لجريدة عمان:
2025-03-10@20:14:48 GMT

لن تكون الهند الدولة الأولى التي تغير اسمها

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

يكون اسم الدولة عادة مشبعا بقرون من تاريخها وثقافتها، وقد يجسد هوية شعبها، ولذلك يعد تغيير اسم الدولة خطوة بارزة، عادة ما يكون لها دلالات سياسية.

ولهذا السبب شدّ انتباه الحاضرين في الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين في الهند، عندما بدا رئيس الوزراء (ناريندرا مودي) واضحا بشدة عند ذكر اسم الهند بالاسم الهندي والسنسكريتي البديل لها وهو: بهارات.

في القمة، جلس مودي خلف لوحة تحمل اسم الدولة المضيفة باسم بهارات، وكانت دعوة سابقة لحضور مأدبة لكبار الشخصيات الزائرين موجهة من «رئيس بهارات»، كما وزّع كتيب على ضيوف مجموعة العشرين تحت عنوان «بهارات: أم الديمقراطية».

والسؤال الذي كان يدور في أذهان الجميع: هل كان مودي يمهد الطريق للتغيير الرسمي لاسم الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم؟

لن يكون هذا مفاجئا إطلاقا إذا صدر عن رئيس الوزراء مودي، الذي يُسمى حزبه السياسي حزب (بهاراتيا جاناتا)، ويعني باللغة الهندية (حزب الشعب الهندي). كان اسم (بهارات) بالإضافة إلى (الهند) الاسمين المعترف بهما رسميا للبلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا العظمى، بعد رفض الاسم الثالث المقترح، (هندوستان)، ويستعمل العديد من الهنود الاسمين بالتبادل عند التحدث باللغات واللهجات المتعددة السائدة في البلاد، على الرغم من أن «الهند» هو الاسم الشائع باللغة الإنجليزية.

إنّ أي تغيير محتمل في الاسم يأتي على خلفية صعود القومية الهندوسية على حساب الأقليات الأخرى، والتي أججها مودي وحزب (بهاراتيا جاناتا) منذ وصوله إلى السلطة في عام 2014.

كثيرا ما كانت المشاعر القومية والمعادية للغرب سببا وراء تغيير أسماء البلدان، خاصة تلك التي أطلق عليها المستعمر تلك الأسماء، فهي أداة مساعدة للزعماء السياسيين الذين يسعون إلى تعزيز شرعيتهم من خلال تأجيج المشاعر المناهضة للاستعمار وغرس الشعور بالوطنية.

ففي أفريقيا، على سبيل المثال، عندما استولى ضابط عسكري متوسط الرتبة يدعى (جوزيف موبوتو) على السلطة في انقلاب عام 1965 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أطلق حملة سماها «الأصالة» تهدف إلى إزالة بقايا الماضي الاستعماري البلجيكي للبلاد، حيث أُمر المواطنون بتغيير أسمائهم الأوروبية إلى أسماء أفريقية، وأصبح اسم موبوتو نفسه (موبوتو سيسي سيكو كوكو نغبيندو وا زا بانجا)، وهو ما يعني «المحارب القوي الذي، بسبب قدرته على التحمل وإرادته غير المرنة على الفوز، ينتقل من غزو إلى غزو، ويترك النار في أعقابه». كما قام بتغيير اسم البلاد إلى جمهورية زائير، وهي وصف لنهر الكونغو العظيم في لغة الكونغو، إلا أنه في العام 1997، أطاح جيش متمرد بموبوتو، وسرعان ما أعيد اسم البلاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فالمنتصر هو دائما من يملك حق تسمية البلد.

وعلى نحو مماثل، قام الجنرالات العسكريون الذين يحكمون (بورما) بتغيير اسم البلاد إلى (ميانمار) في عام 1989، كوسيلة لمحاولة إضفاء الشرعية على استيلائهم على السلطة بعد عام من مقتل الآلاف من المتظاهرين في الانتفاضة المناهضة للحكومة. لعقود من الزمن، كانت البلاد تُعرف باسم (بورما) على اسم المجموعة العرقية المهيمنة، ويقول قادة المجلس العسكري إن تغيير الاسم كان ضروريا للانفصال عن الماضي الاستعماري وليكون أكثر شمولا للأقليات العرقية غير البورمية.

تعترف الأمم المتحدة الآن رسميا باسم ميانمار، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تستخدم اسم بورما، لأنها لا تعترف بشرعية الحكومة التي غيرت الاسم.

وفي عام 2018، قام ملك سوازيلاند (مسواتي الثالث) بتغيير اسم بلاده من جانب واحد إلى (إيسواتيني) بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالها عن بريطانيا، وهو يعني «أرض الشعب السوازيلندي» باللغة السوازيلية.

