بحسب المكتب السياسي للحزب الشيوعي فإن التصعيد المستمر والمتنامي للحرب من قبل الجيش بالقصف الجوي ومدفعية مليشيا الدعم السريع أدى لتزايد اعداد الشهداء من المواطنين الأبرياء.

الخرطوم: التغيير

اتهم الحزب الشيوعي السوداني الجيش وقوات الدعم السريع بتحويل العمليات العسكرية في أحياء ومدن العاصمة وإقليم دارفور إلى “مجازر بشرية”.

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان له اليوم الأربعاء، إن التصعيد المستمر والمتنامي للحرب من قبل الجيش بالقصف الجوي ومدفعية مليشيا الدعم السريع أدى لتزايد اعداد الشهداء من المواطنين الأبرياء والامهات والأطفال والعجزة والمسنين.

ولفت البيان إلى تصاعد وتيرة القتال في قلب العاصمة صبيحة إعلان الدعم السريع عزمه تكوين حكومة بالخرطوم في رد على عزم البرهان تكوين الحكومة ببورتسودان.

وأضاف: “تصاعدت الحرب في كل ركن من العاصمة بكافة انواع الأسلحة محدثة دماراً هائلاً في المنشآت والمؤسسات العريقة الهامة وسقط الضحايا من المدنيين”.

تصعيد خطير

وأدان المكتب السياسي للحزب ما وصفه بـ “التصعيد الخطير” الذي يدمر مقدرات البلاد المادية والبشرية ويقود إلى حرب شاملة يُفقد فيها الوطن نفسه.

كما أدان تكوين الحكومتين وما يعنيه ذلك من تقسيم للبلاد، قال إنه لطالما تم التخطيط له داخليا وخارجيا.

وأوضح أنه عندما بدأ الشعب رجالا ونساء مقاومة استمرار الحرب وتدخل قوى الظلام الاسلاموية عن طريق اللواءت ومليشياتهم، جن جنونهم ولجأوا للسلاح القديم المعهود وبدأوا باعتقال الناشطين.

وتابع: “في محاولة يائسة لاقحام الحزب وجعله زوراً طرفا في المعارك الحربية الدائرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق التي تقودها الحركة الشعبية وتجريد الحزب من موقفه الثابت الداعي للكفاح والنضال السلمي المجرب في إسقاط الطغاة وتكوين جبهة جماهيرية عريضة لإيقاف الحرب واسترداد الثورة، مارست حكومة الولاية نشاطا محموما في المنطقة بالتحقيقات الأمنية والاعتقالات والتهديد المتنوع في محاولة يائسة لوصم الحزب الشيوعي بتهمة الخيانة الوطنية”.

تخريب منظم

ونوه بيان المكتب السياسي للحزب إلى أن” فلول النظام الاسلامي الساقط” مازالوا يمارسون التخريب المنظم وسط الجيش والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن وفي بعض الولايات بدعم الشيوخ والعمد ورجال الإدارة الاهلية (غير المؤهلة) لاختطاف اسماء الجماهير ومناطقهم ومدنهم والمتاجرة بها سياسيا لتأجيج نيران الحرب.

بجانب التحضير لما وصفها البيان بـ “الخطة(ب)” وتحويل الحرب (لحرب اهلية) في حال فشلهم في الاجهاز على جذور الثورة بالحرب العبثية بين الفلول (العسكريين والمدنيين) مع مليشيا قوات الدعم السريع وتحقيق نصر عليها للانفراد بالسلطة وثروات السودان.

وأضاف البيان: “بجانب آخر، تسابق مليشيا الدعم السريع الزمن لتأسيس تنظيم سياسي بديل تحسبا لمتغيرات الحرب في الوقت المناسب، ولكن الشعوب تتعلم من تجاربها”.

الوسومالجيش السوداني الحزب الشيوعي السوداني حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني الحزب الشيوعي السوداني حرب الجيش والدعم السريع قوات الدعم السريع الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع

حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع، ولن يعني ما سيكتب في أوراقها وإعلاناتها أي شيء. سيعتمد الدعم السريع، كما فعل دائمًا، على سلاح مليشياته وأموال الذهب المهرب وأموال المواطنين من الغنائم، وعلى أموال ونفوذ الإمارات، وهي التي ستحدد لحميدتي ووزرائه وللذين اختاروا التحالف معه كل شيء.

ستضاف حكومة الجنجويد إلى مشاريع الإمارات في ليبيا واليمن والصومال، وهي المشاريع الانفصالية والاستقلالية، والتي تسعى عبرها إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية من موارد الشعوب المنهوبة، وإلى توسيع نفوذها في المنطقة واستخدامها كأدوات للمساومة على القضايا والملفات الإقليمية، ليصب كل ذلك في اتجاه تموضع تسعى إليه كلاعب سياسي واقتصادي وأمني رئيسي في المنطقة لا يمكن تخطيه من قبل اللاعبين الأساسيين في العالم. ولا يهمها في سبيل ذلك إن تقسمت الدول أو ماتت شعوبها أو تشردت.

ولكن السودان ليس كغيره، وربما ذلك أمر قد تمت ملاحظته مبكرا منذ بداية الحرب. فلقد خسرت الإمارات بسبب دعمها للجنجويد على مستوى الرأي العام العالمي كما لم يحدث في كل تجاربها السابقة، وستستمر في الخسارة. كما أن الدعم السريع يختلف عن كل المشاريع الأخرى، فهو مليشيا متهمة بأفظع جرائم الحرب، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية. جماعة عسكرية أسسها النظام البائد لتحصين نفسه من التمرد والانقلابات وتضخمت تباعا لتصبح شركة أسرية تعمل من أجل المال والسلاح والسلطة بلا أي مشروع. في هذه الحرب ظل الدعم السريع يحاول في كل حين أن يعتنق مشروعًا جديدًا، بدءًا من حرب في سبيل الديمقراطية، إلى حرب ضد ما يسمى بـ “دولة 56” الظالمة، وصولًا إلى حرب ضد قبيلة أو قبيلتين. وكلها محاولات فاشلة لإضفاء شرعية على المشروع الأساسي، وهو دولة عائلة حميدتي المالكة.

لن تسمح الفظائع التي عايشها السودانيين من عنف المليشيا قديمًا، والآن في هذه الحرب التي دخلت كل البيوت بتغيير الرأي العام، الذي انحاز بصورة غير مسبوقة ضد الدعم السريع وفظائعه وانتهاكاته. ولن تؤثر في ذلك محاولات تجميل مصطنعة من مشاريع مستعارة بعضها عظيم كالسودان الجديد للزعيم الراحل جون قرنق، مشاريع قرر قادتها اليوم أن مصالحهم التكتيكية تتقاطع مع بنادق وذهب وأموال الجنجويد والإمارات، ليهزموا أنفسهم لا المشاريع. وستظل دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية والسودان الجديد والجيش الواحد القومي البعيد عن الصراع السياسي أهداف نضال الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني عبر السنين، وأهداف الثورة التي خرجت ضد النظام البائد الذي صنع الجنجويد ومكنهم وأرسلهم ليحاربوا خارج البلاد ومكنهم من صنع علاقاتهم الخارجية المستقلة و امبراطوريتهم الاقتصادية.
لن نستطيع بصورة عملية مقاومة الحرب واستمرارها وسيناريوهات تمزيق السودان بدون الحديث بوضوح عن الدول التي تتدخل في الصراع السوداني ومن قبله لعقود عبر استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية، من الإمارات ومصر، إيران، تركيا والسعودية وغيرها من الدول التي تدعم الحرب بالسلاح والمال والنفوذ وتتجه بالحرب في السودان إلى حرب كاملة بالوكالة لا يملك السودانيين من العسكريين والمدنيين القرار في استمرارها أو إيقافها. لتستمر أو تتوقف حينها في سبيل أجندات تلك الدول الخاصة التي تسعى لتحقيقها من خلال دماء وأرواح ومقدرات السودانيين.

أخيرا، تمزيق السودان لن يتم عبر سلطة أو حكومة الجنجويد الموازية، بل يمكن أن يحدث فعليا فقط إذا لم تتوقف آلة الكراهية البغيضة التي أشعلتها الحرب والتي تستثمر فيها العديد من الجهات، هذه الكراهية التي تزيد بسببها الشقة الاجتماعية بين مكونات السودان، تلك التي تنفي مواطنة البعض والتي تصنف الناس على أساس مناطقهم، قبائلهم، إثنياتهم وأديانهم لتمنحهم الحقوق أو تنزعها عنهم، والتي تعتبرهم محاربين أو مسالمين إذا كانوا من هذه القبيلة أو تلك والتي تسترخص دماء بعض السودانيين وتجعلها أقل من دماء سودانيين آخرين. وهي عنصرية وكراهية وتعصب ليست وليدة الحرب، ولكنها أشعلتها وزادتها ضراما وهي بدورها تعود لتزيد من اشتعال وتأجيج الحرب. كراهية يتمزق السودان من خلالها كل يوم وبسلطة وحكومة موازية أو بدونها.

محمد ناجي الأصم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستعيد مدينة القطينة من مليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في أم درمان
  • قوى سياسية توجه دعوة الى الجيش السوداني والدعم السريع والمؤتمر الشعبي يوضح مشاركة علي الحاج في اجتماعات بنيروبي
  • إتحاد عام جبال النوبة يؤكد دعمه ومساندته للقوات المسلح ويستنكر تحالف الحركة الشعبية مع مليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • مصادر: تعديلات دستورية تجريها حكومة السودان.. والدعم السريع يشكل حكومة موازية
  • حكومة السودان تدخل تعديلات دستورية والدعم السريع يبحث تشكيل حكومة موازية
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار يُصرح بشأن الحكومة الموازية ويفتح النار على الحلو وتقدم
  • «الشيوعي السوداني» يدعو لمناهضة محاولات إضفاء شرعية لأطراف الحرب