العراق والكرد والنفط وكركوك، أزمات أم أوراق تفاوض؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
سبتمبر 20, 2023آخر تحديث: سبتمبر 20, 2023
زيد شحاثة
لم يتشكل إقليم كردستان العراق، بطريقة اعتيادية، باستفتاء للشعب الكردي مثلا، أو قرار برلماني أو تعديل دستوري، وإنما كان أمرا واقعا فرض على النظام الصدامي بعد إنتهاء حرب الخليج والانتفاضة الشعبانية، وما حصل من تحديد مناطق محمية بعد خطي العرض “23 و37” ثم أقر الدستور العراقي الجديد واقع الحال هذا!
بعد سقوط النظام وتشكيل الحكومات المتعاقبة، كانت أحزاب الإقليم تتعامل مع المركز كوحدة واحدة، فرغم اختلافاتها السياسية وعدم توافقها بشكل كامل، إلا أنها حافظت على وحدة التوجه والمطالب في التعامل مع المركز، خصوصا بما يتعلق بمطالب حصة الميزانية، وتمويل قوات البيشمركة، والمناطق المتنازع عليها، ونفط الإقليم، لتضاف لها ورقة ضغط جديدة.
كانت تلك الملفات أوراق ضغط متبادلة بين الإقليم والمركز، ووسيلة للمناورة والابتزاز السياسي بين الطرفين، وفي غالبها كانت لأغراض حزبية، وخصوصا خلال إقرار القوانين المهمة، أو تمرير الميزانية أو تشكيل الحكومة، والحق يقال أن أحزاب الإقليم لعبت أوراقها بكل إحتراف، فكانت تعرف كيف تحقق مطالبها، بالإستفادة من حاجة الأحزاب لإستخدام الكرد كورقة ترجيح ضد بعضها، أو إكمال نصاب مطلوب أو تمرير التشكيلة الحكومية.
رغم كل الإتفاقات التي كان بعضها يحوي جوانب غير معلنة، أو شفوية لم تطبق على أرض الواقع فعلا، إلا أن الكرد أستمروا بعملهم وبكل هدوء في بناء منظومة نفطية شبه متكاملة، أتاحت لهم مختلف الخيارات في التعامل حول هذا الملف مع المركز أو بعيدا عنه، وبالتنسيق ومن خلال عقود “رسمية أو غير معلنة” مع تركيا وجهات أخرى..
ملف النفط والثروات في الإقليم كما في العراق كان ملغما، برغبة سياسية “محلية ودولية” أن يبقى هكذا، لعدم وجود إرادة حقيقية لحسمه، ربما ليبقى أداة ضغط وابتزاز بيد الطرفين وضدهما.. فالإقليم يفسر الدستور من وجهة نظره، ويرى أن تصديره للنفط وبيعه حق ضمنه له الدستور، وأنه فعل ذلك بعلم الحكومة المركزية، وكانت الحكومة ترد بأن الإجراء هو أقرب للسرقة، وأنه مخالف للدستور وخطوة من الإقليم نحو الاستقلال.. ثم جاء التحكيم الدولي ليغير كل قواعد اللعبة، ولتدخل تركيا على الخط!
الحسابات الواقعية تقول أن الدولة الكردية حاليا “الحلم” لا تملك مقومات الوجود والإستمرار، عسكريا أو اقتصاديا أو إقليميا، على الأقل خلال السنوات العشرة القادمة، وأن الغرب وأمريكا لن يدعموا وجود هكذا كيان حاليا، لتعارض ذلك مع مصالحهم ومخططاتهم.. وهذا يدفعنا لنتساءل عن أسباب التصريحات الاستفزازية والمتحدية، التي يطلقها بعض الساسة الكرد مؤخرا؟ وهل هي فعلا حقيقية أم ماذا؟
كلنا مقتنع أن الإقليم لا يمنعه من الانفصال عن العراق فعليا، إلا مصالحه وتيقنه أن العيش ضمنه بشروطه أفضل له حاليا، ناهيك عن عدم توفر المتطلبات الإقليمية للقبول بدولة كردية مستقلة حاليا، خصوصا بعد ما رافق عملية الإستفتاء من تداعيات، أضرت بالإقليم.. كما تعلم الحكومة أن نفط كردستان لن يكون تحت سيطرة المركز عمليا إلا باتفاقات ترضي الأكراد، وهو أمر يصعب تحقيقه واقعيا، لمطالب غير ممكنة التنفيذ وظروف تتعلق بطريقة الحكم في المركز والإقليم..
الدولة الكردية “حلم” ولا مانع من أن يحلم أي شخص ولا ضرر، هكذا وصفها الرئيس الراحل الطالباني، في واحدة من كلماته الصريحة، وكما يبدوا فان الكرد أقتنعوا وإن لم يصرحوا، أن هذا الحلم اليوم وفي الظروف الحالية، هو أبعد ما يكون عن التحقق، وبالتالي لم تعد ورقة الإستقلال نافعة في التفاوض السياسي مع المركز، خصوصا مع قرب إجراء الإنتخابات المحلية، فما هو البديل!
يبدوا أن قضية كركوك وعودة الأحزاب الكردية لها، بشكل أكبر مما هو عليه الأن، وتعالي التصريحات المتشنجة والإنفعالية، من جانب شخصيات محسوبة على الحزب الديمقراطي بزعامة السيد البارزاني، هي الورقة الأفضل خصوصا لحملة إنتخابية محلية.. مع ملاحظة أن المحافظة تهم الإتحاد الوطني بزعامة السيد بافل طالباني!
السنوات العشرون التي مضت، أثبتت للجميع أن كركوك لن تتبع للإقليم، ولن تكون تابعة للمركز بشكل كامل، وسيكون لها وضع خاص بها، حتى لو عنى هذا أن تبقى “معلقة”.. لكن هذا لا يعني ألا تحاول كل الجهات دون إستثناء، أن تحقق نقاط ومواطئ قدم في المحافظة، خلال الإنتخابات المحلية القادمة..
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مع المرکز
إقرأ أيضاً:
ارتفاع بيتكوين إلى أعلى مستوى والنفط يخسر
#سواليف
سيطرت نتائج الانتخابات الأميركية التي تظهر تباعا على الأسواق خلال تعاملات اليوم بعد إعلان دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية وعودته إلى البيت الأبيض.
وهبطت أسعار النفط أكثر من 1% مع تماسك الدولار بفعل رهانات السوق على فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، فضلًا عن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 92 سنتًا بما يعادل 1.22%، مسجلة 74.61 دولارا للبرميل، في حين خسر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 83 سنتًا أو 1.15% مسجلا 71.17 دولارا للبرميل.
مقالات ذات صلة توقفوا عن “تخوين وشيطنة” الشعب الاردني! 2024/11/06وقال المحلل في آي جي ماركتس، توني سيكامور، إن “المؤشرات الأولية تميل إلى الجمهوريين.. عائدات السندات الأميركية والدولار في ارتفاع.. هذا بدوره يؤثر سلبًا على أسعار الخام التي شهدت أداء جيدا في الجلسات القليلة الماضية”.
الدولار
ارتفع الدولار في طريقه لتسجيل أكبر زيادة يومية منذ مارس/آذار 2020 اليوم الأربعاء مقابل عملات رئيسة، في حين قفزت عملة بيتكوين الرقمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مع انطلاق ما يسمى “تداولات ترامب”، إذ تتزايد رهانات المتعاملين على فوز ترامب في الانتخابات.
ويتقدم ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بحصوله على 267 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 224 لهاريس، وقد فاز ترامب في ولاية جورجيا الحاسمة وفقا لتوقعات إديسون ريسيرش، ويتطلب الأمر الحصول على 270 صوتا للفوز بالرئاسة.
ولا تزال ولايات حاسمة أخرى على المحك، ومنها بنسلفانيا ولها 19 صوتا في المجمع الانتخابي.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسة من بينها اليورو والين 1.6% إلى 105.7، في وقت كتابة هذا التقرير. وسجل في وقت سابق من الجلسة 105.19 وهو أعلى مستوى في 4 أشهر، ويتجه صوب تسجيل أفضل أداء يومي منذ مارس/آذار 2020.
وسجّلت عملة بيتكوين المشفرة 75361 دولارًا وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق مع توقع أن يكون ترامب أكثر دعما للعملات المشفرة، متجاوزة القمة الماضية عند 73.9 ألف دولار.
وتتداول العملة الرقمية الأشهر عالميا حاليا عند مستوى 73.8 ألف دولار.
وبشكل عام صعدت القيمة السوقية لسوق العملات الرقمية إلى 2.29 تريليون دولار وارتفعت هيمنة بيتكوين إلى 59.4% تليها الإيثريوم بـ 12.8%.
وتراجع اليورو 1.92% إلى 1.0719 دولار لأول مرة منذ 2 يوليو/تموز الماضي، وقد عوّض بعض مكاسبه في تعاملات اليوم مسجلا 1.0742 دولار، وانخفض الجنيه الإسترليني 1.31% إلى 1.2868 دولار.
وصعد الدولار 1.8% إلى 154.34 ينا في أعلى مستوى منذ 30 يوليو/تموز قبل أن يتراجع قليلا إلى 154 ينا.
الدولار والين اليابني واليورو والبتكوين
الذهب
انخفضت أسعار الذهب مع إحجام المستثمرين عن تكوين مراكز كبيرة بعد إلقاء ترامب خطاب النصر في الانتخابات، كما ينصبّ التركيز على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي المقبل.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.62% إلى 2726.73 دولارا للأوقية (الأونصة)، في وقت كتابة هذا التقرير. وكان الذهب قد بلغ قمة غير مسبوقة عند 2790.15 دولارا يوم الخميس الماضي.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.54% إلى 2743.90 دولارا.