«تنمية المرأة الريفية».. تمكين اقتصادي وتعليم حرفة وتدريب مجاني
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
حاصرتهن مصاعب الحياة بعد تلقيهن ضربات الحياة القاسية، منهن من فقدت عائل الأسرة، وأخريات تعرَّض عائلهن إلى ما أقعده عن العمل، دخلن دائرة العوز بعد فقدهن القدرة على تدبير متطلبات أبنائهن، حتى جاءت المبادرات الرئاسية، لتمنح الفتيات والمرأة المصرية أولوية على قائمة مهام الدولة وتدخلاتها العاجلة، من خلال تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً أيضاً، لتستفيد المرأة المعيلة -على وجه التحديد- من برامج التمكين الاقتصادى عبر تعلّم الحرف البسيطة التى تساعدها فى إعالة أسرتها أو دعم زوجها.
فى عام 2016 أعد المجلس القومى للمرأة «الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030» تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة، وبما يتوافق مع «رؤية مصر 2030»، بالتعاون مع الجهات المعنية فى الحكومة والمجتمع المدنى، وأقرها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى خصص 2017 عاماً للمرأة المصرية، ومن بين المستفيدات من تلك الاستراتيجية، كانت داليا الحسينى، من قاطنى البدرشين بمحافظة الجيزة، حصلت على نول خشبى مجاناً من مؤسسة «صناع الخير»، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، تحت مظلة المبادرة الرئاسية حياة كريمة، عقب تلقيها تدريباً على الحرف اليدوية بالنول فى مركز الاستدامة لتنمية المرأة الريفية بالبدرشين.
قبل أربع سنوات تعرض زوجها إلى حادث سير أثَّر على حركته وأعاقه عن العمل، فقررت البحث عن فرصة عمل تناسب طبيعتها الريفية وتسمح لها بمساعدة زوجها، حيث إن البدرشين منطقة ريفية: «فى الأرياف مفيش فرص عمل للسيدات، دى كانت الصعوبة إنى أقدر أساعد جوزى بشغل مناسب»، قالتها «داليا» لـ«الوطن».
وأشارت إلى أنها استمرت فى البحث عن فرصة عمل تناسبها قرابة شهرين أو أكثر حتى سمعت عن مركز استدامة المرأة الريفية فى البدرشين، «جيرانى قالوا لى عليه قدمت اسمى عشان أتدرب على النول وأتعلم صنعة تفيدنى»، وسرعان ما احترفت النول وأصبحت قادرة على تصنيع منسوجات وسجاد يدوى ذى جودة عالية بمفردها.
«داليا».. إصابة زوجها دفعتها إلى تعلم «الغزل» وطورت عملها لمشروع سجاد يدوى فى البيتانتهت فترة التدريب بعد شهر واحد، وحصلت «داليا» على نول خشب مجاناً من «صناع الخير»، لتبدأ مشروعها الخاص، وبحسب رواية الأم الريفية: «النول ده شجعنى أعمل مشروع سجاد يدوى فى بيتى من غير ما أبعد عن ولادى وأعرف أكسب فلوس وأعيش حياة كريمة».
منذ انطلاقها اهتمت مبادرة «حياة كريمة» بمجال التدريب المهنى للسيدات، ومن بين مجالاته تدريبات على أعمال المطبخ كإعداد المخبوزات والحلويات لمساعدتهن على اكتساب حرفة قد تصبح مورد دخل ثابت لهن.
وكانت «سميرة محمود» إحدى السيدات المستفيدات من هذا التدريب، حيث تلقت ابنة البدرشين بالجيزة تدريباً مجانياً على كيفية إعداد المخبوزات بكل أنواعها والحلويات الشرقية فى المنزل: «تعلمت أعمل الفينو والباتيه والبيتزا وبقيت أعمل فى البيت وأبيع»، إلى جانب تدريبها على كيفية إعداد الحلويات الشرقية: «اتعلمت مجاناً وبقى مورد رزق ليا بساعد بيه جوزى فى مصاريف المعيشة»، قالتها بلهجة فلاحى، مشيرة إلى الاستفادة التى عادت عليها من التدريب المجانى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المبادرات الرئاسية حياة كريمة تكافل وكرامة
إقرأ أيضاً:
نسرين البغدادي: تمكين المرأة ضرورة لتحقيق السلم المجتمعي ومواجهة التطرف
أكدت الدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس القومي للمرأة ، أهمية تسليط الضوء على قضايا المرأة في مجالات السلام والأمن من منظور إفريقي، مشددة على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية لضمان تمكين المرأة في مواقع اتخاذ القرار.
