ظهور الأمراض والأوبئة الجديدة عادة ما يثير قلق شعوب العالم مع كل كشف جديد، ومؤخرًا تم اكتشاف فيروس لم يسبق له مثيل في أعمق مكان على سطح الكرة الأرضية، وهو خندق ماريانا أسفل سطح مياه المحيط الهادي.

تفاصيل اكتشاف الفيروس الجديد 

وأوضحت صحيفة «مترو» البريطانية، أن الخندق الذي تم اكتشاف الفيروس فيه عمقه 11 ألف متر تحت سطح المحيط الهادئ، حيث تعد الأعماق الغامضة للخندق الواقع بين إندونيسيا واليابان موطنًا لعدد لا يحصى من المخلوقات الغريبة التي تم اكتشاف جزء بسيط منها، بما في ذلك سمكة أبو الشص وسمكة القرش العفريت، كما أنها موطنًا لمليارات الكائنات المجهرية – البكتيريا.

وقال الدكتور مين وانج، المسؤول عن إحدى الدراسات الحديثة عن خندق ماريانا في تصريحات له: «أينما توجد حياة، يمكنك المراهنة على وجود كائنات تنظيمية تعمل، والمقصود بها الفيروسات».

ما هو الفيروس الجديد؟ 

الفيروس الذي تم اكتشافه في الرواسب التي تقع على عمق 8900 متر، هو عبارة عن عاثيات جرثومية، والتي تعني حرفيًا «آكلة البكتيريا»، حيث يصيب هذا الفيروس البكتيريا ويتكاثر داخلها، لكن في هذه الحالة لا يبدو أنه يقتل مضيفه، لكن عندما تنقسم الخلية البكتيرية، يتم نسخ المادة الوراثية الفيروسية وتمريرها بسهولة لكائنات بحرية أخرى.

وهذا يعني أن الاكتشاف الجديد لا يشكل تهديدا للبشر، لأنه لا يهاجم الخلايا البشرية.

وأوضح الدكتور «وانج» مستطردًا: «على حد علمنا، هذه هي أعمق نقطة معزولة معروفة في المحيطات، ويُعتقد أن عاثيات البكتيريا هي أكثر أشكال الحياة وفرة على وجه الأرض».

ويصيب الفيروس الجديد، المسمى «vB_HmeY_H4907»، مجموعة من البكتيريا المعروفة باسم الهالوموناس، والتي توجد غالبًا في الرواسب من أعماق البحار ومن الفتحات الحرارية المائية، وهي فتحات تتواجد في قاع البحر تطلق تيارات من الماء الساخن.

وتشير النتائج إلى فتح تساؤلات ومجالات بحثية جديدة تركز على استراتيجيات البقاء للفيروسات في البيئات القاسية والمعزولة، وكيف تتطور مع مضيفيها.

وتشير الدراسات العلمية الأخيرة أيضًا إلى وجود عائلة فيروسية غير معروفة سابقًا في أعماق البحار، ربما تتواجد خارج خندق ماريانا، وتسمى علميًا بـ«Suviridae».

ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن فيروسات جديدة أخرى متواجدة في أماكن متطرفة داخل أعماق المحيطات والبحار، مما يمكن أن تساهم في توسيع فهم البشر للغلاف الفيروسي، حسب الدكتور «وانج»، حيث توفر البيئات المتطرفة آفاقًا مثالية لاكتشاف الفيروسات الجديدة بشكل يومي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اكتشاف فيروس فيروس جديد

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في لحظات نادرة من التاريخ، يمرّ بنا أشخاص لا تنتهي رسالتهم عند حدود الزمان، ولا تنحصر آثارهم في جغرافيا المكان، بل يمتد عطاؤهم ليصبح ضوءًا هاديًا يُضيء عتمات هذا العالم، ويظل حاضرًا في ضمير الإنسانية طويلًا بعد أن تخبو الأصوات وتفتر العزائم.

من بين هؤلاء الذين خلّدوا أثرهم في الضمائر والوجدان، يبرز قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، بما حمله من روح متسامية، وعقل نيّر، وقلب يفيض رحمةً وسلامًا.

