لأربع ليالٍ متتالية.. ظلام دامس يسود منطقة الفيوش بلحج
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
(عدن الغد)خاص.
تقرير: أحمد شلبي
يعاني سُكان منطقة مركز الفيوش بمحافظة لحج من أزمة انقطاع كلي للكهرباء، وصلت إلى أربع ليالي متتالية بعد أن كانت الانقطاعات في الفترة الماضية تؤرق المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة للمنطقة التي تصل لأكثر من 40 درجة، وتلقي أزمة الكهرباء تبعات واسعة على المجال الاقتصادي والإنساني والخدمات الطبية، فيما يلتزم المسؤولون في إدارة الكهرباء بالمحافظة الصمت وعدم التبرير
معاناة المواطنين
يُجبر علي عاطف (46 عاما) على اختيار النوم في فناء منزله تحت ظلال شجرة الديمن (اللوز الهندي)، بسبب الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي على منطقة الفيوش.
ويوضح: “منذ 8 سنوات ونحنُ نعاني من أزمة انقطاعات الكهرباء، ولا نتلقى أي استجابة من السلطات المحلية المتعاقبة في محافظة لحج، مشيرا إلى أن الوضع صعب جدا في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة”.
ويقول عاطف الذي يعمل في إحدى النقاط الأمنية بالمحافظة، ويسكن منزل متواضع من طابق واحد بالقرب من مركز ديني تدعمه السعودية؛ وأنشأت الرياض عشرات المراكز الدينية السنية في مدن الجنوب المحررة من الحوثيين، لمواجهة المد الشيعي الذي تدعمه إيران، ضمن صراع طائفي يدار بالوكالة في اليمن الجنوبي الساعي للعودة الى الدولة السابقة. وهو يسير نحو فناء المنزل، “هذا مكان نومي”. ويضيف وبيده وسادة يضعها في الأرض “في حال اشتد الحر، أنام مع أولادي في الليل في هذا المكان فمنازلنا شديدة الحرارة في الصيف وغياب الكهرباء وانقطاعها معاناة نتجرعها منذ سنوات”.
معاناة تشمل كل شيء
وتواجه مؤسسة كهرباء لحج تحديات عديدة من بينها انعدام الوقود في المحطات والأعطال المتكررة في المولدات المتهالكة التي لا تلقى أي اهتمام من قبل السلطات الرسمية وسرقة أسلاك نقل التيار الكهربائي الضغط العالي والربط العشوائي بالإضافة إلى زيادة الأحمال التي تفوق قدرة المولدات الانتاجية.
ويدفع أهالي منطقة الفيوش ثمن انقطاعات الكهرباء الطويلة، والتي تمس مختلف مناحي الحياة، بما فيها الطبية والخدمات والمواد الغذائية سريعة التلف، بالإضافة إلى تعطل عمل العديد من المرافق، ناهيك عن غياب التكييف في المنازل مع درجات الحرارة المرتفعة.
ويشير عاطف “لا شيء بلا معاناة في بلادنا، فالصحة نعاني منها وكذلك التعليم والرواتب، كل شيء سيئ، وأسوأ ما نمر به في وقتنا هذا هو الانقطاع الكلي للكهرباء لأننا نعتمد عليها في الكثير من الأمور الضرورية في حياتنا”.
وأودى انقطاع الكهرباء الذي صار لعنة مع اشتداد الحرارة بحياة العديد من الأرواح في السنوات الأخيرة، خاصة الأطفال حديثي الولادة ولاسيما أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية فيذهبون في الغالب ضحية موجات الحر الشديدة والتي زادت من حدتها التقلبات المناخية التي فرضتها موجات الحر الشديدة على العالم.
ويلجأ بعض المواطنين في البلد وفي منطقة الفيوش إلى تأمين تغذية كهربائية غير تابعة لمؤسسة الكهرباء من خلال استخدام مولدات كهربائية غالبًا ما تكون ملوِّثة وغير آمنة.
وفي انتظار تحسّن الوضع الراهن، يعيش قاسم عبد الرب، مالك بقالة مواد غذائية، وقد نفد صبره من “غياب السلطة المحلية بالمحافظة والدولة وعدم اكتراثها بأوضاع الناس”.
ويقول “بالأمس، خسرت جميع المنتجات المثلجة في بقالتي بسبب انقطاع الكهرباء الكلي وتعطل المولد الكهربائي، أين الدولة؟ أين المحافظ التركي؟ أين الانتقالي؟ لا حياة لمن تنادي”.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
رحيل السيَاب رائد الشعر الحر في مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم الموافق 24 ديسمبر (كانون الأول) عام 1964 رحل الشاعر العراقي القدير بدر شاكر السيَاب، الذي أحدث نقلة نوعية في شكل القصيدة العربية، واعتبر رائدا من رواد الشعر الحر في الوطن العربي.
نظم السياب الشعر العمودي في بداياته، وعندما درس الأدب الإنجليزي في المرحلة الجامعية تأثر كثيرا بالشعر الغربي، وتعمق فيه واستوقفته الجوانب الشكلية للقصيدة، والتي تختلف عن الشعر العربي، وفي عام 1946 عرفت الساحة الثقافية قصيدة السياب "هل كان حباً" التي تحرر في كتابتها من عدد التفاعيل، بين شطر وآخر ونوّع في استخدام القافية.ثم انتشر هذا اللون من الشعر بين شباب الشعراء في العراق، ومن ثم إلى بلدان أخرى في الوطن العربي وعرف بـ"الشعر الحر"، والسياب من مواليد بلدة جيكور في البصرة، كان والده مزارعا، وكان لديه شقيقان، مصطفى وعبد الله، وكانت أول صدمة تلقاها السياب في طفولته عندما توفيت والدته وهو في السادسة من عمره، ثم أشرفت عليه جدته، وتولت رعايته واحتضانه بمنزلها.
ثم تزوج والده من أخرى، وذاق مرارة اليتم طوال عمره، مما زاد من أحزانه ومأساته، وقد درس المرحلة الإبتدائية بمدرسة سليمان ثم أكمل في ثانوية البصرة، ونجح في الثانوية العامة سنة 1943، فقد كان مجدا ومتميزا عن زملائه.
كتب السياب في عام 1944 أشعار تعكس نضج قصيدته وهو في المرحلة الجامعية، وعرفته الأوساط الأدبية حيث شارك في العديد من الأمسيات الثقافية وبدأ ينشر كتاباته في الصحافة المحلية والعربية.
ولجمالية أشعاره وتأثيرها الثوري انتخبوه الطلبة رئيسا لمجلس اتحاد الطلبة في الجامعة، وفي عام 1946 منع من تقديم امتحاناته الجامعية بتهمة تحريض الطلبة على الإضراب، وفي سنوات لاحقة عام 1949 تم وضعه بالسجن بسبب معارضته لسياسة الحكومة، وتم حرمانه من مزاولة مهنة التدريس حوالي 10 سنوات، فقد كان لديه اتجاهات ثورية انعكست في كتاباته وأشعاره.
وكباقي الشعراء مرهفي الحس، تركت نكبة فلسطين وما تبعها من أحداث آثارا بالغة في نفس السياب، وصار ممن يحملون هم الأمة العربية، ويتبنون قضاياها، وفي عام 1952 سافر إلى الكويت وأقام علاقات فكرية مع عدة كتاب وأدباء، ثم زار بيروت عام 1960 ونشر مجموعة من أشعاره، أشادت بها النخبة الثقافية، ثم نال جائزة مجلة "شعر" عن مجموعته الشعرية "أنشودة مطر"، كما سافر إلى روما وشارك في مؤتمر الأدب المعاصر، بدعوة من المنظمة العالمية لحرية الثقافة.
وفي عام 1962، سافر إلى لندن للعلاج وانتسب إلى جامعة أكسفورد للحصول على شهادة الدكتوراه في الآداب.
كان بدر شاكر السيّاب كادحا، فقد عمل راعيا بمرحلة الطفوله، في وطنه العراق، وبعد تخرجه في الجامعة عمل في عدة مهن تتعلق بالتعليم والثقافة، وصدرت له مجموعة من القصائد والأعمال الشعرية، تميزت بالتمرد على الشعر القديم، كذلك ترجم أشعارا من اللغة الإنجليزية إلى العربية، ومن إصداراته (أزهار ذابلة)، وديوان (أساطير).
وعند نهاية الحرب العالمية الثانية ومع دخول ثقافات مختلفة، بدأ مرحلة جديدة من شعره امتازت بغزارة الإنتاج، فكتب عدة دواويين شعرية أهمها: (أنشودة المطر) و(المعبد الغريق)، و(منزل الأقنان)، و(شناشيل ابنة الجلبي).
ويذكر أن السياب تزوج من إقبال طه عبد الجليل وأنجب منها 3 أولاد، هم غيداء وغيلان وآلاء.