لماذا نصبح أقصر مع مرور السنين؟ وهل يمكن تفادي ذلك؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يعتبر تراجع الطول مع التقدم في العمر أمرا طبيعيا، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون سببه أمراضا خطيرة وتغيرات غير صحية في الجسم، فما حقيقة ذلك؟ وكيف نواجه تحدب الظهر؟
تتباطأ عملية تجديد الأنسجة العظمية في جسم الإنسان ما بين عمر 35 و40 عاما، ويكون تدميرها أسرع من تجددها ونتيجة لذلك تعاني العظام فتصبح أضعف وأرق، كما تخضع الأقراص الفقرية أيضا للتغييرات فتصبح أكثر كثافة وصلابة، وتتقلص أيضا، وبسبب هذا تقل المسافة بينها مما يؤثر على طول الإنسان.
هذا ما ناقشته الكاتبة أناستازيا بليسكانيفا، في تقرير لها بموقع "هيروين" الروسي، مبرزة في البداية الأسباب التي تجعل الأشخاص أقصر قامة مع تقدمهم في العمر ومن ثم أنجع الطرق لتفادي ذلك.
تخضع الأقراص الفقرية للتغييرات وتتقلص وبسبب هذا تقل المسافة بينها مما يؤثر على طول الإنسان (شترستوك) الأسباب التي تسرع من جعل الشخص أقصر قامة مما ينبغي: عندما لا يُواكِب خَلْق عظام جديدة فَقْد العظام القديمة يصاب الإنسان بهشاشة العظام وهو ما لا يلاحظه الشخص في الغالب إلا عندما يتعرض لكسر في أحد العظام من أدنى ضربة أو سقوط. قد يصاب من تقدم في العمر بما يعرف بـ"الساركوبينيا" أو ضمور العضلات وفقدانها القدرة على تأدية وظيفتها، مما يجعل الشخص يحس بأنه لم يعد قادرا على حمل ثقل كان في السابق سهلا عليه، وقد يعود ذلك لتغيرات في المستويات الهرمونية أو أمراض تؤدي إلى انخفاض في النشاط البدني أو اضطرابات في الغدد الصماء أو غير ذلك من العلل. الوضعية السيئة للجسم في الجلوس أو الاضطجاع أو حتى خلال بعض النشاطات مما يجعل عضلات الظهر تعتاد على العمل بشكل غير صحيح. وقد يفقد جزء من تلك العضلات القدرة على التحمل والقوة، والجزء الآخر سيعمل بجهد زائد، وهذا يؤدي إلى موقف غير طبيعي. حدوث خلل في أقواس القدم يجعل أربطتها مع مرور السنين تفقد مرونتها وصلابتها، مما يؤدي إلى تدلي قوس القدم، حيث يصبح مسطحا، ولهذا يبدو الشخص أقصر، وهذا لا يعني فقدان بضعة سنتيمترات من الطول، لكنه بالاشتراك مع التغيرات الأخرى المرتبطة بالعمر يمكن أن يلعب دورا في ذلك. نمط الحياة، إذ يؤثر على انخفاض الطول مع تقدم العمر. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويمارسون النشاط البدني يفقدون بوصات أقل من الطول مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون الرياضة. ويعتبر النظام الغذائي مهمًّا أيضًا، فالشخص الذي لا يحصل على ما يكفي من المغذيات الدقيقة طوال حياته من المرجح أن يصبح أقصر بكثير من الشخص الذي يأكل بشكل صحيح. كيف تحافظ على طولك؟ورغم كون الانخفاض الطفيف في الطول مع تقدم العمر أمر لا مفر منه، فإن بالإمكان إبطاء هذه العملية من خلال بعض العادات البسيطة، التي منها:
القيام بتقوية عضلات ظهرك: راقب وضعيتك من خلال المداومة على النشاط البدني المناسب بما في ذلك المشي السريع. الحفاظ على توازن الفيتامينات في الجسم: لتجنب انخفاض الطول مع تقدم العمر، من المهم تناول نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن. ومن المهم بشكل خاص مراقبة تناول الكالسيوم والحديد وفيتامين د والفوسفور، فهي ضرورية للحفاظ على صحة المفاصل والعظام. ولا تنس أيضا إجراء الاختبارات مرة واحدة على الأقل سنويا لاستبعاد نقص العناصر الغذائية في الجسم أو زيارة الطبيب في الوقت المناسب لتحسين توازنها. الإقلاع عن الكحول والقهوة والتدخين: حذار من التدخين وشرب الكحول لأنهما من العادات التي تدمر الصحة، وعندما تقترن بقلة النشاط البدني، فإنها تساهم في انخفاض الطول مع التقدم في العمر. القيام ببعض تمارين التمدد: هناك عادة جيدة أخرى يجب اتباعها وهي تمديد الظهر يوميا، حيث سيساعد ذلك على زيادة نطاق حركة مفاصلك وتحسين مرونة ظهرك.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النشاط البدنی فی العمر مع تقدم
إقرأ أيضاً:
اكتشافات جديدة تُعيد كتابة تاريخ ظهور أشباه البشر في أوروبا
الولايات المتحدة – كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة “أوهايو” الأمريكية أدلة جديدة على الظهور المبكر لأشباه البشر في أوروبا.
وتظهر الأدلة أن أشباه البشر الأوائل وصلوا إلى أوروبا قبل حوالي 1.95 مليون سنة، أي قبل 150 ألف عام من أقدم الأدلة المعروفة سابقا. وجاء هذا الاكتشاف بعد إعادة تحليل عظام عُثر عليها في موقع “غراونشانو” في رومانيا، والتي تحمل علامات قطع مميزة يُرجح أنها ناتجة عن استخدام أدوات حجرية من قبل أشباه البشر.
وتُعتبر هذه الدراسة خطوة كبيرة في فهم هجرة أشباه البشر وتكيفهم مع البيئات المختلفة. وقبل هذا الاكتشاف، كانت أقدم الأدلة على وجود أشباه البشر بالقرب من أوروبا تعود إلى حوالي 1.8 مليون سنة، من موقع “دمانيسي” في جورجيا.
وتم العثور على العظام ذات العلامات خلال عمليات تنقيب في الثمانينيات، وظلت محفوظة في معهد “إميل راكوفيتا” لعلم الكهوف ومتحف “أولتينيا” حتى أعاد فريق البحث دراستها باستخدام تقنيات حديثة. وباستخدام تحاليل نظيرية عالية الدقة وتقنيات تأريخ باليورانيوم والرصاص، تمكن الباحثون من تحديد عمر العظام بدقة كبيرة.
وقالت عالمة الأنثروبولوجيا “سابرينا كاران”، رئيسة فريق البحث: “لم نتوقع في البداية العثور على مثل هذه الكنوز الأثرية. لقد وجدنا العديد من العلامات الواضحة على العظام، والتي تشير إلى أفعال متعمدة لتقطيع اللحوم، مما يدل على وجود أشباه البشر في المنطقة في ذلك الوقت”.
وأظهر التحليل النظيري أن المنطقة كانت تتمتع بمناخ يشبه المناخ الحديث، لكن مع هطول أمطار غزيرة وتغيرات موسمية واضحة. وكانت المنطقة موطنا لتنوع بيولوجي استثنائي، حيث عاشت حيوانات، مثل القطط ذات الأسنان السيفية، والزرافات، وحتى أنواع منقرضة من البنغولين.
وأضافت كاران: “هذه الاكتشافات تُظهر أن أشباه البشر الأوائل كانوا أكثر قدرة على التكيف مما كنا نعتقد. لقد تمكنوا من البقاء والتكاثر في ظل ظروف بيئية متنوعة، مما يفتح آفاقا لفهم تاريخ تطور الإنسان”.
واختتمت الباحثة: “نحن فقط في بداية رحلة اكتشاف الفصول المفقودة من قصة تطور الإنسان. كل اكتشاف جديد يفتح أبوابا لفهم أعمق لأصولنا وكيفية تكيف أسلافنا مع العالم المتغير حولهم”.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Nature Communications”
المصدر: روسيسكايا غازيتا