إذا أردت السعادة الزوجية فابحث عمن يشبهك
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أقنعتنا الدراما بأن قصص الحب الصادقة لا بد وأن تختلف شخصيات أبطالها ومستوياتهم، فأحب عنترة عبلة، وأحبت الجميلة وحشا. ورغم الأبعاد الدرامية لتلك القصص، فإن ما ينطبق على المغناطيس لا ينطبق على الرومانسية بالضرورة.
الأضداد لا تتجاذبدرس باحثون في قسم علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة كولورادو فرضية "الطيور على أشكالها تقع"، وما إذا كانت صحيحة، أم أن الأضداد تتجاذب في الواقع؟
راجع الباحثون نتائج أكثر من قرن من الدراسات التي حللت 22 سمة شخصية عبر 199 استطلاعا رصد ردود أزواج أو مخطوبين من مختلف الجنسيات.
لم يجد الباحثون سوى أدلة قليلة على أن الأضداد تتجاذب، وبدلا من ذلك، تشابهت سمات الأزواج بنسبة 82% إلى 89%، بينما اختلفت بوضوح في 3% فقط من السمات.
أظهرت سمات مثل المواقف السياسية والدينية، ومستوى التعليم، ومعدل الذكاء، نسب تشابه مرتفعة بين الأزواج، وفي الوقت نفسه، أظهرت سمات مثل الصفات الجسمانية والشخصية ارتباطات أقل كثيرا، لكنها لا تزال إيجابية، فمن المرجح أن يتزوج الرجل الاجتماعي بامرأة اجتماعية بنسبة 10% أكثر من زواجه بامرأة انطوائية، وبالمثل إذا كان الرجل عصبيًا، فعادة ما تكون شخصية زوجته عصبية، والعكس صحيح، بحسب مجلة "نيتشر" العلمية.
تجاذبت الأضداد في حالات نادرة، لم تظهر إلا في عينات "البنك الحيوي البريطاني"، فوجدوا عددا قليلا من السمات المرتبطة عكسيا، وتشمل: تفضيل النوم مبكرا مقابل السهر، والميل إلى القلق والتوتر، والشعور بالسعادة العامة، والرضا عن الحياة، والحياة المهنية، والصداقات، والصحة العامة.
فسّر الباحثون تشابه الأزواج في السمات لأسباب عدة، فبعضهم ينشأ في نفس النطاق الاجتماعي والجغرافي، ويفضل بعضهم اختيار من يشبهه، وبعضهم يصير نسخة من الآخر بمرور الزمن.
الزوجان المكملان لبعضهما هما شريكان تشابهت سماتهما، لكنهما وزعا الأدوار بينهما بطريقة تلقائية بمرور السنوات (بيكسلز) الزواج المتكافئ أم المتكامل؟نشر موقع "ذا كونفرزيشن" بحثا لماثيو جونسون، أستاذ علم النفس، ومدير مختبر دراسات الزواج والأسرة في جامعة بينغامتون الأميركية. أجاب جونسون في بحثه، من وجهة نظر علم الاجتماع، عن سبب استمرار تداول أسطورة تجاذب الأضداد عبر الأجيال، مع أن العلم نفاها منذ خمسينيات القرن الماضي.
أشار جونسون إلى نوعين من الزواج، أولهما الزواج التقليدي المتكافئ، القائم على أساس اختيار شخص ذي مستوى مماثل من التحصيل العلمي، والموارد المالية، والمظهر الجسدي، والآخر هو ما نطلق عليه "الزواج المتكامل"، وفيه يبحث الشخص عن زوجة تمتلك سمات يفتقر إليها، مثل انجذاب العصبي للهادئة، وانجذاب الخجولة للمرح، وبذلك يكمل بعضهما بعضا.
فسّر جونسون وجود حالات نعدها "زواجا متكاملا" بانجذاب زوجين متشابهين في غالبية سماتهما الشخصية والاجتماعية، لكن تبرز السمات القليلة المتناقضة بينهما بمرور الزمن، وتظهر للسطح خلافات حول أمور فرعية، مثل السهر أو زيادة الوزن.
