بعد "دانيال".. ماذا حل بآثار درنة وبمقبرة الصحابة؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
سلط تقرير إخباري الضوء على الأضرار التي ألحقها إعصار دانيال المدمر، بالمواقع السياحية في مدينة درنة الليبية التي اجتاحتها فيضانات بعد انهيار سد~ين في المدينة قبل أيام.
وقال التقرير الذي نشره موقع بي بي سي عربي إن الإعصار تسبب بأضرار جسيمة بأبرز معالم درنة، موقع شحات الأثري (قورينة)، الذي أضافته منظمة اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
الآثار التاريخية تخسر معركتها أمام الطبيعة.. #إعصار_دانيال يُدمر قبور 70 صحابياً في #درنة الليبية#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/DCsoI4t7cr
وتعد درنة موطناً لمواقع أثرية شاهدة على تاريخ عصور سابقة، وتقع درنة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط وسلسة تلال الجبل الأخضر، ويقسّمها أحد أكبر أودية ليبيا إلى شطرين، وتأسست في العصر الهلنستي قبل الميلاد، وبنيت كمستعمرة يونانية عام 631 قبل الميلاد، كما أصبحت فيما بعد معروفة بمركزها التاريخي الذي يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً، متأثرة بثقافات عديدة هي اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
وقالت اليونسكو إنها "على اتصال بعلماء الآثار على الأرض، ويحاول فريق التصوير عبر الأقمار الاصطناعية التابع لها أيضا تحديد الضرر المحتمل".
آثار كثيرةتتكون آثار موقع شحات من معبد زيوس اليوناني الضخم، على بُعد حوالي كيلومتر واحد شمال أحياء بطليموس وأغورا.
وإلى الشمال الغربي، يقع حرم أبولو في واد شديد الانحدار حيث تنبثق نبع مياه عذبة من تحت الأرض، وهو موقع المستوطنة اليونانية الأصلية.
ويبدو في الموقع رواق صالة الألعاب الرياضية الهلنستية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والمسرح الروماني المجاور.
وتضم الآثار منزل الكاهن جيسون ماغنوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الميلادي، ويحتوي على فسيفساء هندسية.
ويضم حي أغورا تمثالاً ضخماً جالساً وتماثيل أخرى بمثابة حرم لإلهة الخصوبة ديميتر وابنتها، كما يقع الأرشيف في الحي، ويظهر فيه نقش يوناني.
ويضم المَعلم مدرجاً مسرحياً يعود تاريخه إلى العصر الهلنستي.
ويحتوي حرم أبولو على حمامات تراجان، حيث تظهر بقايا نظام أرضية الهايبوكوست، الذي سمح للهواء الساخن بالدوران تحت الأرض.
أضرار كبيرةنشرت المحللة البارزة في شؤون ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، سلسلة من الصور التي أظهرت الضرر اللاحق بالموقع، وتقول غازيني على منصة "إكس": "منذ حدوث الفيضانات، تستمر المياه في الخروج من الأرض لأسباب غير معروفة.. ويبدو أنها مياه صرف ملوثة تتدفق الآن عبر الأنقاض.. ومن المحتمل أن تكون الفيضانات قد تسببت في أضرار بخزانات المياه في المنطقة".
كما سقط جدار في شارع الوادي الذي يربط الجزء السفلي والعلوي من الموقع الأثري، بحسب غازيني، وقد أدى هذا إلى تغيير كيفية تدفق المياه، و"يخشى السكان المحليون أن يشكل ذلك خطراً على الموقع في المرة التالية التي تهطل فيها الأمطار".
كما سقطت "كتل من الرخام من منطقة المسرح"، وإذا ما استمرت المياه بعبور الموقع، فقد يتأثر الجدار الخارجي له؛ مما يتسبب بدوره في مزيد من الضرر.
جرف قبور الصحابةإلى جانب مسجد الصحابة الكبير شرقي درنة، الذي افتتح عام 1975 وتضرّر بفعل الإعصار، مقبرة خاصة بأكثر من سبعين صحابياً كانوا جزءاً من الفتح الإسلامي في شمال أفريقيا، وقد بنيت هذه المقبرة في العهد العثماني.
ومن هؤلاء زهير بن قيس البلوي، أبو منصور الفارسي وعبد الله بن بر القيسي.
وقد فتح عمرو بن العاص مدينة درنة بعد فتح مصر في أوائل العصر الإسلامي.
لكن الآن، جرف الإعصار تلك القبور، وألحق ضرراً بتاريخ المدينة التي تقاطعت فيها حضارات عريقة عديدة، بعدما قتل الآلاف من سكانها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا درنة
إقرأ أيضاً:
مشروع تحلية في الأردن.. 6 مليارات دولار تحدث تحولا في موارد المياه
الأردن – أعلنت المديرة التنفيذية لصندوق المناخ الأخضر مافالدا دوارتي عن تقديم أكبر دعم مالي حتى الآن لمشروع تحلية مياه البحر في الأردن تبلغ قيمته 6 مليارات دولار.
وجاء الإعلان قبل انعقاد قمة المناخ COP30 في البرازيل، وبعد عقد كامل على اتفاقية باريس التي حددت الصندوق، الذي يعد أكبر صندوق مناخي متعدد الأطراف في العالم، كأحد الآليات الرئيسية لتمويل جهود مكافحة الاحتباس الحراري.
وقالت دوارتي: “سيحدث هذا تحولا في البلاد”، مضيفة أن الالتزام الخاص بمشروع تحلية المياه ونقلها بين العقبة وعمان في الأردن يمثل “أكبر استثمار للصندوق في مشروع واحد”.
ووافق مجلس إدارة الصندوق خلال اجتماعه في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء على منح وقروض بقيمة إجمالية 295 مليون دولار، بهدف جذب تمويل إضافي من جهات أخرى من بينها مؤسسة التمويل الدولية إلى جانب مقرضين من القطاع الخاص.
ويعتبر هذا المشروع الضخم واحدا من أكبر مشاريع التحلية في العالم، ومن المتوقع أن يخدم مباشرة ما يقرب من نصف سكان الأردن، الذي يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث ندرة الموارد المائية. وتشير التوقعات إلى تفاقم هذه الأزمة، مع توقع ارتفاع درجات الحرارة 4 درجات مئوية وانخفاض هطول الأمطار بنسبة 21% بحلول نهاية القرن، مما سيؤدي إلى زيادة التبخر ونضوب المياه الجوفية وزيادة وتيرة الجفاف.
وعلى صعيد متصل كشف مسؤولون أردنيون عن تعهد الولايات المتحدة بتقديم 300 مليون دولار كمنح ومليار دولار كقروض للمشروع، مع توقعات بمساهمات من دول أخرى في المنطقة.
المصدر: رويترز