أذربيجان تعلن استعادة سيادتها على قره باغ
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
قال رئيس أذربيجان إلهام علييف اليوم الأربعاء إن بلاده استعادت "السيادة" على إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه مع أرمينيا، وإن الانفصاليين الأرمن بدؤوا الانسحاب وتسليم أسلحتهم بموجب اتفاق لوقف النار تم التوصل إليه بعد عملية عسكرية شنتها باكو.
وأوضح مستشار للرئيس الأذربيجاني أن بلاده تهدف إلى "إعادة الاندماج السلمي للأرمن" في الإقليم، وتدعم عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان.
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قوات حفظ السلام التابعة لموسكو ستكون الوسيط في المباحثات المقررة غدا الخميس بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن.
وأفاد الكرملين -في بيان- بأن بوتين أبلغ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في اتصال هاتفي أن "هذه المفاوضات ستجرى بوساطة من قيادة الكتيبة الروسية لحفظ السلام" المنتشرة في الإقليم.
قوات روسية
وتنتشر قوات حفظ السلام الروسية في الإقليم منذ 2020، وتقوم بمراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بين أذربيجان وأرمينيا.
وتأتي هذه المباحثات بعد عملية عسكرية خاطفة شنتها قوات باكو الثلاثاء وانتهت الأربعاء بإبرام اتفاق لوقف النار واستسلام الانفصاليين.
وأعلنت سلطات أرمن إقليم قره باغ أنها وافقت على مقترح بعثة السلام الروسية بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن قرارها يراعي الوضع الحالي في الإقليم وعجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب وإيجاد حل للنزاع، وفق تعبيرها.
كما أعرب نائب وزير الخارجية الأرميني فاهان كوستانيان -في لقاء مع الجزيرة- عن دعم يريفان موقف السلطات المحلية في قره باغ بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدا أن على المجتمع الدولي تقديم ضمانات أمنية لأرمن الإقليم.
شأن داخلي
من ناحية أخرى، قال الكرملين إن ما يجري في إقليم قره باغ شأن داخلي أذربيجاني، وإن أرمينيا اعترفت بسيادة باكو عليه.
وأضاف أن روسيا تعول على التزام أذربيجان بوعودها بعدم استهداف المدنيين، وأنه لا أساس للحديث عن تصفيات عرقية في الإقليم.
ويأتي هذا الموقف عقب اختتام تدريبات عسكرية مشتركة أميركية أرمينية في أرمينيا، وهو ما أثار انتقادات شديدة ليريفان من قبل موسكو، ووسع هوة الخلافات بين البلدين، خاصة في ما يخص مسألة قره باغ.
وكانت السلطات الأذربيجانية أعلنت في وقت سابق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قره باغ بدءا من اليوم الأربعاء بعدما وافق الانفصاليون على إلقاء أسلحتهم وبدء محادثات بشأن إعادة دمج المنطقة المتنازع عليها.
وقالت السلطات الانفصالية -في بيان على شبكات التواصل الاجتماعي- إنه "ستتم مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن ناغورني قره باغ في اجتماع بين ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان".
قتلى ونازحون
وبخصوص العملية العسكرية التي شنتها باكو، أعلن مسؤول انفصالي في الإقليم أنها أدت إلى مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة مئات آخرين.
وقال أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان "ثمة 200 قتيل على الأقل وأكثر من 400 جريح" جراء العملية التي بدأت الثلاثاء وانتهت الأربعاء. كما تحدث عن إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص -بينهم نساء وأطفال- من أماكن إقامتهم إلى مناطق أخرى في الإقليم.
