تراجعٌ سريع… بقلم: د.تركي صقر
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
شهد العالم تراجعاً سريعاً لدور الدول الاستعمارية، منذ بداية القرن الماضي، إلا أنّ الدورَ الفرنسي كان الأكثر تسارعاً وخاصة على مستوى القارة الإفريقية. فبعد أن كانت فرنسا تتمتع بنفوذ طاغٍ على مستوى القارة من خلال الوجود الفرنسي الاستعماري، الذي كان ملحوظاً في معظم الدول الإفريقية، والذي مالبث يتراجع، حيث بدأت دول إفريقية عديدة بالتحرر وأعلنت استقلالها.
وفي السنوات القليلة الماضية زادت الدول الرافضة للوجود الأجنبي الاستعماري، حتى إنها باتت تقيم تحالفات مع الدول التي تخلصت من الاستعمار لحماية استقلالها، كما يجري اليوم، حيث شكلت كلٌ من مالي وبوركينا فاسو والنيجر تحالفاً في وجه الدول التي تطمع باستعمارها، في أعقاب تحررها من الاستعمار الفرنسي حديثاً، وعلى الرغم من إصرار فرنسا على الإبقاء على وجودها هناك رغم ظهور موجة عارمة في عموم القارة الإفريقية لرفض الوجود الفرنسي، ورغم تأجج الكراهية ضد الوجود الفرنسي في كل أنحاء القارة، وعند إصرار فرنسا على البقاء في النيجر حيث أبقت على قواعدها وسفارتها هناك إلا أن النظام الجديد رفض الوجود الفرنسي جملة وتفصيلاً ، وأصر على التخلص من الوجود الفرنسي كاملاً، فقامت فرنسا بسحب جزء من هذه القوات ظناً منها أنها بهذه المناورة مع الحكومة النيجرية يمكن أن تبقي القسم الآخر، إلا أن هذا لم يُرضِ الحكومة في نيجيريا ومازال الجدل قائماً بين الطرفين لسحب كامل القوات الفرنسية من الأراضي النيجرية، وهذا سيتحقق أمام إصرار الحكومة النيجيرية.
نعتقد أن فرنسا بتصرفاتها هذه مازالت تعيش أحلام عهدها الاستعماري البغيض، دون أن تدري أن الزمن قد تغير وأصبحت الشعوب تقرر مصيرها بنفسها وأنها لن تسمح بالعودة إلى الوراء، وإذا لم تقتنع فرنسا بهذه الحقيقة فإن سياستها في كل مكان وزمان محكوم عليها بالفشل الذريع ولن تجد أحداً يؤيدها في العالم، وأول الشامتين فيها وبإخفاق سياستها هم حلفاؤها الغربيون.
وعلى ما يبدو فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يقرأ التاريخ جيداً، لذلك كانت فترة حكمه الأولى مليئة بالإخفاقات، وتضاعفت هذه الإخفاقات منذ بداية فترته الثانية، وما يدل على ذلك بقوة المسيرات والإضرابات التي عمت شوارع المدن الفرنسية كلها، حيث يصف بعضهم الأوضاع في عهد حكم ماكرون بالأسوأ في تاريخ فرنسا سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي.
على أي حال الشعوب الإفريقية التي نالها ما نالها من الاستعمار الفرنسي بسنواته الطويلة لن تقبل بعد الآن بالتحكم بمصيرها من قبل أية دولة من دول العالم، مهما اشتدت قوتها، فكيف بفرنسا التي تشهد تراجعاً منذ سنوات في قوتها ومكانتها واضمحلال دورها على صعيد السياسة الدولية، ولاسيما بعد أن ارتضت أن تكون ذيلاً للسياسة الأميركية التي لا تقدم لها سوى الفتات.
