طالب المجلس الأعلى للدولة الليبي، اليوم الأربعاء، بإجراء تحقيق دولي شامل في أسباب كارثة مدينة درنة التي شهدت فيضانات خلّفت آلاف الضحايا ودمارا هائلا.

يأتي ذلك فيما أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أهمية التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة ومنظماتها الموجودة في ليبيا، لرفع الضرر الذي لحق بالأهالي في المناطق المتضررة من الفيضانات.

كما تواصل فرق الإنقاذ الليبية والأجنبية جهودها في عمليات الإنقاذ والبحث عن مفقودين في المدينة وسط تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين، بعد 10 أيام من الفيضانات التي اجتاحت مدن ومناطق الشرق الليبي.

ونفى محمد الجارح، المتحدث باسم لجنة أزمة الطوارئ والاستجابة السريعة التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي صدور أي قرار بإخلاء درنة من سكانها، مؤكدا أن أي قرار يتخذ في هذا الشأن سيعلن عنه في وقته.


دمار واسع

واجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" في 10 سبتمبر/أيلول الجاري عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر، حيث سجل آلاف القتلى والمفقودين والمصابين بين سكانها، إضافة إلى دمار واسع في بنيتها التحتية.

وخلّف الإعصار والفيضانات الناجمة عنه، 11 ألفا و470 قتيلا و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 16 سبتمبر/أيلول الجاري.

تحقيق دولي

وقد طالب المجلس الأعلى للدولة الليبي بإجراء تحقيق دولي شامل في أسباب كارثة مدينة درنة، ودعا -في بيان أصدره عقب اجتماع طارئ عقده الأحد- إلى "إعلان درنة مدينة منكوبة واتخاذ ما يلزم من إجراءات وترتيبات لإصدار قرار دولي بهذا الشأن".

وشدد البيان، على ضرورة "تخصيص ورصد وتسييل الأموال اللازمة لإعادة إعمار درنة وتحديد المدى الزمني لإنجاز هذه المهمة بما يكفل الملكية الوطنية لقيادة عملية إعادة الإعمار وذلك عبر تشكيل لجنة إدارة أزمة من داخل مدينة درنة".


تنسيق أميركي

من ناحية أخرى، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على أهمية التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة ومنظماتها الموجودة في ليبيا، لرفع الضرر عن الأهالي في المناطق المتضررة.

جاء تصريح الدبيبة خلال لقائه مايكل لانغلي قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) بطرابلس، بحضور المبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد الحداد.

وبحث اللقاء تداعيات الأوضاع في درنة، كما تطرق إلى "ملفات تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب وتطورات الوضع السياسي والأمني، الذي تعيشه دول الجوار الأفريقية وتداعياتها على أمن واستقرار ليبيا"، وفق بيان لمنصة "حكومتنا" التابعة للحكومة في طرابلس.

كما بحث لانغلي مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي تداعيات الأوضاع المأساوية في درنة ومناطق الجبل الأخضر، وتنظيم آلية الدعم الأميركي للمناطق المنكوبة.


تضاؤل الآمال

وتأتي هذه التطورات فيما أشار وليد بوبكر، المسؤول الإعلامي بلجنة الأزمة في وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، إلى أن الآمال بالعثور على ناجين في درنة "تضاءلت".

وقال بوبكر "اليوم هو اليوم العاشر على إعصار دانيال المدمر.. لكننا لم نفقد الأمل في الله ونواصل جهود البحث عن مفقودين ناجين كون بلاغات المفقودين لا تزال بالآلاف وخاصة في درنة".

وأضاف أن "المؤكد هو وجود المزيد من الموتى خاصة في قاع البحر الذي يوجد به أيضا عشرات السيارات التي بها جثث وتجري عمليات إخراجهم بصعوبة لكثرة الركام والأحجار الكبيرة التي جرفتها الفيضانات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی درنة

إقرأ أيضاً:

وقفة لأهالي مدينة دوما في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد

ريف دمشق-سانا

في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي في مدينة دوما، والتي ارتكبتها قوات النظام البائد، وراح ضحيتها 43 مدنياً، بينهم عدد من الأطفال والنساء، احتشد الآلاف من أهالي المدينة إضافة لشخصيات حقوقية وإعلامية سورية، إحياء لذكرى هذه الجريمة، وذكرى ضحاياها.

الوقفة التي جرت في ساحة الشهداء بدوما بالقرب من النقطة الطبية للهلال الأحمر في مبنى الزراعة، والتي طالتها عمليات القصف، رفع خلالها المشاركون لافتات تطالب بمحاكمة رئيس النظام البائد على ارتكاب هذه المجزرة، وتؤكد أن أجهزة أمن ذلك النظام قامت بحرق وإخفاء جثث الضحايا، في محاولة منها لطمس معالم الجريمة.

المشاركون في الوقفة الذين احتشدوا أمام لوحة فنية تعبيرية شارك فيها أطفال تجسد سقوط البراميل المحملة بالغازات الكيماوية على المدينة، رفعوا أيضاً صوراً لضحايا المجزرة، كما رفع عناصر شعبة الهلال الأحمر صوراً توثق لآثار القصف التي طالت سيارات إسعاف الهلال حتى تمنعها من إسعاف المصابين وقتها.

وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح الذي شارك في الوقفة أكد خلال تصريح للصحفيين أن السعي لن يتوقف لمحاسبة ومحاكمة الرئيس المخلوع، وكل المتورطين في ارتكاب هذه المجازر أمام المحاكم الدولية، مشيراً إلى أن الحكومة بأجهزتها كافة تضع نفسها في بوتقة واحدة مع الشعب السوري لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وإعادة بناء سوريا من جديد.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) أثبتت من خلال تقرير فريق التحقيق وتحديد الهوية (IIT)، الذي صدر في الـ 27 من كانون الثاني من سنة 2023، أن النظام البائد مسؤول بشكل مباشر عن تنفيذ الهجوم الكيميائي باستخدام غاز الكلورين السام على مدينة دوما، في الـ 7 من نيسان عام 2018، والذي أدى إلى مقتل 43 مدنياً، بينهم 10 أطفال و15 امرأة.

مقالات مشابهة

  • خبير دولي: الدينار يواصل الانخفاض والتضخم يتصاعد… والاحتياطي النقدي الليبي في خطر
  • التصديري للغذائية : 208 مليار دولار واردات غذائية أمريكية وفرص للمنتجات المصرية”
  • رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا يبحث مع المبعوثة الأممية مستجدات الأوضاع في بلاده
  • المجلس الرئاسي اليمني يدعو إلى دعم دولي لخوض معركة الخلاص من الحوثيين
  • برئاسة وزير الصحة.. اجتماع لمناقشة عمل المجلس الطبي والصعوبات التي تواجهه
  • اجتماع في صنعاء يناقش عمل المجلس الطبي والصعوبات التي تواجهه
  • اجتماع بصنعاء يناقش عمل المجلس الطبي والصعوبات التي تواجهه
  • احتفاء العليمي بالذكرى الثالثة لتشكيل المجلس الرئاسي يُثير السخرية والتندر.. الذي اختشوا ماتوا
  • وقفة لأهالي مدينة دوما في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بتحقيقٍ دولي مستقل في مقتل 15 مسعفا برصاص إسرائيلي