هذا هو أقصر مقال لي على الإطلاق.. ولسبب وجيه
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
هذا هو أقصر مقال كتبته على الإطلاق؛ لأنني لست بحاجة إلى مجال طويل لبلورة الأمور:
سيدي الرئيس بايدن، إنك تلتقي يوم الأربعاء برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو للمرة الأولى منذ رجوعه إلى السلطة في ديسمبر. لقد شكّل أشد الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل ومع ذلك فإن إدارتك تنظر في صياغة شراكة معقدة مع ائتلافه ومع المملكة العربية السعودية.
1 - رئيس الوزراء نتانياهو، اتفاق تشكيل ائتلافك الحكومي هو الأول في تاريخ إسرائيل الذي يحدد ضم الضفة الغربية باعتباره هدفا من أهدافه أو هو -على حد تعبير الاتفاق- فرض «السيادة [الإسرائيلية] في يهودا والسامرة». لكنك سبق أن دعمت خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي اقترحت تقسيم الضفة الغربية، بحيث تسيطر إسرائيل على قرابة 30% وبحيث تحصل الدولة الفلسطينية على قرابة 70%، وإن يكن ذلك مع ضمانات أمنية مشددة ودونما تواصل. هل تعتزم ضم الضفة الغربية، أم أنك سوف تتفاوض على ترتيباتها المستقبلية مع الفلسطينيين؟ نعم أم لا؟ لا بد أن نعرف. لأنه في حال اعتزامك ضمها، فكل اتفاقيات التطبيع بينك وبين الدول العربية سوف تنهار، ولن يكون بوسعنا أن ندافع عنك في الأمم المتحدة في مواجهة اتهامات بإقامة دولة أبارتيد.
2 - لقد قلت في اجتماعك الوزاري الأول في ديسمبر الماضي يا بيبي إن أولى أولوياتك تتضمن إيقاف برنامج إيران النووي، وكذلك توسيع علاقات إسرائيل المتنامية مع العالم العربي. ولكننا رأيناك بدلا من هذا تجعل أولى أولوياتك هي الانقلاب القضائي بهدف تجريد المحكمة العليا الإسرائيلية من قدرتها على محاسبة حكومتك. وهذا بدوره ألهى قيادة جيشك، وشتت قواتك الجوية ووحداتك القتالية النخبوية، وقسّم المجتمع لديك تقسيما مريرا، وأضعف تحالفاتك الدبلوماسية من واشنطن إلى أوروبا. في الحين نفسه، تقدمت إيران بهجمة دبلوماسية، فأصلحت علاقاتها مع جميع جيرانك العرب وسبقتك إلى التهام وجبتك. ما الذي يجعلنا نتخذ من مهاجمة برنامج إيران النووي أولوية لنا في حين أنك أنت لم تجعله كذلك؟
3 - سيدي رئيس الوزراء، إن السعوديين مستعدون للقيام بأمر صعب -هو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ونحن نقوم بأمر صعب هو المساعدة في تيسير ذلك- بصياغة معاهدة دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية. فما الأمور الصعبة التي أنت مستعد للقيام بها في ما يتعلق بالفلسطينيين لإتمام الصفقة؟ يبدو أنك لا تريد القيام بأي مخاطرة سياسية، وأنك تريد من الجميع -باستثنائك- أن يقوموا بالأمور الصعبة؟
بيبي، أنت غامض بالنسبة للشعب الأمريكي. ونحن بحاجة إلى أن نعرف من أنت بالضبط.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطط إسرائيل لبناء جدار بطول 425 كلم على حدود الأردن
#سواليف
تنوي إسرائيل بناء جدار في الأشهر القريبة المقبلة على طول حدودها مع الأردن، كما مع الضفة الغربية المحتلة “لمنع تهريب السلاح وتشجيع الإرهاب، وتعزيز الاستيطان”، بحسب بيان صدر عن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وفيه توقع أن ينتهي الجدار خلال 3 سنوات.
وكان كاتس قام، الاثنين، بجولة في الأغوار الفلسطينية، ذكر خلالها أنه أوعز “بدفع إقامة مستوطنات على طول مسار الجدار من أجل تعزيز سيطرتنا على المنطقة”. وقال إنه يرى علاقة مباشرة بين القضاء على المجموعات المسلحة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وبين إقامة الجدار الهادف إلى “إحباط محاولات إيران إقامة جبهة إرهاب شرقية ضد إسرائيل”، وفق البيان.
وقدم كاتس مسودة المشروع لرؤساء مجالس المستوطنات في الأغوار، وتبين منها أن تكلفته 5.2 مليار شيكل، أي مليار و500 مليون دولار، وسيمتد لمسافة 425 كلم، علما أن طول الحدود بين الأردن وإسرائيل 238 كلم، ممتدة من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة، فيما طول الحدود الإسرائيلية مع الضفة الغربية 97 كلم.
مقالات ذات صلةوكان كاتس، دعا في 13 أغسطس الماضي إلى الإسراع ببناء الجدار، بزعم أن “وحدات الحرس الثوري الإيراني تتعاون مع حماس في لبنان لتهريب الأسلحة والأموال إلى الأردن، ومنها إلى الضفة الغربية”، فرد الأردن بمنشور كتبه وزير الخارجية أيمن الصفدي، في منصة “X” قال فيه: “لا الادعاءات المفبركة، ولا الأكاذيب الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين متطرفين، قادرة على إخفاء حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وخرقها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هي التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها”.
والمشروع طرحته إسرائيل قبل 20 عاماً، ثم جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2018 الحديث عنه، بقوله ذلك العام: “لدينا حدود لم يجرِ التعامل معها بعد من حيث الجدار، وهي الحدود الشرقية، وسيتعين علينا إغلاقها أيضا. إذا لم نغلقها، فلن تكون هناك دولة يهودية”.
أما الجدار على الحدود مع الضفة الغربية، فيتطلب موافقة السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن تلك المنطقة، برأي عدد من الخبراء القانونيين.