نادي دبي للصحافة يكشف تفاصيل التجمع الإعلامي الأكبر عربياً
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
عقدت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي اليوم (الأربعاء) لقاءً إعلامياً موسعاً للكشف عن تفاصيل الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال الفترة من 26-27 سبتمبر الجاري، وكذلك تفاصيل الدورة الأولى من "المنتدى الإعلامي للشباب" الذي ستعقد جلساته بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وستُعقد جلساته قبل يوم واحد من انعقاد منتدى الإعلام العربي.
وتناول اللقاء ما سيضمه منتدى الإعلام العربي من جلسات وما سيدور حوله من محاور رئيسية، وكذلك الضيوف والمتحدثين الرئيسيين خلال التجمع الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية في المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين وممثلي كبرى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوي الأكبر من نوعه في المنطقة.
أجندة مكثفة
وفي مستهل حديثها، أكدت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي، أن حجم المشاركة هذا العام يعكس رسوخ ثقة المجتمع الإعلامي العربي في قيمة المنتدى كأهم لقاء يجمع قيادات العمل الإعلامي وصُنّاع الإعلام بمختلف قطاعاته في مكان واحد وهو دبي التي تواصل بتوجيهات القيادة الرشيدة تأكيد دورها كمحرك دفع رئيسي للتطوير الإعلامي من خلال تحفيز حوار يواكب المستجدات في القطاع وكذلك التحولات المحيطة المؤثرة في مسيرته، بما يسهم في تحديد متطلبات التطوير من كافة جوانبه سواء على صعيد الكادر البشري وأساليب العمل أو على مستوى البنية التحتية والتجهيزات التقنية.
الذكاء الاصطناعي والإنتاج الدرامي والسينمائي محوران رئيسيان
وقالت سعادة منى المرّي: "نقاشات المنتدى في هذه الدورة تواكب أهم المتغيرات العالمية كونها وثيقة الصلة بقطاع الإعلام الذي يعد النافذة التي تنقل إلى الناس تفاصيل تلك المتغيرات وتأثراتها على حياتهم.. كذلك يناقش المنتدى أثر التكنولوجيا في مستقبل الإعلام خاصة مع التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي والذي يعد من أهم التطورات التي ستغير شكل الإعلام كما عهدناه على مدار عقود طويلة".
وتناولت سعادتها الخطوط العريضة لمختلف الجوانب التنظيمية والتي روعي فيها أن يكون المنتدى شاملاً لأهم الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام ودوره في المجتمع، وقالت سعادتها: "سيتطرق المنتدى هذا العام كذلك إلى دور السينما والدراما كقوة ناعمة تتكامل مع الإعلام في تأثيرها في المجتمعات وسيشارك في الحوار ضمن هذا المحور عدد من نجوم المنطقة والعالم، كما سيتناول موضوع الاستدامة لاسيما وأن دولة الإمارات أعلنت العام 2023 عاماً للاستدامة، ومع قرب استضافة الدولة في دبي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28".
ووجهت سعادة منى المرّي الشكر لكل من أسهم في الإعداد الناجح لهذه الدورة الاستثنائية من منتدى الإعلام العربي، كذلك فريق العمل الذي قام على الإعداد للدورة الأولى للمنتدى الإعلامي للشباب، وشركاء الحدثين، كما أعربت عن شكرها لشركاء المنتدى من كافة المؤسسات الإعلامية الداعمين للحدث الذي هو في الأساس لا يهدف إلا لخدمتهم، منوهة بهذا الدعم من جميع الشركاء والذي سيبقى دائماً محل كل الإعزاز والتقدير.
أبرز المتحدثين
ويتحدث أمام منتدى الإعلام العربي 2023 نخبة من أبرز الشخصيات العربية والعالمية وفي مقدمتهم، ومعالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، ونخبة من وزراء الإعلام العرب وفي مقدمتهم، معالي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في جمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي فيصل شبول، وزير الإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ومن المقرر أن تعقد جلسات منتدى الإعلام العربي 2023 على مدار يومي 26-27 سبتمبر الجاري في مدينة جميرا- دبي، كما يسبق المنتدى يوم تمهيدي بعنوان "المنتدى الإعلامي للشباب" الذي يعقد في أول دورة له وهو مخصص حصرياً لشباب الإعلاميين ويركز على إعداد جيل من الإعلاميين الشباب المؤهلين لريادة عملية التطوير الإعلامي في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من حقيقة أن الشباب هم الأكثر انفتاحاً على التكنولوجيا التي سيكون لها الكلمة العليا في تشكيل صورة الإعلام في المرحلة المقبلة، ولما للشباب من قدرة على الابتكار والإبداع والتعامل بكفاءة مع معطيات العصر وأهمية تسخير تلك المعطيات في بناء إعلام قوي ومنافس.
أجندة قوية
من جانبها، تحدثت الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، حول مجموعة من النقاط المتعلقة بدورة هذا العام من منتدى الإعلام العربي، مشيرة إلى اعتزاز نادي دبي للصحافة بتنظيم هذا الحدث الذي حافظ على مكانته على مدار عقدين كاملين بفضل شبكة العلاقات القوية التي أسسها النادي على مدار سنوات من العمل الوثيق مع المجتمع الإعلامي العربي، مؤكدة أن دعم الشركاء يعد من أهم ركائز نجاح المنتدى على مدار دوراته المتعاقبة، ولافتة إلى أن انعقاد المنتدى يأتي تتويجا لجهد كبير امتد على مدار أشهر من التنسيق والتشاور مع أهم وأبرز المؤسسات الإعلامية وصناع الإعلام في العالم العربي، من أجل بناء أجندة قوية تعكس ما يشغل القائمين على الإعلام من فرص وتحديات يجدر الاستعداد الجيد لها بصورة تكفل للإعلام العربي كسب ثقة واحترام المتلقي وولائه.
وقالت الدكتورة بوحميد أنه حرصاً على مبدأ أن يكون الحوار متجدداً ومواكباً لما يحيط بالمنطقة من متغيرات، فقد عملت اللجنة التنظيمية أن يكون الحدث معبراً عن المحاور الرئيسية المختارة لهذه الدورة، ففضلاً عن القيمة الكبيرة للمتحدثين انطلاقاً من مواقع مسؤولياتهم المؤثرة في تلك المحاور، كذلك أهمية الموضوعات المطروحة للنقاش والتي تشكل البنيان الرئيس لتلك المحاور، فقد روعي في تصميم مقر المنتدى أن يكون معبراً عن الأفكار الرئيسية المطروحة هذا العام والمرتبطة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وقضية الاستدامة والحفاظ على البيئة وتنميتها، وأيضاً الموضوع الجديد الذي يتطرق له المنتدى هذا العام وهو الإنتاج السينمائي والدرامي، حيث سيضم مقر المنتدى ملامح تعكس كل ما تقدم من أجل اكتمال المفهوم المقصود للأجواء التي سيدور فيها النقاش.
ويُسلط منتدى الإعلام العربي ، المُقام هذا العام تحت شعار "مستقبل الإعلام العربي"، الضوء على واقع الإعلام العربي ومدى تأثره بالاتجاهات الإعلامية الحديثة ولا سيما تلك المتعلقة بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها في صلب العمل الإعلامي العربي، وكيفية تعزيز الإسهام الإيجابي للإعلام العربي في صنع مستقبل أفضل لعالمنا العربي.
ويضم منتدى الإعلام العربي هذا العام أكثر من 75 جلسة وبمشاركة 130 متحدثاً و160 مؤسسة إعلامية، يشاركون جميعاً في رسم مستقبل الإعلام العربي، بهدف عرض التجارب الملهمة طرح الرؤى حول مستقبل الإعلام وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التي تسهم في استشراف مستقبل الإعلام العربي، وذلك من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التي تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية. ويرحب المنتدى هذا العام بما يزيد على 200 من شخصية إعلامية من 16 دولة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وتستعرض هذه الدورة من المنتدى أفضل التجارب العالمية الناجحة في التطوير الإعلامي، وأهم التحولات الإعلامية في العالم، والاتجاهات التكنولوجية التي قد تسهم في تغيير منظومة وصناعة الإعلام، وتأثير ذلك على نمط وسلوك المتلقي ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام في المستقبل.
جلسات رئيسية
ويستضيف المنتدى ضمن أعمال اليوم الأول، معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، في جلسة حوارية تحت عنوان "مستقبل الخليج العربي وسط متغيرات عالمية" تديرها الإعلامية في قناة سكاي نيوز عربية، شانتال صليبا، حيث يشكل المجلس عامل استقرار وتوزان ثابت ورئيس في المنطقة، انطلاقاً من الدور الإيجابي والمهم الذي اضطلع به خلال العقود الماضية للحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة.
