إماراتيات تجمعهن هواية الصيد
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
خولة علي (دبي)
أخبار ذات صلة بندقية «victrix» تتزين بعلم الإمارات في معرض «الصيد والفروسية»الصيد مهنة تستقطب الكثيرين من محبي البحر، لخوض تجربة استثنائية بين أمواجه، والظفر بخيراته الوفيرة وثرواته السمكية، والتعرف على فنون هذه المهنة وتقنياتها، ليسيروا على نهج الآباء والأجداد الذين ارتبطوا بالبحر، كجزء من ذاكرة المكان التاريخية والاجتماعية، ورحلة عشق متجددة لا ينطفئ وميضها في النفوس على مر الزمن.
لمياء علي الصيقل تُعتبر مثالاً لابنة الإمارات التي استطاعت أن تترجم حبها وعلاقتها الوثيقة بالبحر، عبر تعلّم مهنة الصيد كهواية ألفتها واعتادتها، منذ أن كانت تخرج، وهي طفلة، مع والدها للصيد لترافقه في رحلاته، حتى أصبح البحر جزءاً من نشاطها اليومي، ومصدراً للذكريات الجميلة مع والدها الراحل. واستطاعت أن تؤسس وتقود فريقاً نسائياً يحترف مهنة الصيد، ويحقق بطولات عدة في المسابقات البحرية المحلية.
شغف واستمتاع
تؤكد لمياء علي الصيقل، قائدة الفريق، أن للبحر أثراً وقيمة في حياة كل من سبر أغواره وغاص في أعماقه وسط الأمواج، وبالرغم من المشقة التي تصاحب رحلة الصيد، فإنها لا تخلو من لحظات الترفيه والهدوء المصاحبة للفرد، الذي يقصد البحر بحثاً عن الزرق على ظهر قارب أو سفينة صيد، في تجربة متجددة ومختلفة. وتضيف: الصيد متعة لا يمكن وصفها، فهو يساعد على التخلص من ضغوط الحياة اليومية، فما إن نستقل الطراد وننطلق في عرض البحر حتى يخالجنا الشعور بالبهجة والتأمل والترقب، لعلنا نحظى بالصيد الوفير.
مهارة وخبرة
وتقول الصيقل: كثيراً ما كنت أراقب الوالد، رحمه الله، وهو يجهز معدات الصيد من أدوات وخيوط ولوازم أخرى ضرورية قبل الانطلاق بالطراد، بصحبة عدد من الأقارب والأصدقاء، وكنت أخرج معهم وأنا طفلة. وعندما كبرت أصبح البحر يجذبني أكثر، فبدأت أخرج برفقة مجموعة من الصديقات للصيد في الأماكن القريبة من الشاطئ، حتى تطور شغفنا شيئاً فشيئاً، وبدأنا نلجأ إلى استئجار قوارب من شركات رحلات الصيد، ومن تكرار التجربة، أصبحنا أكثر مهارة وخبرة بفنون الصيد، ومواكبة كل جديد فيه.
احتراف
وتضيف الصيقل: الأمر في البداية كان مجرد رحلات ترفيهية للاستمتاع بجمال البحر، وبلحظات غروب الشمس التي تنعكس خيوطها الذهبية على سطح الماء، وبعد احترافنا هذا المجال، أصبحنا نخرج في ساعات الفجر الأولى، لمناطق بعيدة ونعود بعد صلاة العشاء، كما نشارك في عدة بطولات بحرية من تنظيم نادي أبوظبي البحري، ونحقق مراكز متقدمة.
وتؤكد أن الاستعداد لرحلات الصيد يتطلب معرفة دقيقة بحالة البحر، ومن ثم تجهيز القارب والتأكد من تعبئة البترول والماء وتخزين الثلج وشراء الطُعم، بالإضافة إلى توفر المشروبات والوجبات الخفيفة، ويتم تحديد مدة الرحلة والمكان الذي نقصده للصيد.
روح الفريق
وتشير الصيقل إلى أن الفريق يتألف من 4 فتيات، هن: أسماء خلفان الريسي، فاطمة الحمادي، مريم العامري، وعائشة الكعبي، واللاتي جمعتهن هواية صيد الأسماك، ومنها انطلقن إلى خوض المنافسات البحرية ليثبتن كفاءتهن وعزيمتهن في مواجهة التحديات بروح عالية، ضمن فريق نسائي متناغم في تعاونه وتبادل خبراته وإنجاز مهمته في رحلات الصيد بكل تميز ونجاح، فالإنجازات شاهدة على تفوقهن في مجال ارتبط بالرجال، إلا أنهن استطعن الوجود فيه بصورة أكثر احترافية، وساهمن في تحفيز النساء على خوض غمار هذه الهواية.
أهداف ورسائل
تسعى لمياء الصيقل وفريقها إلى تشجيع مختلف الفئات والجنسيات على استثمار الوقت في ممارسة رياضة الصيد، والعمل على تعزيز صورة المرأة الطموحة التي تتحلى بالعزيمة والإرادة لتحقيق إنجازات على المستويين المحلي والعالمي، وبث رسائل إيجابية من خلال تسليط الضوء على البيئة والصحة والسلامة البحرية، ودعم المبادرات البيئية، ما يعود بالنفع على الصحة واللياقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الرحلات البحرية الصيد
إقرأ أيضاً:
قطاع الصيد البحري: رقم معاملات تصديري يناهز 31 مليار درهم خلال عام
أفادت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، الأربعاء بالرباط، بأن قطاع الصيد البحري حقق رقم معاملات تصديري يناهز 31 مليار درهم خلال سنة 2023، بحجم بلغ 847 ألف طن.
وأوضحت السيدة الدريوش، خلال اجتماع تواصلي مع رؤساء الفيدراليات والجمعيات الفاعلة في قطاع تحويل وتثمين وتسويق منتجات الصيد البحري، أن صادرات هذا القطاع الاستراتيجي تمثل، حسب الأرقام المحينة، 7 في المائة من إجمالي الصادرات و39 في المائة من صادرات المنتجات الفلاحية الغذائية.
وأبرزت أن المغرب يضم 518 وحدة لتحويل المنتجات البحرية، تشمل أساسا وحدات التجميد والتعليب وشبه التعليب، بالإضافة إلى أنشطة أخرى لتثمين المنتجات.
وأكدت السيدة الدريوش بهذه المناسبة، على الدور المهم الذي يضطلع به قطاع تحويل وتثمين وتسويق منتجات الصيد البحري في النسيج الصناعي المغربي، ومساهمته البارزة في الأمن الغذائي وتعزيز فرص الشغل، وذلك بفضل الأداء المتميز، خاصة من حيث الاستثمارات المنجزة، ومساهمته الكبيرة في صادرات منتجات الصناعات الغذائية الوطنية.
كما أشارت إلى الجهود المبذولة خلال العقدين الماضيين، التي مكنت القطاع من تعزيز تنظيمه، بفضل استراتيجية « أليوتيس » التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2009، مبرزة أن المغرب استطاع تعزيز موقعه على الصعيدين الدولي والإقليمي كرائد في مجال صناعة الصيد البحري، باستثمار تجاوز 930 مليون درهم سنة 2023، وخلق أكثر من 126 ألف فرصة عمل مباشرة، رغم الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع نتيجة التغيرات المناخية.
وفي هذا السياق، شددت المسؤولة على ضرورة تعزيز المكتسبات المحققة من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واعتماد تدابير جديدة تهدف إلى تحديث البنية التحتية واستغلال إمكانيات الاقتصاد الأزرق.
وأضافت أن تربية الأحياء المائية تشكل اليوم بديلا مهما للحفاظ على الموارد البحرية، وتوفير احتياجات صناعة التحويل، مبرزة أهمية انخراط المجهزين البحريين في ضمان انتظام وجودة هذا الإمداد.
كما دعت إلى تعزيز مكانة القطاع في خلق فرص العمل، التي تعد إحدى الأولويات الكبرى للحكومة.
من جهتهم، أكد رؤساء الفيدراليات والجمعيات العاملة في قطاع تحويل وتثمين وتسويق منتجات الصيد البحري، إلى جانب الفاعلين الحاضرين، التزامهم بالمبادرات التي من شأنها تسهيل تنفيذ التوجهات الاستراتيجية المتعلقة بتطوير هذا القطاع، ومواجهة التحديات المرتبطة به.