مقبرة فنية أم بحثا عن الأضواء.. لماذا يتجه الممثلون إلى تيك توك؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
انهيار وبكاء وسيل من العبارات النابية على الهواء مباشرة، هي الأسباب وراء تصدّر اسم الممثل المصري فادي خفاجة خلال الساعات القليلة الماضية منصات التواصل الاجتماعي.
بدأت القصة بظهور خفاجة في بث مباشر عبر تطبيق "تيك توك" حيث خاطب جمهوره مُصرحا بأن ضيق الحال وعدم حصوله على فرص فنية لفترات طويلة، هو ما اضطره لخوض تجربة الجولات على "تيك توك" بهدف الحصول على ربح مادي.
فما كان من رواد المنصة سوى الهجوم عليه والتقليل من شأنه، الأمر الذي أدى بدوره إلى انفعاله وتلفّظه بكلمات خادشة للحياء. قبل أن يعاود الظهور في بث مباشر جديد للاعتذار، وقال إن حاجته للمال وحبه لمهنته وإيمانه بموهبته هو ما جعله حانقا على ما يجري خاصة أنه دعم موهبته بالدراسة الأكاديمية وله أعمال عديدة تشهد على نجاحاته.
الفنان المصري فادي خفاجة (يمين) والسوري يزن السيد (مواقع التواصل الاجتماعي) نداء للمخرجين والمنتجينلم تكن المرة الأولى التي يخرج فيها خفاجة على منصات التواصل ويشكو شظف العيش وانقطاع الفرص، إذ فعلها قبل 3 سنوات عبر حسابه على "فيسبوك" حيث وجّه الحديث للمخرجين والمنتجين الذين أداروا ظهورهم للعديد من الموهوبين، قائلا "نداء للمخرجين والمنتجين المصريين، كيف لا تتاح لي فرصة العمل بمسلسل واثنين وثلاثة بعد مسيرتي الفنية الطويلة؟!".
جدير بالذكر أن آخر أعمال خفاجة الفنية كان مسرحية "شفيقة المصرية" التي عُرضت هذا العام على خشبة مسرح البالون وشاركه البطولة كل من دعاء سلام وعلا رامي ومجدي فكري وآخرين، أما آخر ظهور له على الشاشة فكان خلال مسلسل "60 يوم" وحكاية "حلوة اللقطة" بالجزء الرابع من مسلسل "نصيبي وقسمتك" في 2021.
مروة عبد المنعم (مواقع التواصل) جيل يستغيثتبعت كل ما سبق حالة من التعاطف مع خفاجة وكل من هم على شاكلته، خاصة أن الساحة الفنية حاليا تبدو أنها محصورة في مجموعة من الأسماء التي تظهر بكافة الأعمال.
وخرج بعض الممثلين لمؤازرة خفاجة، من بينهم الممثلة عبير صلاح الدين التي شاركته العمل بمسلسل "يوميات ونيس" وكتبت عبر حسابها بموقع "فيسبوك"، "أوجه خطابي لمن يهاجمون النجوم دون تفكير، الكثير من الممثلين صاروا ملازمين منازلهم بلا عمل وهو أمر مرهق نفسيا، لذا برجاء التعامل معهم دون قسوة".
أما الممثلة راندا البحيري فأعلنت معاناتها من مثل ما جرى مع خفاجة، وقالت "ممثلون مع إيقاف التنفيذ ولا يحق لنا الشكوى، بسبب ابتعادي عن التمثيل قررت خوض بعض المشاريع الأخرى، وبالطبع أتعرّض للنصب والخسارة فكل ما أعرفه هو الفن ولم يخطر على بالي يوما أن تنحسر عني الأضواء".
ومن جهته، علّق المتحدث الرسمي باسم نقابة المهن التمثيلية على موقف خفاجة قائلا "ليس دورنا أن نمنحه عملا، لكننا سنبحث بأمر احتياجاته ونحاول تلبيتها".
مقبرة أم محاولة إنعاش؟على غرار ما فعله خفاجة، اتجه نجوم آخرون إلى عالم "تيك توك" في محاولة أخيرة منهم سواء للانتشار وإعادة لفت أنظار المنتجين أو البحث عن الكسب المادي بعد أن غادرتهم الأضواء وكاد الجمهور أن ينساهم.
من بين هؤلاء الممثلة مروة عبد المنعم وراندا البحيري والأردنية ميس حمدان، إذ حرصن على تقديم الكثير من الفيديوهات الطريفة أو الاستعراضية المتداولة على المنصة.
الفنانة مها أحمد، بعد شكواها من عدم الاستعانة بها في الأعمال الدرامية منذ فقدان وزنها الزائد قبل سنوات، بدأت طرح فيديوهات للحديث عن فقدان الوزن مبررة ذلك بأنها تُحفز النساء على أن يكن بأفضل صحة وهيئة، ومن ثمّ تطور الأمر وشاركت بجولات البث المباشر أكثر من مرة بالرغم من أنها سبق وانهارت باكية خلال إحداها بعد أن أساء البعض إلى ابنها ذي الاحتياجات الخاصة.
التيك توك يغزو سوريا أيضاحرب وأزمة اقتصادية وجائحة عالمية، أسباب كثيرة كانت وراء معاناة بعض نجوم الفن في سوريا، على رأسهم الفنان هاني شاهين الذي بدأ مسيرته منذ 1966 ومن أشهر أعماله مسلسل "باب الحارة".
الفنان هاني شاهين (مواقع التواصل الاجتماعي)وأمام صعوبات الحياة، قرر شاهين استغلال "تيك توك" للإفصاح عن أزمته مع البطالة والفقر حتى أنه لم يعد يملك إلا أن يعيش على الزعتر والزيت، وهو ما وجده شديد القسوة خاصة لشخص بمثل سنه وليس فقط مكانته.
من بين نجوم سوريا الآخرين الذين انضموا إلى رَكب الجولات والتحديات ومشاركة الجمهور جوانب من حياتهم الشخصية لمزيد من الاستقطاب: المغني سامو زين، والممثل يزن السيد، والممثل وائل شرف، وكذلك الممثلة ميرنا شلفون، والممثلة جيهان عبد العظيم التي كان آخر عمل شاركت به في 2016.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تیک توک
إقرأ أيضاً:
يونيسف: قطاع غزة مقبرة للأطفال .. والسكان يعيشون في دائرة من الألم
الثورة / متابعات
وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قطاع غزة بأنّه “مقبرة للأطفال”، مشدّدةً على “وجوب توقّف القتل”، حيث يعيش الأهالي في غزة “حياة محطّمة ودائرة من الألم ومعاناة لا توصَف، “في ظلّ حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت المنظمة في بيان صحفي، أنّه في ظلّ استمرار الهجمات العشوائية على الأطفال والمدنيّين والعاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، فإنّ “الوقت حان لإنهاء هذه الحرب”، مؤكدة الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأشارت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إلى “نهاية أسبوع دامٍ في شمال قطاع غزة”، حيث استشهد أكثر من 50 طفلاً في جباليا، في الساعات الثماني والأربعين الماضية وحدها، لا سيّما مع شن جيش الاحتلال غارات على مبنيَين سكنيَّين يؤويان مئات النازحين والسكان.
ولفتت راسل إلى تعرّض سيارة موظّفة في منظمة يونيسف، من ضمن الفريق العامل في حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال شمال القطاع، لـ”إطلاق نار من طائرة كوادكوبتر في جباليا – النزلة”.
وأضافت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف أنّه في الوقت نفسه، أصيب ثلاثة أطفال على الأقلّ بهجوم آخر بالقرب من نقطة تطعيم في حي الشيخ رضوان غربي مدينة غزة، حيث كانت حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال جارية.
الطفل كرم نوفل عمره 6 أشهر، كان نائما في بيته مثل باقي أطفال العالم، فجأة جاءت طائرات الاحتلال وقصفت منزلهم دون رحمة وقتلته.
وأكدت راسل أنّ الهجمات على جباليا وعيادة التطعيم وموظفة يونيسف أمثلة أخرى على العواقب الوخيمة للضربات العشوائية التي تستهدف المدنيّين في قطاع غزة.
ورأت أنّه بالإضافة إلى المستوى المروّع لوفيات الأطفال في شمال قطاع غزة نتيجة هجمات أخرى، فإنّ هذه الأحداث الأخيرة “تُجمَع لتدوّن فصلاً مظلماً آخر في واحدة من أحلك فترات هذه الحرب الرهيبة”.
يُذكر أنّ منظمة يونيسف كانت قد أفادت في أكثر من مرّة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنّ العدوان الحاصل هو “حرب على الأطفال”.
خطر الموت والمجاعة
وشدّدت المسؤولة الأممية على “وجوب حماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المباني السكنية، إلى جانب العاملين في المجال الإنساني ومركباتهم”، وذلك “وفقاً للقانون الإنساني الدولي”.
وشرحت راسل أنّ “أوامر التهجير أو الإخلاء لا تسمح لأيّ طرف بجعل كلّ الأفراد أو الأشياء في منطقة ما أهدافاً عسكرية”، مبيّنةً أنّ ذلك “لا يعفيهم من التزاماتهم بالتمييز ما بين الأهداف العسكرية والمدنية، وبالتناسب واتّخاذ كلّ الاحتياطات الممكنة خلال الهجمات”.
وتابعت راسل أنّ “على الرغم من ذلك، يجري التغاضي عن تلك المبادئ مراراً وتكراراً، الأمر الذي “يؤدّي إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال وحرمانهم من الخدمات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة”.
وإذ لفتت إلى “وجوب توقّف الهجمات على المدنيّين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني، وعلى ما تبقّى من المرافق والبنية الأساسية المدنية في قطاع غزة”، حذّرت من أنّ “الفلسطينيين بالكامل من سكان شمالي قطاع غزة، خصوصاً الأطفال منهم، معرّضون لخطر الموت الوشيك بسبب الأمراض والمجاعة والقصف المستمرّ”.
وفي ختام بيان المنظمة، طالبت يونيسف سلطات الاحتلال بـ”إجراء تحقيق فوري في الظروف المحيطة بالهجوم على أحد موظّفيها، واتّخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن ذلك”.
كذلك دعت الدول الأعضاء فيها إلى “استخدام نفوذها لضمان احترام القانون الدولي، وإعطاء الأولوية لحماية الأطفال”، مجدّدة نداء “لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”.