عواصم " وكالات": طلبت أكثر من 12 دولة أوروبية الإضافة إلى أستراليا وكندا من محكمة العدل الدولية اليوم الأربعاء أن تحسم أمر ولايتها القضائية بشأن قضية رفعتها كييف تدعي فيها أن روسيا أساءت استخدام اتفاقية الإبادة الجماعية ليكون لها ذريعة لبدء الحرب في أوكرانيا.

ورفعت أوكرانيا القضية أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة تنظر في النزاعات بين الدول، بعد أيام من شن روسيا حربا واسعة النطاق عليها في 24 فبراير شباط 2022.

وقالت ألمانيا للقضاة إن الدول "تعتقد بقوة" أن المحكمة لديها هذا الاختصاص. وقالت ممثلة ألمانيا فيبكي روكرت إن بلادها مهتمة جدا بكيفية تفسير معاهدة الإبادة الجماعية "ليس فقط في ضوء ماضينا".

وتقول كييف إن روسيا تسيء استخدام اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية لعام 1948، والتي اعتمدتها المنظمة عقب الحرب العالمية الثانية، بقولها إن التدخل كان له ما يبرره لوقف الإبادة الجماعية المزعومة في شرق أوكرانيا.

ووقعت حوالي 150 دولة على الاتفاقية، وبالتالي لديها مصلحة في طريقة تفسير المحكمة لها. وتدخل عدد غير مسبوق من الدول في قضية محكمة العدل الدولية هذه، في إظهار قوي لدعمها لأوكرانيا.

وطلبت روسيا من المحكمة يوم الاثنين رفض الدعوى قائلة إن الحجج القانونية التي قدمتها أوكرانيا "معيبة بشكل ميؤوس منه" وإن موسكو لم تستشهد فعليا بالمعاهدة عندما استخدمت مصطلح الإبادة الجماعية.

وستخاطب نحو 32 دولة المحكمة دعما لأوكرانيا التي تريد أن تمضي المحكمة قدما وتنظر في القضية وتقرر أن روسيا يجب أن تدفع تعويضات.

وتقول أوكرانيا إنه لا يوجد خطر حدوث إبادة جماعية في شرق أوكرانيا حيث تقاتل القوات المدعومة من روسيا منذ عام 2014. وتُعرف الاتفاقية الإبادة الجماعية بأنها الجرائم المرتكبة "بقصد تدمير، كليا أو جزئيا، جماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية".

الى ذلك، استغل الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاولة تعزيز الدعم لبلاده، محذرا قادة دول العالم المجتمعين في نيويورك من أن روسيا تشكل تهديدا للعالم.

وحذر زيلينسكي من أن تهديد موسكو باستخدم أسلحة نووية ليس هو الأمر الأكثر إثارة للرعب فيما يتعلق بالحرب ضد بلاده.

وقال زيلينسكي في أول كلمة يلقيها بحضوره الشخصى أمام الاجتماع السنوي رفيع المستوى منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل نحو 19 شهرًا، إن روسيا " تضفى طابع التسليح " على أساسيات مثل الغذاء والطاقة وتحول هذه الضروريات إلى " أسلحة ".

وقال إن "هذه الأشياء لا يتم استغلالها فقط ضد بلادنا، ولكن ضد كل بلادكم. هناك العديد من الاتفاقيات التي تقيد حيازة ونشر الأسلحة، ولكن لا توجد قيود حقيقية على استخدام الغذاء والطاقة وغيرها من الأشياء كأسلحة".

واعتبر زيلينسكي أن أوكرانيا لا تحارب فقط من أجل سلامة أراضيها ولكن أيضا من أجل قيم مثل الحرية وحقوق الإنسان.

وأكد أنه "بينما تدفع روسيا العالم إلى أجل الحرب النهائية، تفعل أوكرانيا كل ما بوسعها لضمان أنه بعد العدوان الروسي، لا يجرؤ أحد في العالم على مهاجمة أي دولة".

واختتم زيلينسكي كلمته قائلا "يجب معاقبة مرتكبي جرائم الحرب. يجب إعادة الأشخاص المرحلين إلى وطنهم. ويجب أن يعود المحتل إلى أرضه".

الرئيس التشيكي: الحرب انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة

من جهة اخرى، قال رئيس التشيك، بيتر بافيل، في كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس، إن حب روسيا في أوكرانيا، انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة، وللقانون الدولي، وإنه يتعين محاسبة الزعماء الروس على جريمة العدوان على أوكرانيا.

وأضاف بافيل أن روسيا يجب أن تسحب، بشكل غير مشروط، جميع قواتها من جميع الأراضي الأوكرانية، داخل الحدود المعترف بها دوليا، حسب "راديو براغ" الدولي اليوم الأربعاء.

وتابع أنه يجب أن تحدد أوكرانيا شروط السلام كما يتعين عدم ترك روسيا وأملها في تنفذ يوما ما طموحاتها الإمبريالية. وأضاف أن تلك الطموحات لا يمكن أن تكون تسوية غير عادلة تمليها روسيا كمعتد.

وأوضح الرئيس التشيكي أن بلاده تعرضت لتدخل عسكري روسي، خلال حرب تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 وهي مستعدة لدعم أوكرانيا، في دفاعها الشرعي، إذا لزم الأمر.

التشيك تعتزم إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا

في هذه الاثناء، توصلت التشيك إلى اتفاق مع الدنمارك وهولندا، لتزويد أوكرانيا بأسلحة تشيكية، من خلال دعم مالي من البلدين، بحسب ما أورده "راديو براغ" التشيكي.

وتم التوقيع على الوثائق ذات الصلة امس، على هامش اجتماع ما يسمى بـ "مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا" في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية بألمانيا، والتي تعد أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة.

وبحسب وزارة الدفاع التشيكية، فإن الاتفاق يوفر فرصا كبيرة بالنسبة للشركات التشيكية.

ومن المقرر أن تكون الدفعة الأولى الموجهة إلى أوكرانيا، عبارة عن 15 دبابة حديثة من طراز "تي - 72 إي إيه".

جدير بالذكر أن التشيك كانت قد تبرعت بعدد من المروحيات من طراز "مي- 24" القتالية سوفيتية الصنع، لأوكرانيا قبل أكثر من عام.

خطر كبير لوقوع حوادث في محطة زابوريجا

وعلى الارض، حذر عمدة بلدة انرهودر الأوكرانية التي يوجد بها أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا، من زيادة خطر وقوع حوادث نووية في محطة زابوريجا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا. وأضاف العمدة دميترو أورلوف، لوكالة الأنباء الألمانية "الخوف يتصاعد يوما بعد يوم، بسبب وجود العديد من عوامل الخطورة المؤثرة".

وغادر أورلوف البلدة بعدما احتلها الجنود الروس، ويعمل حاليا رئيسا لإدارة عسكرية مدنية من مدينة زابوريجا في المنطقة الأوكرانية الجنوبية التي تحمل نفس الاسم.

وقال أورلوف إن هناك خطر مرتفع بحدوث كارثة تقنية في المحطة النووية. وأضاف: "يجب إمداد محطة الطاقة حاليا من الخارج ومنذ سبتمبر الماضي فقط وقعت ست حوادث حيث انقطع إمداد الطاقة. وفي الأربعين عاما السابقة لم تقع حادثة واحدة مثل تلك".

وأعلنت روسيا السيطرة على محطة زابوريجا للطاقة النووية في أوائل شهر مارس 2022، بعد فترة قصيرة من شن غزو شامل على أوكرانيا المجاورة. وتقع المحطة في المنطقة المتنازع عليها بالقرب من خطة الجبهة. وأغلقت المفاعلات منذ سبتمبر.2022

ومن أصل عشرة آلاف موظف في المحطة قبل اندلاع الحرب، لم يعد يتبقى سوى 20%.