وقامت دول أخرى بتغيير أسمائها لأسباب لا علاقة لها بالتخلص من نير الاستعمار، فجمهورية مقدونيا أصبحت جمهورية مقدونيا الشمالية في عام 2018 لإنهاء نزاع استمرّ عقودا مع اليونان، التي لديها منطقة تحمل الاسم نفسه، وكان هذا الأمر يمنع البلاد من الدخول في عضوية حلف شمال الأطلسي حتى تغير الاسم. أما جمهورية التشيك، فكان لديها سبب عملي أكثر لتغيير الاسم، فقد كان الاسم الموروث عند تفكك جمهورية تشيكوسلوفاكيا صعب النطق، ولم يكن أحد يعرف ما هو الاختصار الإنجليزي الذي يجب استعماله للإشارة إلى المواطنين، وهكذا أصبحت التشيك.

ولكن لماذا يفكر مودي في تغيير الهند إلى بهارات؟ ولماذا الآن؟

مع استعداد مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا للتوسع وإضافة الأرجنتين ومصر، من بين دول أخرى، ربما كان مودي يأمل في أن يؤدي التحول إلى بهارات إلى حجز مكان للهند بالقرب من رأس الترتيب الأبجدي.

وإلى جانب جذب قاعدته القومية الهندوسية، يبدو أن رئيس الوزراء يدفعه أيضًا مزيج من الغضب والنفعية السياسية الواضحة قبل الانتخابات المقررة بحلول شهر مايو المقبل، فقد أعلن أكثر من عشرين حزبا معارضا في يوليو أنهم وحدوا قواهم في الانتخابات المقبلة لمحاولة الإطاحة بحزب (بهاراتيا جاناتا) الذي يتزعمه مودي. يطلق التحالف الجديد على نفسه اسم (التحالف التنموي الوطني الهندي الشامل)، ومن المفارقة العجيبة أن اختصار اسم الحزب باللغة الإنجليزية عند أخذ الحرف الأول من كلّ كلمة من اسم الحزب يكون (إنديا) أي الهند، ولذلك واستغلالا لهذا الاختصار، عدّت المعارضة الانتخابات المقبلة بمثابة اختبار «لمودي في مواجهة الهند»، بينما رد (مودي) على ذلك بتشبيه التحالف بشركة الهند الشرقية للشاي في القرن التاسع عشر، والتي كانت مسؤولة عن استعمار البلاد.

لو افترضنا أن اسم الهند قد غُيّر رسميا، أظن أن كثيرين في مختلف أنحاء العالم سوف يشيرون دائما إلى دولة بهارات باسم دولة الهند، مثلما يشير الفيتناميون الجنوبيون (وبعض جيل طفرة المواليد في الولايات المتحدة) إلى مدينة هوشي منه باسم «سايجون»، أو بالطريقة التي لا يزال العديد من البريطانيين، بما في ذلك الحاكم الاستعماري الأخير لهونج كونج، (كريس باتن)، يطلقون على العاصمة الصينية اسم «بيكينج». أنا شخصيا ما زلت غير قادر على استخدام اسم «رونالد ريغان» للإشارة إلى المطار المفضل في عاصمتنا، فهو سيظل دائما في نظري مطار واشنطن الوطني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اسم الدولة تغییر اسم فی عام

إقرأ أيضاً:

احتفاء خاص بالمرأة المصرية.. كيف احتفل الرئيس السيسي والسيدة الأولى بيوم المرأة العالمي؟

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، بكل التحية والتقدير إلى المرأة المصرية؛ رمز العطاء والصبر والتدبير، بمناسبة يوم المرأة العالمي.

وقال الرئيس السيسي، على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، "في يوم المرأة العالمي، أتوجه بكل التحية والتقدير إلى المرأة المصرية؛ رمز العطاء والصبر والتدبير، الشريكة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء والتطوير، وسند وطنها في كلّ الظروف والأحوال".

المرأة المصرية شريكة فاعلة في التنمية وسند الوطن

وأضاف: "في هذا اليوم نؤكد التزام الدولة بدعمها وتمكينها ورعايتها.. كل عام وكل امرأة مصرية ملهمة، قوية، ومعطاءة".

فيما عبرت السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية عن سعادتها البالغة بلقاء مجموعة من السيدات المصريات الملهمات، اللاتي قدّمن نماذج مشرفة في مختلف المجالات. كل واحدة منهن تعكس قوة الإرادة والعطاء، وتجسد روح المرأة المصرية القادرة على تحقيق النجاح والتأثير.

سأظل دائمًا داعمة لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامها

وقالت السيدة انتصار السيسى، علي صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك":أؤمن بأن كل امرأة تحمل في داخلها طاقة عظيمة، وسأظل دائمًا داعمة لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامها وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لوطننا.

السيدة انتصار السيسى عن نساء مصر في يوم المرأة العالمى: قدّمن نماذج مشرفةاليوم العالمي للمرأة.. إدارة الحوار الوطني: مصدر العطاء والصمود والتفانياليوم العالمي للمرأة.. 5 نساء غيرن التاريخ ومهدن الطريق للأجيال القادمة"التاء المربوطة... سر قوتك".. القومي للمرأة يحتفل بالسيدات في المطار| صور

وتحرص الدولة المصرية على تعزيز مكانة المرأة باعتبارها شريكًا أساسيًا في بناء المجتمع ونهضته، من خلال اتباع نهج متكامل على مدار أكثر من عشر سنوات يهدف إلى تمكينها على كافة الأصعدة، من خلال ترسيخ مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص، وحرصت الدولة على دعم المرأة سياسيًا، من خلال تعزيز تمثيلها في مراكز صنع القرار، وضمان دورها الفاعل في رسم السياسات، بجانب تمكينها من العمل بالسلك القضائي، بما يعكس إيمان الدولة بقدرة المرأة على الإسهام في تحقيق العدالة وترسيخ سيادة القانون.

علاوة على مواصلة جهود التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال توفير بيئة داعمة لريادة الأعمال، وتعزيز مشاركتها في سوق العمل بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة، أما على الصعيد الاجتماعي فقد عكفت الدولة على اتباع سياسات وبرامج تستهدف تأهيل المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة التي تكفل لها حياة كريمة، مع الحرص على ترسيخ هذه المكتسبات من خلال إطار تشريعي ومؤسسي يضمن حقوقها ويعزز دورها في شتى المجالات، وهو ما انعكس إيجابًا على الرؤية الدولية لجهود مصر من أجل تدعيم وتمكين المرأة.
 

 حصلت على 4 حقائب وزارية

وكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن المرأة حصلت على 4 حقائب وزارية داخل مجلس الوزراء بنسبة 16% من الوزراء في الحكومة، كما مثلت المرأة 20% من منصب نائبة للوزير في الحكومة الجديدة لعام 2024، وشاركت المرأة بنسبة 33.3% في منصب نائبة المحافظ في آخر تجديد للمحافظين عام 2024.

وبلغت مساهمة المرأة في قوة العمل 16.9% من اجمالي قوة العمل (15 سنة فأكثر)، مقابل70.3% للذكور، موضحا أن معدل البطالة للإناث بلغ 17.1%، مقابل 4,2% للذكور. ووفق للإحصاء، بلغ معدل التشغيل للإناث المشتغلات (15 سنة فأكثر) 14,0% مقابل 67.4% للذكور، بلغت نسبة الإناث اللاتي يعملن عمل دائم 83.8% من إجمالي المشتغلات مقابل 61.4% للذكور.

جدير بالذكر أن مصر  تقدمت 38 مركزًا في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين "الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة"، لتحتل المركز 93 عام 2022، مقابل المركز 131 عام 2014، الأمر الذي يشير إلى تحسن مستويات المساواة، في حين تقدمت مصر 44 مركزًا في مؤشر التمكين السياسي للمرأة "الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي"، لتحتل المركز 90 عام 2024، مقابل المركز 134 عام 2014.

بالإضافة إلى تقدم مصر 25 نقطة في مؤشر مدى فاعلية قوانين ريادة الأعمال الخاصة بالمرأة، "الصادر عن البنك الدولي" لتصبح 100 نقطة عام 2024(للعام الثالث على التوالي)، مقابل 75 نقطة عام 2014.

مقالات مشابهة

  • الهند تتوقع أن تصل قيمة صناعة التكنولوجيا 350 مليار دولار بحلول عام 2030م
  • محمد رمضان يقدم هدية 100 ألف جنيه لصاحب هذا الاسم المميز.. فيديو
  • برلمانية: ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي يحسن تصنيف الدولة الائتماني
  • عقار يعود إلى البلاد بعد زيارة رسمية إلى جمهورية جيبوتي إستغرقت يوما واحداً
  • أحمد الشرع: لن نسمح بجر سوريا إلى الفوضى أو الحرب الأهلية
  • الشرع: لن نسمح بجر سوريا إلى الفوضى أو الحرب الأهلية
  • احتفاء خاص بالمرأة المصرية.. كيف احتفل الرئيس السيسي والسيدة الأولى بيوم المرأة العالمي؟
  • منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها سلطان بن حمدان
  • يأبى الله لمصر إلا أن يدفع الثمن مواطنوها مع السودان، لأن اسمها معركة الكرامة
  • إزالة 181 حالة تعد على الأراضي الزراعية بالأقصر