تفاصيل تدشين التحالف المصري الأفريقي للتنمية الطبية: دعم الشراكات
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
دشنت كل من وكالة الشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، ووزارة الصحة والسكان، وهيئة الدواء المصرية، والاتحاد العام للجمعيات الأهلية، ومستشفى وادي النيل «التحالف المصري الأفريقي للتنمية الطبية»، الذي يهدف إلى تنمية القطاع الصحي في دول القارة السمراء، بالإضافة إلى نقل التجارب الناجحة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، فضلا عن تعزيز الشراكات وفرص الاستثمار الطبي بين الشركاء المصريين والأفارقة.
ووفقا للبيان التأسيسي للتحالف؛ فإنه سيصبح حلقة الوصل بين مصر والدول الأفريقية بكل مؤسساتها لاسيما في القطاع الصحي بهدف إطلاق المشروعات التنموية المشتركة في القطاع الطبي والدوائي، التي تتفق مع أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية، بهدف الدعم المشترك لاقتصاديات الدول الأفريقية.
وأضاف البيان أن التحالف يستهدف تعزيز الدبلوماسية الطبية في القارة الأفريقية، بما يتماشى مع رؤية القيادة السياسية في تقديم تنمية شمولية في القطاع الطبي للأشقاء الأفارقة، تبدأ من مصر وتنتهي بدولهم الشقيقة عبر تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات الاقتصادية والشراكات التي تدعم تزاوج فرص الاستثمار في القطاع الصحي مع الأقطاب الأفريقية المختلفة.
قدرة مصر على بلورة نموذج فاعل لحشد المواردوأشاد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية بتدشين وإنشاء التحالف المصري الأفريقي للتنمية الطبية، مؤكدا أن الواقع الجديد الذي تشهده القارة الأفريقية تحتم علينا أن نتعاون ونتقارب مع كل الدول الأفريقية، وتابع تعكس خطوة إنشاء التحالف قدرة مصر على بلورة نموذج فاعل لحشد الموارد والتنسيق الكامل بين الجهات الوطنية.
وأكد السفير أشرف إبراهيم أمين عام، وكالة الشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية تعزيز جهود مصر في إطار التعاون بين دول الجنوب، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وتبادل الخبرات في إحدى القطاعات الحيوية التي تُمثل ركيزة أساسية لتحقيق النمو ألا وهو القطاع الصحي.
وتابع: الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة ضمان صحة جيدة للجميع، هو إحدى الأهداف الرئيسية التي تحتاج القارة لوضعه على رأس أولوياتها.
وقال إن التحالف يهدف إلى المساهمة الفعالة في تطوير القطاع الصحي، وتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، بما يُساهم في رفع قدرات القارة على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية.
وأضاف: تشارك الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في هذا التحالف باعتبارها الذراع التنموية لجمهورية مصر العربية، ويمثل القطاع الصحي أحد أولويات عملها من خلال برامج رفع القدرات والتدريب الصحي، وإرسال الخبراء الطبيين للعمل في الدول الإفريقية، والمساهمة في تجهيز المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى القارة.
وأكد أن التحالف يٌمثل تجمع لمجموعة من القوى والمؤسسات والوزارات التي تستهدف تبادل الخبراء ونقل الخبرات المصرية في المجال الصحي، للمساهمة في تنمية وتطوير القطاع الصحي في قارتنا والتوسع في تنشيط الدبلوماسية الطبية بين مصر وأشقائها من الأفارقة في ظل الفرص الواعدة لدعم فرص الاستثمار والشراكات في القطاع الصحي والدوائي التي تعود بالنفع على الدول بعضها بعض.
وأوضح أن التحالف داعم لاحتياجات الدول الأفريقية في توفير الخدمات الصحية والدوائية للشعوب، وفق خطط وبرامج تستند إلى محاور التنمية المستدامة للدولة المصرية وإذ نعد سيادتكم على مواصلة كافة الجهود لتقديم الدعم الكامل والتعاون المثمر مع الأشقاء الأفارقة ودول الجنوب.
التحالف خطوة هامة في توسيع سبل التعاونوأشار الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية، إلى أن التحالف خطوة هامة في توسيع سبل التعاون وفتح قنوات جديدة مع الأشقاء الأفارقة؛ لتعزيز التواصل وخلق مناخ جيد لبناء جسور واسعة تستهدف التحرك السريع لوضع برامج وخطط تمثل انفتاح يستند إلى مبادئ الحوكمة الرشيدة في توفير الدواء المصري في دول القارة الأفريقية وفق سياسات مبنية على توافق رؤى الأطراف.
وأوضح أن التحالف نافذة جديدة على أفريقيا تتميز بانتقالها للدول الأفريقية وليس فقط دعوتها لمصر، مؤكدا أن هناك مزيد من البرامج التي تهدف لتدفق الشراكات وخلق فرص ناجحة للاستثمار المبنى على تبادل التعاون المشترك الذي يجعل مصر مركزا إقليميا للتصدير وتوطين الصناعات الدوائية.
وأوضح الدكتور حازم خميس مدير عام مستشفى وادي النيل، أن التحالف يمثل المشروع المحوري والمتكامل لتقديم كافة الخدمات الصحية المطلوبة والعمليات الجراحية للأفارقة الوافدين بالإضافة إلى إيفاد القوافل الطبية للدول الأفريقية الأكثر احتياجا في إطار العمل التنموي، فضلا عن نقل التجارب الصحية الناجحة للقطاع الصحي في ظل التوسع في المبادرات الرئاسية على أن تكون الدولة ومؤسساتها داعمين للتحالف لافتا إلى تقديم خدمات السياحة العلاجية مؤكدا أن التحالف وضع خطط تنفيذية مبنية على احتياجات القارة الأفريقية صحيا في القطاعين العلاجي والدوائي.
تنمية العنصر البشرى الأفريقي نحو التدريبومن جانبة قال الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العليا للتخصصات الصحية بوزارة الصحة والسكان ومستشار الوزير، ستلعب الزمالة دورا محوريا في تنمية العنصر البشرى الأفريقي نحو التدريب والتعليم الطبي المستمر، حيث تتولى الزمالة المصرية عمليات التدريب والتعليم المهني المستمر للفرق الطبية الأفريقية، وتقديم برامج تدريبية وورش عمل في المجالات الصحية والطبية المختلفة، وذلك لرفع كفاءتهم لتحسين مستوى الخدمة في الدول استنادا بروتوكولات العلاجية المتطورة، كما ستكون الزمالة حلقة وصل بين كبرى الجامعات العالمية في الحصول على مؤهلات علمية رفيعة المستوى وسيتم تصميم برامج تدريبية خصيصا للوافدين الأفارقة بمميزات تنافسية.
وفى ذات السياق كشفت الدكتورة هبة يوسف المنسق التنفيذي للتحالف الصحي المصري الأفريقي الطبي أن الدولة المصرية بفضل توجيهات القيادة السياسية كانت وما زالت تقدم أفكار مبتكرة وحلولا جادة لتعزيز الخدمات الصحية للمواطن المصري وهو ما ثبت نحاجه في المبادرة العالمية 100 مليون صحة.
وتابعت: جاء الوقت لتعزيز الخدمات الطبية ودعم سبل التنمية الصحية ونقل التجارب الناجحة للأشفاء الأفارقة في القطاع الطبي والانفتاح عليهم صحيا ودوائيا عبر مشروع يرتكز إلى أولويات ومحاور التنمية المستدامة، حيث يسمح المشروع بتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للأشقاء الأفارقة من خلال المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة بميزات تنافسية ما يمكن الدولة من الدخول للاستثمار في السياحة العلاجية أحد أهم الفرص الهامة في زيادة الدخل القومي.
وتابعت: هناك فرص واعدة وخطط تنفيذية محددة نحو الدخول لأفريقيا لأول مرة بمشروعات اقتصادية صحية جذابة للاستثمار.
كما يتيح التعاون مع المراكز الطبية المنشئة في أفريقيا لتعظيم الفائدة منها مثل المركز الطبي في أوغندا، وجامبيا مع إنشاء وإدارة أكبر مشروع لتقديم خدمات التطبيب عن بعد في أفريقيا على أن يشارك فيه المستشفيات المصرية، لاسيما القطاع الخاص بهدف تحسين الخدمات ورفع جودتها.
وتابعت: ندعم تمكين القطاع الطبي الخاص من المستشفيات والمعامل ومراكز الأشعة من تقديم خدمات طبية وعلاجية في الدول الأفريقية، وذلك بانتقال المعدات والأجهزة والمستلزمات لهم تسهيلا وتيسيرا لأداء الخدمة، وذلك عبر الشراكات الاقتصادية بين الأطراف ذات الصلة مع تمكين الشركات المنتجة للأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية من الانفتاح على السوق الأفريقي بشكل كبير، بهدف دفع عجلة الاستثمار في القطاع الطبي مع الشركاء الأفارقة.
