الجنيبي، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر، وعدد من سفراء الدول الصديقة والشقيقة.
وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمتها المتلفزة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ضرورة تضافر الجهود الدولية، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي، وبناء مستقبل مستدام لا يوجد فيه جوع بالعالم.
ولفتت معاليها إلى أن إعلان الدولة خلال «COP28» برنامج النظم الغذائية والزراعة، هو شهادة على التزام الدولة الثابت بتحويل النظم الغذائية العالمية لتكون أكثر حفظاً للغذاء من الهدر.
وقالت «سنسعى خلال استضافتنا المؤتمر العالمي لأن نحصل على توقيع قادة الدول على (إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي)، وهو ما يضمن التزام البلدان حول العالم بتحويل النظم الغذائية إلى نظم أكثر استدامة، والتي سيكون من بينها بالطبع اعتماد حلول مبتكرة للحد من فقد وهدر الغذاء».
وتوجهت معاليها بالشكر لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على إتاحة الفرصة لي للمشاركة في المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعم.
هدر للغذاء
وأشارت إلى أن المؤتمر العالمي يأتي في الوقت الذي يصل فيه هدر الغذاء إلى 14% من الأغذية خلال العام بعد حصادها وحتى مرحلة البيع بالتجزئة، ويتم هدر 17% في مرحلة البيع بالتجزئة وعلى المستوى الاستهلاك، في الوقت الذي يعاني فيه 735 مليون شخص من الجوع في العالم، وتقدر الأمم المتحدة في حال وصل سكان العالم إلى 9.6 مليار نسمة بحلول 2050 فقد يتطلب الأمر ثلاثة كواكب مثل كوكب الأرض لتوفير الموارد الطبيعية للحفاظ على أنماط الحياة الحالية.
وأشارت معاليها إلى أن القيادة الرشيدة في الدولة تولي أهمية كبرى لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، ووقف هدر الطعام، وترشيد استهلاكه، حيث حث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المجتمع على ضرورة ترشيد استهلاك الغذاء، واتباع سلوكيات الشراء الصحية، وأخذ الاحتياجات دون مبالغة، سيما أن هدر الغذاء يعد أحد أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.
وقالت إن الإمارات تمتلك العديد من المبادرات للحد من هدر الغذاء، ومنها مبادرة وقف المليار وجبة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بهدف توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين القادمة.
تاريخ الإمارات
وفي الكلمة الرئيسة للمؤتمر، أكد راشد مبارك المنصوري، نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون المحلية، أن مؤتمر حفظ النعم يعتبر فرصة لتسليط الضوء على إرث الاستدامة المتجذر في تاريخ الإمارات، والذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل البيئة الأول والذي قدم الكثير من المبادرات لحماية البيئة.
وقال «يأتي هذا المؤتمر ليضيف بعداً جديداً لمبادرات (الهلال الأحمر) الإماراتي في مجال الاستدامة، انطلاقاً من سعيه الدائم للتميز والريادة في مجال المسؤولية المجتمعية والبيئية والعمل الإنساني بصورة عامة، إذ ينظر المؤتمر من خلال محاوره المختلفة، في تحديات المستقبل واعتبارات التغير المناخي، وتسليط الضوء على المشاريع الرئيسية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة».
وأضاف المنصوري: «إننا نتطلع إلى أن يكون المؤتمر الخطوة الأولى من رحلة الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة، والذي نسعى لأن نطلقه من الإمارات إلى العالم كمبادرة تدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051، ولن ندخر وسعاً في سبيل تحقيق هذا الهدف».
وركز المؤتمر ضمن جلساته على تعزيز الوعي البيئي وتحقيق أهداف الاستدامة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة، إلى جانب توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمختلف مساراتها في ملف حفظ النعم، وتغيير الصورة النمطية عن حفظ النعمة الواحدة «الغذاء» وتوجيه الأنظار إلى النعم الأخرى «الكساء، الدواء، الزراعة، البيئة، الطاقة، والتكنولوجيا»، وتسخيرها لخدمة الإنسانية.
مشاريع مستدامة
عرض الفائزان بمسابقة حفظ النعم وهما مريم يونس الفيل (15 عاماً)، ومحمد يونس الفيل (16 عاماً) قصة نجاح مشروعهما الذي بدأ منذ خمس سنوات في إعادة تدوير النفايات الغذائية وتحويلها لسماد عضوي لإحياء الأشجار الميتة.
وقالت الطالبة مريم الفيل «إن دولتنا دولة الإمارات تحب الزراعة، ونحن نقتدي بما قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال إنه لا يوجد مستحيل، وهو أول من زرع أشجار النخيل في الصحراء، ونحن مستمرون على العهد بالحفاظ على الزراعة». من جانبه، أوضح الطالب محمد الفيل آلية تحويلهم مخلفات الطعام إلى سماد عضوي، وذلك بتجميع النفايات الغذائية لمدة أسبوع، دون استخدام مخلفات الطعام من اللحوم البيضاء أو الحمراء، وخلطها لمدة ثلاث دقائق، مع إضافة المياه والمناديل لتكون بديلاً عن الكربون الذي يساعد على تحلل الخليط، واستخدام أوراق الشجر ليكون مصدر النيتروجين الذي يساعد على نمو الشجر والحفاظ على خضرته.
شعاب المحار
عرض مركز الفجيرة للبحوث، بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة، وشركة ديبا باي، مشروع لإنشاء مجمعات شعاب المحار عن طريق إعادة تدوير قشور المحار، وإعادة استزراعها في بحر الفجيرة، لتكون مساعداً للشعاب المرجانية ودعم المواطِن البحرية وأنواع المحار الأصلية.
وأوضحت مريم الحفيتي من مركز الفجيرة للبحوث، أن المشروع تقوم فكرته على إعادة تدوير الأصداف بعد تنظيفها من اللحوم داخلها وتجميعها في الصناديق المخصصة لذلك، لتتم معالجة الأصداف في المنشآت الأرضية وإلقاؤها في مناطق مخصصة لدعم وتعزيز نمو أنواع المحار المحلية وموائل جديدة للحياة البحرية.
المبادرة الوطنية
لفتت معالي المهيري إلى مبادرة «نعمة»، المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التزام دولة الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول 2030 استناداً إلى الهدف الثالث والثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأكدت معاليها أن وقف فقد الغذاء وهدر الطعام جزء لا يتجزأ من تطوير منظومة غذاء مستدام، وهو ما نحرص على تنفيذه في الدولة، لنشر أفضل وأحدث النظم المستدامة في إنتاج وإدارة منظومة الغذاء، وهو أمر من شأنه الحد من هدر الغذاء عبر كامل سلسلة القيمة الغذائية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي حمدان بن زايد الظفرة الهلال الأحمر الإماراتي هیئة الهلال الأحمر الإماراتی بن زاید آل نهیان المؤتمر العالمی النظم الغذائیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
برنامج الأغذية العالمي يرسل 700 شاحنة لتخفيف أزمة الغذاء في السودان
أعلنت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 14 ألف شخص في السودان وإصابة 33 ألفا آخرين، وحذرت من أن البلاد في طريقها المجاعة. وأعلنت جهة دولية مؤخرا أن هناك زيادة في وصول المساعدات الغذائية لمن يعانون أهوال الحرب. ويأتي ذلك بينما تبذل مساع دولية لوقف إطلاق النار، لكنها لم تصل إلى حد نزع الفتيل بعد.
اعلانقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء إن هناك ما يزيد عن 700 شاحنة في الطريق الآن إلى جميع أنحاء السودان، وذلك سعيا لتوسيع نطاق توزيع المساعدات الغذائية.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ليني كينزلي في تصريح صحفي في جنيف: " إن الشاحنات تحمل ما مجمله 17,500 طن تقريبا من المساعدات الغذائية، ما يكفي لإطعام مليون شخص ونصف المليون لمدة شهر واحد".
الأمن الغذائي هاجس السودانيين الأول بعد مرور عام على اندلاع النزاع المسلح في البلادوأضافت أن بعض المواد الغذائية مخصصة لأربع عشرة منطقة في البلاد التي تواجه المجاعة أو يمكن اعتابارها معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك مخيم زمزم في إقليم دارفور الذي مزقته الحرب.
رجل يسير بجوار منزل تعرض للقصف في الخرطوم 25 نيسان أبريل 2023Marwan Ali/APوكانت روسيا استخدمت حق النقض الفيتو عند التصويت على قرار في مجلس الأمن في الأمم المتحدة يوم الاثنين الأسبوع الماضي، يهدف إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين من النزاع، لكن موسكو أسقطته.
وأشار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى أنه لم يكن موافقاً على مشروع القرار، مشيراً إلى أنه (القرار) فشل في معالجة المشاكل الأساسية للبلاد، وأوضح أنه لم يعترف بدور الجهات الأجنبية في إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
Relatedمنظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودانحمدوك يُعرب عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في السودان ويُحذر: على أوروبا الاستعداد لاستقبال الملايينالسودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟ودخل السودان في صراع دموي منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، عندما اندلعت توترات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، وامتدت إلى مناطق أخرى كدارفور.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية البرهان يرفض التدخل الخارجي لحل النزاع في السودان ويضع شروطه لوقف إطلاق النار مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان السودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟ قوات الدعم السريع - السودانعبد الفتاح البرهان برنامج الأغذية العالمي مجاعةجمهورية السودانالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. معاناة قطاع غزة تتفاقم ومن دون سابق انذار وقبل ساعات من وقف إطلاق النار إسرائيل تستهدف العاصمة بيروت يعرض الآن Next أنغيلا ميركل تكشف أسرار 16 عامًا من القيادة في مذكراتها الأولى يعرض الآن Next احتجاجات أنصار عمران خان: مقتل ستة أشخاص وسط مواجهات عنيفة مع الشرطة في إسلام آباد يعرض الآن Next ترامب يتحدى بكين بتعريفات إضافية على الواردات الصينية والأخيرة تحذّر: لا رابح في الحرب التجارية يعرض الآن Next تقارير تزعم أن روسيا اعتقلت بريطانيًا يقاتل مع أوكرانيا.. هل يكون أول معتقل أجنبي معلن عنه في روسيا؟ اعلانالاكثر قراءة قتلى وجرحى في غزة ولبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في إسرائيل.. وحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" غالانت يستعد للسفر إلى واشنطن.. لكن ماذا لو أجبرته الظروف على الهبوط في دولة عضو بالجنائية الدولية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةروسياضحاياقتلدونالد ترامبالمملكة المتحدةأوروباحزب اللهلبنانمراهقونالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024