جاء ذلك خلال مشاركتها في ورشة العمل التحضيرية التي نظمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA) تحت عنوان "المرأة كركيزة أساسية في الوقاية من النزاعات وبناء السلام المستدام"، بالتعاون مع حكومة نيوزيلندا، واستمرت على مدار يومين.
وأشارت نسرين البغدادي إلى أن العالم يشهد تحولات سريعة ومتلاحقة تنعكس بصورة مباشرة على أوضاعه الداخلية وعلاقاته الإقليمية والدولية، مؤكدة أن المرأة والطفل هما الأكثر تأثرًا بهذه التغيرات.
وأوضحت أن أهداف التنمية المستدامة في معظمها تدعو إلى مشاركة المرأة في مختلف المجالات، باعتبارها ركيزة أساسية في دفع المجتمع نحو التنمية الشاملة.
وأضافت أن المجلس القومي للمرأة تعاون مع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني لتطوير خطة تهدف إلى رفع وعي المرأة بأهمية دورها في السلم والأمن المجتمعي، بما يسهم في تعزيز جهود صنع السلام المجتمعي. ولفتت إلى أن المجلس أطلق في فبراير الماضي مبادرة وطنية تحت عنوان "معًا بالوعي نحميها" لتعزيز الأجندة الوطنية لتمكين المرأة.
واستعرضت نائبة رئيسة المجلس اختصاصات المجلس ومحاور الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتي تعد أول استراتيجية من نوعها بشهادة الأمم المتحدة.
وأكدت أهمية الإجراءات التي يتخذها المجلس لتحويل النساء المعرضات للعنف إلى الجهات المختصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحي والاقتصادي لهن.
وفي هذا السياق، تطرقت البغدادي إلى مبادرة "المرأة المصرية صانعة السلام.. معًا ضد التطرف والإرهاب" التي أطلقها المجلس عام 2017 بمناسبة اليوم العالمي للسلام، بمشاركة نحو 25 منظمة من منظمات المجتمع المدني.
وأشارت إلى أن المبادرة استندت إلى المادة 237 من الدستور المصري، التي تنص على التزام الدولة بمواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، إضافة إلى التزامات المواثيق الدولية الداعية إلى إشراك المرأة في تطوير المقاربات الوقائية ضد التطرف والإرهاب.
وأكدت نائبة رئيسة المجلس الدور المحوري الذي تلعبه المرأة المصرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وفي توحيد صفوف القوى الوطنية، مشيرة إلى أن الإرهاب لا ينتمي إلى دين أو جنسية أو حضارة بعينها ، وأنه يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولفتت إلى أهمية ضمان وجود مزيد من القيادات النسائية في كافة مستويات صنع القرار، لا سيما في مجالات السلم والأمن ومحاربة الفكر المتطرف.
كما شددت على ضرورة تشجيع المرأة على تربية أجيال تتبنى قيم السلم والتسامح وقبول الآخر، وتعزيز ثقافة المواطنة والمساواة بين الجنسين، داعية إلى مراجعة وتطوير المناهج التعليمية الرسمية لترسيخ هذه القيم، إلى جانب تشجيع المرأة على استخدام التكنولوجيا بطرق تسهم في تعزيز ثقافة السلم والتسامح ومكافحة التطرف.
واختتمت نسرين البغدادي كلمتها بالتأكيد على محورية دور الإعلام في نشر الوعي وتسليط الضوء على دور المرأة في المجتمع، وكذلك أهمية تطوير المنظومة الثقافية وتوظيف الفنون والإبداع كوسائل فعّالة للارتقاء بالفكر والثقافة، والمساهمة في التصدي للتطرف والعنف.
يأتي انعقاد هذه الورشة تزامنا مع النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، الذي يسعى إلى إحياء أجندة المرأة والسلام والأمن، والبناء على ما تحقق خلال 25 عاما من العمل في هذا المجال على الصعيدين الإفريقي والدولي.