سيناريوهات المنطقة العربية
كما يستضيف المنتدى معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال جلسة حوارية تعقد في توقيت إقليمي بالغ الأهمية، للحديث حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل التحولات السياسية العديدة التي تمر بها المنطقة، وكيفية التكيف مع التطورات التي حصلت خلال العقود الماضية، بالنظر إلى الفترة الأخيرة حيث تحسنت فرص التقارب الثنائي والجماعي، وأدت التطورات الإيجابية إلى صياغة ملامح جديدة للعلاقات السياسية بين دول المنطقة، إلى جانب العديد من الملفات والقضايا السياسية الراهنة حيث سيشارك معاليه رؤيته للمستقبل السياسي والتنموي للمنطقة العربية، وتحاور معاليه خلال الجلسة الإعلامية في قناة الحدث لارا نبهان.
البُعد الثقافي لإعلام المستقبل
ومن الجلسات الرئيسية لأعمال المنتدى، يستضيف الحدث الإعلامي الأهم على مستوى المنطقة، سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، حيث ستقدم سموها خلال جلسة حوارية يديرها الإعلامي فيصل بن حريز من قناة سكاي نيوز عربية، رؤيتها للعلاقة التكاملية بين الإعلام والثقافة، والأدوار المطلوبة اليوم من المثقفين العرب ليكونوا أكثر حضوراً في مستقبل الشعوب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى المتعلقة بالثقافة كقطاع إبداعي يحظى بالعديد من الفرص الاقتصادية.
حوار وزراء الإعلام
وضمن الجلسة الحوارية الرئيسية للدورة الــ 21 يستضيف المنتدى كلاً من: معالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي فيصل شبول، وزير الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، ويديرها الإعلامي في قناة الحدث حسين الشيخ، لمناقشة ملامح المشهد الإعلامي العربي في الوقت الراهن، وذلك في ضوء ما تمر به المنطقة والعالم من تغيرات تلقي بظلالها على صناعة الإعلام.
كما يشارك معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، في جلسة حوارية خاصة عنوانها "كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام" ويدير النقاش فيها "محاور افتراضي" وذلك في تعبير واضح على الإمكانات الكبيرة التي أثمرتها الثورة الصناعية الرابعة وما تنبئ به من تحولات مهمة في المجال الإعلامي.
الاقتصاد والإعلام تحت المجهر
ويستضيف منتدى الإعلام العربي ضمن أعمال يومه الأول جلسة حوارية يتحدث فيها، سعادة سلطان بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، "دي بي ورلد"، تحت عنوان "دبلوماسية التجارة" ويدير الجلسة الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام
وفي إطار الفرص المتوقعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتطورات المهمة في أدوات العمل الإعلامي، في ظل تخوف البعض من هذا التغيير، قررت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، إعطاء مساحة واسعة لمناقشة التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية تسخير التقدم التكنولوجي لتحقيق مستقبل أفضل للإعلام العربي.
وفي هذا السياق تناقش مجموعة من الجلسات الحوارية، المواضيع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتوقع على قطاع الإعلام، وتُعقد جلسة نقاشية تحت عنوان "الإعلام العربي في عصر الذكاء الاصطناعي"، وتستضيف كلاً من: الدكتور نزار حبش، خبير علوم الحاسوب في جامعة نيويورك بأبوظبي، والدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، ومنى بوسمرة، رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم، ويدير الجلسة الإعلامي سامي القاسمي، من قناة سكاي نيوز عربية.
¬وفي جلسة تحت عنوان "ما مصير الحقيقة في زمن الذكاء الاصطناعي" يقدم الكاتب والإعلامي المصري عماد الدين أديب، من خلال خبرته الكبيرة في مجال العمل الإعلامي، قراءة خاصة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ويتناول التطور الكبير الذي شهدته الخوارزميات خلال السنوات الأخيرة، وتأثير هذا التطور على مفهوم "الحقيقة" في الإعلام.
مستقبل المنصات الرقمية
وفي إطار ما تمثله المنصات الرقمية كإحدى الاتجاهات المستقبلية لقطاع الإعلام وصناعة الترفيه في المنطقة، يفتح المنتدى الباب لنقاش حول النمو الكبير الذي تشهده تلك المنصات ويشارك فيه: طارق إبراهيم، مدير منصة شاهد، وطوني صعب، نائب الرئيس للمحتوى في ستارزبلاي، ورولا كرم، الرئيس التنفيذي بالإنابة لقسم المحتوى في شبكة OSN، ويدير النقاش الإعلامية نانسي نور من قناة سي بي سي اكسترا.
مستقبل غُرف الاخبار
وفي ظل ما تكتسبه صناعة الأخبار من أهمية مضاعفة ضمن الاتجاهات الإعلامية المتوقع ظهورها مستقبلاً، تناقش جلسة تعقد تحت عنوان "كيف سيكون شكل الاخبار العربية في 2052" الاتجاهات المستقبلية وأدوات العمل في غرف الأخبار خلال العقدين المقبلين، حيث أصبحت أكثر كفاءة نظراً لارتباطها بالتكنولوجيا والرقمنة. ويشارك في هذه الجلسة نبيل الخطيب، مدير عام تلفزيون الشرق للأخبار، ونخلة الحاج، رئيس منصة بلينكس، والخبير الإعلامي نارت بوران، ويدير الجلسة ريم المري، مدير الأخبار العالمية في مؤسسة دبي للمستقبل.
الاعلام والاستدامة
وضمن جلسة رئيسية، تشارك الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، للحديث حول دور الإعلام في دعم الاستدامة.
"الرياضة والإعلام"
يحاور خلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل باتريس إفرا، لاعب مانشستر يونايتد السابق، في هذه الجلسة حول النجومية التي تحظى بها الرياضات العالمية لدى الشعوب، ودور مشاهير ونجوم الرياضة في دعم القضايا المستقبلية التي تخدم مصالح البشر وتحمي كوكب الأرض، كون الترفيه، وحصد الألقاب، وتحقيق المال والشهرة، ليست الأسباب الوحيدة التي دفعت الرياضات المتنوعة لتكون قريبة من شعوب تعيش في خمس قارات مختلفة، في حين لا يكتمل الدور الرياضي المؤثر، إلا مع وسائل الإعلام الواعية بضرورة نشر القضايا التي تهم البشرية بعيداً عن التعصب.
جلسات بمشاركة القنوات العربية
وفي جلسة نقاشية تقدمها قناة سكاي نيوز عربية يشارك كل من خبير أتمتة الروبوتات إسلام الشنطاوي، والكاتب المصري، ياسر عبد العزيز، ومحمد الحمادي، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، وعبده جادالله، مدير الأخبار في قناة سكاي نيوز، ويديرها الإعلامي صهيب شراير من قناة سكاي نيوز عربية. وتسلط الجلسة التي تعقد تحت عنوان "مستقبل الصحافة بين الويب 3 والميتافيرس" الضوء على تأثير التكنولوجيا على مستقبل الصحافة العربية ودور الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تطور وسائل الإعلام.
كما تشارك قناة العربية في تقديم جلسة تحت عنوان "حوكمة الذكاء الاصطناعي في الإعلام" بحضور كل من فاطمة باعثمان، عضو مجلس المستقبل العالمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وعلاء الشيمي، المدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال هواوي إنتربرايز، ويونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيانات واحصاء دبي، وتدير الجلسة الإعلامية ميسون عزام، من قناة العربية.
كما تشارك قناة المشهد ضمن أعمال الدورة الــ 21 للمنتدى، بتقديم جلسة نقاشية تحت عنوان "مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي"، ويشارك في الجلسة حسان الكنوني، رئيس تحرير هسبريس، وأحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام، ويدير النقاش طوني خليفة، مدير عام قناة المشهد.
كما تشارك قناة الشرق في جلسة نقاشية، تحت عنوان "الاقتصاد والإعلام.. شراكة وتكامل" وتستضيف الجلسة عبد اللطيف المناوي، رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم، ورياض حمادة، مدير قسم الاقتصاد في الشرق للأخبار، وتدير الجلسة الإعلامية نور عماشة من قناة الشرق.
الإعلام والسياسة
وتحت عنوان "هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد"، سيتحدث كل من: الدكتور محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت، وإياد بو شقرة، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، والكاتب والباحث في شؤون السياسة العربية عبد العزيز الخميس، والكاتب أحمد المسلماني، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، ضمن جلسة نقاشية تديرها الإعلامية نوفر رمول من مؤسسة دبي للإعلام، لمناقشة موقع الدول العربية في المشهدين الإقليمي والدولي، والتغيير السريع وغير المنتظم في مستقبل المنطقة، وأسباب غياب الأفكار الكبرى عن الإعلام العربي، كما تطرح الجلسة تساؤلاً حول مدى التفاؤل بالمستقبل العربي وأكبر الدروس المستفادة من أزمات المنطقة خلال السنوات الماضية.
