صمد وحيدا في وجه العاصفة.. ما قصة البيت الذي نجا من كارثة درنة؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
رغم الكارثة المروعة التي عاشتها مدينة درنة الليبية جراء إعصار دانيال الذي ضربها الأسبوع الماضي وألحق بها دمارا هائلا، فإن بيتا واحدا ظل صامدا في وجه العاصفة ليثير موجة كبيرة من التفاعلات على مواقع التواصل.
المنزل الذي رصده المصور الليبي وليد الطالب نال شهرة كبيرة وأطلقت عليه العديد من التسميات مثل البيت الصامد والبيت المعجزة، في حين قال البعض إن الصورة ليست حقيقية وإنها معدة بواسطة برنامج الفوتوشوب.
حلقة (20 سبتمبر/أيلول 2022) من برنامج شبكات استضافت المصور الليبي الذي صور المنزل للوقوف على حقيقة الأمر.
الطالب قال إنه صور المنزل فعلا مساء السبت الماضي بطائرة درون لرصد الكارثة التي حلت بالمدينة ولم يكن يقصد تصوير المنزل الذي نجا من العاصفة على وجه الخصوص.
المصور الليبي أوضح أنه كان يصور في ميناء درنة، حيث التقط عدة صورة للمدينة المدمرة لكي ينقل ما حل بها للعالم، قائلا إن وجود هذا المنزل الواقف وسط الدمار كان لافتا.
وعندما نشر الطالب الصورة على موقع فيسبوك لم يعطها اهتماما، حسب قوله، لكنه فوجئ بسيل من الرسائل التي وصلته بشأن المنزل الذي انتشرت صورته كالنار في الهشيم.
السؤال الذي لم يجد إجابة قاطعة حتى الآن، هو ما الذي جعل هذا المنزل تحديدا يقف صامدا رغم الدمار الذي ألحقه الإعصار بجزء كبير من درنة؟
تداول الناشطون والمتابعون نظريات كثيرة بشأن صمود المنزل، لكن حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة، فالبعض يقول إنه بني حديثا وشيد بشكل جيد.
لكن البعض تمعن في موقع المنزل الذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة وإلى جواره توجد العديد من المنازل التي لم تتضرر هي الأخرى، ذلك أن النصف الغربي من درنة كان الأكثر تضررا حيث دمر الفيضان جزءا كبيرا منه.
وقد لقيت صورة المنزل تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل، حيث ذهب البعض للتشكيك بصدقية الصورة، وفي هذا السياق غردت عاتكة بالقول "واضح فوتوشوب.. وين آثار السيل؟ وين الطين اللي على الحيط؟".
أما شيماء فقالت "الفكرة مش حتى (إن) في المبنى قاعد سليم.. المبنى تقول كيف (كأنه) طالع من التشطيب والزواق مش أمس صاير بجنبه فيضان سبحان الله".
إسلام حاول ان يقدم تفسيرا منطقيا لصمود المنزل فكتب "أعتقد هو بناء حديث في ذلك لم يتأثر وكذلك ليس في الصفوف الأولى من الفيضان أما باقي المنازل نظرا لأنها على الخط الأول وبنى قديم فتأثرت بسهولة".
في الأخير، تبنى محمد بن عثمان الرواية التي تقول إن المنزل يعود لأحد كافلي الأيتام بالمدينة، قائلا "طوفان درنة دمر جل البيوت وأصبحت أثرا بعد عين وبقي هذا المنزل صامدا حتى اللحظة هذه لأنه منزل كافل الأيتام حسب ما أخبر أحد جيرانه".
لكن الناشطة "إشراقة أمل" لم يعجبها هذا التفسير الذي رأت فيه تجنيا على ضحايا الإعصار "هنا الصراحة التعميم ظلم في كلمة رزق حلال وعيب في حق الناس ماتت في السيل وناس قاعدة عايشة وحوشها تضرر احنا ما نعرفهمش باش تتكلموا عليهم السيل ما يميز بين الصالح والطالح".
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأنباء الليبية الرسمية قالت إن فريقا مكلفا من حكومة الوحدة الوطنية تولى مهمة حصر الأضرار، موضحة أن الفريق قدر العدد الإجمالي للمباني المتضررة بنحو 1500 من إجمالي 6142 بينها 400 ابتلعها البحر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المنزل الذی
إقرأ أيضاً:
كارثة الصرف الصحى فى مركز دراو بأسوان
وسط تجاهل صارخ من الأجهزة التنفيذية والمحليات، تعيش قرى مركز دراو بمحافظة أسوان مأساة حقيقية نتيجة غياب منظومة الصرف الصحى، ما يضطر الأهالى للاعتماد على نظام “الأبيرة” القديم، هذا النظام العشوائى يؤدى إلى انتشار الأمراض وتلوث البيئة، بينما يقف المسئولون وعلى رأسهم المحافظ موقف المتفرج، دون حلول فعلية أو رؤية واضحة لإنهاء معاناة المواطنين.
أرقام مأساوية تكشف الكارثة
تشير التقارير الميدانية إلى أن أكثر من 70% من القرى التابعة لمركز دراو لا تمتلك شبكات صرف صحى، ما يؤثر على أكثر من 30 ألف مواطن، يعانون من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى الناتج عن استخدام «الأبيرة».
فى عام 2024، رصدت إحدى الجمعيات المحلية ارتفاع نسبة الأمراض المرتبطة بالتلوث البيئى إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجلت:
35% من السكان يعانون من أمراض الجهاز الهضمى.
20% مصابون بالبلهارسيا نتيجة التلوث بالمياه الراكدة.
زيادة حالات الإصابة بأمراض الكبد الفيروسية بنسبة 15% خلال آخر ثلاث سنوات.
المحافظ والمسئولون: غياب كامل للدور التنفيذى
على الرغم من فداحة الأزمة، لم يتحرك محافظ أسوان بشكل فعّال لمعالجة هذه المشكلة المزمنة. وعلى الرغم من تعهدات متكررة بإطلاق مشروعات صرف صحى فى القرى المتضررة مثل «العلاقى» و«الجعافرة»، إلا أن هذه التعهدات لم تتعد كونها وعودًا على الورق.
أين ذهبت المخصصات؟
تساءل العديد من أهالى مركز دراو عن مصير الميزانيات التى تم الإعلان عنها فى عام 2022 لإنشاء شبكات صرف صحى. هل تم إهدارها؟ أم أن هناك تقاعسًا إداريًا فى تنفيذ المشروعات؟ تشير مصادر مطلعة إلى أن بعض المشروعات توقفت بسبب «نقص التمويل»، لكن الحقيقة تكمن فى سوء الإدارة والرقابة الضعيفة من المحافظ وأجهزة المحليات.
ونظام الأبيرة حل عشوائى ينذر بكارثة
حيث إنه فى ظل غياب البنية التحتية للصرف الصحى، لجأ المواطنون إلى نظام “الأبيرة”، وهو نظام بدائى يعتمد على حفر آبار لتصريف مياه الصرف. هذه الطريقة ليست فقط غير صحية، لكنها تهدد سلامة التربة والمياه الجوفية.
وتمثل هذه الأبيرة مخاطر جسيمة منها: