بوابة الوفد:
2024-06-27@09:12:57 GMT

هل يفعلها كبار المسئولين عن الثقافة!

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

لا حديث للناس خارج إلا عن الدولار والأسعار والتحديات العظمى التى تواجه الوطن وتكاد تقصم ظهر البسطاء المشغولين بقوت أولادهم اليومى وتدبير أمورهم المعيشية، فى ظل جنون الأسعار الذى طال حتى البصل!

مصر التى خارج القاعات المكيفة مختلفة تمامًا: تكتوى بنار الظروف والأوضاع الدولية، المؤثرة على مشروعات التنمية، وتئن من فجر وجشع تجار، ومن فساد محتكرى السلع الأساسية، ومن المتلاعبين  بالأسعار، والمتعايشين على المقامرات والمضاربات فى الدولار، فضلًا عن ذلك أولئك الذين يهيلون التراب على أى عمل ولو كان جيدًا، والمتآمرين فى الخارج الذين يدفعون دفعًا لكى لا تنجح فكرة أو مشروع، أو يتقدم الوطن قيد أنملة!

مصر داخل القاعات المكيفة، وبعيون أخرى.

. عربية أو عجمية، تجعل أعيننا تلمع فرحا. بعض النقاد يرون أن فى تقديرنا وإنصاتنا باهتمام لكلمات الآخرين عنا هو نوع من الشعور بالنقص وربما بالدونية! قد يصح هذا مع دول بلا حضارة أو تاريخ، أما مصر فوضعها يختلف،  لكن قيمة الاهتمام بمصر فى عيون الآخرين، إنما تنبع من فكرة أن الذين أنهكت وطنهم وشعوبهم ظروف جعلتهم يتخلفون عن قطار المقدمة لطالما استقر مقامهم فيها، أو يتزحزحون عن مواقع ريادة كانت دوما لهم باعتراف الجميع، لا يستطيعون فى هذه الحالة أن يروا الصورة الكاملة للوطن، ولا يستطيعون أن يزيحوا كم الركام والغبار الذى يبدو على جسده. من هنا فإن أي  كلمات تقدير وعرفان يوجهها لهم أشقاؤهم أو حتى الأغراب عنهم،  فإنما تكون مضمدًا لجراحهم، وبلسمًا  لنزيفهم الدامى. كم كنت مأخوذًا بكلمات الأستاذ الدكتور هنرى العويط المدير العام لمؤسسة الفكر العربى (يرأسها الأمير خالد الفيصل) فى حفل افتتاح إطلاق تقريرها المعنون ب» الفكر العربى فى عقدين ٢٠٠٠-٢٠٢٠»، وبحديث الكاتب والمفكر الإماراتى يوسف الحسن عن مصر، لدى ترؤسه الجلسة الأولى فى المؤتمر، الذى يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، ممثلة فى المجلس الأعلى للثقافة، بإطلاق التقرير العربى الثانى عشر للتنمية الثقافية، وتقريره المهم بعنوان الفكر العربى فى عقدين: التحولات/ التحديات/ الآفاق/ (٢٠٠٠-٢٠٢٠).حيا د. هنرى العويط الثقافة المصرية وروادها ومبدعيها ومفكريها، وكذلك الدكتور الحسن، بكلمات مكتوبة  بمداد يليق بمصر وتاريخها وثقافتها.

    التقرير المهم المحتفى بإطلاقه تناول فى محاوره الفكر السياسى العربى فى عقدين، وحول التفكر الفلسفى العربى الجديد، والعرب والعلوم الاجتماعية والتربوية، والعرب والثورة الرقمية، والاقتصاد والتنمية فى العالم العربى. كلها محاور ثرية جدا، وتستدعى الحوار والمناقشة بين المثقفين والمفكرين وعلى مستوى الجامعات.

    لا أعرف إن كان لدى مكتبة الأسرة الآن ميزانيات تسمح بطباعة كتب مخفضة كما فى السابق، لكنى أعرف أن هيئة الكتاب، وعلى رأسها الدكتور هيثم الحاج، والأعلى للثقافة ورئيسه الدكتور هشام عزمى، يستطيعان أن يقدما للقارئ المصرى هذا التقرير الدسم، الوليمة بحق، ويمكن التعاون مع جامعتى القاهرة وعين شمس، فتطبع  نسخة «مكثفة» من التقرير، يعدها كتاب ومراجعون مقتدرون يستطيعون اختصار  هذا السفر الضخم فى كتاب يمكن للمصريين شراؤه، من منافذ الهيئة والمجلس، بأسعار فى متناول الأيدى، كما هى حال كتب الهيئة. فهل يفعلها كبار المسئولين عن الثقافة؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني

إقرأ أيضاً:

فزغلياد: معارك المسيّرات تحفز الفكر العسكري الروسي الحديث

تقول صحيفة "فزغلياد" الروسية إن الجيش الروسي يكتسب خبرة قيمة في المعارك بأوكرانيا، سواء من حيث استخدام أحدث الطائرات المسيرة أو من حيث التقنيات لمواجهتها في المعارك، وإن المنافسة اليومية تعتبر مختبرا حقيقيا لصياغة انتصار روسيا، وبفضل الحرب في أوكرانيا وجدت روسيا نفسها في طليعة الفكر العسكري الحديث والتقدم العسكري التقني.

وذكر الكاتب الروسي أليكسي أنبيلوغوف مدير "مؤسسة دعم البحث العلمي وتنمية المبادرات المدنية -أوسنوفانيه" الروسية أنه مع بداية الحرب في أوكرانيا كانت صناعة المسيّرات العسكرية حول العالم تركز على إنتاج نوعين أساسيين منها، يُطلق على الفئة الأولى في التصنيف الغربي اسم "مسيّرة على ارتفاع متوسط مع مدة طيران طويلة"، وأشهر ما يمثلها هي طائرة "بيرقدار تي بي 2" التركية، والفئة الثانية هي "طائرات المنصة عالية الارتفاع" التي تمثلها المسيّرة الأميركية "آر كيو 4 غلوبال هو".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: ليست إيران هي التي تخيفني بل بلدي إسرائيلlist 2 of 2أولمرت: نتنياهو يعمل على تدمير إسرائيلend of list

وأوضح أن الفئتين تشتركان في الاستقلالية العالية ومستوى الطيران المرتفع والحمولة الكبيرة وأخيرا التكلفة العالية، وتستخدمان بشكل أساسي كطائرات استطلاع على ارتفاعات عالية وطائرات لرصد الحرائق، وعملت المسيّرات ذات الارتفاع المتوسط مع مدة طيران طويلة أيضا كمنصة هجومية تحمل صواريخ جو أرض.

اعتقاد خاطئ

وقبل 3 سنوات فقط بدا أن هذه الطائرات سوف تغزو سماء ساحة المعارك في المستقبل القريب، وكان يُعتقد أنها أثبتت فعاليتها في حرب قره باغ الثانية، ولهذا السبب قامت أوكرانيا -التي تركز على المفاهيم الغربية للاستخدام القتالي للمسيّرات- بشراء طائرات بيرقدار التركية على نطاق واسع في عام 2021 قبل بداية الحرب في أوكرانيا.

لكن هذه الحرب أظهرت مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبه مبدعو المفاهيم الغربية بشأن استخدام المسيّرات، حيث اعتمدوا على مسيّرات الفئتين الأولى والثانية، في حين أظهر مسرح العمليات الاختلافات الواضحة بين الحرب الصناعية الحديثة والصراعات منخفضة الحدة التي اعتادت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف "الناتو" على مدى السنوات الـ40 الماضية.

وأورد الكاتب أن امتلاك طرفي الصراع أنظمة دفاع جوي متعدد الطبقات والاستخدام المكثف لمنظومات الدفاع الجوي المحمولة وأنظمة الحرب الإلكترونية قيّدا بشكل حاد استخدام المسيّرات من الفئتين الأولى والثانية، حيث أُخرجت المسيّرات الكبيرة من اللعبة تقريبا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ومن الأمثلة الصارخة على ذلك خيبة آمال القوات المسلحة الأوكرانية فيما يتعلق بـ"بيرقدار" التركية، والاستثناءات الوحيدة والقليلة للغاية تخص طائرات الاستطلاع الإستراتيجية الأميركية المسيرة التي لم تدخل المجال الجوي الأوكراني.

أنظمة مختلفة تماما

وأوضح أن أنظمة مختلفة تماما كانت غير موجودة قبل 3 سنوات بدأت في لعب دور حاسم بميدان الحرب، حيث يمكن القول إن المسيّرات على ارتفاعات منخفضة لمدة رحلة قصيرة هزمت المقاتلات الكبيرة، وتشمل هذه المسيّرات طائرات الكاميكازي المسيرة المعروفة مثل "لانسيت" ومقاتلات "إف بي في"، وهي الطائرات التي احتلت سماء حرب أوكرانيا منذ أكثر من عام، والتي يمكن تجميعها بسهولة، سواء في المصنع أو في المستودع.

وتتراوح تكلفة طائرة مسيرة من طراز "إف بي في" بين 5 و10 آلاف دولار، وهي شائعة اليوم في ميدان المعارك وقادرة على تدمير دبابة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.

ولفت الكاتب إلى أنه ولعقود من الزمن ظل حلف شمال الأطلسي (ناتو) يستعد لنوع من العمل العسكري مغاير للحروب التي تدور اليوم، وتجاهلت الدول الغربية ثورة المسيّرات الجارية اليوم.

وبينما بدأ الجيش الأميركي اليوم في استخدام المسيّرات على ارتفاعات منخفضة لمدة رحلة قصيرة بشكل قليل نجد جانبي الصراع في الحرب الأوكرانية يستخدمان عشرات الآلاف من هذه المنتجات كل شهر.

وبحسب الكاتب، فقد حقق المصممون والمهندسون الروس إنجازا فذا باختراع وتجميع منصات قتالية فعالة تعتمد من بين أمور أخرى على عناصر وعينات مدنية، وقد تم ذلك في وقت قياسي بفضل توفر القاعدة الأساسية لإنشاء هذه المسيّرات، وهي الوحدات الإلكترونية للأجهزة والبرامج والمحركات الكهربائية والبطاريات والمكونات الأخرى في السوق العالمية اليوم رغم العقوبات.

مقالات مشابهة

  • بوريل: لبنان وإسرائيل ودول المنطقة لا يستطيعون تحمل حرب أخرى.. الاتحاد الأوروبي سيتأثر أيضا
  • فزغلياد: معارك المسيّرات تحفز الفكر العسكري الروسي الحديث
  • صور.. انعقاد برنامج البناء الثقافي لأئمة وواعظات الفيوم
  • أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب
  • أيمن الشريعي: لابد من رحيل المسئولين الحاليين بلا رجعة
  • اعتصام المثقفين.. شرارة انطلاق ثورة الهوية المصرية ضد التنظيم الإرهابي
  • رئيس جامعة الزقازيق: نحرص على مواكبة التطورات التكنولوجية الخاصة بالكوادر العلمية والبحثية
  • الليلة.. منوعات الزمن الجميل مع فرقة أوبرا الإسكندرية
  • الفكر الجمهوري السوداني والصراع الفكري في السودان
  • على خُطى قادة الفكر العربى.. دراسة علمية جزائرية حول المنهج التنويرى لـ«الفيلسوف الخشت»