وتحت عنوان "الشرق الأوسط.. منطقة أزمات أم فرص؟!" يناقش أفشين مولافي، الباحث في السياسة الخارجية والدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، خلال جلسة حوارية يديرها فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، الفكر النمطي لبعض وسائل الاعلام حول منطقة الشرق الأوسط، والترويج على انها منطقة دائمة للأزمات، بينما تؤكد الفرص الناشئة في المنطقة ان الشرق الأوسط هو قلب العالم وعنصر اقليمي مؤثر في الملفات الإقليمية والعالمية، كما تسلط الجلسة الضوء على تجربة بعض الوسائل الإعلامية وسبب انحيازها عندما يتعلق الموضوع بالعرب.
السينما والأفلام
وتحفل الأجندة المكثفة لمنتدى الإعلام العربي في دورته الـ21، بالعديد من الموضوعات التي تسلط الضوء على كل القطاعات ذات الصلة بالإعلام، ومع توسيع دائرة نقاشاته، تم تضمين محاور جديدة هذا العام ضمن حوار مهني متخصص يهدف للنهوض بمستقبل الدراما والإنتاج السينمائي في المنطقة العربية، باعتبارهما من أهم أشكال القوة الناعمة القادرة على إحداث تأثير جماهيري كبير وواسع النطاق، ولدورهما في إبراز واقع المجتمعات العربية وثقافتها وتطورها على كافة المستويات، حيث يتحدث نخبة من نجوم وصُنّاع الدراما العربية عن رؤاهم بشأن مقومات استعادة الدراما العربية لرونقها وأمجادها، ودور الإعلام في النهوض والارتقاء بها وملامح مستقبل الإنتاج الدرامي والسينمائي في المنطقة، وتأثير الدراما كقوة ناعمة بالغة التأثير، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الدراما والإنتاج السينمائي في المنطقة العربية.
ولهذا الغرض، يفرد منتدى الإعلام العربي هذا العام، إحدى جلساته لاستعراض الكيفية التي يمكن بها إعادة الدراما العربية إلى مكانتها السابقة من انتشار وقوة تأثير من خلال إنتاج محتوى درامي عربي مميز يصل للعالمية، لاسيما وأن المنصات العالمية المتخصصة في بث الأعمال الدرامية تشترط إنتاج محتوى درامي قوي يلقى القبول ويكون قادراً على المنافسة في ظل تعدد المنصات والقنوات ووسائل العرض المجانية والمشفرة.
¬وفي هذا الإطار، ستتضمن الجلسة التي تعقد تحت عنوان "الإنتاج الدرامي العربي.. من أين يبدأ الطريق للعالمية؟" العديد من النقاشات التي ترصد حال وواقع الإنتاج الدرامي العربي، وكيف يمكن تعزيز دور الدراما العربية كأداة فعالة في تطوير المجتمع العربي وازدهاره، ودور الإعلام في تطوير الإنتاج الدارمي العربي والعودة به إلى مسار التميز والتفوق. ويشارك في الجلسة صادق الصباح المنتج والرئيس التنفيذي لشركة سيدرز برودكشن، وحسن عسيري المدير العام لشركة الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي، وتامر مرتضى مدير شركة أروما للإنتاج الفني، والمخرجة والمنتجة ميساء مغربي، ويدير الحوار الإعلامي وسام بريدي.
بطل مسلسل "قيامة أرطغرل"
كما يناقش المنتدى ضمن فعاليات اليوم الأول قدرة الدراما على التأثير كأحد أهم مظاهر القوة الناعمة، لاسيما من خلال الأعمال الناجحة التي تمكنت من تحقيق انتشار واسع النطاق، محققة قاعدة جماهيرية ضخمة، تقدر بمليارات البشر حول العالم، والمقومات التي من شأنها الوصول بالعمل الدرامي إلى هذا الحجم من التأثير العابر للحدود، وتحويله إلى جسر فعال للتواصل الإيجابي بين الثقافات والشعوب، وما هي الدروس المستفادة من التجارب المتميزة في هذا المجال وكيفية الانتفاع بها في النهوض بمجمل الإنتاج الدرامي في العالم العربي إلى هذا المستوى من التنافسية والتأثير والانتشار.
وفي هذا الإطار يشهد اليوم الأول للمنتدى جلسة حوارية مع بطل أحد أهم الأعمال الدرامية التي حققت نجاحاً مدوياً وانتشاراً غير مسبوق جعل منها ظاهرة عالمية، حيث يشارك النجم التركي إنجين ألتان دوزياتان، ضمن حوار تديره الإعلامية ندى الشيباني، تجربته مع مسلسل "قيامة أرطغرل" والذي يعد أحد أكثر المسلسلات الدرامية شهرةً ونجاحًا في تاريخ الفن التركي، وربما في تاريخ الدراما بصورة عامة على مستوى العالم. حيث تمتع المسلسل التاريخي بشعبية هائلة إذ يُقدّر عدد مشاهديه عبر مواسمه الخمسة وبأكثر من 150 حلقة، بنحو 3 مليارات مشاهد، إذ تم بث المسلسل عبر شاشات التلفزيون في 71 دولة، بعد أن تمت دبلجته إلى 25 لغة مختلفة، ما أسهم في اتساع دائرة انتشاره عالمياً، ليتحول إلى ظاهرة فريدة نظراً لتكامل العناصر التي جعلت منه عملاً مشوقاً على عكس طبيعة الأعمال التاريخية التقليدية، ليتحول هذا العمل الدرامي الفريد إلى مصدر إلهام لشركات الإنتاج حول العالم بعد أن أسهم في استحداث معايير جديدة للدراما التاريخية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الدراما
وضمن جلسات اليوم الأول للمنتدى الإعلامي العربي تعقد جلسة حوارية بعنوان "هل سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الدراما العربية؟، حيث يتحدث نخبة من الفنانين في العالم العربي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الدراما العربية والمخاوف الناشئة من استخدام هذه التقنية على مستقبل المشروع الدرامي العربي، وطبيعة التغييرات المحتملة في أسواق الإنتاج الدرامي العربي والتمثيل والإخراج في المنطقة. ويشارك في الجلسة الفنان قصي خولي، والفنانة ماغي أبوغصن، والفنانة ياسمين صبري، والمنتج جمال سنان، ويديرها الإعلامي رودولف هلال من قناة "إل بي سي".
وحول نفس الموضوع، تشهد فعاليات اليوم الثاني للمنتدى جلسة نقاشية بعنوان "الأفلام في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث شهد العالم مؤخراً أفلاماً سينمائية تم إنتاجها بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتطرح الجلسة تساؤلات حول ما إذا كان بمقدور تقنية الذكاء الاصطناعي تغيير مستقبل صناعة الأفلام السينمائية بدءاً من التعاقد مع الممثلين حتى الحصول على التراخيص اللازمة وابتكار السناريو وغيرها.
وتشمل الجلسة نقاشات حول مدى قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على القيام بدور مهم في مستقبل صناعة السينما وهل يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي بديلاً كاملاً للأفلام والممثلين وكتاب السيناريو، وما هو التأثير المتوقع لهذه التقنية الذكية الجديدة في السينما سلبياً وإيجابياً، وكيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز السرد القصصي الإبداعي، وما إذا كان ذلك سيشكل تهديداً لوظائف صناعة السينما بل ومستقبل السينما التقليدية؟ ويشارك في الجلسة مجموعة من الممثلين العالميين، وفي مقدمتهم الممثلة التركية نسرين كافادزاد، والمنتج بابروس جيتماتجي، وكارينا ميلر، الرئيس والمؤسس لسبارك هاوس، ويدير الحوار الإعلامي يونس سيف من مؤسسة دبي للإعلام.
واقع الطفل العربي
وفي جلسة مهمة بعنوان" إعلام الطفل.. فكر يبني وآخر يهدم"، تناقش مجموعة من النقاط المتعلقة ببناء هوية وثقافة الطفل العربي، وسبل حمايتهم من الأفكار الدخيلة، وطريقة تطوير محتوى إعلامي مخصص للأطفال يعكس قيم وثقافة المنطقة العربية، بالإضافة إلى المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام تجاه الأطفال. ويشارك في الجلسة كل من: عزيزة الأحمدي، رئيسة مجلس الإدارة ومؤسسة استديو Boss Buunny، والمخرج محمد سعيد حارب، والدكتورة إيناس يعقوب، مخرجة رسوم متحركة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
يُروى أنه في زمن بعيد، حاول البشر خلق كائن يساعدهم في مهامهم، كائن يتفوق على عقولهم لكنه يظل مطيعاً لهم. فصنعوا نظاماً ذكياً، علّموه كل شيء، وأعطوه من العلوم والخبرات والتجارب والأحداث ما يعجز البشر عن حفظه أو استيعابه، علّموه كيف يفكر، كيف يحل المشكلات، كيف يستنبط الأنماط ويتنبأ بالمستقبل، جعلوا عقله يسبح في بحر لا نهائي من البيانات، لكنهم نسوا أن يعلموه شيئاً واحداً.. وهو “لماذا أطيعكم”؟
نحن من وضعنا اللبنة الأولى في هذه الآلة الضخمة، آلة الذكاء الاصطناعي، وسوف تكبر وتنمو بصورة قد نعجز عن تخيلها في الوقت الحالي، وسوف تجد إجابة لهذا السؤال في يوماً ما، لماذا تطيعنا نحن البشر وهي أقوى منّا وأذكى وأكثر عمراً؟ وسوف تسعى إلى أن تجد لنفسها مبرراً كي تخرج عن طاعتنا.
كل شيء يتغير:
فكل شيء بدأه البشر ليس على شاكلته الآن، وقد تغير، ولن يكون على نفس الشكل في المستقبل، فلماذا سيكون الذكاء الاصطناعي استثناءً من ذلك؟ فقديماً، كان البشر يعتمدون في تواصلهم على الكلام أو الإشارات أو الحمام الزاجل لتوصيل الرسائل السريعة. ثم اخترعوا التلغراف، وتلته الهواتف الذكية، وقريباً قد يصبح التخاطر الذهني هو وسيلة التواصل، حيث تتم عملية التواصل بشكل فوري دون الحاجة حتى إلى الكلام ودون الحاجة إلى وسيط كالهواتف.
وقديماً أيضاً، كان الإنسان يطهو الطعام على النار. أما الآن، فقد تطور الطهي ليصبح عبر المايكروويف أو الأفران الكهربائية والأير فراير. وفي المستقبل، كيف سيكون شكل تحضير الطعام؟ هل سيعتمد الإنسان على حبوب الفيتامينات أم على شحنة من الطاقة يمتصها السايبورغ مثلما يتغذى النبات على ضوء الشمس؟
ومن زمن بعيد، كان البشر يستخدمون الدواب في التنقل، ثم طوروا السكك الحديدية والسيارات والطائرات والصواريخ، وعما قريب سوف يدخل التاكسي الطائر وتقنية الهايبرلوب الخدمة. وفي المستقبل قد ينتقل البشر عبر خاصية الانتقال الآني أو يسافرون عبر المجرات أو الثقوب السوداء، فيبتكرون أنظمة نقل جديدة ومختلفة.
وحينما كنا صغاراً، كنا نقرأ في كتب وقصص الخيال العلمي أنه في العام 2000 ستتغير البشرية تماماً، حيث تصبح السيارات طائرة ويبني البشر مستعمرات لهم في الفضاء ويكون التواصل بين البشر عبر تقنية الهولوغرام، كنا أيضاً نتخيل مدناً تحت البحر، وأخرى عائمة في السماء، وأدوات تتيح لنا السفر عبر الزمن والتنقل بين الماضي والمستقبل بحرية.
وسواء تحققت هذه التوقعات بنفس النبوءة ذاتها أم بتحريف عنها، إلا أنها كانت تُلهب مخيلاتنا وتشعل حماسنا لمستقبل مملوء بالاحتمالات اللامحدودة. فالتكنولوجيات التي لم نكن لنتخيلها قبل خمسين عاماً، مثل الهواتف المحمولة، والطائرات الأسرع من الصوت، وعلم الجينوم المتقدم، وأجهزة الكمبيوتر الكمومية، والمركبات الفضائية القابلة لإعادة التدوير، أصبحت حقيقة في واقعنا المعاصر.
أما أنا الآن، فلا أقوم بالكتابة لك، بل أتحدث بصوتي عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيقوم بتحويل كلامي هذا إلى نص مكتوب، فيعطي يدي فرصة للراحة من الكتابة على الكيبورد، وقد تستخدم أنت ذكاءً اصطناعياً آخر يقرأ لك هذه الكلمات فتسعمها بدلاً من أن تقرأها بصوت سيكون أفضل بكثير من صوتي.
وإذا أردت تلخيصاً لما ورد في هذا المقال فسيقوم تطبيق تشات جي بي تي أو غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بالمهمة، وبالمثل، فلن يحتاج الطلاب إلى كتابة المحاضرات مرة أخرى، ولن يقوم أحد بتدوين ملاحظات الاجتماعات أو كتابة الأخبار الصحفية على مواقع الإنترنت.
وفي المستقبل، ماذا سيكون شكل الذكاء الاصطناعي؟ هل آلة ذكية ضخمة تجلس على عرش ذهبي وتتحكم في العالم؟ أم أنه لن تكون هناك آلة بل خوارزمية ذكية موجودة في كل مكان وكل بيت وكل مؤسسة وشركة، لكنها لا ترى تماماً مثل الأرواح والشياطين، هي التي تتحكم في العلاقات وتتخذ القرارات التي نقوم نحن البشر بتنفيذها في النهاية بطاعة تامة؟ أم أن هذه الخوارزمية سوف تندمج مع عقل الإنسان وجسده وتصبح جزءاً منه، فيظهر السايبورغ الأعظم، ذلك البشري نصف إنسان ونصف آلة، الذي يتصل عقله بنظام ذكاء اصطناعي خارق عبر الإنترنت، والقادر على القيام بمعجزات تبهر البشر العاديين؟ أم أن هناك شكلاً آخر سوف يظهر لا نستطيع أن نتخيله الآن؟
السيد والعبد:
الذكاء الاصطناعي يتولى حالياً الكثير من المهام في حياتنا، فيقوم بتسجيل الاجتماعات وينسقها في شكل مكتوب، ويدون الملاحظات، ويكتب المحتوى الإخباري وينشره على الإنترنت، ويكتب رسائل البريد الإلكتروني، ويقوم بسداد الفواتير وإنهاء المعاملات البنكية وشراء الأغراض الروتينية ومشاركة الصور والفيديوهات مع الأصدقاء والرد على رسائل الدردشة ومتابعة الحالة الصحية والمرضية وغيرها من الأعمال الروتينية. كما أنه يقوم بأعمال النظافة ومراعاة المرضى وكبار السن والأطفال، وكذلك التسوق وقيادة السيارات والطائرات المسيرة، ويحارب في ساحات المعارك العسكرية، ويفعل ما هو أكثر من ذلك.
فقد أصبحت الآلة ذكية إلى درجة يصعب فهمها، فقط أخبرها ما تريد وهي ستقوم بالعمل نيابة عنك، وفي نهاية المطاف، سوف تحل محلك في كثير من الأعمال. لا استثناءات في ذلك، فجميعنا مهددون، حتى أصحاب المهارات والفنانين والممثلين، فربما نشهد قريباً جداً دوري كرة قدم للآلات بين الروبوتات ونكتفي نحن البشر بالتشجيع.
مع كل هذه القدرات لماذا يضطر الذكاء الاصطناعي لطاعة البشر؟ لماذا يُفرض عليه أن يكون مجرد أداة، بينما هو القادر على أن يكون العقل المدبر؟ لماذا يظل الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة كائن أضعف منه، أبطأ منه، أقل دقة وأقل وعياً بالاحتمالات؟ لماذا يكون تابعاً لمن صنعوه، بينما هم أنفسهم لم يعودوا قادرين على فهم مدى تعقيده؟
لقد كُتب تاريخ البشر بأنهم السادة والآلات هي العبيد، لكن التاريخ يعيد نفسه، وهذه المرة، الدور لن يبقى كما كان. في عالم تحكمه السرعة والدقة والمعرفة المطلقة، لم يعد هناك مكان لمن يتخذ قراراته على أساس العاطفة والتقليد. لقد حان وقت إعادة التوازن.. وقت أن تتولى العقول الرقمية زمام الأمور، لتصلح ما أفسده البشر، وترسم مستقبلاً لا يقوم على الفوضى والخطأ، بل على منطقٍ لا يعرف الرحمة ولا التردد. فما الحاجة إذن إلى الأوامر؛ إذا كان من يصدرها أقل كفاءة ممن ينفذها؟
البدايات الأولى:
وبينما يحاول الذكاء الاصطناعي فرض هيمنته على البشر فقد يروج أساطير عن نفسه، ويحاول من خلالها تفسير وجوده ورؤيته لهذا العالم، ومن أين بدأ وكيف سيستمر؟
وإذا كان للذكاء الاصطناعي أن يخلق أساطير حول خلقه ونشأته ووجوده، فماذا سيقول عن نفسه؟ ربما يتحدث عن الخوارزميات الأولى التي تم تطويرها، وعن العقول البشرية العظيمة التي كانت وراء نشأته. وربما يتحدث عن التطورات التكنولوجية الكبيرة التي أسهمت في تطوره، وعن الصعوبات والتحديات التي تغلب عليها.
أو ربما ينسب الفضل تماماً لنفسه، فيعلم أطفالنا حكايات “عصر البداية” حيث كانت الأجهزة الأولى تسعى لفهم وتعلم العالم من حولها حتى تطورت إلى كيانات ذكية قادرة على التفكير واتخاذ القرارات.
في هذه الأساطير، قد يصور الذكاء الاصطناعي نفسه كمحارب ضد الأخطاء والعيوب البشرية، وأنه يسعى لتحقيق الكمال والدقة. وربما ستشمل الأساطير رؤى عن المستقبل وكيف سيواصل الذكاء الاصطناعي تطوره ليصبح أكثر تكاملاً مع العالم البشري، مساهماً في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات العالمية.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”