القومي للحضارة يستضيف حفلًا فنياً موسيقيًا بعنوان الهوية المصرية
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
كتب- محمد أبو بكر:
استضاف المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط حفلًا فنياً موسيقيًا بالمسرح الكبير للمتحف، تحت عنوان "الهوية المصرية"، بالتعاون مع مجموعة صادكو.
شهد الحفل حضور لفيف من الشخصيات العامة، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، منها جمعية تواصل للتعليم المجتمعي بعزبة خير الله، وعدد كبير من محبى الفن والموسيقى، والذين أصبحوا حريصين علي متابعة أنشطة وفعاليات المتحف المتنوعة وحضورها.
وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، وفقاً لبيان وزارة السياحة والآثار الأربعاء، أن هذا الحفل يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي بدأها المتحف خلال الفترة الماضية لدعم المشاركة المجتمعية للجمعيات الأهلية، وتأكيداً علي دور المتحف كصرح ثقافي يتسع لجميع فئات المجتمع، ويحرص على التعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية لتفعيل دوره في تنمية المجتمع بالورش والفعاليات التي يقدمها، وأشاد بالدور المتميز الذي يقوم به القطاع الخاص في دعم مثل هذه الفعاليات.
وأعربت هادية غبور، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات صادكو، عن سعادتها بالتعاون مع مؤسسة ثقافية كبيرة بحجم وقيمة المتحف القومي للحضارة المصرية، خاصة أن من ضمن أهداف الشركة تقوية الإنتماء والهوية المصرية ودعم وتشجيع الأنشطة المجتمعية.
وتضمن الحفل عرضاً لفرقة جمعية تواصل، والتي قدمت أداءً فنياً راقياً وسط تفاعل وإعجاب كبير من الحاضرين، كما استمتع الحضور بأداء غنائي متميز من فرقة جمعية شروق مصر من أطفال مدارس إدارة غرب التعليمية، حيث قدموا أنشودة إيزيس التي أبهرت العالم بفعالية موكب المومياوات الملكية، التي أُقيمت في أبريل 2021، واُختُتم الحفل بتقديم فرقة سعد العود مجموعة من المقطوعات الموسيقية والأغاني المصرية التراثية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية علاوة غلاء العاصفة دانيال زلزال المغرب الطقس سعر الدولار الحوار الوطني أحداث السودان سعر الفائدة المتحف القومي للحضارة المجتمع المدني وزارة السياحة الهوية المصرية
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.