خطر جسيم يُهدّد البشرية.. خبيرة بالأمم المتحدة تحذر أمريكا من الذخائر العنقودية
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
حثّت خبيرة بالأمم المتحدة الولايات المتحدة على إعادة النظر في قرارها بتزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، مُحذرة من أنهذه الأسلحة قد تضر المدنيين حتى بعد عقود من انتهاء الصراع هناك.. حسبما ذكر موقع أخبار آسيا.
وفي رسالتها إلى حكومة الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، قالت أليس جيل إدواردز، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، إن الذخائر العنقودية "تصيب المدنيين بشكل عشوائي وخطير في وقت استخدامها وفي ما بعد الصراع" ولا يجب استخدامها.
وقالت أيضًا، "أطلب من حكومة فخامتكم إعادة النظر في قرار نقل الذخائر العنقودية وإيقاف أي خطة نحو تنفيذ مثل هذا القرار".
خطر جسيم
جاء نشر الرسالة، التي تحمل تاريخ 14 يوليو، بعد أيام من قول مسئولين أمريكيين إن إدارة بايدن تقترب من الموافقة على شحن صواريخ ذات مدى أطول محشوة بالقنابل العنقودية إلى أوكرانيا لإعطاء كييف القدرة على إحداث ضرر كبير في أعماق الأراضي التي تحتلها روسيا.
مع العلم أن أكثر من 100 دولة حظرت استخدام وإنتاج وتخزين ونقل هذه الأسلحة. ولم توقع روسيا وأوكرانيا والولاياتالمتحدة على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، التي تحظر إنتاج وتخزين واستخدام ونقل هذه الأسلحة.
إنها عادة ما تطلق عددًا كبيرًا من القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل بشكل عشوائي على مساحة واسعة. تلك التي لاتنفجر تشكل خطورة طويلة بعد انتهاء الصراع.
البشر في خطر
قالت إدواردز في بيان مصاحب لرسالتها، "النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للموت في الهجمات العشوائية ضد المدنيين…مع الذخائر العنقودية، هذا تهديد دائم لأنها غالبًا ما تفشل في الانفجار كما هو مقصود عند التأثير ويمكن أن تظل خطيرة لعقود".
وقالت إدواردز إنه من المقلق للغاية أن القوات المسلحة الأوكرانية والروسية استخدمت على حد سواء الذخائر العنقودية في الهجوم المسلح المستمر من قبل الاتحاد الروسي على أوكرانيا، مما تسبب في مقتل وإصابة عديدة بين المدنيين.
وقالت إن الهجوم الروسي على أوكرانيا يشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. مضيفة، أنه "يجب احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليًا".
مخطط أمريكي
وجاء ذلك في وقت، تخطط فيه أمريكا إمداد أوكرانيا بذخائر عنقودية خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلي أمريكا. حسبما ذكرت رويترز.
و في هذا الإطار، قال مسؤول أمريكي صباح اليوم، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن يعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 325 مليون دولار لأوكرانيا غدا الخميس، تزامنا مع زيارة الرئيس الأوكراني،فولوديمير زيلينسكي لواشنطن.
وقال المسؤول الأمريكي، إنه من المتوقع أن تشمل حزمة مساعدات الأسلحة الدفعة الثانية من الذخائر العنقودية التي يطلقها مدفع هاوتزر عيار 155 ملم. وفي الوقت ذاته أكدت رويترز، أنه قد يتم الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية أخريقبيل اجتماع بايدن وزيلينسكي. مشيرة إلى أنها ولكن ليست صواريخ "ATACMS" التي كانت قيد المناقشة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الذخائر العنقودية القنابل العنقودية الولايات المتحدة أوكرانيا الذخائر العنقودیة
إقرأ أيضاً:
كيف تم اجهاض قرار إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان ؟
طلعت محمد الطيب
في بداية اعداد مسودة قرار حماية المدنيين في السودان ، تنصلت كل من الجزائر وموزمبيق وغيانا من مسؤوليتهم الدولية تجاه حماية المدنيين بدءا بالإنسحاب من المشاركة في صياغة " إعلان الإلتزام بحماية المدنيين " . وهو إعلان كان قد وقع عليه طرفي النزاع بجدة في ١١ مايو ٢٠٢٣م.
ثم سعت كل من الصين والجزائر وروسيا في اتجاه ادخال تعديلات فيها نوع من الاعتراف بحكومة بورتسودان وإدانة قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي تحدث في ولايات الجزيرة ودارفور وسنار، وهو الأمر الذي استدعى أن يبادر مندوب فرنسا بالتقدم بمقترح يتضمن ضرورة ادخال ولاية الخرطوم كمجال حدث فيه انتهاكات واضحة وكبيرة ، وطبعا الاقتراح الفرنسى لم يجد قبول وترحيب من قبل الاطراف التي طالبت بالتعديلات لأن إنتهاكات ولاية الخرطوم تشمل جرائم الجيش بحق المدنيين السودانيين بشكل واضح ، كما ان وجاهة المقترحات الفرنسية تأتي من حقيقة أنه من غير المنطقي ان يدعو مشروع القرار إلي ضرورة التزام طرفي النزاع بوقف التصعيد والقتل والإنتهاكات، لأن ذلك لا يتسق مع تحميل احدهما وهو الدعم السريع في هذه الحالة، وحده مسؤولية تلك الانتهاكات.
هنا تدخلت المملكة المتحدة بإضافة كلمة ادانة " الكل ".
ويبدو ان الخلافات كانت في مجملها حول "لغة" القرار المقترح وقد ظهر ذلك جليا في المقترح الذي صاغته كل من المملكة المتحدة وسيراليون فيما يخص المتابعة في مدى إلتزام أطراف النزاع بوقف العدائيات monitoring and verification ودعت الامين العام للامم المتحدة للإطلاع بهذا الدور المهم والفعال بالتعاون مع منظمة الوحدة الإفريقية، وهنا تحفظت كل من الجزائر والصين وروسيا. ذلك التحفظ استدعي مندوب المملكة المتحدة إلي شطب منظمة الوحدة الإفريقية واستبدالها بعبارة " قيام السكرتير العام باشراك أطراف النزاع في العملية" ، وذلك في محاولة لارضاء الجميع والحصول علي موافتهم إذ يبدو أن كل من الجزائر والصين وروسيا تخشي من أن ذلك قد يؤدي إلي فتح الباب لتدخل قوات دولية.
ولكن وبرغم كل المساومات والحوارات والتفاهمات والتعديلات التي إجريت أربع مرات لدرجة إنها اضعفت من مشروع القرار ومن فعاليته في تقديري ، رغم كل ذلك، لم تتردد روسيا في إستخدام حق الفيتو من أجل إجهاضه !.
talaat1706@gmail.com