مسؤول سوري يتحدث لـ “أثير” عن الدور العماني في استعادة الآثار السورية
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
خاص – مكتب أثير في سوريا
كتبت: ليزا ديوب
حب العمانيين لحضارتهم بشكل خاص وللحضارات الإنسانية وتقديرهم لها بشكل عام، كان المحرك والدافع الأساسي لما قام به المتحف الوطني العماني من خلال مساندة أشقائهم السوريين في معركتهم للدفاع عن تراثهم وآثارهم.
بهذه الكلمات كانت بدايةُ حوار “أثير” مع مدير الآثار والمتاحف السورية محمد نظير عوض الذي روى لنا الدور الأساسي والمهم الذي قام به المتحف الوطني العماني في إعادة الآثار السورية، حيث قال :هذا هو دور المتاحف الأصيلة، دور الشعوب المثقفة بثقافة السلام التي يعرفها العمانيون، فهم أيضاً في بلدهم لديهم حضارة عريقة مغرقة في القدم ويدركون أهميتها.
وأضاف: “علاقة عمان مع سوريا علاقة قديمة وليست وليدة الحرب وتتطور بشكل دائم، علاقة تعاون أخوي، ولمسنا في كثير من المحطات لهفة من الأخوة العمانيين لتقديم المساعدة، لا سيما المساعدة في إعادة الآثار السورية وكانت أحدث محطاتها رحلة القطع الأثرية السورية التي هُربت إلى الخارج وصُودرت ثم عُرضت في المتحف البريطاني. وبعد متابعة من مكتب الاسترداد في المديرية العامة، تم الاتفاق مع البريطانيين على إمكانية استعادة هذه القطع من خلال وسيط وكان الوسيط هو المتحف الوطني العماني الذي تبنى هذه المهمة بكل تفاصيلها وأخذ على عاتقه ونفقته الخاصة استعادة هذه القطع وترميمها ونقلها بدءًا من بريطانيا مرورًا بعمان ووصولًا إلى مطار دمشق الدولي ليجري نقلها الى المتحف الوطني في دمشق.
وحول الاتفاقية التي أُبرمت مع المتحف الوطني العماني ،قال مدير الآثار والمتاحف السورية إن التعاون مع عمان تعاون قديم تطور خلال الأزمة لتبرم وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار و المتاحف اتفاقيةً مع المتحف الوطني العماني، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية الإطارية تابعناها مع الجانب العماني بأكثر من شكل من أشكال التعاون، فمثلاً قدموا المساعدة لترميم الأبنية الأثرية المهدمة في حلب والمساعدات اللوجستية كأجهزة للإسهام في أعمال التوثيق وأعمال المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، وتطور الأمر بعد ذلك ليستقبلوا مجموعة كبيرة من الآثار السورية المتضررة من جراء الحرب ويقوموا بترميمها بالكامل بأيدٍ وخبراتٍ عمانيةٍ صرفة، أما من أجل ترميم الحجر فقد استجلبوا خبراء من روسيا الاتحادية وتكفل المتحف الوطني العماني بدفع كافة التكاليف، لتتم نهاية هذه المرحلة واكتمالها بانتهاء أعمال ترميم القطع.
كما أوضح بأن المرحلة التالية بدأت بعرضها ضمن أهم صالة في متحف عمان الوطني وافتتح المعرض على أعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي والحكومي في كلا البلدين ليتاح للزوار العمانيين والسياح الأجانب فيما بعد مشاهدة هذه الآثار السورية.
وأشار إلى أن الأمر لم يقتصر من خلال هذه الاتفاقية على المساعدة في حفظ وصون التراث والآثار السورية بل تجاوزها إلى التبادل بين المتحفين، حيث أرسل المتحف الوطني العماني اثنتين وثلاثين قطعة أثرية عرضت في المتحف الوطني في دمشق لمدة ستة أشهر لتنقل بعدها إلى متحف حلب لمدة ستة أشهر أيضًا، وقال: “القطع العمانية التي عرضت تتعلق بثقافة البخور والزي العماني وبالكثير من أشكال التراث المادي العماني وثقافة العمانيين بكونها واحدة من أهم المناطق التي تقع على طريق الحرير والتي تسمى مسالك الحرير أو مسالك اللبان، حيث كان اللبان يأتي من تلك المنطقة إلى عموم الأرجاء حول العالم وهو ما تؤكده الكشوفات التي تتعلق ببعض المباخر الصغيرة التي كانت تستعمل اللبان أو أنواعًا أخرى من البخور تأتي من عمان واستخدمت في الأماكن المقدسة وهي موجودة لدى السوريين حتى اليوم، وكان اللبان الذي يأتي من عمان يُكيف ليصبح جزءًا من صناعة أنواع الصابون والعطور وغير ذلك”.
وحول آفاق المستقبل وما تحتويه من خطط قال: “الاتفاقية ما زالت سارية المفعول وأرسلنا جدولًا بعدد كبير من القطع الأثرية ليختار الأخوة في عمان عددًا منها ليتم إرسالها إلى عمان وترميمها وتدريب عددٍ من السوريين ثم افتتاح معرض لهذه القطع “. أضاف: أن التعاون مستمر بأشكال مختلفة في كل عام ويتم الاتفاق على جملة من الأنشطة ما بين الطرفين في عام 2024.
كما أكد أن ما قام ويقوم به المتحف الوطني العماني والأخوة في عمان على مختلف الأصعدة وليس فقط التراثية منها قيّم للغاية وهو رسالة معنوية مهمة مضمونها الأساسي هو نقل ثقافة السلام والمحبة والإنسانية من عمان الأصالة إلى كل أصقاع الأرض.
*صورة الموضوع من المتحف الوطني العماني
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
السفير العماني: التضامن العربي في مجال النقل ضرورة ملحة.. والاستثمارات مع مصر في تزايد
وسط التحديات الراهنة التي تواجه العالم العربي، جاء اجتماع مجلس وزراء النقل العرب في دورته السابعة والثلاثين ليشكل منصة حيوية لتبادل الآراء والخبرات ولطرح مبادرات لتعزيز النقل العربي وتطوير قطاع النقل بين الدول العربية، وتبني استراتيجيات حديثة تواكب التطورات العالمية، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق أكد السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الاجتماع الأخير لمجلس وزراء النقل العرب، الذي عُقد في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أسفر عن مجموعة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاون بين الدول العربية في مجالات النقل المختلفة. قائلا : " أن التضامن العربي في مجال النقل أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العربية والعالمية الحالية"
وفي تصريحات صحفية، أوضح الرحبي أن النمو الملحوظ في الاستثمارات العمانية في مصر في تزايد، لافتا الى ارتفاع نسبة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين بنسبة تتجاوز 31% خلال السنوات الثلاث الماضية. وأكد أن هذه الزيادة تعكس العلاقات الإيجابية المستمرة بين البلدين، بفضل توجيهات القيادة السياسية في عمان ومصر، والتي تركز على جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
علاوة على ذلك، أشار السفير العماني إلى أن سلطنة عمان تتبنى رؤية استراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود العربية في مجال النقل. وأوضح أن هذا التوجه يعكس رغبة عمان في تعزيز التجارة البينية وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية.
وأوضح الرحبي أن اجتماع وزراء النقل العرب برئاسة الدكتور طارق حسني سالم، وزير النقل والمواصلات الفلسطيني، ناقش العديد من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك تطوير الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، التي تعد أحد الإنجازات البارزة للجامعة العربية. ووصف الرحبي الأكاديمية بأنها تمثل "إشراقة مضيئة" في مسعى الجامعة العربية لتعزيز قدراتها العلمية والتكنولوجية، معرباً عن أمله في استمرار التطوير وتحقيق التضامن بين الدول العربية.
وأشار سفير عمان أن الاجتماع تناول التحديات التي تواجه النقل البحري في المنطقة، في ضوء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ولبنان، مما أثر بشكل كبير على حركة الملاحة. وأكد السفير الرحبي على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لضمان استقرار الملاحة البحرية، مشدداً على أهمية دعم الدول العربية لفلسطين في ظل الظروف الراهنة.
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى القرارات التي اتخذتها القمة العربية الإسلامية الأخيرة في الرياض، والتي أكدت على ضرورة دعم الفلسطينيين وتوجيه الأنظار العالمية لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة. وأكد الرحبي على أهمية حشد الجهود العربية والدولية لوقف الحرب وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية.
في الختام، يمثل الاجتماع الأخير لمجلس وزراء النقل العرب خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العربي وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع النقل، مما يسهم في دعم الاقتصادات العربية وتطويرها في مواجهة التحديات الحالية.