بعد ضربات أوكرانية ضد قوات حميدتي.. هل يتوسع نطاق الصراع بين كييف وموسكو؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
اتفق ضيفا حلقة برنامج "ما وراء الخبر" على أن ما كشفته شبكة "سي إن إن" الأميركية حول قيام القوات الخاصة الأوكرانية باستهداف قوات الدعم السريع في السودان -المدعومة من قوات فاغنر الروسية- بهجمات مسيّرة قد يؤشر على إمكانية توسع الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك النزاع السوداني.
ورأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أنه إذا صحت تقارير وقوف أوكرانيا وراء الهجمات في السودان، فهذا يعني أن موسكو قد تستغل ما حدث من خلال توسيع رقعة الحرب الدائرة في أوكرانيا بشكل أعمق وبمنطقة قريبة من الصراع، رغم استبعاده في الوقت نفسه تحركها في الأجل القريب.
وإلى جانب ذلك، فقد يتوسع الصراع في السودان من نطاقه المحدود إلى دخول أطراف أخرى، وفق عبيدي، الذي قال إن "منعطف المسيّرات" قد يدفع الدعم السريع الذي يقوده محمد حمدان دقلو "حميدتي" لتجنيد دول أخرى ضد مصلحة واشنطن في النزاع الدائر.
وفي هذا الإطار، ذهب مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أن المسيرات الأوكرانية لا تؤدي لرحيل قوات فاغنر من السودان، مشيرا إلى أن القلق الحقيقي يكمن في إمكانية دخول روسيا إلى بلد آخر مثل مولدوفا وبولندا بعدما حققت نجاحا في أوكرانيا.
وذكر أن ما قامت به القوات الخاصة الأوكرانية في السودان -إن ثبت- يشير إلى ثقة في النفس عبر نقل الصراع إلى خارج البلاد وفي الأماكن التي تمتلك فيها روسيا نفوذا وتأثيرا، لكنه في الوقت عينه شدد على أن كييف لا قدرة لديها على مواجهة كل هذه المناطق وتوسيع نطاق الصراع.
لماذا السودان؟وحول دلالة اختيار السودان، عدّد عبيدي أسبابا لذلك، من بينها قدرة أوكرانيا على ضرب قوات فاغنر التي لديها عقود مع وزارة الدفاع الروسية، كما أنها رسالة لموسكو بأن كييف قادرة على تصدير الحرب وإلحاق الضرر بالمجهود الحربي الروسي.
أما النقطة الأخرى التي لا تقل أهمية -وفق الأكاديمي- فتتعلق باعتبار السودان مصدرا ماليا مهما لقوات فاغنر التي توجد في مناطق الدعم السريع المسيطرة على مناجم الذهب، وبالتالي إضعاف قدرتها على الإنتاج والتمويل.
وعدّ ما حدث "تلاقي مصالح" بين أوكرانيا والغرب في ظل الانزعاج الأميركي الغربي من النفوذ العسكري الروسي ممثلا بقوات فاغنر في أفريقيا، ولكن ذلك لا يغير مجرى الحرب أو ميزان القوى داخل السودان، وفق رأيه.
من جهته شدد المتحدث الأميركي على وجود اهتمام من واشنطن باحتواء قوات فاغنر على الأقل ببعض الأماكن، عازيا ذلك إلى أنها قوة تكتيكية تستغل الموارد الطبيعية للبلدان لمصالحها الخاصة، ورأى أنه مع ذلك فإن الرغبة الأميركية لن تتحقق برحيل فاغنر من أفريقيا.
ومع تأكيده أنه لا يمكن الجزم بصحة تحقيق "سي إن إن"، رأى أن ضربات المسيرات الأوكرانية تندرج في سياق استهداف الدعم السريع للحيلولة دون استغلال روسيا لموارد السودان الطبيعية.
وكشف أن الكثير من الأموال والأسلحة الروسية تذهب إلى أفريقيا، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كان الأميركيون يدعمون أي تحرك أوكراني داخل القارة السمراء، ولفت إلى أن واشنطن تفضل أن تركز القوات الأوكرانية جهودها لدعم الهجوم المضاد.
وبالعودة إلى عبيدي فقد أكد أنه من الصعب تصديق عدم معرفة واشنطن بالضربات الأوكرانية في السودان، ولفت إلى أن عدم إعلان أوكرانيا مسؤوليتها عن الضربات يعود إلى حرجها في تبرير الدعم المالي والعسكري الغربي المقدم إليها واستخدامه في عمليات عسكرية خارجية وليست للدفاع عن أراضيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان قوات فاغنر إلى أن
إقرأ أيضاً:
40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان
الخرطوم - قُتل أربعون شخصا في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع مساء الثلاثاء على قرية في ولاية الجزيرة التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط السودان الذي دمرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف، على ما أفاد طبيب الأربعاء 20نوفمبر2024.
وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم لوكالة فرانس برس إن "القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص". وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لهجمات.
وقال شهود في قرية ود عشيب إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، شنت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني.
وقال شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "الهجوم استؤنف صباح" الأربعاء، موضحا أن المهاجمين يرتكبون "أعمال نهب".
ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها قوات الدعم السريع خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في تشرين الأول/أكتوبر.
ومنذ ذلك التاريخ، وثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسية كانت تعد سلة الخبز في السودان.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة من أن اندلاع أعمال العنف هناك "يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر".
- نازحون ينقصهم كل شيء -
خلفت الحرب بين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يمسك بالسلطة، عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين.
ولم يتم تسجيل الضحايا، بحسب الأطباء. وتتراوح التقديرات بين 20 ألفا و150 ألفا.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من ثلاثة ملايين إلى البلدان المجاورة.
واتُهم كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب. فقد حاصر مقاتلو قوات الدعم السريع قرى بأكملها، وقاموا بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة ونهبوا ممتلكات المدنيين بشكل منهجي.
وتعرضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية.
وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأصيب العشرات منهم بالمرض.
ويصل العديد من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد "السير لعدة أيام ... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها"، وفق ما قال دوجاريك الجمعة.
وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية.
وقال دوجاريك "إنهم مضطرون للنوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى".
وتقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حاليا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.
Your browser does not support the video tag.