في المقابل، قالت أرمينيا إن 32 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 في أقل من 24 ساعة خلال العملية العسكرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار فی الإقلیم قره باغ
إقرأ أيضاً:
ترامب أو هاريس: أي تأثير على وقف إطلاق النار في لبنان والمنطقة؟
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار":تؤكّد مصادر سياسية مطّلعة بأنّه من الصعب التنبؤ بدقّة إذا كان العدوان "الإسرائيلي" على لبنان سيتوقّف في غضون أسبوعين بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، على ما قال "الإسرائيلي" كونه لا يتمكّن من التوغّل البرّي في الجنوب اللبناني، أم ستتسارع وتيرته بهدف تحقيق إنجاز ما. ولكن يمكن الحديث عن بعض العوامل الأساسية أبرزها: أنّ الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط ستبقى محور اهتمام كبير بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية. فالأمر يتعلّق بـ "أمن إسرائيل" بالدرجة الأولى، وليس كرمى للشعب اللبناني أو شعوب المنطقة. وبغض النظر عن الفائز في الانتخابات، فمن المحتمل أن تسعى الإدارة الجديدة الى تحقيق أهداف معينة تتعلق بالأمن والإستقرار، والشراكات الاستراتيجية، وقطاع النفط والغاز في لبنان.
فعلى صعيد تحقيق الأمن والإستقرار في لبنان والمنطقة، إنطلاقاً من أنّ الإستقرار في لبنان يُعتبر عنصراً أساسياً للأمن الإقليمي، فبغض النظر عن هوية الرئيس الجديد، على ما أضافت المصادر، يبقى هدفاً مشتركاً خلافاً لما يعتقد البعض، ويتطلّب تعاوناً إقليمياً ودولياً. ولكن في حال فازت هاريس بالإنتخابات، يميل الكثيرون الى التأكيد بأنّها تودّ حلّ النزاعات في الشرق الأوسط بالأطر الديبلوماسية والحوار. وإذا تمكّنت من فرض "حلّ الدولتين" الذي تحدثت عنه، وخفض التوتّرات، فقد تسهم في تخفيف حدّة الصراع بين حزب الله و"إسرائيل". وقد تضغط إدارة هاريس على "إسرائيل" لتكون أكثر اعتدالاً في تعاملها مع لبنان، ما قد يُساعد في تقليل إحتمالات استمرار الحرب.
وفي حال فاز ترامب، فمن المحتمل أنّ تستمرّ إدارته في سياسة تعزيز الدعم الأميركي لإسرائيل بشكل قوي، ما قد يؤدّي الى تصعيد التوتّرات في لبنان والمنطقة. على أن يتضمّن هذا الدعم المزيد من المساعدات العسكرية والتعاون الاستخباراتي، ما قد ينعكس سلباً على موقف لبنان. ولكن ثمّة أمرين، وفق المصادر، قد يبدّلان موقف ترامب الشخصي من استمرار الدعم لـ "إسرائيل":
- الأول: أنّ ترامب كرجل أعمال وإقتصاد، لن يُوافق على أن يستمرّ بتمويل هذه الحرب بمليارات الدولارات، والتي لن تعود على بلاده بأي إيرادات. ويُفضّل بالتالي تسيير قطاع النفط والغاز في البلوكات البحرية في لبنان، والإستثمار فيه.
- الثاني: أنّ حفيده المقبل سيكون لبناني الجنسية. ما قد يجعله يتعاطف إنسانياً مع اللبنانيين. فصهره الجديد المتزوّج من ابنته الصغرى تيفاني، أي مايكل بولس هو نجل مسعد بولس اللبناني الأصل، المسؤول عن حملة ترامب فيما يتعلّق بالشؤون العربية، وقد عمل على تأمين الصوت العربي أو الشرق أوسطي له، في ظلّ التضارب بين الصوت المسلم العربي الذي يعطي صوته غالباً للحزب الديموقراطي وفق المعلومات، والصوت المسيحي العربي الذي يُشكّل بين 65 الى 70 % من أصوات الجالية العربية، ويؤيّد بشكل كاسح أي بين 80 و85 % مرشّح الحزب الجمهوري. ورابط القربى هذا قد يمنع ترامب من ترك "إسرائيل" تتمادى في محاولة "حصارها" الجوّي والبحري والبرّي الذي تنوي فرضه على لبنان.
وتلفت المصادر الى أن ترامب بعث برسالة الى اللبنانيين مفادها أنّه سيسعى الى إنهاء الحرب بين لبنان و"إسرائيل". ولكنّه أضاف عبارة "بشكل صارم".