بولندا تحتج على تصريحات زيلينسكي في الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
أعلنت وزارة الخارجية البولندية أنها استدعت "بشكل عاجل"، الأربعاء، السفير الأوكراني للاحتجاج على تصريحات الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الأمم المتحدة.
وردت كييف بدعوة وارسو إلى "تنحية المشاعر جانباً".
ويأتي الإجراء البولندي رداً على التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي، أمس الثلاثاء، وقال فيها إن "دولاً معينة تتظاهر بالتضامن (مع أوكرانيا) بينما تدعم روسيا بشكل غير مباشر".
Zelensky at the UN General Assembly accused Poland of working for the Kremlin due to the grain embargo:
"We have launched a temporary export corridor in the Black Sea. We are working to preserve land routes. It is alarming to see how at this time some in Europe are undermining… pic.twitter.com/BU6IQa6FgI
وندد نائب وزير الخارجية البولندي الذي استقبل الدبلوماسي الأوكراني، بهذه "الفرضية الخاطئة إزاء بولندا وغير المبررة، خاصة بالنسبة لبولندا التي دعمت أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب"، بحسب بيان للوزارة.
وارتفعت مؤخراً حدة التوتر بين وارسو وكييف والتي أثارها النزاع حول الحبوب الأوكرانية التي حظرت بولندا وارداتها بهدف حماية مزارعيها.
وأدى إعلان بروكسل الجمعة عن رفع القيود التي فرضتها في مايو (أيار) 5 دول في الاتحاد الاوروبي على واردات الحبوب الأوكرانية، إلى إثارة البلبلة ما أدى إلى فرض حظر الاستيراد من جانب واحد، وردت كييف بتقديم شكوى أمام منظمة التجارة العالمية.
حذر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الأربعاء، من أنه سيوسع قائمة المنتجات الأوكرانية المحظور استيرادها إذا قامت كييف بتصعيد الخلاف بشأن حظر الحبوب.
وجاء في بيان الوزارة، أن "الضغط على بولندا في المنتديات المتعددة الأطراف أو التقدم بشكاوى إلى المحاكم الدولية ليس من الأساليب المناسبة لحل الخلافات بين بلدينا".
بعد حظر صادراتها الزراعية.. #أوكرانيا تشكو #بولندا و #سلوفاكيا و #المجر لدى التجارة العالمية https://t.co/jmiWW1PZSs
— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2023 "تنحية المشاعر جانباً"وبعد إعلان وارسو استدعاء السفير، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على فيس بوك، "ندعو أصدقاءنا البولنديين إلى تنحية المشاعر جانباً".
وأوضح المتحدث أن السفير الأوكراني ذكر بموقف بلاده "من الطابع غير المقبول للحظر الأحادي الجانب الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية".
وأضاف نيكولينكو، أن "الجانب الأوكراني عرض على بولندا حلاً بناءً لمشكلة الحبوب، ونأمل أن تكون مقترحاتنا بمثابة أساس لتطوير الحوار في اتجاه بناء".
كما أعرب عن أسفه "للطابع غير الصحيح" لتصريحات الرئيس البولندي أندريه دودا خلال لقاء مع وسائل الإعلام في نيويورك، وشبه فيها أوكرانيا بالرجل الغارق والذي يجر إلى القاع ويغرق من يسعى لإنقاذه، في إشارة إلى بولندا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بولندا أوكرانيا بولندا
إقرأ أيضاً:
5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
كييف- انقلب حال العلاقات الأوكرانية الأميركية رأسا على عقب منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وساد التوتر والجفاء بين الجانبين، لا سيما بعد اللقاء "الكارثي" -كما يصفه الأوكرانيون- الذي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض نهاية فبراير/شباط الماضي.
منذ ذلك الحين، لم يزر أي مسؤول أميركي رفيع أوكرانيا، بينما تكثفت الاتصالات الأميركية الروسية، وتبادلت واشنطن وموسكو مرارا عبارات "الإطراء والتفهم"، حتى في أروقة الأمم المتحدة.
ولم يوقف التحول في سياسة واشنطن الحرب خلال 24 ساعة كما وعد ترامب، ولم يحقق أي نتيجة ملموسة على أراضي المعارك خلال 3 شهور حتى؛ لدرجة دفعت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى التهديد بانسحاب بلاده من جهود الوساطة.
ما حقيقة ما يجري على الساحة الأوكرانية؟
لماذا تعثرت خطط ترامب لوقف الحرب سريعا بين أوكرانيا وروسيا؟يعتقد كثير من الأوكرانيين أن خطط ترامب انتكست في حقيقتها، وأن سياسته أضعفت الغرب، ومنحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة التفوق عليه.
وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر كونستانتين إليسيف، رئيس مركز "الحلول الجديدة" للدراسات، أن "تصرفات الزعيم الأميركي، وتحول سياسته الخارجية بعيدا عن أوروبا، وتصريحاته الودية للكرملين، وعداءه تجاه الرئيس الأوكراني؛ أمور دفعت بوتين للاعتقاد بأنه يمكن أن يتفوق على الغرب فعلا في أوكرانيا".
إعلانوأضاف "بسبب ترامب، أصبح التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا هشا بشكل متزايد، وأصبح بوتين أكثر ثقة من أي وقت مضى بإمكانية نجاح خططه في أوكرانيا".
وتابع "هذا يعكس تعنتا في موقف بوتين من المفاوضات، وتمسك روسيا بشروط قاسية، من شأنها أن تحرم أوكرانيا بعد الحرب من أي سيادة".
كيف تداعت عودة وسياسات ترامب على أوكرانيا في حربها مع روسيا؟الواقع الذي فرضته عودة ترامب وسياساته وضع أوكرانيا في مآزق عدة، فهو لم يفشل بوقف الحرب سريعا وحسب، بل يدفع كييف أيضا نحو اتفاقيات استثمارية مجحفة بعيون كثيرين، ونحو التخلي علنا عن حلم العضوية في حلف شمال الأطلسي.
وقالت صحف ومواقع غربية، بينها صحيفة وول ستريت جورنال، إن "الولايات المتحدة تقترح اعتراف أوكرانيا بشرعية السيطرة الروسية على أراضي جزيرة القرم".
كذلك تهديد واشنطن المتكرر بوقف الدعم العسكري الذي يلبي 40% من حاجة كييف، حيث علَّق زيلينسكي قائلا: "من دون الدعم الأميركي، ستتكبد أوكرانيا خسائر بشرية وإقليمية كبيرة".
وبين مطرقة الحرب وسندان الموقف الأميركي المتغير، سلَّمت كييف بعجزها عن استعادة كامل أراضيها بقوة السلاح، وباتت تبحث عن بدائل تُعزِّز قدراتها المحلية، وأخرى أوروبية تسد الفراغ الأميركي المتوقع.
يقول الخبير العسكري ميكولا بيليسكوف: "أوكرانيا تتبع نهجا براغماتيا يضع الجيش في المقام الأول، وهذا لا يروق للروس، حتى وإن حصلوا فعلا على 20% من أراضي البلاد"، في إشارة إلى زيادة قوائم الجيش من 250 ألفا في بداية الحرب إلى نحو 800 ألف حاليا، وتزويده بطائرات وآليات ووسائل متطورة تقدمها الدول الغربية.
إعلانوأضاف للجزيرة نت "الجيش الأوكراني هو الضمان الرئيسي لأمن البلاد، لقد أصبح عقبة هائلة أمام طموحات بوتين الإمبريالية".
ويتصدر الجيش -حسب بيليسكوف- مكانا بارزا في مجال صناعة واستخدام الطائرات المسيرة، وصناعات الدفاع الأوكرانية تشهد تطورا كبيرا، لا سيما بعد تدافع الاستثمارات الغربية بشكل عام، والأوروبية خاصة، وفق بيليسكوف.
لأن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا أو مريحا بالنسبة للكثير من العواصم على ما يبدو، ولأن الدعم الأميركي لم يعد مضمونا بالنسبة لكييف وباقي حلفائها، تشهد القارة الأوروبية "ثورة مواقف" إن صح التعبير.
الأمر لا يتعلق هنا بنوايا إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين" فقط، وحديث حول حماية الأجواء الأوكرانية، بل بموجة إعادة تسليح لم تشهدها القارة منذ عقود.
ويعلق على ذلك الخبير كونستانتين إليسيف قائلا للجزيرة نت "في الأسابيع المقبلة، يستعد الاتحاد الأوروبي لإقرار حزمة كبيرة من الإجراءات لدعم الإنفاق الدفاعي، وتعتزم دول معينة، بينها ألمانيا، زيادة ميزانية الدفاعية جذريا".
ويضيف أنه من المرجح أن يذهب جزء كبير من الإنتاج العسكري الأوروبي لصالح أوكرانيا، و"في نهاية المطاف، يدرك الزعماء الأوروبيون جيدا أن أوكرانيا درع يحميهم، وأنه إذا ضعفت المقاومة الأوكرانية، فقد تكون دولهم، أو بعضها، هدفا لاحقا للروس" حسب إليسيف.
وفي الإطار ذاته، دعا سفير أوكرانيا السابق لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، برلين إلى تزويد بلاده بـ150 صاروخا من طراز "توروس" بعيد المدى، ونقل 30% من طائرات ومروحيات وآليات الترسانة الألمانية إلى بلاده، لتتمكن من القتال بقوة حتى العام 2029، وفق ميلينك.
بين سعي أميركي وتشدد أوروبي.. ما فرص التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا؟
أمام كل ما سبق، تتضاءل آمال انتهاء الحرب والوصول إلى أي سلام، وتزداد الشكوك حول نجاعة جهود الولايات المتحدة لترسيخ وقف شامل لإطلاق النار في العاصمة لندن الأسبوع المقبل.
إعلانويرى الخبير ميكولا بيليسكوف أنه بعد شهرين من "الآمال الكاذبة والهدن الفاشلة"، واضح أن الطريق إلى تسوية دائمة للحرب لا يزال طويلا، ويقول: "الولايات المتحدة أصبحت إلى حد ما جزءا من المشكلة لا الحل مع الأسف".