ما حقيقية تزويد أوكرانيا بمدرعات وصواريخ اسبانية؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس، على هامش اجتماع منتدى رامشتاين أمس الثلاثاء، أن إسبانيا سترسل شحنات جديدة من الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، وفق صحيفة "ABC".
وقالت الصحيفة الإسبانية إنه "بعد قيام الدول الحليفة بتحليل وضع الغزو الروسي والاحتياجات الأوكرانية، فإن هذه الإمدادات ستشتمل على مركبات مدرعة، وزوارق قتالية، وقاذفات، وصواريخ مضادة للطائرات، وسيارات إسعاف".
وأضافت أن "المنتدى الذي حضره وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في قاعدة رامشتاين الجوية الألمانية، تناول بالأخص تحليل احتياجات الجانب الأوكراني وتنسيق العمل المشترك لترتيب جدول إرسال الشحنات المطلوبة من أوروبا والولايات المتحدة".
ولفتت إلى دراسة حديثة لمعهد "كيل" للاقتصاد العالمي، وهو مركز بحثي ألماني، حول نوع وحجم المساعدات العسكرية المرسلة لأوكرانيا؛ والتي أظهرت أن "إسبانيا فشلت فشلًا ذريعًا على صعيد الشفافية، بسبب أن حكومة "بيدرو سانشيز" لم يتغير ترتيبها في جدول الجهات المانحة التي ترسل الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، لتبقى في المركز السابع مع كوريا الجنوبية".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
عطوان: ما هي خِيارات إسرائيل وأمريكا في مُواجهة المُسيّرات وصواريخ الفرط صوت اليمنيّة؟
عبد الباري عطوان
تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي، حكومةً ومُستوطنون، حالةً من الذّعر الهستيري هذه الأيّام بسبب الهجمات الصاروخيّة الباليستيّة من نوع “فِلسطين 2” الفرط صوتيّة، جنبًا إلى جنب مع قصفٍ بالمُسيّرات المُتقدّمة، لقلب يافا المحتلة المسماة “تل أبيب”، وإيقاعها إصابات بشريّة خطيرة، وحرائق ضخمة.
حالة الهستيريا هذا انعكست في أربع علامات فارقة:
الأولى: تهديدات أكثر من مسؤول إسرائيلي بشن عدوان ضخم على اليمن على غرار ما حدث في لبنان وقطاع غزة، وحملات اغتيال تستهدف قادة “أنصار الله” السياسيين والعسكريين خاصَّةً السيّد عبد الملك الحوثي.
الثانية: لُجوء أكثر من مِليونيّ مُستوطن إسرائيلي إلى الملاجئ، وانطلاق صافرات الإنذار في أكثر من 80 موقعًا في فِلسطين المُحتلّة طِوال الأيّام الأربعة الماضية.
الثالثة: إغلاق أجواء مطار اللد (بن غوريون) في وجه الملاحة الجويّة، الأمر الذي أحدث حالةً من الإرباك، والفوضى، والعُزلة، والانهيار المعنوي.
الرابعة: إفشال الاحتفالات الإسرائيليّة بإنجازين كبيرين جرى تحقيقهما وفقًا للصّحف العبريّة، وهُما: فرض وقف إطلاق النّار في لبنان، ووقف الهجمات بالتّالي من الحُدود اللبنانيّة الجنوبيّة، والثّاني بإسقاط النظام السوري الذي كان يُجسّد “سُرّة” محور المُقاومة ودُرّته، وتباهى نتنياهو بأنّه هو الذي لعب الدّور الأكبر في تحقيق هذا النّصر.
يسرائيل كاتس وزير الحرب الصهيوني خرج عن كُل الأعراف الإسرائيليّة المُتّبعة بإقراره رسميًّا وللمرّة الأولى، بالمسؤوليّة عن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والسيّد الشّهيد حسن نصر الله في لبنان، وأخيرًا الشّهيد يحيى السنوار في مدينة رفح بالقطاع، وتوعّد بأنّ قادة حركة “أنصار الله” سيُواجهون المصير نفسه، وما حدث في غزة وبيروت من دمارٍ سيتكرّر في صنعاء والحديدة.
أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، ويُثير قلق قيادتهم بشقّيها السياسيّ والعسكريّ، وصول الصّواريخ، والمُسيّرات اليمنيّة إلى قلب المُدُن الكُبرى خاصَّةً يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش (إيلات) ونُزول ملايين المُستوطنين إلى الملاجئ، لأنّ هذا يعني فشل منظومات الدّفاع الجوّي المُتطوّرة جدًّا في اعتراض هذه الصّواريخ، ومنعها من الوصول إلى أهدافها، وعجزها عن توفير الأمن والحماية للمُستوطنين في هذه المُدُن الرئيسيّة ولعلّ تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بشنّ هجمات على المُدُن اليمنيّة، يعكس حجم الألم الذي لَحِقَ بهم جرّاء هذه الهجمات.
اللّافت أنّ هذه التّهديدات، ومن قبلها الغارات الجويّة الإسرائيليّة والأمريكيّة والبريطانيّة على صنعاء والحديدة لم تُحقّق أغراضها في ردع الهجمات الصاروخيّة اليمنيّة، ووقف قصفها للعُمُق الإسرائيلي، بل أعطت نتائج عكسيّة تمامًا تجسّدت في مُواصلة إطلاق صواريخ الفرط صوت، والمُسيّرات الانغماسيّة، والأخطر من ذلك إسقاط طائرة أمريكيّة من نوع “إف 18” المُتطوّرة، وإصابة حاملة الطّائرات الأمريكيّة “هاري ترومان” في البحر الأحمر وهُروبها إلى شّماله تمهيدًا للانسِحاب من المِنطقة أُسوةً بسابقاتها آيزنهاور، ولينكولن، والعديد من المُدمّرات البحريّة الأُخرى.
البيانات العسكريّة اليمنيّة التي وردت على لسان العميد يحيى سريع في الأيّام الثّلاثة الماضية أكّدت أنّ قصف يافا وأسدود وعسقلان في العُمُق الإسرائيلي المُحتل ستتواصل طالما استمرّت حرب الإبادة في قطاع غزة، وجرى دعم هذه البيانات بإطلاق المزيد من صواريخ الفرط صوت والمُسيّرات برُدودٍ سريعة ومُباشرة على التّهديدات الإسرائيليّة، ممّا يعني أنّ اليمن لا يخاف وردّ على الصّاع بعدّة صاعات، ويملك نفسًا طويلًا في الصّمود، ومُسْتَعِدٌّ للتّضحية.
اليمن أصبح رأس حربة محور المُقاومة، وجبهته الرئيسيّة بعد أنْ هدأت الأوضاع في لبنان بعد اتّفاق وقف إطلاق النّار، والتزام المُقاومة الإسلاميّة رُغم الخُروقات، ومن غير المُستبعد أن تُقدّم دولة الاحتلال بدعمٍ أمريكيّ، وربّما عربيّ أيضًا، على خِيارين عسكريين رئيسيين في الأيّام القليلة القادمة:
الأوّل: الذّهاب إلى رأس الأخطبوط، أي إيران، حسب التّوصيف الإسرائيلي، بشن هُجوم ثُلاثي مُوسّع إسرائيلي أمريكي بريطاني لتدميره، حسب توصية ديفيد برنيع رئيس الموساد، لأنّ استهداف صنعاء والحديدة مُجدّدًا لن يُوقف الهجمات اليمنيّة بالصّواريخ والمُسيّرات على العُمُق الفِلسطيني المُحتل.
الثاني: تِكرار السّيناريو السوري في صنعاء، أي مُحاولة تقويض واستنزاف حركة “أنصار الله” الحاكمة، من خلال دعم الجماعات والحركات العسكريّة اليمنيّة المُعادية لها بتزويدها بالأسلحة الحديثة، وتوفير غطاء جوّي لقوّاتها المُهاجمة، وتحشيد دعم إقليمي لهذه الخطوة.
شن عدوان ثُلاثي مُوسّع على اليمن قد يفشل، ويُعطي نتائج عكسيّة، والشّيء نفسه يُقال عن الهُجوم المُتوقّع على إيران، وستكون دولة الاحتلال والقواعد التي قد تتعرّض لقصف بآلاف الصّواريخ الباليستيّة والأسرع من الصّوت، لأنّ خسارة محور المُقاومة لآخر ساحاته، وأكثرها قوّةً وفعاليّة، (اليمن) يعني نهاية هذا المحور وقيادته الإيرانيّة، وخلق شرق أوسط جديد بزعامة “إسرائيل الكُبرى”.
اليمن العظيم لن يستسلم، ولن يُهزَم، مثلما يُنبئنا التّاريخ بانتِصاره على كُلّ الغُزاة السّابقة، ولعلّ صُموده أكثر من ثماني سنوات في الحرب الخليجيّة المدعومة أمريكيًّا ضدّه، يُؤكّد أنّه سيصمد في وجه أيّ حربٍ إسرائيليّة- أمريكيّة- بريطانيّة جديدة تستهدفه، فحاضنته الداخليّة قويّة وصلبة وتستعصى على الكسْر بسبب التِفافها حول قيادتها التي تتجسّد في المُظاهرات المِليونيّة الضّخمة كُل يوم جمعة ولعدّة أشهر تضامنًا مع أهلنا في قطاع غزة.. والأيّام بيننا.