روح الحوار والتفاهم في اجتماعات الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بينما يرفرف العلم الأزرق الشهير بشعاره العالمي في جميع أنحاء مدينة نيويورك، تتجه أنظار العالم إلى أهم القضايا الدولية والوطنية التي تطرح وتناقش داخل القاعة الكبرى في مبنى الأمم المتحدة، وفي القاعات المجاورة حيث تعقد مئات الجلسات والحوارات الثنائية بين مختلف قادة دول العالم ومن يمثلهم. ويقول الكثير من الدبلوماسيين والقادة السياسيين إن اجتماعات الأمم المتحدة التي تعقد في شهر سبتمبر من كل عام هي بداية الدورة الدبلوماسية السنوية.
إن أهمية هذه الاجتماعات السنوية متعددة الأوجه. فمن ناحية، فإنها توفر منبرا للدول، الكبيرة والصغيرة، للتعبير عن همومها وتطلعاتها ورؤاها على قدم المساواة. إن كل خطاب أمام الجمعية العامة، سواء كان ذلك من دولة صاعدة أو من قوة عظمى، ينسجم مع روح الإدارة المشتركة في هذا العالم الذي نعيش فيه. ومن ناحية أخرى، فإن الأهمية الحقيقية تكمن في كثير من الأحيان في عدد لا يحصى من اللقاءات السياسية والدبلوماسية التي تجري خلف الأبواب المغلقة.
وهذه المناقشات الثنائية والمتعددة الأطراف، رغم أنها أقل وضوحا، تشكل شريان الحياة لهذا الحدث، فهي تضع الأساس للتحالفات، وتعزز التفاهم المتبادل، وغالبًا ما تؤدي إلى اختراقات كبيرة في صراعات تبدو مستعصية على الحل. في هذه الممرات وقاعات الاجتماعات، تتم صياغة العلاقات، وتهدأ التوترات، وأحيانًا يُصنع التاريخ.
ومن المتوقع أن يتناول اجتماع هذا العام القضايا التي تهم المجتمع الدولي بشدة. ولا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية ستكون أحد أهم المحاور التي سيدور حولها نقاش كبير، سواء بالنظر إلى الحرب باعتبارها مواجهة عسكرية أو بالنظر إليها من زوايا ما خلقته من أزمة تضخم عالمي وأزمة غذاء ما زالت معالمها تتشكل حتى الآن.
ولكن إلى جانب هذه القضية تلوح في الأفق تحديات ملحة أخرى. فتغير المناخ، بمظاهره المرعبة، يحث القادة على تجاوز الخطابة واتخاذ إجراءات حاسمة. فالتوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة، من بحر الصين الجنوبي إلى أوروبا الشرقية، تتطلب حوارا دقيقا وكذلك أزمات اللاجئين، وانتهاكات حقوق الإنسان، والمشهد الرقمي المتطور باستمرار وما أحدثه ظهور نماذج متطورة من الذكاء الاصطناعي من تحديات عالمية كبرى وكلها قضايا تحضر بوضوح على منابر الأمم المتحدة.
ورغم أن اجتماعات الأمم المتحدة لا تستطيع أن تتوصل إلى حلول سحرية لكل هذه التحديات، فإنها تخدم غرضا أعظم كثيرا من مجموع أجزائها. إنهم يذكروننا، سنة بعد سنة، بقوة الحوار على الخلاف، والوحدة على الانقسام. وهي تؤكد حقيقة أنه في عالمنا المترابط بشكل متزايد، لا يمكن تمهيد الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقا إلا بالتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل.
وبينما ينخرط رؤساء الدول والمندوبون الدبلوماسيون في أسبوعين من المداولات المكثفة، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تنتصر روح التعددية. ففي الميزان يكمن السلام والتقدم والوعد بعالم أفضل للجميع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اجتماعات الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
لازاريني يدعو العالم لإنقاذ الأونروا ويحذر من عواقب كارثية لقرار حظرها
دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني العالم، إلى إنقاذ الوكالة من حظر الاحتلال الذي قد يكون له “عواقب كارثية” على ملايين الأشخاص العالقين في الحرب على غزة.
وأبلغ لازاريني الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، بضرورة اتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من تنفيذ تشريع يمنع عمليات الوكالة في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف، أن تفكيك الأونروا سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية للوكالة. ما يغيب بشكل صارخ عن المناقشات حول غزة بدون الأونروا هو التعليم".
وأوضح في بيان، "لقد دأبت الوكالة على توفير التعليم لأجيال من لاجئي فلسطين، الذين حقق العديد منهم نجاحا ملحوظا في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. لقد أخبرني عدد لا يحصى من الخريجين عن الدور المحوري الذي لعبه التعليم في الأونروا في حياتهم.
Today, at @UNRWA’ s darkest hours, I told the @UN General Assembly, that the Agency has been providing learning to generations of #Palestine Refugees, many of whom have achieved remarkable success around the world.
It’s an education that champions human rights & gender equality… — Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) November 6, 2024
والاثنين، ألغت حكومة الاحتلال اتفاقية دولية موقعة مع الأمم المتحدة، تنظم عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في "إسرائيل" والأراضي المحتلة، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأفادت هيئة البث العبرية الرسمية، الاثنين، بأن "وزارة الخارجية الإسرائيلية أبلغت الأمم المتحدة رسمياً، بإلغاء الاتفاق الموقع في العام 1967 الذي ينظم عمليات الأونروا في إسرائيل والضفة الغربية وغزة".
تأتي هذه الخطوة بعد مصادقة الكنيست الإسرائيلي، بشكل نهائي، الأسبوع الماضي على قانون يحظر أنشطة الأونروا، داخل "إسرائيل"، وسط استياء أممي.
وقال الكنيست في بيان، إن "مشروع القانون الذي قدمه النائب بوعز بيسموت، والذي يمثل سابقة لوقف أنشطة الأونروا في الأراضي المحتلة، قد تجاوز الآن القراءتين الثانية والثالثة في الجلسة العامة للكنيست، ودخل في كتاب قانون دولة إسرائيل".
ويهدف القانون إلى "منع أي نشاط للأونروا في إسرائيل"، وينصّ القانون على "ألّا تقوم الأونروا بتشغيل أي مكتب تمثيليّ، ولن تقدم أيّ خدمة، ولن تقوم بأي نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في إسرائيل".
وفور المصادقة النهائية، قال مفوض عام الأونروا إن "القرار الصادر عن الكنيست الإسرائيلي بحظر أنشطتنا غير مسبوق، ويشكل سابقة خطيرة، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة".
"إهانة للأمم المتحدة"
من جهتها قالت السلطة الفلسطينية إن قطع الاحتلال علاقته مع الأونروا هو استهتار بأعلى مؤسسة أممية.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإبلاغها الأمم المتحدة بشكل رسمي بقطع العلاقات مع وكالة الأونروا، تضرب عرض الحائط بجميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن "إسرائيل ماضية في استهداف الأونروا، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وعرقلة أنشطتها ودورها".
وقال أبو ردينة إن "على العالم اتخاذ خطوات جادة وملموسة على أرض الواقع ضد إسرائيل"، محملا حكومة الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار".
وتصاعد الهجوم الإسرائيلي على الأونروا، في أعقاب حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
والشهر الماضي، حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي من المضي قدما في إقرار تشريع يحظر الأونروا، وذلك غداة تحذير بهذا الشأن أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.