يعقد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، أول مُحادثات مباشرة بينهما، ومن المتوقع أن تتناول اتفاق التطبيع المُحتمل بين السعودية وإسرائيل، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم"، مساء اليوم الأربعاء.

وكان قد أرجأ بايدن توجيه دعوة، طال انتظارها، لنتنياهو بسبب مخاوف بشأن تعديلات قضائية تقيد سلطة القضاة تبنتها الحكومة اليمينية وكذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة.

وبدلاً من الاجتماع في البيت الأبيض، حيث يفضل نتنياهو، انتهى الأمر بترتيب عقد المحادثات بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن تثار مسألة التعديلات القضائية خلال المحادثات إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي وإمكان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، ما سيمثل تطورا كبيرا.

وكان نتنياهو يتوقع زيارة الولايات المتحدة قبل الآن بكثير في ظل تاريخ تعاملاته الطويل مع رؤساء أمريكيين لكن بايدن قاوم الأمر. كما لم تتم دعوة نتنياهو إلى اجتماع في الأشهر الأولى لولاية بايدن في البيت الأبيض عام 2021 وأُقصي بعدها عن السلطة، قبل أن يعود في ديسمبر الماضي.

وفي المقابل، استقبل بايدن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض في يوليو بمناسبة الذكرى 75 لقيام إسرائيل، ومعلوم أن منصب الرئيس في إسرائيل شرفي إلى حد بعيد.

تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإسرائيليين والسعوديين

وتُناقش الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية اتفاقا محتملا يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإسرائيليين والسعوديين وإبرام اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض، لكن ذلك لا يزال بعيد المنال.

وذكر ديفيد ماكوفسكي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في منشور على منصة "إكس"، أن الاجتماع "يحدث بعد 265 يوما من تولي نتنياهو منصبه، وهي أطول فجوة منذ 1964"، وقال: "عظم احتمالات التوصل إلى اتفاق مع السعودية لم يترك خيارا أمام بايدن ونتنياهو سوى الاجتماع معا رغم الاختلافات".

ولم يستبعد مسؤولون أمريكيون عقد اجتماع في البيت الأبيض بين بايدن ونتنياهو في نهاية المطاف.

وسبق أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة تبحث مع السعودية شروط معاهدة دفاع مشترك شبيهة بالاتفاقيات العسكرية مع اليابان وكوريا الجنوبية.

وأوضحت الصحيفة أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تسعى من خلال هذه الاتفاقية لدفع السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشيرة إلى أن "هذه الاتفاقية تقوم على التزام الولايات المتحدة بشكل عام بتقديم الدعم العسكري إذا تعرضت السعودية لهجوم في المنطقة أو على الأراضي السعودية".

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن "التوسط في مثل هذه الصفقة إنجاز سياسي لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، والتي انتقدها المسؤولون الأمريكيون بشدة بسبب مواقفها الآيلة إلى إضعاف السلطة القضائية الإسرائيلية وتشجيعها لبناء المستوطنات في المناطق الفلسطينية".

وهذا الرأي أكده مسؤولون أمريكيون للصحيفة وقالوا إن "هذا الاتفاق الدبلوماسي سيكون بمثابة خطوة مهمة لنزع فتيل التوترات العربية الإسرائيلية وقد يكون له أيضا أهمية جيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة".

وقال إيتان جلبوع، الخبير في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، إن "الاجتماع في البيت الأبيض يرمز إلى العلاقات الوثيقة والصداقة، وعدم إتمام ذلك يظهر عكس ذلك تماما"، مضيفا: "لن يكون الاجتماع وديا، بل سيكون مريرا".

وأقر داني دانون، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة الذي أصبح الآن نائبا في الكنيست عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، بأن اجتماع اليوم "ليس له طابع زيارة البيت الأبيض".

وأشار إلى أن "الاجتماع خال من مظاهر الاحتفال والتقاط الصور التذكارية. مع ذلك، هو اجتماع هادف ومهم للغاية، ويجب أن نكون شاكرين لعقده".

هذا وقلل مسؤولون في إدارة بايدن من أهمية عقد اللقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وليس في واشنطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو السعودية السعودية وإسرائيل بوابة الوفد الولایات المتحدة فی البیت الأبیض تطبیع العلاقات اجتماع فی

إقرأ أيضاً:

إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة

وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة لخصومها في أمريكا وإسرائيل من مغبة الهجوم على منشآتها النووية. 

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز، :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً".

وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".

الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.

وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.

العلاقات الأمريكية الإيرانية تشهد تاريخًا معقدًا ومليئًا بالتوترات، تعود جذورها إلى منتصف القرن العشرين. في البداية، كانت العلاقات بين البلدين ودية نسبيًا، حيث دعمت الولايات المتحدة مشاريع التنمية في إيران. ومع ذلك، تغيرت الديناميكيات بشكل جذري بعد انقلاب 1953، الذي دعمته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وأدى إلى الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم. هذا التدخل الأمريكي أثار استياء قطاعات واسعة من الشعب الإيراني، ما ساهم في تأجيج المشاعر المعادية للغرب.

في عام 1979، حدثت قطيعة كبرى في العلاقات عقب الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه وأقامت جمهورية إسلامية بقيادة آية الله الخميني. تصاعد التوتر بشكل حاد مع أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران، والتي استمرت 444 يومًا. هذه الحادثة تركت أثرًا دائمًا على العلاقة بين البلدين، وأدت إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، استمرت لعقود وأثرت بشكل كبير على اقتصادها.

الخلافات بين البلدين تعمقت في العقود اللاحقة بسبب ملفات رئيسية، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، الذي ترى الولايات المتحدة فيه تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. بينما تؤكد إيران أن برنامجها لأغراض سلمية، تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تقييده عبر العقوبات والضغوط الدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر دعم إيران لجماعات مسلحة في الشرق الأوسط، مثل حزب الله وحماس، نقطة خلاف رئيسية، حيث تتهمها واشنطن بزعزعة استقرار المنطقة.

ورغم فترات قصيرة من الانفراج، مثل التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، إلا أن العلاقات عادت للتوتر بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض العقوبات. اليوم، تستمر العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في التذبذب بين التصعيد والجهود الدبلوماسية، مما يعكس تعقيد المصالح والصراعات الجيوسياسية بينهما.

مقالات مشابهة

  • ترامب يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير المقبل
  • نتنياهو: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأبيض 4 فبراير
  • البيت الأبيض: فريق بايدن أنفق ميزانية الولايات المتحدة مثل البحارة المخمورين
  • متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة استخدمت لشراء واقيات ذكرية
  • ترامب يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض الثلاثاء المقبل
  • البيت الأبيض: ترامب يدعو الدول للتعاون في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • ترامب يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض 4 فبراير المقبل
  • رسميا.. ترامب يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير| تفاصيل
  • ترامب يدعو نتنياهو للقاء في البيت الأبيض 4 فبراير
  • إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة