عربي21:
2025-04-11@07:12:17 GMT

حول الاعتداء على سائح كويتي في مدينة طرابزون التركية

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

أثارت حادثة الاعتداء على سائح كويتي أمام أفراد أسرته في مدينة طرابزون التركية، قبل أيام، ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل النقاش الدائر حول تصاعد موجة العنصرية التي تستهدف العرب عموما واللاجئين السوريين على وجه الخصوص. وأصدرت محافظة طرابزون بيانا أكدت فيه أن "هذا الحادث الفردي المؤسف لا يحظى بتأييد سكان طرابزون بأي شكل من الأشكال، ولا يليق بحسن الضيافة في طرابزون وتركيا"، كما قام وفد رسمي من مديرية أمن المدينة بزيارة السائح الكويتي في المستشفى، للاطمئنان على صحته.



السائح الكويتي الذي أغمي عليه ونقل إلى المستشفى، ذكر أنه ذهب مع أسرته إلى أحد محلات الحلويات، وطلب الشاي وبعض الحلويات التركية، إلا أن خلافا نشب بينه وبين العاملين في المحل حين أحضر أولاده وجبة من أحد المطاعم المجاورة، وقال له النادل وهو سوري الجنسية، إن إحضار الطعام من خارج المحل ممنوع، وطلب منهم ترك الطاولة والخروج من المحل ودفع فاتورة الشاي والحلويات، إلا أنه رفض أن يدفع شيئا، لأنه لم يشرب الشاي ولم يأكل الحلويات، ورد عليه النادل السوري قائلا: "أنتم دائما فيكم عنجهية"، مضيفا أنه ذهب إلى شرطي تركي، ومد يده ليصافحه، إلا أن الشرطي رفض مصافحته، ثم ضربه أحد الأتراك وهجم عليه آخرون، كما اتهم الشرطي بأنه لم يحرك ساكنا أثناء الاعتداء عليه.

حوَّل ذاك التصرف الغبي الذي قام به المواطن غير المسؤول مشكلة لا علاقة للأتراك بها إلى قضية ضد تركيا. ولا ندري إن كان قد قام باعتدائه على السائح الكويتي بدوافع عنصرية، إلا أنه من غير المستبعد أن يكون تحت تأثير الدعاية السوداء وحملات التحريض التي تستهدف السوريين والعرب، لأن إثارة المشاعر العنصرية تحرك أولا أجهل طبقات المجتمع، ليقوم هؤلاء السفهاء بأعمال تضر بلادهم، ظنا منهم أنهم يخدمونها بها
مدير المحل السوري سجل مقطع فيديو ليرد على السائح الكويتي، وذكر أنهم أبلغوه بكل احترام بأن إحضار الطعام من خارج المقهى ممنوع، حين أتى أولاده بوجبة دجاج وسندويشات، إلا أن السائح الكويتي بدأ يصرخ ويشتم، وقال "جب لي مديرك"، وهجم على النادل وأراد أن يضربه، ورفض أن يدفع الحساب، وقال لهم "أنا أشتكي عليكم"، وذهب إلى شرطي، ومد يده ليصافحه، إلا أن الشرطي لم يسلم عليه، ثم بدأ يتهم الأتراك بالعنصرية، وقام أحد الأتراك بوضع يده على فم السائح الكويتي في محاولة لتهدئته.

المشكلة في أساسها، بغض النظر عن الاتهامات المتبادلة، خلاف بين السائح الكويتي والعاملين في المقهى بسبب إحضار الطعام من خارج المحل، وهو ما تتفق عليه كلتا الروايتين. ويعلم الجميع أن هذا نظام معمول به في جميع أنحاء العالم، وأن معظم المقاهي والمطاعم لا تسمح بإحضار الطعام والشراب من الخارج. وفي بعض الأحيان يتشدد أصحاب المحلات والعاملين فيها أكثر مما ينبغي، كما حدث معي حين جاء أخ مصري عزيز مقيم في الولايات المتحدة لزيارتي في مدينة قونيا التركية، وذهبت معه إلى إحدى حدائق الشاي التابعة للبلدية، وكان صاحبي عطشانا، واشترى "عيران" في الطريق، وشرب نصفه، ودخلنا الحديقة وفي يده قارورة العيران. ولما جلسنا جاء النادل ليسأل عن طلباتنا وقال لنا: "إحضار الشراب من الخارج ممنوع". وهو نظام لا أؤيده، على كل حال، وأقول لأهلي وأصدقائي: "لو كان لي مقهى لكتبت بحروف كبيرة أنه يسمح للزبائن بإحضار الطعام والشراب من الخارج".

محافظة طرابزون ذكر في بيانها أن المعتدي على السائح الكويتي قال إنه اعتقد أن السائحين يقاومان أفراد الشرطة الذين تدخلوا لتهدئة الشجار، إلا أن هذا التبرير غير مقبول على الإطلاق. ولذلك، تم توقيفه وأمر القضاء بحبسه على ذمة التحقيق.

وحوَّل ذاك التصرف الغبي الذي قام به المواطن غير المسؤول مشكلة لا علاقة للأتراك بها إلى قضية ضد تركيا. ولا ندري إن كان قد قام باعتدائه على السائح الكويتي بدوافع عنصرية، إلا أنه من غير المستبعد أن يكون تحت تأثير الدعاية السوداء وحملات التحريض التي تستهدف السوريين والعرب، لأن إثارة المشاعر العنصرية تحرك أولا أجهل طبقات المجتمع، ليقوم هؤلاء السفهاء بأعمال تضر بلادهم، ظنا منهم أنهم يخدمونها بها، كما قام بعضهم في صيف 2015 بالاعتداء على السياح الكوريين الجنوبيين، احتجاجا على ما يتعرض له الأتراك الأيغور من ظلم وقهر على يد السلطات الصينية، لأنهم ظنوا أن هؤلاء السياح صينيون.

حوَّل ذاك التصرف الغبي الذي قام به المواطن غير المسؤول مشكلة لا علاقة للأتراك بها إلى قضية ضد تركيا. ولا ندري إن كان قد قام باعتدائه على السائح الكويتي بدوافع عنصرية، إلا أنه من غير المستبعد أن يكون تحت تأثير الدعاية السوداء وحملات التحريض التي تستهدف السوريين والعرب، لأن إثارة المشاعر العنصرية تحرك أولا أجهل طبقات المجتمع، ليقوم هؤلاء السفهاء بأعمال تضر بلادهم، ظنا منهم أنهم يخدمونها بها
الحكومة التركية أخطأت في بداية الموجة حين قالت إن اللاجئين السوريين سوف يعودون إلى بلادهم، كما بدت وكأنها تحاول إرضاء العنصريين، وهذا الموقف الضعيف شجع العنصريين وأظهر الخطاب العنصري وكأنه طلب شعبي مشروع. ولتصحيح ذاك الخطأ، يجب أن تعلن الحكومة بلهجة صارمة أن السياح واللاجئين في حماية القانون التركي وأن أي اعتداء عليهم يعتبر تمردا على الدولة التركية وأمنها القومي، ليعبر بعد ذلك من لا يؤيد سياسة الحكومة بحق اللاجئين عن آرائهم عبر صناديق الاقتراع، علما أن معظم هؤلاء العنصريين لن يصوتوا لحزب العدالة والتنمية حتى لو تم طرد كافة اللاجئين.

السائح الكويتي وراءه دولته وسفارة بلاده، وأما اللاجؤون السوريون فلا بواكي لهم، للأسف، مع أنهم أكبر المتضررين من موجة العنصرية. وبدأت الحكومة التركية تتحرك مؤخرا لقطع دابر حملات التحريض، وتم اعتقال عدد من الذين يديرون حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تروج شائعات وأنباء كاذبة بهدف إثارة الفتنة. ويبشرنا وزير العدل التركي، يلماز تونتش، بأن دعاوى قضائية في الطريق لمعاقبة مرتكبي الجرائم العنصرية، إلا أننا نأمل أن لا تأتي تلك المعاقبة بعد خراب البصرة. كما ندعو رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أن يشعر بأن دماء اللاجئين السوريين وأرواحهم وأمنهم وأمانهم أمانة في رقبته، على القول المأثور لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو أن شاة هلكت بشط الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنها".

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العنصرية العرب تركيا اللاجئين أردوغان تركيا أردوغان العرب لاجئين العنصرية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على السائح الکویتی التی تستهدف إلا أنه إلا أن

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: استقبال السائح واجب على المسلمين بمراعاة حسن الخلق والمظهر

أكد الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السائح عندما يأتي إلى أي دولة، فإنه يبحث عن الاستقبال اللائق الذي يعكس الكرم والاحترام، ويرغب في أن يُعامل بحفاوة، بما في ذلك الإقامة في أفضل الأماكن، واستخدام أفضل وسائل النقل، وتمهيد الطرق له بكل سهولة ويسر.

وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، بحلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس إلى أن سيدنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصى المسلمين بضرورة الاستقبال الجيد للضيوف، موضحًا أن الحديث الشريف يشير إلى ضرورة أن يستقبل المسلم ضيفه في أفضل الثياب وأحسن المظاهر، وأنه يجب على المسلم أن يهيئ له أفضل وسائل النقل مثل السيارة أو الباص أو القطار، بحيث تكون الوسائل في أفضل صورة.

وتابع: النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا أن الضيافة تُظهرنا أمام الناس بشكل مميز، ويجب أن تكون الاستضافة بهذا الشكل لتكون مميزة وتظهر بأحسن صورة، ويجب أن يكون المسلم دائمًا في أفضل مظهر، حيث يُنصَح بأن يرتدي ثيابًا نظيفة ومرتبة، ويكون في أفضل حالاته، فلا يظهر في مظهر سيء أو متسخ.

وتطرق إلى أهمية الآداب اللفظية أثناء الاستقبال، حيث يجب أن يتحلى الشخص بالـ أخلاق الحميدة، فيظل الكلام مهذبًا، ولا يصدر عنه أي كلام جارح أو تنمر، ولا ينبغي أن يكون صوته مرتفعًا، مؤكدا على ضرورة أن يُظهر المسلم أدبًا في الحديث، ويجب أن يكون الصوت ملائمًا ليفهمه السائح بدون أي مشقة أو ضجر.

مقالات مشابهة

  • المغرب يستقطب 4 ملايين سائح في 3 أشهر ويواصل صعوده كوجهة عالمية
  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي
  • وزارة السياحة تسجل توافد 4 ملايين زائر على المملكة خلال الربع الأول من 2025
  • أمين الفتوى: استقبال السائح واجب على المسلمين بمراعاة حسن الخلق والمظهر
  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي «فيديو»
  • تألق كويتي لافت في بطولة أندية غرب آسيا لألعاب القوى بالدوحة
  • وفاة مشجع تركي قبيل خسارة كبيرة لفريقه
  • ضبط سيدة بتهمة الاعتداء على رضيعتها فى مدينة 6 أكتوبر
  • وفاة راقصة شابة في مدينة كوجالي التركية! المدينة بأكملها تتحدث عن الحادث
  • ملياردير كويتي يعرض وظيفة على شابة مغربية بعد فضحها لمايكروسوفت