تنفيذ برنامج الصناعة الرقمية لجذب شركات تقنية عالمية والعمل على طرح أخرى بالبورصة -

إطلاق برنامج «نمو» والنسخة الخامسة من مسابقة هاكثون ساس الشهر الجاري -

قريبا إطلاق مبادرة الترويج للشركات التقنية الناشئة لتوسيع قاعدة الزبائن -

السابعي: سلطنة عمان تنتهج خططا طموحة في دعم شركات التقنية -

السعيدي: الشركات الناشئة محرك أساسي للنمو الاقتصادي -

تجاوزت الاستثمارات في الشركات التقنية الناشئة العمانية حاجز 115 مليون ريال عماني، وأكدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات استمرار خططها المستقبلية لتعزيز هذا القطاع، متضمنة إعادة تدشين مركز دعم الشركات التقنية الناشئة في مجمع الابتكار بمسقط، والمساهمة في تطوير منظومة الشركات التقنية الناشئة من خلال إعادة إطلاق منصة عُمان للشركات التقنية الناشئة.

وقالت الوزارة لـ «$»: إن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز التعاون بين الشركات التقنية الناشئة والداعمين والمستثمرين والجهات المعنية لرفع كفاءة القطاع.

كما تعمل الوزارة على التعاون مع مختلف الجهات المعنية بريادة الأعمال والشركات التقنية الناشئة في تنفيذ برامج ومبادرات تعزز هذه الشركات وتسهم في نجاحها.

وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل على تنفيذ برنامج الصناعة الرقمية الذي يدعم بشكل مباشر الشركات التقنية الناشئة في سلطنة عمان، ويهدف إلى زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما لا يقل عن 3% بحلول 2025م و10% بحلول 2040م، وكذلك جذب شركات تقنية عالمية كبرى الموجودة في قائمة (Fortune 500) لإنشاء وحدة تشغيلية في سلطنة عمان، لتقديم خدمات محلية وإقليمية ذات قيمة مضافة، كما يهدف البرنامج إلى طرح ثلاث شركات في مجال تقنية المعلومات في بورصة مسقط للأوراق المالية.

وأطلقت الوزارة العديد من المبادرات والبرامج لدعم الشركات التقنية، كمبادرة جدارة لتسهيل الاستفادة من المنتجات التقنية في الجهات الحكومية وتقديم الدعم اللازم للشركات الناشئة من أجل تسهيل دخول منتجاتها التقنية المحلية للسوق الحكومي، التي تم إطلاقها في عام 2022 وخلال الدفعة الأولى اجتازت مرحلة التقييم 10 منتجات تقنية، واستفادت 4 جهات حكومية من 4 منتجات، وحاليا الدفعة الثانية قيد التنفيذ مع 10 منتجات تقنية أخرى. كما أطلقت مبادرة تطوير الأعمال والتوسع التجاري والتي تعنى بالبحث عن فرص أعمال تجارية وربطها مع الشركات التقنية والناشئة وكذلك فتح مجالات للتوسع من خلال ربطهم مع المستثمرين والمشاركة في الفعاليات المتخصصة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي.

وأوضحت الوزارة أنها بصدد تدشين برنامج «نمو» خلال الشهر الجاري، ويعنى البرنامج بدعم الشركات التقنية الناشئة في مرحلة النمو من أجل مساندة توسعها ونموها، والعمل على حل التحديات التي تواجهها، مشيرة إلى مسابقة هاكثون ساس 48، المعنية بتحويل الأفكار التقنية الناشئة لمشاريع واقعية تسهم في حل المشكلات وتوفر الوقت والجهد والمال، حيث يركز الهاكثون العام الجاري على مجال تقنيات الإغاثة، وكما ستطلق الوزارة قريبا مبادرة الترويج للشركات التقنية الناشئة والتي تعنى بتوفير فرص الوصول للمساحات الإعلانية في المنصات المختلفة بهدف توسيع قاعدة عملاء الشركات التقنية الناشئة وانتشارها.

مرونة التأقلم

وقال عبدالله السعيدي باحث اقتصادي: إن الكثير من الدول حول العالم تراهن على أن الشركات الناشئة هي المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي وهي من المشاريع التي يعول عليها في الإبداع والتجديد وضخ أحدث الابتكارات الجديدة للسوق وكذلك إضافة قيمة للاقتصاد، كما تعد الشركات الناشئة خطة مساعدة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي والتخلص من القطاعات الريعية سواء النفطية أو غيرها من القطاعات التي تحاول الدول التخلص منها.

وأضاف السعيدي: تتجه حاليا الدول لتحفيز ودعم الشركات الناشئة لما لها من دور بارز في خلق ثروات مالية طائلة، وتوفير فرص عمل دائمة للشباب، فما يميز الشركات الناشئة هو النمو السريع مما يعني توليد إيرادات أسرع بتكاليف أقل كما أنها ترتقي بأعمالها التجارية بدون تكاليف فالأرباح تنمو بشكل كبير فهي تقدم قيمة مضافة للاقتصاد ومتسارعة النمو. وأوضح السعيدي أن كون الشركات الناشئة تعتمد على الابتكار والإبداع واستخدام التكنولوجيا فهي شركات لها طابع الابتكار تختلف عن الشركات الموجودة في السوق، بالإضافة إلى أنها تمتلك مرونة في التأقلم مع المتغيرات، وتبدأ بتكاليف رأس مال منخفض خاصة في مرحلة الإنشاء، ومن مميزاتها أيضا التخصص فهي متخصصة في مجال واحد، فيكون تركيزها في مجالها مع محاولة تطويره بعكس الشركات الأخرى التي وصلت لمرحلة النمو ولا تنمو بشكل سريع.

وبين السعيدي أن إحدى سمات الشركات الناشئة أنها قريبة من المجتمع والتغيرات في ذوق المستهلكين فتكون من واقع المجتمع وتسد بعض الثغرات التي يواجهها المستهلك من ناحية تلبية رغباته وتحافظ على تنافسيتها من خلال النمو والتنافس للوصول إلى مستوى عالٍ، مما يجعلها جاذبة لرأس المال الأجنبي والمستثمرين؛ لأنها قادرة على إثبات وجودها في أي بلد وأي اقتصاد.

ومتابعا السعيدي حديثه كما أنها تسهم في تلبية متطلبات السوق المحلي مما يسهم في خفض عجز الميزان التجاري من خلال إحلال الواردات وتنمية الصادرات، إلى جانب توفير النقد الأجنبي وهي قيمة مضافة للاقتصاد وتدعم الاحتياطات الأجنبية في البلد.

أهمية الدعم

من ناحيته، قال الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: إن حكومة سلطنة عمان انتهجت خططا طموحة في دعم الشركات الناشئة منها إطلاق منصة عمان للشركات الناشئة وهي منصة جديدة هدفها ربط الشركات العمانية الناشئة بمجال الابتكار، وتوفير الموارد والمصادر اللازمة لها، وتكمن أهمية الشركات الناشئة في تحفيز منظومة الشركات القائمة على الذكاء الصناعي والابتكار والتقنية، وتعزيز الاستثمارات والكيانات الاقتصادية الأجنبية الخارجية إلى سلطنة عمان وفرض القيمة المحلية عليها، وإيجاد حلول تمويلية واستثمارية مستدامة، وإعداد كادر من الشباب العماني متخصص في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، والطاقة النظيفة والتنوع الاقتصادي، وتوفير عدد من الوظائف في مختلف المجالات.

وأوضح السابعي أن دعم الشركات العمانية الناشئة القائمة على التكنولوجيا والابتكار يجلب الكثير من الفوائد منها تحسين بيئة ريادة الأعمال، ومواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، والإسهام في نمو الناتج المحلي، مع تنمية وتشجيع الاستثمار الأجنبي في سلطنة عمان، وطرح الشركات العمانية الناشئة للشباب ضمن الخريطة الاستثمارية.

وأضاف السابعي: تعد الشركات الناشئة مجالا خصبا جاذبا لشرائح واسعة من العمانيين في مختلف القطاعات، مع إمكانية أن تصبح الشركات العمانية الناشئة شركات دولية ويكون لها رواج دولي، فهي تقوم بدور المحفز والمشجع للنمو الاقتصادي المحلي والدولي، وتمارس أعمالها وتوسعها من خلال النمو المسؤول وهو النمو الذي يراعي متطلبات البيئة للحد من الانبعاثات الضارة للبيئة، بالإضافة إلى أنها كيان اقتصادي عملاق على الاقتصاد العالمي مما يؤدي إلى التغير والإيجابية في تحقيق الرفاه الاجتماعي، كما أنها تعتبر وجهة رائدة سياسية واقتصادية للمستثمرين والاقتصاديين والتجار وراد الأعمال والمهتمين بالذكاء الاصطناعي.

واتخذت حكومة سلطنة عمان عددا من الخطوات المهمة لتشجيع الشباب للانخراط في ريادة الأعمال لعل أبرزها إطلاق برنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة كجهة معنية بتشجيع هذه النوعية المهمة من الأعمال وتحديد توجهاتها الاستراتيجية وفق مستهدفات التنويع الاقتصادي، ويهدف البرنامج إلى تشجيع منظومة الشركات القائمة على التقنية والابتكار، وتصعيد عدد من المؤسسات العمانية الناشئة إلى المستوى الإقليمي والعالمي، ونشر ثقافة الشركات الناشئة في المؤسسات التعليمية، ورفع وعي المجتمع بأهميتها. كما أعلنت سلطنة عمان عن إنشاء صندوق عمان المستقبل لتحفيز منظومة الاستثمار الجريء في الشركات العمانية الناشئة والصغيرة والمتوسطة، لدعم وصولها لأحدث الابتكارات والتقنيات المتقدمة وتوطينها. وصنفت مؤسسة «ستارت أب جينوم» الدولية المتخصصة في تطوير منظومة الشركات الناشئة والابتكار سلطنة عمان ضمن أفضل 10 دول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات الأسواق الجاذبة للمواهب بتكلفة مناسبة للشركات الناشئة ووفرة تمويل رأس المال الجريء وضمن أفضل 15 دولة في سرعة تطور وأداء منظومة الشركات الناشئة، حيث تجاوز إجمالي القيمة السوقية للشركات الناشئة العمانية 300 مليون دولار أمريكي.

وتعمل المؤسسات الدولية المعنية بشؤون التنمية على تشجيع الشركات الناشئة بالدعم والتمويل، وطرحت مؤسسة التمويل الدولية منصة رأس المال المخاطر بقيمة 225 مليون دولار، وتتوجه المنصة للأسواق الناشئة بهدف تعزيز الاقتصادات الرقمية في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وباكستان لدعم النمو الاقتصادي في العديد من المناطق النامية ولتقديم حلول للتحديات الإنمائية من خلال الابتكارات التكنولوجية في مجالات المناخ والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والتجارة الإلكترونية والقطاعات الأخرى. ويشهد الاستثمار في الشركات الناشئة إقبالا جيدا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتزايد معدلات التمويل لهذه الشركات وتتجه صناديق الاستثمار الحكومية بشكل متزايد نحو الشركات الناشئة لأهداف متعددة منها تحقيق العوائد الجيدة للاستثمار ودعم آفاق التنويع الاقتصادي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرکات العمانیة الناشئة الشرکات الناشئة للشرکات الناشئة منظومة الشرکات دعم الشرکات سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

إشهار مكتب الهوية الترويجية لسلطنة عمان وإطلاق استراتيجيتها

أُعلن مساء اليوم عن إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية ومكتب إدارتها ومجموعة من أدواتها التنفيذية وبرنامج بناء القدرات المُصاحب لها، بعد أن حظي المشروع بالمباركة السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يهدف إلى ترسيخ الصور الذهنية الإيجابية عن سلطنة عُمان على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

جاء التدشين تحت رعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي، وزير المالية، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء الموقر المشرفة على مشروع تطوير الهوية الترويجية من خلال البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاصّ والتجارة الخارجية (نزدهر) المُنفذ لمشروع الهوية، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمعنيين بقطاع الهوية الترويجية.

محطة محورية

وأكد معالي سلطان بن سالم الحبسي، وزير المالية، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء الموقر على أن إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية يمثل محطة محورية في مسيرة تعزيز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز المزايا التنافسية لسلطنة عمان عن باقي دول المنطقة ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على مزاياها كمكانٍ جاذبٍ للاستثمار والزيارة والإقامة.

