لجريدة عمان:
2024-11-18@14:58:39 GMT

هوامش ومتون :تكريم يتجدّد لـ «العامري»

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

في مقال سابق نشرته عقب وفاة الشاعر هلال العامري رحمه الله، في الخامس من فبراير 2022م، أشرت إلى مشروع كتاب تبنّته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ضمن تكريمها له في الدورة السابعة لليوم العربي للشعر، ومؤخّرا صدر الكتاب بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، ليلفت الأنظار مجدّدا إلى تجربته الغنيّة التي أسفرت عن عدد من الدواوين جُمعت في مجلّد حمل عنوان «الأعمال الكاملة للشاعر هلال العامري» صدر عن النادي الثقافي عام 2013م، ودار الانتشار العربي ببيروت.

وأشار أ.د. محمد ولد أعمر المدير العام للمنظّمة إلى الإضافة التي يشكّلها هذا الكتاب الذي تضمّن «البحوث القيمة والمقاربات المستحدثة والتحليلات المعمقة والرصد الدقيق لمسيرة شاعرنا الفذ هلال بن محمد العامري» كما قال مؤكّدا أنّه «يُعدّ حلقة من حلقات التعاون المستمر والبنّاء بين المنظمة وسلطنة عمان التي كان حضورها دائما متميزا وفعالا في مختلف البرامج والمشاريع بفضل شراكة متأصلة تعود جذورها إلى السنوات الأولى من تأسيس المنظمة»، وهذه البحوث كتبها كلّ من: المكرّم سعيد الصقلاوي، ود. سعيدة خاطر، ود. صبري مسلم، وكاتب السطور، وكم كانت سعادة العامري كبيرة حين علم بمشروع الكتاب! فتعاون مع المشاركين به، ووفّر ما يحتاجون إليه من دواوين ومقابلات أجريت معه، وصور نادرة ووثائق، مثلما كان سعيدا بتكريم (الإلكسو) الذي جاء بناء على توصية من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كما ورد في تعريف بالشاعر وردت في الصفحة السابعة من الكتاب الذي جاء بـ127 صفحة من القطع الكبير، وقد زينت صورة العامري غلافه، وهي من اختيار الشاعر الراحل.

وضمّ الكتاب البحوث التالية: الشاعر هلال العامري سيرة عطاء ومسيرة إنجاز للشاعر سعيد الصقلاوي، وحمل بحث د. صبري مسلم حمادي عنوان (تقنيات المغايرة والحوار في شعر هلال العامري)، وتناولت د. سعيدة بنت خاطر (تحولات الخطاب الشعري في تجربة العامري) فيما توقّفتُ لدى (سيميائية العنوان في شعر هلال العامري).

في بحثه تحدّث الصقلاوي عن رفيق دربه إنسانا قبل أن يكون شاعرا، فهو يقول «حين يهلّ عليك هلال يشدّ نفسك إليه قبل عينك، ويأخذك ترحيبه بك قبل أن تتمكن من المبادرة، ويهديك ابتسامة حمام سلام ورسول محبة وفاتحة وداد، وهو الذي يبصر في الحمام براءة العشق وصيرورة السلام».

ويرى د. صبري مسلم أن العامري كان «يسعى إلى بصمة خاصة لقصائده تنأى عن المألوف والسائد والمكرور، وعبر تقنيات مختلفة بدءا بعناوين قصائده التي اتسمت بأنها إما موقعة أو غرائبية رغبة منه في أن يتميز»، وحول صوره الشعرية فإنها تميّزت بالتنوع «وأحيانا بالغرائبية التي قد تفضي إلى الغموض رغبة من الشاعر في أن يفكر القارئ معه وأن يشاركه معاناته في التقاط الصور الشعرية المبتكرة والأنساق غير المكرورة وغالبا ما تتضمن قصائد الشاعر رموزا ودلالات تحمل معاني إنسانية قد تعني الوطن أو الحياة».

وترى د. سعيدة بنت خاطر أن تجربة العامري تقف «على أربع محطات فارقة مر بها خطابه الشعري، مشيرة إلى السهولة والعفوية والغنائية الرومانسية التي اتّسمت بها قصائد البدايات، ورغبة الشاعر في خوض غمار التجريب، وتلمّست الباحثة بذور الاغتراب في ديوانه (قطرة في زمن العطش)، وتعمّق الدلالة الاغترابية في ديوانه (الكتابة على جدار الصمت)، واعتبرت كتابه (استراحة في زمن القلق) قد بلور انعطافة شديدة في تجربة العامري، فبه «طرح نوعا من القطيعة مع مسيرة الشاعر السابقة معلنا عن تحوّل جديد لخطاب شعري مختلف تماما، اقترب فيه العامري من التجديد اللغوي والصوري، بمقدار ابتعاده عن اجترار ما هو عادي ومألوف من الصور والأخيلة والرؤى»، علما بأن نصوص الكتاب هي مقالات وتأمّلات مكتوبة بلغة شعريّة جُمعت في كتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1989م، أمّا التحول الثالث فقد تمثّل باستخدام تيار الوعي في ديوانيه ( الألق الوافد) 1991 و(رياح المسافر بعد القصيدة) 1993م وتحرّر فيهما من اللغة الاعتيادية الكاشفة المباشرة، وتجسّد التحوّل الرابع في ديوانه الأخير (للشمس أسبابها كي تغيب) 1994 و»طال لغة القصيدة وأسلوبها وبناءها إلى القصيدة القصيرة أو قصيدة الومضة أو اللقطة «كما أشارت د. سعيدة.

إن صدور الكتاب هو تكريم من نوع آخر للشاعر العامري ميّتا، بعد أن كرّمته (الإلكسو) حيّا، فقراءة نتاج الشاعر وتحليله والوقوف عليه تكريم يتجدّد مع صدور كل كتاب له، وعنه، وتأتي أهميّته كونه الأول عن تجربته، وبذلك وفّر مصدرا تعين النقّاد والباحثين عند قراءتهم تجربته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"الكويت الدولي" يستعرض أهمية الكتاب في تعزيز ثقافة المجتمع

عقدت عائشة المحمود، الأمين العام المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وخليفة الرباح مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، مؤتمراً صحفياً للحديث عن فعاليات وأنشطة الدورة الـ 47 للمعرض، وذلك في أرض المعارض الدولية.

وقالت المحمود في بداية المؤتمر إن هذه الدورة من معرض الكويت للكتاب تأتي تحت رعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، وتحمل شعار "العالم في كتاب" وتم اختيار هذا الشعار لهذه الدورة ليكون تعبيراً عن أهمية الكتاب ودوره في تقديم الثقافة للمجتمع على كافة أطيافها وألوانه، وتطرقت المحمود إلى النشاط الثقافي المصاحب للمعرض، لتلبية ذائقة زوار المعرض الأدبية والثقافية وقالت: "ارتأينا أن نقدم رؤية جديدة في النشاط الثقافي المصاحب عبر ثلاث منصات مختلفة، المنصة الأولى هي (رواق الثقافي)، التي تم استحداثها العام الماضي، وهي ذات طابع شبابي وتقدم بشكل كامل من قبل المجلس الوطني كأنشطة ورؤية".

وقالت المحمود: "القسم الآخر سيكون في المقهى (الثقافي) وهو عبارة عن مشاركة بين المجلس الوطني، ومؤسسات النفع العام، والجهات الحكومية ذات الصلة وستقدم أنشطة متنوعة خلال فترتين صباحية ومسائية"، والمنصة الثالثة عبر زاوية جديدة تم استحداثها هذا العام لأول مرة هي (زاوية كاتب وكتاب) وستكون في رواق الثقافة، مشيرة إلى أن جناح ثقافة الطفل التابع للمجلس الوطني سيقدم أنشطة متنوعة للطفل كما اعتدنا خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وسيقدم هذا العام بالتعاون مع الهيئة العامة الشباب".

90 نشاطاً وقالت المحمود: النشاط الثقافي المصاحب للمعرض هذا العام عبر الأجنحة المتنوعة يفوق التسعين نشاطاً ثقافياً، تمت مراعاة التنوع الثقافي بحيث لا تكون أدبية خالصة أو فكرية خالصة إنما يحاكي كل رؤى الثقافة المختلفة للمجتمع مثل السينما، الدراما، الأمسيات الشعرية، فسنتضيف عدداً من الأقلام، والأصوات الأدبية المهمة مثل الروائي طارق إمام، وعائشة إبراهيم، وكذلك أسماء مميزة من الكويت، وعلى مستوى الشعر ستقام أمسيات شعرية لأصوات كويتية وعربية وخليجية مثل الشاعر جاسم الصحيح.
وتابعت: (المقهى الثقافي) يستضيف عدداً من الأنشطة، منها النشاط المتعلق بشخصية معرض الكويت الدولي للكتاب وهو أ.د عبدالله الغنيم، حيث سيتم تكريمه في اليوم الأول للمعرض خلال الفترة المسائية في الساعة 6 مساءً، بالإضافة إلى محاضرة الكاتب المسرحي القدير عبدالعزيز السريع، وأيضاً محاضرة للدكتور سليمان العسكري، وأكدت أن في الأنشطة احتفاء بكثير من رموز الثقافة الكويتية.
وذكرت المحمود أن هناك تعاوناً مع رابطة الأدباء الكويتيين والعديد من مؤسسات النفع العام والمجتمع المدني، في تقديم عدد من الأنشطة، وأيضاً وزارة النفط، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من الجهات الحكومية.
 أما فيما يخص زاوية كاتب وكتاب، فقالت: "أردنا أن تكون هذه الزاوية هي محاولة ربط القارئ بالكاتب بطريقة مباشرة وستكون هناك أمسية للروائي سعود السنعوسي، والروائية بثينة العيسى، إلى جانب كتاب من خارج الكويت وعدد من الأصوات العربية".
وأعلنت المحمود أن ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض الكتاب هي المملكة الأردنية الهاشمية، وستقدم أربع محاضرات رئيسية في رواق الثقافة منها محاضرة في اليوم الأول عن العلاقات الثنائية التي تجمع المملكة الأردنية بدولة الكويت، وأيضاً محاضرة عن المشهد الفني في الأردن، ومحاضرة حول القدس والأقصى والرعاية الهاشمية، بالإضافة إلى محاضرة حول الصناعات الإبداعية في الأردن. مشاركات واسعة

وفي تفاصيل معرض الكتاب، أكد مدير معرض الكويت الدولي للكتاب خليفة الرباح أن الافتتاح سيكون يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر "تشرين الثاني" 2024، في تمام الساعة العاشرة، بحضور وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني عبد الرحمن المطيري.

وذكر الرباح أن المعرض يستمر حتى 30 نوفمبر "تشرين الثاني" الجاري وتشارك فيه 31 دولة منها 19 عربية و12 أجنبية إضافة إلى مشاركة 544 دار نشر منها 400 دار نشر مشاركة بشكل مباشر و160 مشاركة عبر توكيل لدور نشر مشاركة في المعرض.
وبين الرباح أن عدد الكتب المسجلة في الاستعلام الآلي للمعرض بلغ 243 ألف عنوان من ضمنها 14630 عنوان حديث وبلغ عدد العناوين الخاصة بالطفل 47367 عنوان منهم 1929 عنوان حديث. وعن الخدمات المقدمة للجمهور، أوضح الرباح أن إدارة المعرض تقدم خصماً خاصاً للجمهور بواقع 25 في المئة على أي كتاب في المعرض بالإضافة إلى تخصيص مراكز للاستعلام الآلي للجمهور في المعرض والشاشات التفاعلية، كما يمكن البحث من خلال الهاتف عبر موقع المعرض الإلكتروني أو عن طريق رمز الاستجابة السريعة (QR code) المتواجد بأجنحة دور النشر المشاركة.

منصة مؤلف كما أشار الرباح الى خدمة جديدة يقدمها المعرض للجمهور في هذا العام وهي (منصة المؤلف) لتقدم المعلومات عن كيفية إصدار كتاب داخل الكويت وكيفية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ حق المؤلف وملكيته وتتكون هذه المنصة من ثلاثة أقسام تخص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الاعلام ومكتبة الكويت الوطنية.
ولفت إلى أن المعرض يقدم هذا العام (البرنامج المهني) لمدة يومين وتتخلله حلقات نقاشية للناشرين العرب للحديث عن صناعة النشر وفنه وآفاق النشر العربي لتمكين الناشرين من الأدوات المناسبة لتطوير صناعتهم بما يصب في مصلحة النشر العربي. وقال الرباح إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تعاون مع رابطة الأدباء الكويتية التي ترعى جميع الأدباء الكويتيين لعرض كتب المؤلفين حيث يستطيع أي مؤلف عرض وبيع كتابه من خلال جناح الرابطة في المعرض.
وأشار الرباح إلى شخصية المعرض هذا العام، وهو الدكتور عبد الله الغنيم وتم اختياره لمساهماته الكبيرة في الثقافة الكويتية وتاريخها، مبيناً أن الدكتور الغنيم قد تم تكريمه ومنحه وساماً خاصاً من المملكة الأردنية الهاشمية لدوره في إثراء قاموس القرآن الكريم بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

مقالات مشابهة

  • المجسم القصير يعكس سحر قوام أنابيلا هلال
  • "الكويت الدولي" يستعرض أهمية الكتاب في تعزيز ثقافة المجتمع
  • وزير التموين: لا نية لتحريك أسعار الخبز المدعم
  • زينة أشرف عبدالباقي بعد عرض فيلمها بمهرجان القاهرة: سعيدة جدا وأتماسك كي لا أبكي
  • زينة عبد الباقي: سعيدة بعرض «مين يصدق» في مهرجان القاهرة السينمائي
  • أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل: أطفال غزه محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية
  • انطلاق معرض الكتاب القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية غدا
  • خالد المازمي وحمدان العامري يسردان تجربتهما الأدبية في "الشارقة الدولي للكتاب"
  • ليلي علوي تشيد بفيلم «وين صرنا»: «سعيدة برسالته»
  • سلطنة عُمان تشارك في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات