من قصة نجاح إلى أسوأ أداء لاقتصاد متطور.. ماذا حصل لألمانيا؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
خلال الجزء الأكبر من القرن الحادي والعشرين، حققت ألمانيا نجاحاً اقتصادياً تلو الآخر، إذ سيطرت على الأسواق العالمية للمنتجات الراقية مثل السيارات الفاخرة والآلات الصناعية، وباعت سلعاً كثيرة لبقية العالم حتى أن نصف الاقتصاد كان يعتمد على الصادرات.
جاءت الضربة الثانية من الصين الشريك التجاري الرئيسي لبرلين
وكانت الوظائف وفيرة، ونمت خزائن الحكومة المالية مع غرق دول أوروبية أخرى في الديون، وتم تأليف كتب حول ما يمكن أن تتعلمه الدول الأخرى من ألمانيا.
ولكن وكالة "أسوشيتد برس" تقول في تقرير لها إن ألمانيا أصبحت صاحبة أسوأ الاقتصادات المتقدمة أداءً في العالم، ويتوقع كل من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي انكماشها هذا العام.
وأثار الأداء الضعيف المفاجئ لأكبر اقتصاد في أوروبا موجة من الانتقادات والقلق والنقاش حول المضي قدماً.
وقال كريستيان كولمان، الرئيس التنفيذي لشركة الكيماويات الألمانية الكبرى Evonik Industries AG، إن ألمانيا تخاطر بـ "تراجع التصنيع"، لأن ارتفاع تكاليف الطاقة وتقاعس الحكومة عن حل المشكلات المزمنة الأخرى يهدد بإرسال مصانع جديدة ووظائف ذات رواتب عالية إلى أماكن أخرى.
رموز النجاحمن مكتبه في الطابق الحادي والعشرين في مدينة إيسن غرب ألمانيا، يشير كولمان إلى رموز النجاح السابقة عبر منطقة وادي الرور الصناعية التاريخية: مداخن مصانع المعادن، وأكوام النفايات العملاقة من مناجم الفحم المغلقة الآن، ومجمع ضخم للنفط التابع لشركة بريتيش بتروليوم.. المصفاة ومنشأة إنتاج المواد الكيميائية المترامية الأطراف التابعة لشركة إيفونيك.
Germany went from envy of the world to the worst-performing major developed economy. What happened? https://t.co/iAE9a2afiR pic.twitter.com/b7s2AfKFwX
— Rodolfo TIM BETA (@RodolfoLemoss) September 19, 2023وفي هذه الأيام، أصبحت منطقة التعدين السابقة، حيث كان غبار الفحم يسبب اسوداد الملابس المعلقة، إلى رمز لتحول الطاقة، حيث تنتشر توربينات الرياح والمساحات الخضراء.
وقال كولمان لوكالة أسوشيتد برس، إن فقدان الغاز الطبيعي الروسي الرخيص اللازم لتشغيل المصانع، "ألحق ضرراً مؤلماً بنموذج الأعمال في الاقتصاد الألماني.. نحن في وضع نتأثر فيه بشدة -نتضرر- بسبب عوامل خارجية".
وبعد أن قطعت روسيا معظم إمداداتها من الغاز عن الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى أزمة طاقة في الكتلة المكونة من 27 دولة والتي كانت تحصل على 40% من الوقود من موسكو، طلبت الحكومة الألمانية من شركة إيفونيك أن تبقي محطة الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي أنشئت في الستينيات تعمل بالطاقة الشمسية.. بضعة أشهر أطول.
وتتحول الشركة بعيداً عن المصنع الذي تعمل مدخنته المكونة من 40 طابقاً على إنتاج المواد البلاستيكية والسلع الأخرى، إلى مولدين يعملان بالغاز يمكن تشغيلهما لاحقاً بالهيدروجين وسط خطط لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2030.
حلول مقترحةولفتت الوكالة إلى أن أحد الحلول التي نوقشت بشدة هو وضع سقف تموله الحكومة على أسعار الكهرباء الصناعية، لمساعدة الاقتصاد على التحول إلى الطاقة المتجددة.
وقد واجه الاقتراح الذي قدمه نائب المستشار روبرت هابيك من حزب الخضر مقاومة من المستشار أولاف شولتز، وهو ديمقراطي اشتراكي وشريك في الائتلاف المؤيد لقطاع الأعمال الديمقراطيين الأحرار.. ويقول أنصار البيئة إن ذلك لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ويؤيد كولمان ذلك، قائلاً: "لقد كانت القرارات السياسية الخاطئة هي التي أدت في المقام الأول إلى تطوير تكاليف الطاقة المرتفعة هذه وأثرت عليها، ولا يمكن الآن أن تتحمل الصناعة الألمانية والعمال الألمان الفاتورة".
ارتفع سعر الغاز إلى ضعف ما كان عليه في عام 2021 تقريباً، ما أضر بالشركات التي تحتاج إليه للحفاظ على الزجاج أو المعدن ساخناً ومنصهراً على مدار 24 ساعة يومياً، لصنع الزجاج والورق والطلاءات المعدنية المستخدمة في المباني والسيارات.
وجاءت الضربة الثانية من الصين، الشريك التجاري الرئيسي لبرلين والتي تعاني من تباطؤ بعد عدة عقود من النمو الاقتصادي القوي.
لقد كشفت هذه الصدمات الخارجية عن تصدعات في أساس ألمانيا تم تجاهلها خلال سنوات من النجاح، بما في ذلك التأخر في استخدام التكنولوجيا الرقمية في الحكومة والشركات، والعملية المطولة للحصول على الموافقة على مشاريع الطاقة المتجددة التي تشتد الحاجة إليها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
الحكومة: استطعنا تأمين استقرار الدولة للحفاظ على النمو الاقتصادي
قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إن خريطة العالم يعاد تشكيلها على كافة المستويات، معقبا:" قدر مصر الوجود فى منطقة شديدة السخونة والاضطرابات".
وأضاف مدبولى، خلال لقاء مفتوح مع المستثمرين، نقلته قناة "اكسترا نيوز"،التوترات الدولية فرضت على الاقتصاد المصرى تحديات كبيرة للغاية.
وتابع مدبولى: تمكنا من الحفاظ على استقرار وسلامة وأمن الدولة فى محاولة للحفاظ على الاقتصاد والحفاظ على النمو الاقتصادى.
وأوضح مدبولى نأمل جنى ثمار الاصلاح خلال العام المقبل وتحقيق نسبة نمو تتجاوز الـ 4% وبعد ذلك 7%.
واشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن القطاع الخاص الاساس فى المعادلة بإعتباره قاطرة التنمية.