لفت غياب الرئيس الصيني، شي جين بينج عن عدة اجتماعات وقمم دولية أنظار المراقبين والمحللين، وأثار تساؤلات حول دوافعه ورسائله. 

وفي الوقت الذي تغيب فيه شي عن حضور القمة الدولية، لم يحضر الرئيس الروسي أيضا، ما أثار تكهنات حول وجود تنسيقات سرية بين الرئيسين للامتناع عن المشاركة.

قمة مجموعة العشرين في الهند

أعلنت الصين في سبتمبر، أن رئيس مجلس الدولة لي تشيانج سيترأس الوفد الصيني لقمة مجموعة العشرين في نيودلهي، في تأكيد على عدم حضور شي للقمة.

وكانت هذا هو المرة الثانية التي يتغيب فيها الرئيس الصيني عن قمة مجموعة العشرين منذ توليه السلطة، بعد أن شارك عبر الفيديو في قمة روما عام 2021 بسبب قيود كورونا. حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.

أسباب

إحدى أبرز الأسباب التي قد تكون منعت شي جين بينج من حضور قمة العشرين في الهند هي التوترات الحدودية بين البلدين، التي اشتعلت من جديد في يونيو، عندما اندلعت اشتباكات عسكرية في منطقة غالوان فالي بإقليم لاداخ، ما أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا و4 جنود صينيين.

قضية تايوان هي أخرى من الأسباب التي قد تكون دفعت شي إلى مقاطعة قمة العشرين، حيث أعربت الهند عن دعمها لتايوان في عدة مناسبات، مثل إرسال وفد رفيع المستوى لحضور حفل تنصيب تساى إنغ ون في مايو، والسماح لوسائل إعلام هندية بإجراء مقابلات مع المسؤولين التايوانيين، والترويج للاحتفال بعيد تأسيس تايوان في أكتوبر.

اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

بدأت اليوم اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة رؤساء غالبية الدول الكبرى في العالم، إلا أن الرئيس الصيني ونظيره الروسي تغيبا أيضا عن هذه القمة، وبدلاً من ذلك أوفد نائبه هان تشينج لتمثيل بكين. ولم تكشف الصين عن الأسباب الرسمية لغياب شي، لكن بعض المراقبين يرجحون أنه يرتبط بالوضع الوبائي في الصين، والتوترات مع الولايات المتحدة والدول الأخرى، والاستعدادات لقمة منتدي "الحزام والطريق" المقرر عقده في أكتوبر ببكين".

وكان شي جين بينج قد شارك في قمة الأمم المتحدة عام 2015، ولكنه منذ ذلك الحين لم يزر أمريكا مجدداً، واكتفى بإلقاء كلمات مسجلة في اجتماعات الأمم المتحدة عبر الفيديو. وكان آخر زعماء دول الأعضاء الخمسة الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي حضر قمة الجمعية العامة شخصياً، هو والرئيس الأمريكي، جو بايدن. حسبما ذكرت "بي بي سي".

تعليق بايدن 

أبدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن خيبة أمله بعد غياب "شي" عن القمة، وقال إنه يأمل في رؤيته قريباً. كما أشار بايدن إلى أنه يرغب في تعزيز التعاون مع الهند وفيتنام، وأن هذه الدول تريدان علاقات أوثق مع الولايات المتحدة. ولم يذكر بايدن أي تفاصيل عن مواضيع القمة أو موقفه من الصين، واكتفى بالتعبير عن احترامه لشي وللشعب الصيني.

وفي أعقاب إعلان بايدن رغبته للقاء شي، قالت أعلي وكالة أمنية صينية، إن أي اجتماع بين الرئيس شي جين بينج، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في سان فرانسيسكو في وقت لاحق من هذا العام، سيعتمد على إظهار الولايات المتحدة ما يكفي من الإخلاص".

هل هناك تنسيق بين بوتين وشي؟

لا يوجد دليل قاطع على أن غياب شي عن القمم الدولية يرتبط بغياب بوتين، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في وقت سابق، إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، لم ينسقا خططهما قبل اتخاذ قرار بعدم المشاركة في قمة مجموعة العشرين في الهند.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين قمة مجموعة العشرين مجموعة العشرين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرین الرئیس الصینی العشرین فی

إقرأ أيضاً:

عاجل:- السفير الصيني في واشنطن يدعو للتعايش السلمي ويحذر من تداعيات الحرب التجارية

دعا سفير الصين لدى الولايات المتحدة، شيه فنغ، خلال تصريحات ألقاها في فعالية عامة بواشنطن، إلى التوصل إلى توافق بين البلدين والعمل من أجل التعايش السلمي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر التصعيد في الحرب التجارية.

تحذير من أثر الرسوم الجمركية

شدد السفير الصيني على أن الرسوم الجمركية تُهدد الاقتصاد العالمي، مستحضرًا التاريخ ومقارنة الوضع الحالي بـ الكساد الكبير الذي تسببت فيه السياسات الحمائية الأمريكية في ثلاثينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن فرض رسوم جمركية تزيد عن 100% في الاتجاهين بين واشنطن وبيجين سيؤدي إلى نتائج كارثية.

أستاذ اقتصاد دولي: أمريكا خسرت في الحرب التجارية مع الصين الولايات المتحدة تستهدف الصين بضرائب جديدة فلسفة الطب الصيني في العلاقات الدولية

وفي لفتة رمزية، استخدم شيه مفاهيم من الطب الصيني التقليدي لتوصيف العلاقة بين بكين وواشنطن، قائلًا إن مثلما تتطلب الوصفات الطبية التوازن بين مكوناتها لتحقيق أفضل النتائج، فإن الانسجام والتكامل ينبغي أن يوجها العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأضاف:

“الأرض واسعة بما يكفي لاستيعاب كل من الصين والولايات المتحدة. علينا أن نسعى إلى التعايش السلمي بدلًا من المواجهة، وأن نساعد بعضنا البعض على النجاح بدلًا من الانجرار إلى فخ الخسارة المتبادلة”.

تعثر في المحادثات وتوتر في السياسات

وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك محادثات جيدة تُجرى بشكل خاص مع الصين، إلا أن الواقع يُشير إلى جمود شبه تام في التجارة بين البلدين، وسط تبادل فرض الرسوم والقيود على الاستثمار والتبادل الثقافي.

وفي الوقت الذي تتحرك فيه دول مثل اليابان وتايوان نحو التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن رسوم "يوم التحرير" التي فرضها ترامب، لم يُعلن بعد عن أي حوار رفيع المستوى بين واشنطن وبيجين.

بكين: مستعدون للرد على أي تصعيد

أكد شيه فنغ أن بلاده لا تسعى للحرب التجارية، لكنها سترد بقوة على أي دولة تفرض عليها رسومًا جمركية إضافية، مؤكدًا أن احترام السيادة والمصالح المتبادلة هو شرط أساسي لعودة المحادثات الثنائية إلى مسارها الصحيح.

وكانت أكبر رابطة لبناء السفن في الصين قد انتقدت بشدة خطة أمريكية جديدة لفرض رسوم موانئ على السفن المرتبطة بالصين، ما يُنذر بتصعيد جديد في الخلافات الاقتصادية بين البلدين.

دعوات للتهدئة وتأكيد على الحوار

ختامًا، دعا السفير الصيني إلى تبني الحوار كخيار إستراتيجي بين البلدين، معتبرًا أن المواجهة لن تؤدي إلا إلى خسائر متبادلة تهدد الاستقرار العالمي، قائلًا:

“التعاون هو الخيار الصائب، والاحترام المتبادل هو الطريق للمستقبل”

مقالات مشابهة

  • نائب الرئيس الأمريكي: الهند والولايات المتحدة انتهتا من شروط مرجعية لاتفاقية التجارة
  • الهند تفرض رسوماً جمركية مؤقتة على بعض واردات الصلب لوقف الواردات الرخيصة من الصين
  • صحف عالمية: غياب المحاسبة يقوّض جهود حماية المدنيين في فلسطين
  • 500 مليار دولار.. نائب الرئيس الأمريكي يزور الهند لتعزيز العلاقات
  • نائب الرئيس الأميركي يبدأ زيارة إلى الهند
  • أمريكا والهند .. محطات الهدوء والتوتر | عرض تفصيلي
  • أمريكا والهند.. محطات من الهدوء والتوتر
  • السفير الصيني بالقاهرة: الصين الشريك التجاري الأول لمصر للعام الثاني عشر على التوالي
  • عاجل:- السفير الصيني في واشنطن يدعو للتعايش السلمي ويحذر من تداعيات الحرب التجارية
  • صالون ثقافي بالقاهرة يناقش فكر الرئيس الصيني شي جين بينغ وتأثيره العالمي