وقال الدكتور طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية إن التحالف سيكون داعم لتوجهات الدولة نحو مساندة الأشقاء الأفارقة في تقديم الخدمات الصحية وإطلاق القوافل الطبية عبر الجمعيات والمؤسسات الأهلية والجهات المانحة التي تستهدف التعاون مع الدول الأفريقية بما لا يخل بخطط ونشاطات الجمعيات في دعم خطط الدولة نحو تعزيز الخدمات الطبية محليا، لافتا إلى أن الاتحاد العام لديه لجان تهتم بالعلاقات الخارجية وتقوية العلاقات عبر القوى الناعمة والدبلوماسية الطبية.
وأكد سفير الكاميرون وعميد السلك الدبلوماسي الأفريقي لدى مصر محمدو لابيرنج عمق العلاقات التي تربط بين بلاده ومصر من ناحية وتربط مصر بالقارة من ناحية أخرى، مشيدا بفكرة التحالف الصحي المصري الأفريقي مؤكدا أنه مشروع فريد من نوعة وله أهداف نبيله وخدمية وتنموية سامية وهى تعزيز خدمات الرعاية الصحية، مؤكدا أنه داعم لهذا المشروع التنموي الذي يمثل كونه أداة جديدة للتواصل وتعميق التعاون والشراكات المبنية على التعاون المشترك لاسيما في القطاع الصحي والدوائي.
وفى ذات السياق كشفت الدكتورة هبة يوسف المنسق التنفيذي للتحالف الصحي المصري الأفريقي الطبي أن الدولة المصرية بفضل توجيهات القيادة السياسية كانت ومازالت تقدم أفكار مبتكرة وحلولا جادة لتعزيز الخدمات الصحية للمواطن المصري وهو ما ثبت نحاجه في المبادرة العالمية 100 مليون صحة.
وتابعت: جاء الوقت لتعزيز الخدمات الطبية ودعم سبل التنمية الصحية ونقل التجارب الناجحة للأشقاء الأفارقة في القطاع الطبي والانفتاح عليهم صحيا ودوائيا عبر مشروع يرتكز إلي أولويات ومحاور التنمية المستدامة حيث يسمح المشروع بتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للأشقاء الأفارقة من خلال المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة بميزات تنافسية ما يمكن الدولة من الدخول للاستثمار في السياحة العلاجية أحد أهم الفرص الهامة في زيادة الدخل القومي.
وتابعت: هناك فرص واعدة وخطط تنفيذية محددة نحو الدخول لأفريقيا لأول مرة بمشروعات اقتصادية صحية جذابة للاستثمار.
كما يتيح التعاون مع المراكز الطبية المنشئة في أفريقيا لتعظيم الفائدة منها مثل المركز الطبي في أوغندا وجامبيا مع إنشاء وإدارة أكبر مشروع لتقديم خدمات التطبيب عن بعد في أفريقيا على أن يشارك فيه المستشفيات المصرية لاسيما القطاع الخاص بهدف تحسين الخدمات ورفع جودتها.
وتابعت: ندعم تمكين القطاع الطبي الخاص من المستشفيات والمعامل ومراكز الأشعة من تقديم خدمات طبية وعلاجية في الدول الأفريقية وذلك بانتقال المعدات والأجهزة والمستلزمات لهم تسهيلا وتيسيرا لأداء الخدمة، وذلك عبر الشراكات الاقتصادية بين الأطراف ذات الصلة مع تمكين الشركات المنتجة للأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية من الانفتاح علي السوق الأفريقي بشكل كبير، بهدف دفع عجلة الاستثمار في القطاع الطبي مع الشركاء الأفارقة.
وقال الدكتور طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية إن التحالف سيكون داعم لتوجهات الدولة نحو مساندة الأشقاء الأفارقة في تقديم الخدمات الصحية وإطلاق القوافل الطبية عبر الجمعيات والمؤسسات الأهلية والجهات المانحة التي تستهدف التعاون مع الدول الأفريقية بما لا يخل بخطط ونشاطات الجمعيات في دعم خطط الدولة نحو تعزيز الخدمات الطبية محليا لافتا إلى أن الاتحاد العام لديه لجان تهتم بالعلاقات الخارجية وتقوية العلاقات عبر القوى الناعمة والدبلوماسية الطبية.
