حرب السودان: بين التقسيم والتدويل
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بقلم: عثمان نواي
صدر اليوم تقرير لقناة إلسى إن إن تشير فيه إلا احتمالية قيام القوات الخاصة الاوكرانية بعمليات فى السودان ضد شركة فاجنر وذلك باستخدام مسيرات حديثة لك تستخدم فى افريقيا من قبل واشتهر الجيش الاوكراني باستخدامها لدقتها فى الوصول إلى الهدف. كما أن القناة نشرت فيديو ليلى لقوات بتجهيزات عالية لا تشبه القوات المسلحة السودانية تقوم بعملية عسكرية فى منطقة فى امدرمان.
حسب مصادر تحدثت إلى سى إن إن ،فإن شحنات عسكرية تحركت من تشاد إلى السودان فى خلال الاسبوعين الماضيين محملة باسلحة إلى الدعم السريع. فى الاسبوع الماضي قام الرئيس التشادى برحلة إلى الامارات استغرق فيها عدة أيام.
فى صعيد آخر نشر السيد منى اركو مناوى تغريدة اليوم يعبى فيها عن خشيته من إن المفاوضات المقبلة بين الجيش والدعم السريع ربما يخطط لها إن تكون بين حكومتين ،كما اشارالى إمكانية إن يكون للحلو حكومته فى مناطق سيطرته أيضا. وعبر عن تخوفه من الخطط الدولية والإقليمية للتعامل مع ملف السودان.
يبدو أن إرهاصات التقسيم ألتى كثيرا ما خشيها السودانين تتكالب مع رفض مجموعة قيادية فى مؤتمر البجا قيام حكومة فى بورتسودان والدعوة إلى لإيجاد حل لمشكلة الشرق بمقترح إقامة حكومة للاقليم من مكوناته السكانيه.
إن الواقع الراهن ينبئ بأن السودان وصل فعليا إلى نقطة التشظى التفكك. والناظر لسياسات الحل الدولية فى دول النزاعات المختلفة فى الاقليم العربى والافريقي يرى إن التقسيم مع وجود كيانات دول ضعيفة محدودة السيطرة على كامل اراضيها ومع وجود أجنبي مكثف فى مناطق معينة و تحالفات دول مختلفة مع عناصر متنازعة هو الواقع ألذى يسود كل من سوريا واليمن وليبيا ومالى وحتى أوكرانيا. فالدول ككتل واحدة فى حالة النزاعات المذكورة سابقا تك تفكيكها بعناية لصالح إعادة السيطرة والتمركز لقوى جديدة واخرى قديمة على المستوى الداخلى ولكنها متحالفة وتخدم أيضا مصالح خارجية تتركز فى مناطق جغرافية استراتيجية معينة الشريك الخارجى. كما أن معظم النزاعات فى الدول المذكورة اعلاه هى أيضا حروب بالوكالة ،وهى تصفية حسابات دول كبرى إقليمية ودولية فى أراضي هذه الدول ألتى تجرى فيها الحروب. وجزء من الحرب فى السودان هى حرب بالوكالة بلا شك بين دول عدة من ضمنها الصراع بين السعودية وألإمارات على موارد السودان ،إضافة الى صراع السيطرة على البحر الاحمر ألذى يشمل دول غربية وعربية. إن الواقع السودانى الراهن تستخدم فيه كثير من التفسيرات للحرب ذات الطابع الداخلى والمحلى والتاريخى الخاص بالسودان ،ولكن لم تعد تلك المسببات أو التفسيرات ذات جدوى أو قدرة على تفسير أو التحكم أو تغيير مستقبل السودان أو مستقبل الصراع عليه وفيه. بل اخشي إنه لم يعد فى يد السودانين الكثير لفعله. ربما كل ما يستطيعونه الان هو التفاعل مع سيناريو هات لن يكون لهم قدرة كبيرة على التحكم فى خواتمها. لقد فقد السودان عمليا سيادته. وهو الان فى الطريق نحو التحول إلى كانتونات عسكرية يحكمها سودانيين بالوكالة عن آخرين. وربما لا تكون هناك دولة مركزية مرة أخرى فى السودان. فهذا عهد قد مضي. أما اى دولة ستتكون فهذا خاصع لعوامل عديدة ، ما يريده السودانين سيكون أضعف تلك العوامل للأسف.
osman.habila@gmail.com
الوسومعثمان نوايالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن السيطرة الكاملة على الخرطوم
الخرطوم - أعلن الجيش السوداني الجمعة 28مارس2025، أنّه سيطر بالكامل على الخرطوم، بعد حوالى عامين على خسارته العاصمة أمام قوات الدعم السريع، وفي أعقاب عملية واسعة شهدت استرجاع الجيش للقصر الرئاسي والمطار ومنشآت حيوية أخرى في الخرطوم.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبدالله في بيان صدر مساء الخميس "تمكنت قواتنا اليوم ... من تطهير آخر جيوب لشراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو التي تخوض حربا مع القوات السودانية منذ نيسان/أبريل 2023.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن الأربعاء أنّ "الخرطوم حرة وانتهى الأمر" متحدثا من القصر الرئاسي حيث وصل لأول مرة منذ عامين.
وبعد عام ونصف عام من الهزائم، بدأ الجيش السوداني عملية عسكرية من وسط السودان نحو الخرطوم حقّق فيها تقدّما كبيرا على الأرض.
وعزا محللون نكسات قوات الدعم السريع إلى اخطاء استراتيجية وانقسامات داخلية وتضاؤل الإمدادات.
ونزح من العاصمة خلال الحرب أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سوداني، لجأ عدد كبير منهم الى بورتسودان التي أصبحت كذلك مقرا موقتا للحكومة.
ومنذ أن سيطرت قواته على القصر الرئاسي الأسبوع الماضي، أفاد شهود وناشطون عن تراجع قوات الدعم السريع عبر الخرطوم.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن "بقايا ميليشيا الدعم السريع تفرّ الآن عبر جسر جبل أولياء"، طريقها الوحيد للانسحاب من منطقة الخرطوم.
غير أن قوات الدعم السريع تعهدت بعد ذلك بأن "لا تراجع ولا استسلام" مؤكدة أنها ستعمل "على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم".
- معركة النيل الأزرق -
والأربعاء، بعد ساعات من وصول البرهان إلى القصر الرئاسي لأول مرة منذ عامين، أعلنت قوات الدعم السريع عن "تحالف عسكري" مع جماعة متمردة أخرى تسيطر على جزء كبير من ولاية جنوب كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، بزعامة عبد العزيز الحلو قد اشتبكت مع الطرفين المتحاربين، قبل أن توقع اتفاقا سياسيا مع قوات الدعم السريع الشهر الماضي لإنشاء حكومة موازية.
وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي أطلقها عمر البشير قبل أكثر من عقدين في دارفور.
ومساء الخميس، أفاد شهود عيان في مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، عن تعرض مطار المدينة وسد الروصيرص القريب منها لهجوم بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
والجمعة، أعلنت فرقة المشاة الرابعة التابعة للجيش في الدمازين في بيان، أنّ دفاعاتها الجوية اعترضت طائرات بدون طيار.
وأدت الحرب المستعرة منذ عامين إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين وتشريد أكثر من 12 مليونا والتسبب بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، وفق الأمم المتحدة.
كما أدت إلى تقسيم ثالث أكبر دولة في إفريقيا، حيث يسيطر الجيش على المناطق الشمالية والشرقية بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكامل إقليم دارفور الشاسع المتاخم لتشاد غربا.
Your browser does not support the video tag.