تراجع سريع تركي صقر 2023-09-20shazaسابق زراعة البندورة في ريف دمشق انظر ايضاً العودة الميمونة..بقلم: د.تركي صقرتطورات متسارعة تشهدها الساحتان العربية والدولية، لعلّ أبرزها قرار التصحيح الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب …
آخر الأخبار 2023-09-20انطلاق فعاليات مؤتمر الساحل لأطباء الأسنان في طرطوس 2023-09-20يوثق لحقب زمنية متعددة… توقيع كتاب (تاريخ تجارة حلب) 2023-09-20إصابة طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في الضفة الغربية 2023-09-20بيسكوف: العديد من دول العالم يدعم عملية التغيير في العالم 2023-09-20دراسة: تغير المناخ يفاقم آثار الأمطار الغزيرة في البحر المتوسط 2023-09-20ندوة عن الراحل الأديب الفلسطيني محمود موعد في ثقافي أبو رمانة 2023-09-20موسكو: مناورات الناتو في 2024 جزء من استعداده للصدام مع روسيا 2023-09-20استدامة الخدمات والتشبيك مع المجتمع الأهلي محور جولة المنجد إلى درعا 2023-09-20تخريج الدفعة الثانية عشرة من طلاب المركز الوطني للمتميزين 2023-09-20إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال واختناق العشرات شرق قطاع غزة المحاصر
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل تعويضات نهاية الخدمة للعسكريين 2023-09-07 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً ينهي العمل بمرسوم إحداث محاكم الميدان العسكرية 2023-09-03 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمعالجة أوضاع عدة شرائح من طلاب الجامعات 2023-08-29الأحداث على حقيقتها استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة 2023-09-13 الجيش يتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية بريفي حلب وإدلب ويقضي على معظم أفرادها- فيديو 2023-09-12صور من سورية منوعات دراسة: تغير المناخ يفاقم آثار الأمطار الغزيرة في البحر المتوسط 2023-09-20 علماء يكتشفون نقطة ضعف لفيروس كورونا 2023-09-19فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن حاجتها للتعاقد مع مواطنين لشغل وظائف شاغرة بفرعها بدرعا 2023-09-07 التنمية الإدارية تصدر قرارات تعيين بدل المستنكفين في مسابقة التوظيف المركزية 2023-08-23الصحافة تراجعٌ سريع… بقلم: د.تركي صقر 2023-09-20 نيوزويك: الولايات المتحدة تخسر أمام روسيا والصين في حرب كسب الرأي العالمي 2023-09-19حدث في مثل هذا اليوم 2023-09-2020 أيلول 1932 – مهاتما غاندي يبدأ إضراباً عن الطعام في (سجن بوما) 2023-09-1919 أيلول 1957 – الولايات المتحدة تقوم بأول اختبار لتفجير قنبلة نووية تحت سطح الأرض 2023-09-1818 أيلول 1851 – الإصدار الأول لجريدة نيويورك تايمز 2023-09-1717 أيلول 1961 – إعدام رئيس وزراء تركيا الأسبق عدنان مندريس 2023-09-1616 أيلول1982- قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان 2023-09-1515 أيلول 1982 – قوات الاحتلال الإسرائيلي تجتاح العاصمة اللبنانية بيروت وتحتلها
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الوجود الفرنسی
إقرأ أيضاً:
الحروب في 2023.. 56 صراعاً نشطاً يكلّف العالم 19 تريليون دولار
قدر معهد الاقتصاد والسلام بأن العنف وتوسع الصراعات، كلف الاقتصاد العالمي 19 تريليون دولار في عام 2023، أي ما يعادل 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بزيادة إجمالية قدرها 157 مليار دولار عن العام السابق 2022، فيما بلغ إجمالي الإنفاق على جهود بناء وحفظ السلام 49.6 مليار دولار.
ورصد المعهد الأسترالي في تقريره، 56 صراعاً في جميع أنحاء العالم، وهو أكبر عدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتدهور الأوضاع السلمية في 97 دولة، وهو أكبر عدد رصده المعهد منذ إطلاقه لمؤشر السلام العالمي في عام 2008.
ويعتبر معهد الاقتصاد والسلام IEP، مؤسسة بحثية دولية، ويغطي 163 دولة ومنطقة مستقلة تمثل موطناً لـ 99.7% من سكان العالم.
ويُظهر التصنيف، الذي يعتمد على 23 مؤشراً، مجمعة في ثلاثة معايير (السلامة والأمن المجتمعيين؛ ومدى الصراع المحلي والدولي المستمر؛ ودرجة العسكرة)، أن 65 دولة سجلت تحسناً في مؤشر السلام، فيما أظهرت 97 دولة تدهوراً.
ويتم تعريف التأثير الاقتصادي العالمي للعنف على أنه الأموال التي يتم إنفاقها والتأثير الاقتصادي لاحتواء ومنع والتعامل مع عواقب العنف.
وفي المجمل، انخفض مؤشر السلام العالمي في عام 2023 بنسبة 0.56%. وهي المرة الثانية عشرة التي ينخفض فيها المتوسط، بانخفاض إجمالي قدره 4.5% منذ إطلاق المؤشر. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد اللاجئين والنازحين داخلياً إلى 95 مليوناً، مع وجود 16 دولة تضم 5% على الأقل من السكان إما لاجئين أو نازحين داخلياً.
ووجد مؤشر السلام العالمي، أن التأثير الإجمالي للعنف أعلى بنسبة 7.4% في عام 2023 مقارنة بعام 2008. وقد تم تسجيل تحسينات كبيرة بين عامي 2010 و2012، وبعد ذلك ارتفع التأثير بشكل مطرد. ومنذ عام 2008، سجلت 89 دولة تدهوراً في تأثير العنف على اقتصاداتها، في حين شهدت 74 دولة تحسناً.
الأقاليم الأكثر تضرراً
يشير التقرير أن هناك اختلافات إقليمية ملحوظة في التأثير الاقتصادي للعنف، إذ شهدت منطقة جنوب آسيا أكبر تدهور، في حين شهدت روسيا وأوراسيا أكبر تحسن. ويمكن أن يعزى التدهور في جنوب آسيا إلى ارتفاع خسائر الناتج المحلي الإجمالي والتكاليف المرتبطة بوفيات الصراع في باكستان.
وتعد منطقة أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، المنطقة الثانية التي شهدت تحسناً في التأثير الاقتصادي للعنف. ويرجع هذا إلى انخفاض كبير قدره مليار دولار في التأثير الاقتصادي لجرائم القتل في السلفادور.
وتؤكد البيانات، الارتباط بين المجتمعات السلمية والنمو الاقتصادي والعملات الأقوى وزيادة الاستثمار الأجنبي. وكانت أيسلندا وإيرلندا والنمسا ونيوزيلندا وسنغافورة هي الدول الخمس الأكثر سلمية في عام 2023.
فيما كانت اليمن الدولة الأقل سلاماً في عام 2023، تليها السودان وجنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا. كما وجد المؤشر “عدم مساواة متزايد في السلام”، مع اتساع الفجوة بين الدول الأكثر سلاماً والأقل سلاماً أكثر من أي وقت مضى.
وقال التقرير إن الصراع في غزة كان له أيضاً تأثير سلبي على السلام العالمي، حيث سجلت إسرائيل وفلسطين أول ورابع أكبر تدهور في الترتيب على التوالي. وكانت الإكوادور والجابون وهايتي من بين الدول الأخرى التي شهدت انخفاضاً حاداً.
ووفق الاستطلاع، “حدثت أكبر الزيادات في التأثير الاقتصادي للعنف في فلسطين وإسرائيل، حيث زاد التأثير الإجمالي بنسبة 63% و40% على التوالي”. واجهت أوكرانيا وأفغانستان وكوريا الشمالية أعلى التكاليف الاقتصادية للعنف نسبة إلى ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2023، بنسبة 68.6% و53.2% و41.6% على التوالي.
ثاني أعلى حصيلة وفيات في 3 عقود
وفي المجمل، شهد العام الماضي 162 ألف حالة وفاة بسبب الصراعات والحروب، وهو ما يمثل ثاني أعلى حصيلة في ثلاثة عقود.
وكانت الحروب في أوكرانيا وغزة مسؤولة عن ما يقرب من 75% من هذه الوفيات، حيث كانت أوكرانيا وحدها مسؤولة عن أكثر من النصف (83 ألف حالة وفاة) بينما شهدت غزة ما لا يقل عن 33 ألف ضحية بحلول أبريل 2024.
وذكر التقرير أن هناك اتجاه مقلق آخر يتمثل في أن الصراعات أصبحت أكثر تدويلاً: حيث تشارك 92 دولة حالياً في صراعات خارجية بشكل أو بآخر، فيما كانت 33 دولة فقط خلال عام 2008.
وأنفقت دول العالم 8.4 تريليون دولار لاقتناء المعدات العسكرية في عام 2023. وعلى الصعيد العالمي، زاد التأثير الاقتصادي للإنفاق العسكري بنسبة 1.4% في عام 2023، أي ما يعادل 116.3 مليار دولار. وكان هناك زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري على مدى السنوات القليلة الماضية، مع التزام العديد من الدول الأوروبية بإنفاق المزيد في السنوات المقبلة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الصراع المستمر في أوكرانيا.
وبحسب الاستطلاع، فإن الإنفاق على الأمن الداخلي، شكل 30% من التأثير الاقتصادي العالمي للصراعات والحروب، وذلك بحوالي 5.4 تريليون دولار. ويشمل ذلك الإنفاق على الشرطة والنظام القضائي وتكاليف السجن. وانخفض الإنفاق على الأمن الخاص بنسبة 0.2% إلى 1.3 تريليون دولار.