الجزيرة:
2024-11-24@09:51:00 GMT

إذا أردت السعادة الزوجية فابحث عمن يشبهك

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

إذا أردت السعادة الزوجية فابحث عمن يشبهك

أقنعتنا الدراما بأن قصص الحب الصادقة لا بد وأن تختلف شخصيات أبطالها ومستوياتهم، فأحب عنترة عبلة، وأحبت الجميلة وحشا. ورغم الأبعاد الدرامية لتلك القصص، فإن ما ينطبق على المغناطيس لا ينطبق على الرومانسية بالضرورة.

الأضداد لا تتجاذب

درس باحثون في قسم علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة كولورادو فرضية "الطيور على أشكالها تقع"، وما إذا كانت صحيحة، أم أن الأضداد تتجاذب في الواقع؟

راجع الباحثون نتائج أكثر من قرن من الدراسات التي حللت 22 سمة شخصية عبر 199 استطلاعا رصد ردود أزواج أو مخطوبين من مختلف الجنسيات.

كما استخدم الباحثون بيانات من "البنك الحيوي البريطاني" لدراسة 133 سمة، بما فيها من سمات لم تتم دراستها قبلا، لما يقرب من 80 ألف زوج من الجنسين في بريطانيا.

لم يجد الباحثون سوى أدلة قليلة على أن الأضداد تتجاذب، وبدلا من ذلك، تشابهت سمات الأزواج بنسبة 82% إلى 89%، بينما اختلفت بوضوح في 3% فقط من السمات.

أظهرت سمات مثل المواقف السياسية والدينية، ومستوى التعليم، ومعدل الذكاء، نسب تشابه مرتفعة بين الأزواج، وفي الوقت نفسه، أظهرت سمات مثل الصفات الجسمانية والشخصية ارتباطات أقل كثيرا، لكنها لا تزال إيجابية، فمن المرجح أن يتزوج الرجل الاجتماعي بامرأة اجتماعية بنسبة 10% أكثر من زواجه بامرأة انطوائية، وبالمثل إذا كان الرجل عصبيًا، فعادة ما تكون شخصية زوجته عصبية، والعكس صحيح، بحسب مجلة "نيتشر" العلمية.

تجاذبت الأضداد في حالات نادرة، لم تظهر إلا في عينات "البنك الحيوي البريطاني"، فوجدوا عددا قليلا من السمات المرتبطة عكسيا، وتشمل: تفضيل النوم مبكرا مقابل السهر، والميل إلى القلق والتوتر، والشعور بالسعادة العامة، والرضا عن الحياة، والحياة المهنية، والصداقات، والصحة العامة.

فسّر الباحثون تشابه الأزواج في السمات لأسباب عدة، فبعضهم ينشأ في نفس النطاق الاجتماعي والجغرافي، ويفضل بعضهم اختيار من يشبهه، وبعضهم يصير نسخة من الآخر بمرور الزمن.

الزوجان المكملان لبعضهما هما شريكان تشابهت سماتهما، لكنهما وزعا الأدوار بينهما بطريقة تلقائية بمرور السنوات (بيكسلز) الزواج المتكافئ أم المتكامل؟

نشر موقع "ذا كونفرزيشن" بحثا لماثيو جونسون، أستاذ علم النفس، ومدير مختبر دراسات الزواج والأسرة في جامعة بينغامتون الأميركية. أجاب جونسون في بحثه، من وجهة نظر علم الاجتماع، عن سبب استمرار تداول أسطورة تجاذب الأضداد عبر الأجيال، مع أن العلم نفاها منذ خمسينيات القرن الماضي.

أشار جونسون إلى نوعين من الزواج، أولهما الزواج التقليدي المتكافئ، القائم على أساس اختيار شخص ذي مستوى مماثل من التحصيل العلمي، والموارد المالية، والمظهر الجسدي، والآخر هو ما نطلق عليه "الزواج المتكامل"، وفيه يبحث الشخص عن زوجة تمتلك سمات يفتقر إليها، مثل انجذاب العصبي للهادئة، وانجذاب الخجولة للمرح، وبذلك يكمل بعضهما بعضا.

فسّر جونسون وجود حالات نعدها "زواجا متكاملا" بانجذاب زوجين متشابهين في غالبية سماتهما الشخصية والاجتماعية، لكن تبرز السمات القليلة المتناقضة بينهما بمرور الزمن، وتظهر للسطح خلافات حول أمور فرعية، مثل السهر أو زيادة الوزن.

العلم نفى أن الأضداد تتجاذب في العلاقات بين الشريكين (بيكسلز)

هناك تفسير آخر قدمته "الجمعية الأميركية لعلم الاجتماع" سابقا بأن الزوجين المكملين لبعضهما هما في الأساس زوجان سماتهما متشابهة، لكنهما وزعا الأدوار بينهما بطريقة تلقائية بمرور السنوات، حتى انتهى بهما الأمر بتشكيل فريق متكامل.

لن يقف الأمر عند ذلك الحد، فقد أكد باحثو علم النفس الاجتماعي في جامعة كوليدج لندن، في عام 2017، بالنظر إلى الملفات الشخصية على فيسبوك لما يقرب من ألف زوج و50 ألف صديق، أن تشابه شخصية الشريكين أو حتى الأصدقاء صار واقعا، وأن ذلك لم يكن مدفوعا بتقارب السن أو التعليم، لكن خوارزميات المنصات الاجتماعية تعرضنا باستمرار لتحديثات حالة أحبائنا، بالتالي نحن عرضة للتأثر بما ينشرون.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فى طلب السعادة

تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.

ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين. فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.

يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.

وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».

وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.

ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.

وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».

ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».

وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».

كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».

وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • دوين جونسون يرقص مع عائلة هاواي في ترويج خاص لفيلم Moana 2!
  • نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
  • فى طلب السعادة
  • بسبب أخي وقريبة زوجي.. حياتي الزوجية على المحك
  • دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
  • العلاقات الزوجية.. خطيب المسجد الحرام: متى علم الزوجان الحقوق والواجبات نعما سويا بالسعادة
  • تعرف على إيرادات فيلم دواين جونسون الجديد Red One في انطلاقة عرضه
  • كيف نتعامل مع الأفكار المتناقضة؟
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • عرض فيلم شائعات ضمن عروض منتصف الليل بمهرجان القاهرة السينمائى