غوتيريش يترأس قمة الطموح المناخي في نيويورك
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
نيويورك في 20 سبتمبر/وام/ ترأس أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة اليوم قمة “الطموح المناخي” التي عقدت ليوم واحد بالمقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك على هامش الدورة الـ 78 للجمعية العامة.
ونوه غوتيريش في بيان له في افتتاح القمة إلى تركيز أعمال القمة على المهمة الملحة ممثلة في تسريع العمل المناخي في ظل درجة حرارة الأرض المرتفعة.
وأكد أن الطريق أمام المجتمع الدولي واضح والذي بوسعه العمل على الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية والتوجه نحو بناء عالم يتمتع بهواء نقي، ووظائف خضراء، وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع.
وشدد على أهمية ميثاق التضامن المناخي المقترح الذي يدعو الدول الكبرى إلى بذل جهود إضافية لخفض الانبعاثات، والبلدان الغنية إلى دعم الاقتصادات الناشئة للقيام بذلك.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة البلدان على تنفيذ تحول عادل ومنصف في مجال الطاقة، مع توفير الكهرباء بأسعار معقولة للجميع، وذلك من خلال ضمان وجود خطط ذات مصداقية للتخلص من الفحم بحلول عام 2030 لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبحلول عام 2040 لبقية العالم.
وأوضح أن العالم بحاجة إلى تحول لإعادة بناء الثقة، داعيا الحكومات إلى الدفع بالنظام المالي العالمي نحو دعم العمل المناخي.. وقال "هذا يعني تحديد سعر للكربون، وإصلاح نماذج الأعمال التي تتبناها بنوك التنمية متعددة الأطراف حتى يتسنى لها الاستفادة من قدر أكبر كثيراً من التمويل الخاص وبتكاليف معقولة بالنسبة للبلدان النامية".
ودعا أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ (COP28) المقرر عقده في دولة الإمارات أواخر نوفمبر المقبل.. وطالب البلدان المتقدمة بالإيفاء بالتزاماتها البالغ إجماليها 100 مليار دولار، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، ومضاعفة تمويل التكيف، مشدداً على ضرورة أن يتمتع الجميع بنظام للإنذار المبكر بحلول عام 2027، ومن خلال تنفيذ خطة العمل التي تم إطلاقها العام الماضي.
ونوه إلى أن أجندته لتسريع العمل المناخي تدعو المؤسسات التجارية والمالية إلى الشروع في مسارات صافية صفرية حقيقية، موضحا أنه يتعين على كل شركة ذات إرادة حقيقية في مجال الأعمال أن تضع خطط انتقالية عادلة تعمل على خفض الانبعاثات بشكل موثوق وتحقيق العدالة المناخية.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن تطلعه لأن تدفع قمة “الطموح المناخي” إلى لحظة قوية تسهم في توليد الزخم لمسار رفع وتيرة العمل المناخي الذي سيتم البناء عليه خلال الأشهر المقبلة، وبما يسهم في رفع نسق العمل المناخي.
مراسل وام - الولايات المتحدة الأمريكيةالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لمجمع البحوث :الإسراء والمعراج جسراً سماوياً بين الأرض والسماء
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر فضيلة الأستاذ الدكتور، محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ودار موضوعها حول "دروس من الإسراء والمعراج" .
قال فضيلة الدكتور محمد الجندي، إن القرآن الكريم هو الدليل الإلهي الذي يرشدنا إلى فهم هذا الكون وعلاقتنا به، كما أن القرآن الكريم هو النقطة المركزية في هذا الكون التي حفها الله سبحانه وتعالى بالعناية والرعاية، لما فيه من المعاني والتوجيهات التي تصلح الحياة، لكن إدراك تلك المعاني الجليلة التي جاء بها القرآن، يحتاج إلى صدق مع الله سبحانه وتعالى، وقد تجسد هذا الإدراك الحقيقي لتلك المعاني في شخص رسولنا الكريم ﷺ، الذي هو مثال يحتذى به في تحقيق الأمن النفسي والعقدي والأخلاقي والسلوكي، فمن خلال صدق عبوديته لله سبحانه وتعالى وحرصه على رعاية المسلمين، استطاع مواجهة التحديات التي واجهته بثبات وإيمان.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأمن العقدي تجسد في أجل صوره في حادثة الإسراء والمعراج التي كانت منحة ربانيه لنبيه ﷺ، قال تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، وفي هذا المعنى تنزيه لله سبحانه وتعالى، تنزيه لجلال الله وعبوديته، تنزيه لله عن المكان وعن الزمان، والأمن العقدي في تنزيه الله، فلا مكان ولا فوقية، لذلك كان العروج لأعلى، حتى لا يظن إنسان أن الله فوق؛ فهي تنزيه لله عن الفوقية والزمانية، كما أن الإشارة إلى النبي ﷺ بالعبودية، دليل على أن هذا المعنى هو أعلا مراتب الإنسان في هذا الكون، تلك المراتب التي اكتمل معناها في شخص رسولنا الكريم ﷺ، فالعبودية في أعلى المراتب ومن رُزِقها رُزِق الكفاية، قال تعالى﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ﴾، فيها ربط بين الكفاية والعبودية.
وتابع: هناك نداءات ونعوت كثيرة للأنبياء بالعبودية لأن من دخل في العبودية بلغ العناية، يقول تعالى: ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾، قيلت لرسول الله ﷺ في عز المحن والقلق، حدثت الكفاية بالعبودية، وكما قال الإمام عبد الحليم محمود: "إذا اشتدت المحن كان الفرج"، لهذا فرج الله سبحانه وتعالى بالعبودية على الرسول ﷺ بعين العناية والرعاية.
وبين الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن التساؤلات التي تُطرح حول معجزة الإسراء والمراج، وحول كيفية حدوثها؟ وكيف عاد الرسول ﷺ إلى مكانه الذي كان فيه؟ نقول لهم: إن الله سبحانه وتعالى عندما قال: (بعبده) قد أخرج ذلك الرسول الكريم ﷺ من حيز القدرة البشرية وأدخله في حيز القدرة الإلهية التي تقول للشيء كن فيكون، فلو نظرنا في قولنا "صعد ابني الرضيع إلى قمة الجبل"، فإنه قد يثير الدهشة لأنه لا يصح عقلاً، ولكن عندما نقول "صعدت بابني الجبل"، كان ذلك إسقاط لقدرة الرضيع، وأن القائم بالأمر ههنا والد الرضيع، فقوله ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ﴾ دليل على أن النبي ﷺ دخل بذلك في قدرة الله سبحانه وتعالى، ولو نظرنا إلى حادثة الإسراء والمعراج بالمنظور العلمي الحديث، لوجدنا أنه إذا زادت سرعة الشيء عن سرعة الضوء توقف الزمن، فرسول الله ﷺ في قدرة الله بلا زمن يقيده، لهذا جاء النص القرآني موضحًا لذلك، وحتى لا يقال صعد النبي محمد بنفسه قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ﴾.
وفي ختام الخطبة بين الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن في رحلة الإسراء والمعراج رباط عظيم بين الأرض والسماء، لأن الإسراء رحلة أرضية، والمعراج رحلة علوية إلى السماوات، حتى سدرة المنتهى، فكما مر النبي ﷺ على الأرض مر بالسماء، كما حدث في هذه الرحلة الرباط بين الجسد والروح لأنها هذه الرحلة المباركة كانت بهما معًا، لهذا تجسدت في هذه الرحلة الأمن النفسي لسيدنا رسول الله ﷺ، لأن الإسراء والمعراج كان فيها تفريج لكروبه ﷺ، لما شكى حاله إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي).