أبوظبي في 20 سبتمبر/ وام / أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن الإمارات بلد مسالم، لا يتهاون في تعزيز السلام والتسامح والتعاون الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أنه في ظل القيادة التاريخية للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان

آل نهيان “طيب الله ثراه” واستمرارا للقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، يحرص المجتمع الإماراتي على النظر إلى الآخرين من خلال عدسة مختلفة، لا يكبلها الجهل والشك والصورة النمطية والتعصب، وإنما بالإلتزام بمبادئ ثابتة لا يحيد عنها ترتكز على الحل السلمي للصراعات والمشاكل البشرية.

وقال معاليه إن القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة جعلت من الإمارات العربية المتحدة، دولة التقدم والازدهار والاستقرار، الملتزمة بنشر مبادئ العيش في سلام ووئام، والتي تتحرك بقوة نحو مستقبل مستدام.. لافتا إلى أن مؤتمر الأطراف COP28 يعد فرصة مثالية مواتية لعرض إنجازات الإمارات أمام العالم بأسره كدولة متماسكة اجتماعيا ومستدامة اقتصاديا.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لمعاليه بملتقى "تسامح بلا حدود" الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش اليوم في مركز أبوظبي للطاقة بالتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والعالمية تحت شعار "الاستدامة جزء أصيل من نهج .. الإمارات وإرث المؤسس".

وأضاف معاليه :"يسعدني أن أرحب بالجميع في هذا الملتقى، وأن أتوجه بالشكر للحضور من مشاركين وشركاء وشباب، وأثمن بشدة التزامكم بالعمل معا من أجل تمكين شبابنا، كما تدرك وزارة التسامح والتعايش، من خلال تنظيم هذا الملتقى، محورية دورها في تفعيل دور الشباب وتعزيز روح المواطنة لديهم في خدمة وطنهم".

وأوضح أن انطلاق مباردة تسامح بلا حدود - كأحد المشاريع المهمة التي تم بلورتها من خلال الأنشطة المستمرة لأندية التسامح في الكليات والجامعات والتي أطلقتها وزارة التسامح والتعايش قبل أربع سنوات تهدف إلى تعزيز روح الحوار والتفاهم، والتركيز على ما يثيره عالمنا اليوم من قضايا ملحة تمس شتى جوانب الحياة، فعالمنا اليوم متشابك ومترابط، ويتسم بالتغير المستمر، ويدفعه إلى ذلك التقدم التكنولوجي المتواصل، وفي ظل هذا العالم، يُظهر أعضاء نوادي التسامح، وزملاؤهم الطلاب،روحا عالمية جاهزة لحمل لواء التغيير، ومتسلحة بالتكنولوجيا المتاحة، في عالم بلا حدود.

ووجه معاليه حديثه إلى طلاب الجامعات ، قائلا : “أنتم الشباب بما تقدمون عليه من عمل إبداعي راق، تؤكدون أن آمالنا وتفاؤلنا بالمستقبل هو حق وصدق، وأنتم الغاية والدليل على ذلك، نفخر بحماسكم وبتصميمكم على التفاعل الإيجابي مع قضايا العصر، فأنتم بحق قادة الغد، وبإمكانكم بناء عالم أفضل لنا جميعا، إذا توفرت لكم الفرصة، والمسؤولية لاستخدام علمكم وذكائكم وتفانيكم في صالح مجتمعاتكم”.

وأضاف: " تعكس مبادرتنا اليوم، مبادرة ‘تسامح بلا حدود‘، أسمى وأفضل المثل العليا لمجتمع عالمي يقاس نجاحه بمستوى التعاون والحوار والتعايش بين جميع مواطنيه، وهذه القيم هي في صميم رؤيتنا الوطنية لحاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأكد معاليه : “ أن العالم استطاع أن يحقق على مدار القرن الماضي حالة من التطور والتنمية على حساب الاهتمام بالبيئة الطبيعية، فاستنزفت الموارد الطبيعية بمعدلات مرعبة، وتزايدت كمية الغازات ‘الدفيئة‘ في الغلاف الجوي للأرض، ووصل تلوث المياه لمعدلات مقلقة، وإذا استمرت هذه التوجهات وغيرها من التوجهات المماثلة، فإن شباب اليوم سيشهدون عالما تغرق فيه المناطق الساحلية نتيجة ارتفاع مستويات المحيطات”.

ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حديثه للحضوروقال : " يقع على عاتق هذا الجيل الاستمرار فيما نقوم به من جهود لجعل هذا الكوكب صالحاً للحياة، في الحاضر وفي المستقبل، وإني أحثكم جميعا على تحقيق أهداف وغايات مبادرة ‘تسامح بلا حدود‘، ومواصلة استكشاف كيفية بناء روابط عالمية يمكنها تعزيز إنشاء وتبادل الأفكار والمعرفة، وكيفية التعاون مع أقرانكم لتعزيز السلام والتفاهم في جميع أنحاء العالم، وأهمية أن تعرفوا أن هذه الروابط العالمية تساعدكم على أن تكونوا متعلمين مستقلين مدى الحياة".

ودعا معاليه شباب الجامعات إلى التفكير النقدي فيما هو متاح من خلال هذه المبادرة، للتطوير والنمو، مؤكدا أهمية أن يتعلم الإنسان من الأصدقاء الجدد والعلاقات الجديدة التي تم تتشكل من خلال المبادرة، وأن ينقل كل المشاركين للأصدقاء والزملاء في الداخل والخارج جوهر مبادرة ‘تسامح بلا حدود‘ والأهم من ذلك كله كيفية تقديم النموذج الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجالي التسامح والاستدامة من خلال السلوك والأقوال والأفعال معا.

ونوه معاليه إلى أن المبادرة تؤكد قدرة التكنولوجيا بوصفها وسيلة لتوسيع نطاق الاتصالات إلى ما وراء الحدود المحلية والإقليمية، و أهمية إنشاء شبكة توعية وتعلم عالمية، لافتا إلى أنه في عام الاستدامة، ومع انعقاد مؤتمر الأطراف COP28، في وقت لاحق من هذا العام، يمكن لشباب الجامعات وأندية التسامح تقديم المساعدة والدعم لتعزيز الوعي العالمي بمجال التنمية المستدامة.

وعبر عن ثقته الراسخة بقدرة الشباب بتعليمهم وحيويتهم وحماسهم على دفع المجتمع الدولي لمواجهة القضايا ذات الاهتمام المشترك والبحث عن حلول ناجعة لأهم تحديات العصر، ومن هنا يمكن تفهم سبب الاهتمام الكبير بنجاح تجربة أندية التسامح بالجامعات.

ركز الملتقى ، الذي حضره أكثر من 700 شخص من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين وطلاب الجامعات الإماراتية والدولية، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، والمستشار محمد عبد السلام ، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، على محورين رئيسين هما "توظيف التقنيات لتعزيز التسامح وحماية الكوكب"، و"التسامح والإعلام الرقمي".

وتحدث الدكتور أرلي بيترس عميد جامعة نيويورك أبوظبي حول قيم التسامح وعلاقتها بالفنون الإعلام ودورهما المهم في الوصول بالتسامح والتعايش والاستدامة إلى مختلف فئات البشر، مشيرا إلى أن موقع جامعة نيويورك الفريد في المشهد التعليمي العالمي، وخبراتها الطويلة تؤكد أن الجامعة تعتبر الإمارات بيئة تضم مفكرين عالميين متنوعين في الفكر والثقافة واللغة.

وقال أرلي بيترس إن استضافة العروض الإبداعية للفنانين الذين يتفاعلون مع العالم بطرق لا تعد ولا تحصى هي إحدى الأدوات المهمة في تعزيز قيم التعايش والتسامح، من خلال منح هؤلاء الفنانين مساحة للأداء، كما تعمل الجامعة دائما على تسهيل الحوار بين الجميع بما يتيح بيئة رائعة للتعارف والتواصل والتعاون، إضافة إلى تعاون جامعة نيويورك أبوظبي مع العديد من الجهات والأشخاص في مختلف مجالات العمل الاجتماعي والبيئي والفني وغيرها.

وركز ملتقى التسامح بلا حدود على توظيف التقنيات لتعزيز التسامح وحماية الكوكب من خلال ورشة تدريبية أدارها الدكتور كارلوس مونتانا بمعهد دبي للتصميم والابتكار وأكد خلالها أن هذا المجال بما يملكه من قدرات وإمكانات، وسعة انتشار، يمكنه تعزيز الارتباط بين التسامح والاستدامة البيئية، ووصولهما معا إلى الجميع، حيث يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تسهم في زيادة الوعي بالبيئة والعمل لحمايتها .. كما يمكن لهذه التقنية تحفيز الجميع على الممارسات الصديقة للبيئة عبر الأنظمة الرقمية، ورفع الوعي بتأثير التغير المناخي، والدعوة إلى التسامح تجاه وجهات النظر المتنوعة في قضايا البيئة.

وعن العلاقة بين التسامح والإعلام الرقمي، فقد نظم الملتقى ورشة عمل ثانية للاستفادة من إمكانات وسائل الإعلام الرقمية لنشر رسائل التسامح والاستدامة وتعزيز مفاهيم التنوع والاندماج.

تناولت الورشة أهمية هذه النوعية من الإعلام واستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها الأكثر انتشارا بين الشباب، وكذلك الحملات الإعلامية عبر الإنترنت والوسائط المتعددة لزيادة الوعي بأهمية التسامح المُجتمعي والبيئي، ودوره في تحقيق الاستدامة، وذلك من خلال التعرف على مفاهيم التسامح والتعايش، ومفاهيم الاستدامة.

وناقش ملتقى التسامح بلا حدود العديد من الموضوعات التي يمكن أن يكون التسامح ركنا رئيسيا في إنجازها، ومنها الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، إلى جانب الاستفادة من الطاقة المتجددة، والاقتصاد المُستدام، والمشاركة المُجتمعية المُستدامة، والتعليم والمعرفة، والابتكار التقني، والزراعة والأمن الغذائي.

عوض مختار/ خاتون النويس/ عبد الناصر منعم

عاصم الخولي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: التسامح والتعایش آل نهیان من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

«بيان "حزب الوعي": في وداع رمز التسامح والإنسانية بابا الفاتيكان "البابا فرنسيس"»

 

نودّع اليوم واحدًا من أهم القامات التي حملت على عاتقها رسالةً إنسانيةً تجاوزت حدود الانتماءات الضيقة؛ فقد رحل عنّا بابا الفاتيكان فرنسيس، ذلك الحكيم الذي تحوّل إلى صوتٍ عالمي يدعو إلى الكرامة والعدالة الاجتماعية، ويجاهر بضرورة حماية اللاجئين والتخفيف من معاناة المظلومين.

لم يكن البابا فرنسيس مجرد رجل دين، بل كان فيلسوفَ وإنسان عمل وإجتهد فأضاء للنخب السياسية والاجتماعية معاني الحوار والتقارب بين الأديان والثقافات. وفي عهده، ارتبط اسمه بمواقفٍ جريئةٍ دعم فيها حقوق الإنسان، فطاف مخيّمات النازحين، ورفع صوته من أجل وقف الحروب والظلم والتهجير والإقصاء الإنساني.

في هذا المصاب، يقدّم حزب الوعي خالص العزاء لأسرته الروحية في الكنيسة الكاثوليكية ولكلّ المؤمنين برسالته العالمية. ونرى في رحيله دعوةً ملحّةً لنا جميعًا قياداتٍ ومجتمعاتٍ عمل مدني وحزبي أن ننهض بواجب التضامن والعمل الإنساني، ونجعَل من التضحية من أجل الإنسانية منهجًا سياسيًّا وعمليًّا.

إن ميراث البابا فرنسيس وكل دعاة السلام  لن يبقى حبيس الصفحات التاريخية وكلمات التأبين المعتادة والنمطية؛ بل هو منارةٌ لنا في معركتنا ضد التطرف، وخطٌّ فاصل بين ثقافةٍ تحتضن الاختلافَ، وتعزز من ثقافات "الوعي" وإسلوب "الحوار" وترفض وتواجه العنفَ باسم الدين أو السياسة. فلنواصل العمل من أجل مشروع بناء عالمٍ آمنٍ للإنسان قبل كل اعتبار، عالمٍ لا تُهجَّر فيه الشعوب ولا يُقنن فيه الحق في الحياة والكرامة،  وتتساوي كل شعوب الأرض في حق الحياة الآمنة المستقرة.

رحم الله الفقيد الحكيم الذي كان مؤمناََ صادقاََ بأنَّ السياسة الحقة ليست سوى امتدادٍ لفعل الرحمة، وأنَّ السلامَ الحقيقي يبدأ بإحسانٍ يُترجم إلى فعلٍ يوميٍّ وأن الدين أخلاق.

«إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون»

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: مصفوت أحد المواقع المهمة في «حدائق التسامح»
  • «برجيل للأورام» يفتتح مركزاً لرعاية الثدي
  • جامعة محمد بن زايد تبحث التعاون مع طاجيكستان
  • عبدالله بن زايد ناعياً البابا فرنسيس: مسيرة حافلة بالعطاء.. كرس حياته لتعزيز قيم التسامح
  • «بيان "حزب الوعي": في وداع رمز التسامح والإنسانية بابا الفاتيكان "البابا فرنسيس"»
  • انطلاق فعاليات ملتقى الشركات B2B ريادة وازدهار بصحار
  • نهيان بن مبارك: التسامح والتعايش جزء أصيل من مسيرة الإمارات
  • «محمد بن راشد للمعرفة» و«أبوظبي للغة العربية» ينظمان «ملتقى أندية القراءة»
  • نهيان بن مبارك يحضر احتفالات عيد القيامة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بأبوظبي
  • الحفاظ على ثلاثية السمات الاجتماعية في عُمان