وأكد سفير الكاميرون وعميد السلك الدبلوماسي الأفريقي لدى مصر محمدو لابيرنج عمق العلاقات التي تربط بين بلاده ومصر من ناحية وتربط مصر بالقارة من ناحية أخرى، مشيدا بفكرة التحالف الصحي المصري الأفريقي، مؤكدا أنه مشروع فريد من نوعة وله أهداف نبيله وخدمية وتنموية سامية وهى تعزيز خدمات الرعاية الصحية، مؤكدا أنه داعم لهذا المشروع التنموي الذي يمثل كونه أداة جديدة للتواصل وتعميق التعاون والشراكات المبنية على التعاون المشترك لاسيما في القطاع الصحي والدوائي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف الصحي المصري الأفريقي الاستثمارات الصحية الخدمات الطبية أهداف التنمیة المستدامة الطبیة والعلاجیة القارة الأفریقیة الدول الأفریقیة فی القطاع الصحی فی القطاع الطبی الخدمات الصحیة لتعزیز الخدمات الاتحاد العام خدمات الصحیة الأفارقة فی تقدیم خدمات الدولة نحو فی أفریقیا التعاون مع أن التحالف مؤکدا أنه مؤکدا أن فی الدول من ناحیة فی تقدیم
إقرأ أيضاً:
مدير عام مجمع ناصر الطبي للجزيرة نت: الاحتلال يستهدف المستشفيات لإيجاد بيئة طاردة
غزة- يخشى مدير عام مجمع ناصر الطبي الدكتور عاطف الحوت من معاودة جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المجمع مجددا وقصفه جوا في أي لحظة، ولا يستبعد كذلك تعرض المجمع للحصار والاقتحام مثلما فعل الاحتلال إبان اجتياحه البري الواسع لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مطلع العام الماضي.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرض مجمع ناصر الطبي 3 مرات للقصف المباشر من قبل مقاتلات حربية إسرائيلية، آخرها ليلة الأحد 23 مارس/آذار الجاري، واستهدفت عضو المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل برهوم، الذي كان يتلقى العلاج من جروح سابقة أصيب بها قبل بضعة أيام من اغتياله.
ويقول الدكتور الحوت في حواره مع الجزيرة نت إنه "لا يوجد أي مبرر لقصف مستشفى واغتيال جريح، مهما كانت هوية هذا الجريح، ولكن الاحتلال عودنا على مدار الشهور السابقة أن هذه حرب بلا محرمات وبلا خطوط حمراء".
ويؤكد مدير عام مجمع ناصر أن الطواقم الطبية في القطاع تعمل في ظروف استثنائية غير مسبوقة، ويفتقدون للحماية والأمان، وعلاوة على حالة الإنهاك الشديدة التي يعانون منها جراء ضغط العمل المتواصل منذ اندلاع الحرب، فإنهم يعيشون حالة من القلق الدائم على أنفسهم وأسرهم.
إعلانوفيما يلي نص الحوار:
لا أتمنى لأي زميل حول العالم أن يعيش التجربة القاسية التي نعيشها كأطباء وطواقم طبية هنا في غزة، ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يتحمل ما تحملناه منذ اندلاع هذه الحرب، من قتل وجرح واعتقال وملاحقة، واستهداف لنا حتى داخل المستشفيات.
وفي ظل هذه الظروف نحن نعمل ولا نتوقف عن العمل بالليل والنهار، وحقيقة عندما يسألني أي طبيب أو وفد طبي أجنبي: كيف تعملون في ظل هذه الظروف؟ لا أجد إجابة، ولكنها إرادة الله وليس أي شيء آخر، التي تمنحنا القوة على الاستمرار في خدمة أبناء شعبنا، ومواصلة أداء رسالتنا الدينية والوطنية والإنسانية.
وسط هذه الضغوط كان الاستهداف المباشر واغتيال جريح داخل المجمع. ما أثر ذلك على عملكم؟لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها المجمع للقصف الجوي من قبل مقاتلات حربية إسرائيلية، فقد سبق ذلك قصف مبنى الأطفال والولادة، واستشهدت طفلة جريحة، وقبيل اجتياح المجمع العام الماضي قصف الاحتلال مبنى العظام واستشهد جريح، وهذه هي المرة الثالثة التي تقصف فيها طائرات الاحتلال المجمع عندما استهدفت بصواريخها مبنى جراحة العظام واغتالت أحد الجرحى الذين يتلقون العلاج، وقد تسبب ذلك في خروج المبنى عن الخدمة كليا.
ومهما كانت ادعاءات الاحتلال حول أهداف هذا القصف، فإن المستهدف هو جريح، ولا يوجد ما يبرر قصف مستشفى وقتل جريح وإصابة جرحى آخرين وعاملين في المستشفى.. ونحن كمستشفى نتعامل مع أي إنسان على أساس حاجته للخدمة الطبية، مهما كانت هويته أو ديانته أو نشاطه السياسي.
هل تتخوف من تكرار استهداف جيش الاحتلال للمجمع؟
من يفعلها مرة يفعلها ثانية، والاحتلال قصف المجمع 3 مرات، وبكل تأكيد نحن نعمل في أجواء مرعبة وفي قلق دائم من احتمال تعرض المجمع للقصف والاستهداف، وربما للاقتحام والاجتياح مثلما حدث العام الماضي، عندما اجتاح جيش الاحتلال المجمع بدباباته وآلياته وجنوده وعاث فيه فسادا وتدميرا، واعتقل 54 موظفا من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين.
إعلانوأنا شخصيا دائم القلق من تكرار مشاهد جنود الاحتلال يقتادون زملائي أمامي مقيدي الأيدي ومعصوبي العيون، وما زلت غير قادر على تجاوز تلك المشاهد المؤلمة والقاسية، وكل هذا يحدث في ظل صمت مطبق من العالم، وهو ما يشجع جيش الاحتلال على المضي في حربه ضد الإنسانية.
دأبت هيئات دولية على المطالبة بتوفير الحماية للعاملين بالقطاع الصحي في غزة. فما طبيعة هذه الحماية؟نحن لا نطالب بدبابات تحمينا، وما نحتاجه أن يتوقف جيش الاحتلال عن استهدافنا، ويتركنا نقدم الخدمة الطبية لأبناء شعبنا من دون خوف وقلق. وشخصيا أقيم في خيمة مع أسرتي في مدينة خان يونس منذ نزوحنا القسري عن مدينة رفح عشية اجتياحها في مايو/أيار من العام الماضي، ويلازمني القلق طوال الوقت، ليس خشية على نفسي فأنا تقدمت في العمر وأتمنى أن يكتب الله لي حسن الخاتمة، ولكن قلقي وخشيتي على أفراد أسرتي، وقد تكرر استهداف الاحتلال للأطباء والعاملين بالقطاع الصحي داخل المستشفيات، وفي منازلهم وخيامهم، وأثناء أداء مهامهم الإنسانية، وآخر ذلك طواقم الإسعاف والدفاع المدني التي اختفت في مدينة رفح، وتشير الترجيحات إلى أن أفرادها تعرضوا للإعدام الميداني.
كيف تصف واقع مجمع ناصر بعد استهدافه الأخير وفي ظل الحصار؟
لدينا في المجمع 3 مستشفيات تخصصة، هي الجراحة والباطنة و"النساء والأطفال" وقد تعرضت لتدمير كبير إبان حصار واجتياح المجمع لنحو أسبوعين من قبل قوات الاحتلال إبان عملياتها العسكرية البرية التي بدأتها في ديسمبر/كانون الأول 2023 واستمرت 4 شهور في مدينة خان يونس، وكان لذلك أثره السلبي الكبير على المجمع، من حيث تدمير كل الأجهزة الطبية التي تحتوي على شاشات، وشبكات الإنترنت، والمختبر، والأبواب والأثاث، وتعطلت شبكة الصرف الصحي، وشبكة الكهرباء، وشبكة المياه، ومحطة الأكسجين المركزية، وقد حولت المجمع في ذلك الوقت إلى خرابة.
إعلانورغم ذلك، وبمجرد انسحاب قوات الاحتلال من المجمع وعودتنا إليه، كانت الرؤية بضرورة إعادة تهيئة وتشغيل المجمع من جديد، وزادت الأهمية إلى ذلك في ظل التهديدات الإسرائيلية في ذلك الحين بشن عملية عسكرية برية ضد مدينة رفح، وهو ما حدث فعلاً وتسبب فيما كنا نخشاه من توقف كل المنظومة الصحية في مدينة رفح عن العمل، وخروج كل المرافق فيها عن الخدمة، وبالتالي ازدياد الحاجة لمجمع ناصر مع حركة النزوح الكبيرة من مدينة رفح باتجاه مدينة خان يونس والمنطقة الوسطى من القطاع.
وقد تجاوزنا التحديات والمعوقات، ورغم النجاح في إعادة تشغيل المستشفى إلا أنه لدينا مخاوف كبيرة من انهيار الخدمة في أي لحظة.
لماذا هذه المخاوف؟بسبب الاستهداف المباشر وغير المباشر، سواء بالقصف، أو بتشديد الخناق عبر الحصار الحاد، حيث لم ترد إلينا أي حبة دواء أو قطرة وقود منذ إغلاق جيش الاحتلال للمعابر في 2 مارس/آذار الجاري، وإن ما يتوفر لدينا من وقود يكفينا لأسبوعين فقط، وفي حال نفاده سيؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة تشغيل المجمع إلى 30% فقط.
ماذا يعني انهيار مجمع ناصر الطبي؟مجمع ناصر ثاني أكبر مجمع طبي في قطاع غزة بعد مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والأكبر جنوب القطاع، ويخدم ما بين 700 و800 ألف نسمة، ولا أريد تخيل انهياره لأنه يمثل سيناريو مرعبا، فمجمع ناصر عمود المنظومة الصحية جنوب القطاع، وهو الآن الأكبر على مستوى القطاع بعد خروج مجمع الشفاء عن الخدمة واستهدافه واجتياحه مرارا خلال الحرب، وربما لا أبالغ لو قلت إن انهيار مجمع ناصر يعني انهيار الحياة هنا جنوب القطاع، وجيش الاحتلال يسعى إلى ذلك لإيجاد بيئة طاردة للسكان ضمن مخططات التهجير.
مع تزايد أعداد المصابين ونقص المعدات الطبية في #غزة.. مجمع ناصر الطبي في خان يونس يواجه على غرار مستشفيات القطاع تحديات كبيرة، إذ يعمل المهندسون على مواجهتها بإعادة تدوير وتشغيل الأجهزة الطبية بوسائل بديلة رغم محدودية الإمكانيات#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/4S2rPh0HQG
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 29, 2025
إعلان ما أبرز احتياجاتكم للاستمرار في العمل؟(يبتسم) يبدو لي السؤال غريبا في ظل هذه الحرب الشرسة والحصار الخانق، هل لك أن تتخيل مستشفى بدون كهرباء؟ نعم نحن نعمل بدون كهرباء منذ أن قطعها الاحتلال عن القطاع مع اللحظات الأولى لاندلاع الحرب، ومنذ ذلك الحين اعتمادنا الأساسي على مولدات تعمل على مدار الساعة، ولا تتوفر لها قطع الغيار والزيوت التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع، والمولد الذي يتعطل يخرج عن الخدمة كليا، علاوة على أن كميات الوقود التي تصلنا عبر هيئات دولية تخضع لما يمكن تسميتها بسياسة التقطير، ولذلك فإننا نضطر إلى التقنين وترشيد الاستهلاك إلى أقصى مدى، وأحيانا نضطر إلى فصل الكهرباء عن بعض الأقسام والمباني.
ونحن بحاجة إلى كل شيء، من حبة الدواء حتى مختلف أنواع الأجهزة والمعدات الطبية، ونعمل في المجمع بأجهزة قديمة ومتهالكة، وأي جهاز يتعطل لا تتوفر إمكانية لإصلاحه بسبب تهالكه أو لعدم توفر قطع الغيار. فمثلا لا يوجد في كل مستشفيات القطاع جهاز رنين مغناطيسي واحد، وقد تعرضت كلها للتدمير خلال الحرب.
ويدرك جيش الاحتلال جيدا واقع مستشفيات القطاع، ويتعمد التلاعب بأولويات احتياجاتنا، وخلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار (امتدت من 19 يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 2 مارس/آذار الجاري) كان لافتا سماح الاحتلال بإدخال كميات كبيرة من صنف دوائي أو مهمة طبية معينة ومتوفرة لدينا، في حين يمنع أصناف أخرى لها الأولوية وغير متوفرة في القطاع، فضلا عن منعه إدخال الأجهزة والمعدات الطبية والمولدات الكهربائية وقطع الغيار والزيوت، وكذلك يفرض قيودا مشددة على دخول الوفود الطبية المتخصصة، التي تزداد الحاجة إليها في ظل حالة الإنهاك التي تعاني منها الطواقم المحلية، والنقص الشديد في تخصصات نادرة بسبب طبيعة الجروح، وكذلك بسبب اعتقال الاحتلال أعدادا كبيرة من الأطباء المتخصصين.
إعلان