لقد عرفت في شخصه رمزًا للإنسانية بمعناها الأصيل، وقيمةً رفيعة من قيم السلام العابر للأديان والثقافات، كان رجلًا لا تشغله المناصب عن المبادئ، ولا تُغرِيه الألقاب عن القيم، بل ظل وفيًّا لرسالته، أمينًا على ضمير العالم، نقيّ الصوت في مواجهة صخب المصالح وتقلّب المواقف.

أشهد أنه كان صاحب مشروع عالمي للرحمة، يسير في دربه بخطى ثابتة، ومدّ يدًا ممدودة إلى الآخر أيًّا كانت ديانته أو ثقافته، مؤمنًا بأنّ ما يجمع الناس أعظم بكثير مما يُفرّقهم، وأنّ أبواب الخير لا تُغلق أمام القلوب الصادقة مهما تعددت الانتماءات.

وأشهد أن رسالته لم تكن حبيسة الخطابات أو المؤتمرات، بل كانت حاضرة في كل موقف يتطلب نصرة المظلوم، أو مساندة المهمّش، أو تثبيت قيمة إنسانية في عالم مضطرب، كان يرى في كل إنسان أخًا في الخلق، وشريكًا في المصير، ومهما اشتدت العواصف أو تعالت أصوات الانقسام، ظل ثابتًا على مبدأه، أن السلام حقّ للجميع، وأن الكرامة لا تُمنح لفئة دون أخرى، بل هي عطية إلهية تشمل البشر كافة.

لقد شرفت بلقاءٍ جمعني به في مقر إقامته بالفاتيكان، فوجدت فيه روحًا كبيرة، وتواضعًا كريمًا، وحكمة صافية، ودارت بيننا أحاديث وديّة عميقة حول مسارات تعزيز التفاهم والتلاقي بين أتباع الديانات، وكنت ممتنًّا لتلك الحفاوة النبيلة التي أحاطني بها، ولرفقة كريمة من المونسينيور يوأنس لحظي جيد، الذي كان شاهدًا على عمق التقدير المتبادل، وحرارة اللقاء الإنساني الصادق.

ولم يكن ذلك اللقاء إلا امتدادًا لخطٍ طويل من المواقف النبيلة التي جمعته بعدد من القيادات الدينية، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث تكلّلت لقاءاتهما برسائل واضحة إلى العالم، تُعلن أن السلام ممكن، وأن الحوار ليس ترفًا فكريًّا بل ضرورة أخلاقية، وأنّ الرسالات السماوية ما جاءت إلا لتكون سندًا للضعيف، وعدلًا للمظلوم، وسلامًا للعالمين.

وسيظل التاريخ يسجل لهذا الرجل مواقفه النبيلة في وجه الحروب والنزاعات، ووقوفه الصريح مع المظلومين والمشردين، وحرصه الصادق على كرامة الإنسان، كائنًا من كان، حيث لم تكن إنسانيته طارئة ولا رد فعل، بل كانت مشروع حياةٍ آمن به، ودعا إليه، وسار فيه بثبات وإخلاص.

إن القيم التي حملها قداسته ستظل نبراسًا لكل صاحب ضمير حي، ومصدر إلهام لمن يسعى إلى صناعة عالم أكثر عدلًا ورحمة، وأدعو الله أن يُبقي ذكراه حيّة في ضمائر الأجيال، منارةً للسلام، وعنوانًا للتسامح، وصوتًا خالدًا للعقل والحكمة.

مقالات مشابهة

  • بادر بأخذ اللقاح.. الفيروس التنفسي المخلوي يؤثرعلى صحة القلب
  • «فيروس الروتا».. إزاي تحمي أطفالك من النزلات المعوية في فصل الصيف؟
  • أمة من الروبوتات
  • الأمن يصيب جانحا بالرصاص بالسمارة
  • مصر.. انهيار سور يصيب العشرات في حفل تامر حسني
  • موقف طريف بين الدكتور عبدالله الربيعة ومهند الفيصل يحصد تفاعلاً واسعاً.. فيديو
  • أعراضه خطيرة .. فيروس قاتـ.ل يضرب تل أبيب في إسرائيل
  • خطيب مسجد النادي الأهلي.. من هو الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف الجديد؟
  • وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر
  • لن تصدق| إهمال تنظيف الأسنان يصيب النساء بهذا المرض