وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بـ «الجدية والإيجابية»، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح. وعاد الوفد الحوثي، الذي زار المملكة مساء أمس الأول، إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ تسع سنوات.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنها ترحب «بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن». وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على منصة إكس إنه التقى الوفد الحوثي وأكد خلال اللقاء «وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار»، مضيفاً «نتطلَّع إلى أن تحقّق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف». ومن جهتهم، قال الحوثيون إن المحادثات مع المسؤولين السعوديين التي جرت بوساطة عُمانية، كانت إيجابية. وذكر عضو الوفد والمتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبدالسلام أنه جرى خلال اللقاءات مناقشة «بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة»، في إشارة إلى زيارة وفد سعودي لصنعاء في أبريل الماضي، مضيفاً «سنرفعها للقيادة للتشاور». وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة علي القحوم أن جولة جديدة من المحادثات ستجري في وقت لم يحدّده، بعدما «اتسمت المفاوضات» في السعودية «بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز التعثّر والعقد في الملفات الإنسانية وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية». ورحّبت كذلك وزارة الخارجية الأميركية في بيان بالمحادثات، مؤكدة أن وضع خريطة الطريق لإنهاء الصراع «من خلال عملية سياسية بقيادة يمنية برعاية الأمم المتحدة، له أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة». وفي نيويورك، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد «الحاجة الملحة إلى حلّ دائم للصراع في اليمن، وأولويات أخرى»، وفق ما كتب الوزير الأميركي على منصة إكس، مضيفاً أن «التنسيق مع شركائنا بشأن اليمن والتحديات الإقليمية أمر بالغ الأهمية لتحقيق السلام والاستقرار». وذكرت «الخارجية» الأميركية أن الوزراء أكدوا «أهمية التعاون الوثيق بين الدول الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة». وكان مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أبلغ وكالة فرانس برس أنّ المحادثات تركّزت على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها عن طريق السلطة وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه لطائرات تقوم برحلات إلى الأردن ومصر. وكان من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين «الصيغة النهائية» لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر أطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

مبعوث ترامب يصل الدوحة لمتابعة المفاوضات.. ورسائل إيجابية من حماس

وصل ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الجمعة، إلى العاصمة القطرية الدوحة على وقع تواصل الجهود الرامية للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي للعام الثاني على التوالي.

وأفادت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، بأن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث في الدوحة مع ويتكوف جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن قطر نقلت رسالة إيجابية من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى إسرائيل لإحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، موضحة أن الرسالة "تتعلق بقائمة الرهائن ونقاط الخلاف الأخرى بين حماس وإسرائيل".

وأشارت هيئة البث إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا عاجلا مع وزير حربه يسرائيل كاتس وفريق المفاوضات "إثر الرسالة الإيجابية من حماس".


وبحسب ما نقلته الهيئة الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بـ"الأجنبية"، فإن "إسرائيل وحماس توصلتا لاتفاق أولي لمفاوضات بشأن المرحلة الثانية مع تنفيذ الأولى".

في السياق، نقلت عن "القناة 12" الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، وجود "تفاؤل لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل"، في حين قالت القناة "13" العبرية نقلا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه "من الممكن التوصل إلى صفقة بحلول 20 كانون الأول /يناير، ولكن ذلك يتطلب تنازلات".

والخميس، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وجود تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، قائلا "أنا متفائل بأننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ونحن نحقق تقدما حقيقيا".

يذكر أن مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تعثرت لأكثر من مرة؛ جراء إصرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر ومعبر رفح، ومنع العودة إلى شمال غزة دون تفتيش العائدين من خلال محور نتساريم وسط القطاع.


وفي وقت سابق، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أن دولة الاحتلال لن تستعيد أسراها إلا عبر اتفاق تبادل، متهما رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالتلاعب بمصيرهم.

وأضاف حمدان خلال مؤتمر صحفي في الجزائر، أن "صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي سوف تطبق، وعلى ضوء ذلك سيأخذ الاحتلال أسراه وسنأخذ أسرانا".

ولليوم الـ462 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ46 ألف شهيد، وأكثر من 109 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب يصل للدوحة لمتابعة المفاوضات.. ورسائل إيجابية من حماس
  • الحوثيون يحذرون السعودية والإمارات من مساعيهما لنقل الحرب إلى الداخل اليمني
  • مبعوث ترامب يصل الدوحة لمتابعة المفاوضات.. ورسائل إيجابية من حماس
  • مفاوضات غزة – تل أبيب تلقت رسالة إيجابية من قطر
  • مطالبة أممية لـ«الحوثي» بإجراءات ملموسة تمهد لعملية السلام
  • وزارة الخارجية تكشف النقاط التي تم تأكيدها للمبعوث الأممي الخاص لليمن
  • الخارجية تكاشف الرأي العام بردود صنعاء للمبعوث الاممي
  • وزارة الخارجية تصدر بيانا حول ثوابت ومواقف اليمن التي تم تأكيدها للمبعوث الأممي أثناء زيارته صنعاء
  • القيادة الوسطى الأمريكية تُعلن استهداف منشآت تخزين أسلحة تابعة للحوثيين
  • الحوثيون يتهمون السعودية بالتلكؤ في إحلال السلام باليمن