وقال أورلوف إن المحتلين الروس كانوا يضايقون الموظفين وبالتهديدات وسوء المعاملة وحتى التعذيب، مضيفا أن هناك نقص في الخبراء المؤهلين ناك لأن روسيا لم توفر بديلا.

لندن: تأمين قريتي كليشتشيفكا وأندرييفكا

وعلى الارض، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بأن القوات المسلحة الأوكرانية تقوم منذ 15 من سبتمبر الجاري، بتأمين قريتي كليشتشيفكا وأندرييفكا في شرق أوكرانيا، والواقعتين تحديدا على بعد نحو 8 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة باخموت التي تسيطر عليها روسيا في منطقة دونيتسك.

وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن هذا النجاح التكتيكي يجعل القوات الأوكرانية أقرب إلى طريق "تي 13-05"، وهو أحد طرق الإمداد الرئيسية المؤدية إلى باخموت من ناحية الجنوب.

ومع ذلك، تواصل روسيا سيطرتها على خط السكة الحديدية الذي يمتد على طول الجسر الواقع بين كليشتشيفكا وطريق "تي 13-05"، مما يشكل عائقا يمكن الدفاع عنه بسهولة.

وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي إلى أنه من المرجح أن تكون عمليات إعادة الانتشار الأخيرة للقوات الروسية المحمولة جوا من باخموت إلى زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، قد أضعفت الدفاعات الروسية حول باخموت.

وشهدت الأسابيع الأخيرة قتالا عنيفا حول قرية كليشتشيفكا، التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ فترة طويلة. وأعلن الجيش الأوكراني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد الماضي، استعادة القرية الواقعة في منطقة دونيتسك، والتي يقولون إنها جاءت بعد استعادة قرية أندرييفكا القريبة.

ولم ينجح الهجوم الأوكراني المضاد، الذي ركز أيضا على جنوب أوكرانيا، في استعادة سوى جزء صغير من الأراضي التي تسييطر عليها القوات الروسية منذ بدء الحرب في فبراير من العام الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة فی أوکرانیا أن روسیا یجب أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يتعهّد بـحل الحرب بأوكرانيا ويصف زيلينسكي بأفضل بائع في العالم

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بـ"حل" الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع حساس في نيويورك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ظل انتقادات الجمهوريين للمساعدات الأميركية الضخمة لأوكرانيا.

وقال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل "لم يكن ينبغي لهذه الحرب أن تحدث أبدا، لكننا سنحلّها"، من دون أن يوضح كيف.

ووصف الملياردير النزاع بأنه "أحجية معقّدة"، داعيا إلى "صفقة عادلة للجميع".

ووصل زيلينسكي إلى هذا الاجتماع ضامنا دعم الإدارة الحالية، لكنه في الوقت نفسه قلق بشأن المساعدة الأميركية في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وكانت الرئاسة الأوكرانية أعلنت الأسبوع الماضي أن زيلينسكي يعتزم لقاء الرئيس السابق خلال زيارته للولايات المتحدة، لكنّ اللقاء أُرجئ بداية بحسب الصحافة الأميركية، لأن ترامب امتعض من مقابلة أجراها زيلينسكي مع مجلة "نيويوركر" أكد فيها أن المرشح الجمهوري "لا يعرف حقا كيف يوقف هذه الحرب" الروسية على بلاده.

وصرّح ترامب مرارا بأنه إذا أعيد انتخابه، سيضع حدا للحرب بين روسيا وأوكرانيا "في غضون 24 ساعة" من دون أن يوضح بأي طريقة.

وكرر ذلك الخميس قائلا "أرى بأنني سأتمكن من إبرام اتفاق بسرعة بين الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين والرئيس زيلينسكي"، مؤكدا أنه لا يريد "استسلام" أوكرانيا كما تتّهمه منافسته الديمقراطية في السباق إلى البيت الأبيض كامالا هاريس.

وقبل يوم من ذلك، هاجم ترامب الرئيس الأوكراني بشكل مباشر متهما إياه بـ"رفض إبرام اتفاق" مع موسكو.

والأربعاء، قال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية كارولينا الشمالية "نحن نواصل تقديم مليارات الدولارات للرجل الذي يرفض إبرام اتفاق، زيلينسكي".

وأضاف مازحا "كل مرة كان يأتي فيها إلى بلادنا، كان يغادر ومعه 60 مليار دولار، أعتقد أنه أفضل بائع في العالم".

ويأتي اللقاء بين ترامب وزيلينسكي غداة زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن حيث تحدث مع الرئيس جو بايدن وهاريس بعد زيارة للكونغرس الأميركي.

وأكد بايدن لدى استقباله زيلينسكي في البيت الأبيض أن "روسيا لن تنتصر". وبهدف "مساعدة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب" أعلن قبل ذلك "زيادة المساعدات العسكرية" لكن دون إعطاء الضوء الأخضر الذي كانت كييف تأمل في الحصول عليه لتتمكّن من استخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني الذي جاء لتقديم "خطة النصر" الرامية إلى إنهاء الحرب التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022، "يمكن الانتصار في هذه الحرب وإبرام سلام عادل لكن فقط مع الولايات المتحدة".

من جهتها، أكّدت هاريس لزيلينسكي أن "دعمها للشعب الأوكراني راسخ"، مندّدة بالمشاريع التي تحض أوكرانيا على "الاستسلام"، في إشارة إلى خصمها الجمهوري.

وأضافت في إشارة إلى منافسها الجمهوري "هناك أشخاص في بلدي يريدون إجبار أوكرانيا على التخلي عن أجزاء كبيرة من أراضيها السيادية، ويطالبون أوكرانيا بإعلان نفسها محايدة، ويطالبون أوكرانيا بالتخلي عن العلاقات العسكرية مع دول أخرى. هذه المقترحات هي مقترحات بوتين نفسها وهي ليست مقترحات سلام، إنها مقترحات استسلام".

والخميس، أعلنت موسكو أن قواتها حققت تقدما في الأشهر الأخيرة ضد القوات الأوكرانية، وسيطرتها على بلدة أوكرايينسك في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

وتعتبر السيطرة على دونباس، الحوض الصناعي الأوكراني الذي يضم منطقة دونيتسك، "أولوية" بالنسبة إلى بوتين.

مقالات مشابهة

  • التشيك تعتزم نشر ألف جندي إضافي بالمناطق المتضررة من الفيضانات
  • زيلينسكي: روسيا أسقطت 900 قنبلة على أوكرانيا خلال أسبوع
  • وظائف جديدة في محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل لـ 25 ألف جنيها.. الشروط ورابط التقديم
  • حرب روسيا ـ أوكرانيا.. حتمية التقسيم للخروج من الأزمة أو خسارة الطرفين (2من2)
  • حرب روسيا ـ أوكرانيا.. حتمية التقسيم للخروج من الأزمة أو خسارة الطرفين (2 من 2)
  • ترامب يتعهّد بـحل الحرب بأوكرانيا ويصف زيلينسكي بأفضل بائع في العالم
  • زيلينسكي يلتقي ترامب في نيويورك ويقول إنهما متفقان على أن “بوتين لا يستطيع الفوز” في أوكرانيا
  • وظائف محطة الضبعة النووية 2024.. سكن مجاني ورواتب تصل إلى 25 ألف جنيه
  • ترامب يوعد زيلينسكي بإيجاد حل للصراع فى أوكرانيا حال قوزه في الانتخابات
  • روسيا: زيلينسكي يدعم العدوان الإسرائيلي.. وموسكو ستساعد العرب في مواجهة ضغوط واشنطن