العلم نفى أن الأضداد تتجاذب في العلاقات بين الشريكين (بيكسلز)هناك تفسير آخر قدمته "الجمعية الأميركية لعلم الاجتماع" سابقا بأن الزوجين المكملين لبعضهما هما في الأساس زوجان سماتهما متشابهة، لكنهما وزعا الأدوار بينهما بطريقة تلقائية بمرور السنوات، حتى انتهى بهما الأمر بتشكيل فريق متكامل.
لن يقف الأمر عند ذلك الحد، فقد أكد باحثو علم النفس الاجتماعي في جامعة كوليدج لندن، في عام 2017، بالنظر إلى الملفات الشخصية على فيسبوك لما يقرب من ألف زوج و50 ألف صديق، أن تشابه شخصية الشريكين أو حتى الأصدقاء صار واقعا، وأن ذلك لم يكن مدفوعا بتقارب السن أو التعليم، لكن خوارزميات المنصات الاجتماعية تعرضنا باستمرار لتحديثات حالة أحبائنا، بالتالي نحن عرضة للتأثر بما ينشرون.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
في البحر الأحمر.. اكتشاف نوع جديد من الأسماك يبدو مستاءً على الدوام
اكتشف فريق من الباحثين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية وجامعة واشنطن نوعا جديدًا من الأسماك وصفه الباحثون بأنه "يبدو مستاء على الدوام" فأطلقوا عليه اسم "القزم الغاضب" إلى جانب الاسم العلمي الجديد "سويفيوتا أويثنز".
ويوضح الفريق البحثي في بيان صحفي رسمي أنه رغم صغر حجمه الذي يقل عن سنتيمترين، فإن "القزم الغاضب" له مظهر مخيف بشكل مدهش، فأنيابه الكبيرة وتعبيراته العنيفة تمنحه مظهرًا مخيفا إلى حد ما لمثل هذه السمكة الصغيرة التي تعد في عالمها الصغير حيوانا مفترسا مخيفا.
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق البحثي في دورية "زوكيز" المختصة بدراسة عالم الحيوان، فإن اللون الأحمر الزاهي لهذا النوع من الأسماك يساعد على اندماجه في بيئته الطبيعية.
ويعيش "القزم الغاضب" في جحور وشقوق صغيرة في جدران ونتوءات الشعاب المرجانية المغطاة بالطحالب المرجانية الحمراء، وتضيف الدراسة أنه يستخدم أنيابه الكبيرة لاصطياد اللافقاريات الصغيرة.
يعيش "القزم الغاضب" في نتوءات الشعاب المرجانية المغطاة بالطحالب (فيكتور نونيز بينمان) عالم متغيرووجد الباحثون العينات الأولى في ضفاف إحدى جزر منطقة فرسان، وهي أرخبيل جزر يقع جنوب البحر الأحمر تابعة لمنطقة جازان جنوب غرب السعودية، ثم عثروا على عينات إضافية لاحقا بالقرب من منطقة ثول التي تقع على ساحل البحر الأحمر على مسافة 80 كيلومترا شمال مدينة جدة.
ويوضح الباحثون أن الاكتشاف المستمر لأنواع جديدة مميزة مثل "القزم الغاضب" يُظهر مقدار التنوع البيولوجي الذي لم يتم اكتشافه في البحر الأحمر.
ويأتي هذا الكشف في سياق العديد من الاضطرابات الكبيرة الناجمة عن تغير المناخ والتي تعرض لها البحر الأحمر السنوات الأخيرة، بما في ذلك تبييض المرجان على نطاق واسع ونفوقه.
ويأمل الباحثون أن يدفع اكتشاف أنواع جديدة في هذه البيئة المتغيرة بسرعة لتسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى استمرار البحث العلمي من أجل الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي المدهش بالبحر الأحمر.
يأتي ذلك في سياق اعتقاد فريق من العلماء أن الأرض بسبب النشاط الإنساني تشهد انقراضا سادسًا كبيرا، حيث تختفي الأنواع بمعدلات أسرع بمئات المرات مقارنة بالمتوسط الطبيعي.
وخلال السنوات المئة السابقة انقرض 200 نوع من الفقاريات فقط، ومن بين أكثر من 27 ألف نوع معروف من البرمائيات والثدييات والزواحف، انخفضت أعدادها بقيمة 50% في أماكن انتشارها بصورة لافتة، ومع المتابعة الدقيقة لأكثر من 177 نوعا من الثدييات وجد انخفاض ملحوظ في أعداد 40% منها.