وأشار معاليه إلى أن الهوية الترويجية حظيت بالاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-؛ لما تشكله من أهمية لضمان التكامل والاتساق بين الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالترويج لسلطنة عمان وبما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة لها.

مرحلة جديدة

من جانبه، أوضح معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، المشرف العام على برنامج (نزدهر) أن المشروع الذي استغرق تطويره أكثر من عام شهد مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات عالمية ومحلية متخصصة، كما أُشركت مختلف شرائح المجتمع في عملية بلورة الهوية، وكان التصويت المجتمعي لاختيار الهوية البصرية إحدى أبرز المحطات، حيث حظي بمشاركة واسعة من العُمانيين والمقيمين، قبل أن يُتوج المشروع بمباركة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتدشينه.

وأضاف معاليه أن إطلاق الاستراتيجية وبرنامج بناء القدرات يمثل بداية مرحلة جديدة في ترسيخ مكانة سلطنة عمان عالميا، حيث ستقوم الجهات الحكومية والخاصة بالتنسيق المشترك لضمان التنفيذ الفعّال للاستراتيجية وتحقيق مستهدفاتها المستقبلية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية قيام الجهات الحكومية والخاصة باستخدام شعار الهوية جنبا إلى جنب مع شعاراتها، وذلك في حملات الترويج المختلفة حيث إن هذا مشروع وطني والجميع شريك وله دور في الترويج لسلطنة عمان.

كما أكدت المهندسة عائشة بنت محمد السيفية، رئيسة مكتب إدارة الهوية الترويجية والذي سيكون تحت إشراف اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء، أن الاستراتيجية ستكون بوصلة الأنشطة والرسائل الاتصالية التي ستُعزز من التصورات الإيجابية عن السلطنة عالميا، وأشارت إلى أن إطلاق برنامج بناء القدرات يُعَد أولى خطوات تحويل الاستراتيجية إلى واقع؛ حيث يستهدف أكثر من 600 مشارك من مختلف الجهات المعنية عبر ورش ميدانية وجلسات إلكترونية بغرض تعزيز مهارات تنفيذ الهوية بشكل فعال ومستدام منهم 80 مشاركًا من مختلف الجهات سيبدأون البرنامج الأسبوع الجاري، كما أنه سيتم تنفيذ أكثر من 60 مبادرة ضمن مشروع الهوية الترويجية خلال السنوات الخمس المقبلة؛ مما سيسهم في توحيد الرسائل الاتصالية، وزيادة المحتوى الرقمي عن السلطنة، والترويج لها بأفضل الأدوات والممارسات العالمية.

ذكاء اصطناعي

وفي إطار تنفيذ استراتيجية الهوية الترويجية دُشنت المنصة الإلكترونية لـ"صندوق أدوات الهوية الترويجية لسلطنة عمان"، والتي ستوفر لكافة الجهات المعنية إمكانية الوصول إلى دليل الهوية الترويجية، والمحتوى البصري، والأدوات الداعمة، بالإضافة إلى دليل ذكاء اصطناعي مُطوّر خصيصًا للمساعدة على ضمان توافق الأنشطة الترويجية مع الهوية. كما أطلِق الموقع الإلكتروني للهوية الترويجية الذي سيُخاطب الجمهور الدولي بسرديات ومواد بصرية تُساهم في تعزيز مكانة السلطنة عالميا. ولمتابعة تأثير الاستراتيجية وتعزيز تكامل الجهود، تم تطوير نظام "مؤشرات الهوية الترويجية لسلطنة عُمان" وهو أداة تحليل رقمية تساعد في قياس الأداء وتقييم مدى نجاح الجهود الترويجية في الأسواق الدولية. وسيُرصد تطور الهوية عبر ثلاث مراحل رئيسية: التأسيس، النمو، والترسيخ.

سمعة إيجابية

وأكد صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد، عضو الفريق الفني لمشروع الهوية الترويجية لسلطنة عمان على أهمية الحوكمة في هذا المشروع، حيث تم استلهام أفضل الممارسات العالمية وتكييفها مع النهج العماني، بما ينسجم مع سياسات الحكومة والقطاع الخاص كشريك رئيسي.

وأوضح سموه أنه تم إجراء أبحاث على المستويين المحلي والدولي، شملت 5500 عينة من خارج سلطنة عمان ضمّت سياحًا ورجال أعمال وأصحاب مواهب، كما تم تحليل 3.5 مليون كلمة مفتاحية رقمية باللغتين العربية والإنجليزية لفهم العالم كيف يرى سلطنة عمان، كما تم جمع آراء مختلف فئات المجتمع، من صنّاع قرار وطلاب ومواطنين، عبر مجموعات تركيز ومقابلات واستطلاعات ميدانية ورقمية.

وأكد صاحب السمو أن الدراسات أظهرت أن سلطنة عمان تحظى بسمعة إيجابية في دبلوماسيتها السياسية والاقتصادية، مجالات السياحة والاستثمار، واستقطاب المواهب، والمرحلة المقبلة تستدعي توسيع نطاق الترويج الإيجابي لجذب الاستثمارات والسياح والمواهب.

وأوضح أن 25% من قرارات السفر والاستثمار تعتمد على التصورات الذهنية، والتي تتشكل إلى حد كبير عبر العالم الرقمي والعلاقات الاجتماعية والإعلام. لذا، تم التركيز على تعزيز هوية سلطنة عمان عالميا عبر استراتيجيات متكاملة. وتم تحديد الأسواق المستهدفة بناءً على التوجهات الاقتصادية، مشيرا إلى ضرورة استثمار جهود سلطنة عمان في حفظ السلام عبر تنظيم مؤتمرات دولية، إلى جانب إبراز التراث والفنون والثقافة من خلال مشاركات عالمية.

وأكد صاحب السمو أن الإعلام سيكون شريكا أساسيا في المشروع، حيث سيتم العمل على توحيد الرسائل الإعلامية لتعكس صورة متسقة عن سلطنة عمان، لافتا إلى أن تعزيز الوجود الرقمي العماني خارج سلطنة عمان يمثل تحديًا كبيرًا، وستتم معالجته عبر استراتيجيات جديدة للوصول إلى الأسواق المستهدفة.

وأكد أن بناء القدرات سيكون عنصرا محوريا لضمان استدامة الهوية الترويجية، كما سيتم تطوير منصة رقمية تضم جميع المعلومات المتعلقة بالهوية الترويجية، إلى جانب إنشاء نظام ذكاء اصطناعي مخصص لسلطنة عمان، يحتوي على كافة البيانات الرسمية والتقارير والبحوث؛ لتوفير المعلومات للمؤسسات الحكومية والخاصة بسهولة.

وأشار إلى أنه سيتم قياس أداء الهوية الترويجية بانتظام عبر لوحات متابعة رقمية (Dashboard)، حيث سيتم إجراء دراسات سنوية لمتابعة تطور صورة عمان عالميا، ومدى تأثير الاستثمار في الهوية على تحسين المؤشرات الدولية.

هويات الدول

كما شهد الحفل افتتاح المعرض المتنقل للهوية الترويجية لسلطنة عُمان، وإطلاق الفيديو الترويجي للهوية وإطلاق الموقع الإلكتروني للهوية وصندوق أدوات الهوية الترويجية، كما تضمن الحفل استعراض استراتيجية الهوية الترويجية لسلطنة عُمان، وصاحب الحفل حوار مع خبير بناء العلامات الوطنية تحت عنوان "لماذا تصنع الهويات الترويجية فرقا مع عرض تجارب العالم".

من جانبه أشاد جوزيه فيليب توريس، الرئيس التنفيذي لشركة بلوم للاستشارات -الاستشاري العالمي للمشروع، وهي مؤسسة عالمية متخصصة في تطوير هويات الدُول والمُدن- بتجربة سلطنة عُمان في بناء هويتها الترويجية التي ستبرز فرادة مُقوّمات هذا البلد وإنسانه للعالم؛ قائلًا إن الجهود الكبيرة والاحترافية العالية التي قدمها كُل من عمل على مشروع الهوية على مدى عام كامل أثمرت مع المُباركة السامية لصاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- للمشروع، إطلاق الاستراتيجية وأدواتها التنفيذية.

الترابط

وتتكئ الهوية الترويجية لسلطنة عُمان وسرديتها على "الترابط" كفكرة مركزية لها، مرتكزة على ثلاثة محاور، هي: المراعاة، التواصل، والذكاء الاجتماعي، لتعكس قيم السلطنة وهويتها في مختلف المجالات. وقد تم التوصل لهذه الفكرة المركزية بعد بحث معمق واستطلاعات رأي محلية وعالمية. وهي فكرة تعكس رؤية السلطنة في بناء علاقات متينة ومستدامة؛ حيث يُجسد محور "المراعاة" الكرم وروح الضيافة العُمانية الأصيلة، بينما يعكس محور "التواصل" عُمق القيّم المجتمعية في نسج العلاقات المتينة بين الناس، ويشير محور "الذكاء الاجتماعي" إلى فرادة العُمانيين في تفاعلاتهم المدروسة والذكية حتى في المعاملات التجارية مما يخلق بيئة عمل متماسكة وفعالة. وهذه الفكرة المركزية هي بوصلة تنطلق منها الرسائل الاتصالية، حيث قد لا تظهر هذه الكلمة ككلمة مكتوبة في تلك الرسائل، لكن يتم التعبير عنها من خلال المشاريع، والمبادرات، وحتى وسائط التواصل لتوصل تلك المعاني للمتلقي.

وخلصت بحوث الهوية الترويجية للعديد من الخلاصات؛ إحداها أن من يزور عمان، أو يحتك بمن زارها، أو يتعرّف عليها عن قرب من خلال البرامج الإعلامية، أو الحملات الاتصالية يكن لها الكثير من الاحترام ويعزز التصور الإيجابي عنها، وهي ميزة سيتم البناء عليها حيث إن التصورات الإيجابية تؤدي دورا مهما في صناعة القرارات الإيجابية.

كما تستفيد الهوية الترويجية من المُقومات التي تملكها سلطنة عمان في تعزيز سرديتها الوطنية وترسيخ مكانتها عالميا كما أوضحت العديد من البحوث المنهجية التي توصل إليها هذا المشروع، مثل دورة سلطنة عمان في التفاعل مع القضايا العالمية، وتقديم نماذج في البيئة الحضرية والريفية، ومستويات الأمن والسلامة، وموروثاتها الثقافية والتراثية والفنية، إلى جانب تمتعها بتنوع المناظر الطبيعية، وتطور بيئة الاقتصاد والأعمال فيها، ونموذجها في العلاقات والشؤون الخارجية.

كما بحث المشروع وحلل العديد من القصص الملهمة التي يستحضرها المجتمع العماني في حواراته اليومية، ولها امتدادات عميقة في الإرث، ولكنها في الوقت نفسه تمضي بنسخ حديثة للمستقبل، ويمكن لهذه القصص أن تقدم استعارات تقدم رسائل اتصالية تميز سلطنة عمان في العالم، وتعكس فكرة الترابط وأبرز الممارسات المجتمعية التي تعكس روح التواصل والتناغم مع الممارسات العالمية في الضيافة وتعزيز بيئة الأعمال، ومن أمثلتها في معجم اللهجات العُمانية: السبلة، والعزوة، والهبطة، والهبة، وشابك، وسهالات، والمعازم، والبشارة.

مقالات مشابهة

  • الأندية العمانية والاستثمار الرياضي
  • خبراء: الشراكة مع القطاع الخاص مفتاح لتحقيق التنويع الاقتصادي المستدام
  • رئيس مصلحة الضرائب لـ«كلمة أخيرة»: نظام ضريبي مبسط لدعم الشركات الناشئة والصغيرة
  • إشهار مكتب الهوية الترويجية لسلطنة عمان وإطلاق استراتيجيتها
  • 1.5 مليار ريال استثمارات لتنفيذ 100 مشروع صناعي جديد.. وإطلاق مركز الأتمتة المتقدمة لتعزيز التنافسية الصناعية
  • قانون جديد يحدد ضوابط منح وسحب الجنسية العمانية وحالات الفقد
  • «التجارة والصناعة» توقع 3 مذكرات تفاهم احتفالا بيوم الصناعة العمانية
  • انطلاق مؤتمر ⁧‫ليب25‬⁩ الحدث الأكبر في عالم التقنية بالرياض
  • بالتفاصيل.. تعرف على حالات فقد الجنسية العمانية
  • المجلس الروسي للشؤون الدولية يشيد بالسياسة الخارجية العمانية المتوازنة