خاص – مكتب أثير في سوريا
كتبت: ليزا ديوب

حب العمانيين لحضارتهم بشكل خاص وللحضارات الإنسانية وتقديرهم لها بشكل عام، كان المحرك والدافع الأساسي لما قام به المتحف الوطني العماني من خلال مساندة أشقائهم السوريين في معركتهم للدفاع عن تراثهم وآثارهم.

بهذه الكلمات كانت بدايةُ حوار “أثير” مع مدير الآثار والمتاحف السورية محمد نظير عوض الذي روى لنا الدور الأساسي والمهم الذي قام به المتحف الوطني العماني في إعادة الآثار السورية، حيث قال :هذا هو دور المتاحف الأصيلة، دور الشعوب المثقفة بثقافة السلام التي يعرفها العمانيون، فهم أيضاً في بلدهم لديهم حضارة عريقة مغرقة في القدم ويدركون أهميتها.

وأضاف: “علاقة عمان مع سوريا علاقة قديمة وليست وليدة الحرب وتتطور بشكل دائم، علاقة تعاون أخوي، ولمسنا في كثير من المحطات لهفة من الأخوة العمانيين لتقديم المساعدة، لا سيما المساعدة في إعادة الآثار السورية وكانت أحدث محطاتها رحلة القطع الأثرية السورية التي هُربت إلى الخارج وصُودرت ثم عُرضت في المتحف البريطاني. وبعد متابعة من مكتب الاسترداد في المديرية العامة، تم الاتفاق مع البريطانيين على إمكانية استعادة هذه القطع من خلال وسيط وكان الوسيط هو المتحف الوطني العماني الذي تبنى هذه المهمة بكل تفاصيلها وأخذ على عاتقه ونفقته الخاصة استعادة هذه القطع وترميمها ونقلها بدءًا من بريطانيا مرورًا بعمان ووصولًا إلى مطار دمشق الدولي ليجري نقلها الى المتحف الوطني في دمشق.

وحول الاتفاقية التي أُبرمت مع المتحف الوطني العماني ،قال مدير الآثار والمتاحف السورية إن التعاون مع عمان تعاون قديم تطور خلال الأزمة لتبرم وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار و المتاحف اتفاقيةً مع المتحف الوطني العماني، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية الإطارية تابعناها مع الجانب العماني بأكثر من شكل من أشكال التعاون، فمثلاً قدموا المساعدة لترميم الأبنية الأثرية المهدمة في حلب والمساعدات اللوجستية كأجهزة للإسهام في أعمال التوثيق وأعمال المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، وتطور الأمر بعد ذلك ليستقبلوا مجموعة كبيرة من الآثار السورية المتضررة من جراء الحرب ويقوموا بترميمها بالكامل بأيدٍ وخبراتٍ عمانيةٍ صرفة، أما من أجل ترميم الحجر فقد استجلبوا خبراء من روسيا الاتحادية وتكفل المتحف الوطني العماني بدفع كافة التكاليف، لتتم نهاية هذه المرحلة واكتمالها بانتهاء أعمال ترميم القطع.

كما أوضح بأن المرحلة التالية بدأت بعرضها ضمن أهم صالة في متحف عمان الوطني وافتتح المعرض على أعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي والحكومي في كلا البلدين ليتاح للزوار العمانيين والسياح الأجانب فيما بعد مشاهدة هذه الآثار السورية.

وأشار إلى أن الأمر لم يقتصر من خلال هذه الاتفاقية على المساعدة في حفظ وصون التراث والآثار السورية بل تجاوزها إلى التبادل بين المتحفين، حيث أرسل المتحف الوطني العماني اثنتين وثلاثين قطعة أثرية عرضت في المتحف الوطني في دمشق لمدة ستة أشهر لتنقل بعدها إلى متحف حلب لمدة ستة أشهر أيضًا، وقال: “القطع العمانية التي عرضت تتعلق بثقافة البخور والزي العماني وبالكثير من أشكال التراث المادي العماني وثقافة العمانيين بكونها واحدة من أهم المناطق التي تقع على طريق الحرير والتي تسمى مسالك الحرير أو مسالك اللبان، حيث كان اللبان يأتي من تلك المنطقة إلى عموم الأرجاء حول العالم وهو ما تؤكده الكشوفات التي تتعلق ببعض المباخر الصغيرة التي كانت تستعمل اللبان أو أنواعًا أخرى من البخور تأتي من عمان واستخدمت في الأماكن المقدسة وهي موجودة لدى السوريين حتى اليوم، وكان اللبان الذي يأتي من عمان يُكيف ليصبح جزءًا من صناعة أنواع الصابون والعطور وغير ذلك”.

وحول آفاق المستقبل وما تحتويه من خطط قال: “الاتفاقية ما زالت سارية المفعول وأرسلنا جدولًا بعدد كبير من القطع الأثرية ليختار الأخوة في عمان عددًا منها ليتم إرسالها إلى عمان وترميمها وتدريب عددٍ من السوريين ثم افتتاح معرض لهذه القطع “. أضاف: أن التعاون مستمر بأشكال مختلفة في كل عام ويتم الاتفاق على جملة من الأنشطة ما بين الطرفين في عام 2024.

كما أكد أن ما قام ويقوم به المتحف الوطني العماني والأخوة في عمان على مختلف الأصعدة وليس فقط التراثية منها قيّم للغاية وهو رسالة معنوية مهمة مضمونها الأساسي هو نقل ثقافة السلام والمحبة والإنسانية من عمان الأصالة إلى كل أصقاع الأرض.

 

*صورة الموضوع من المتحف الوطني العماني

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

تعزيز أوجه التعاون المشترك بين مصر والسعودية في مجال الآثار

التقى، اليوم، شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمقر هيئة المتحف المصري الكبير، صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقاقة بالمملكة العربية السعودية، ومعالى الدكتور عصام بن سعد بن سعيد وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء بالمملكة، والوفد المرافق لهم، خلال زيارتهم الرسمية الحالية لمصر، وذلك بحضور  سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية صالح بن عيد الحصيني.

وخلال اللقاء، أكد  شريف فتحي على عمق العلاقات التاريخية والراهنة التي تربط بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي وتمتد جذورها إلى الروابط التاريخية والثقافية العميقة.

وأعرب الوزير عن استعداد الوزارة الكامل لتعزيز مزيد من آوجه التعاون الممكنة في مجال الآثار استكمالاً لمحاور التعاون القائمة بالفعل والتي تسير في مسارها الصحيح.

وتم خلال هذا اللقاء بحث سبل تعزيز آوجه التعاون المشترك بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في مجال الآثار وآليات تبادل الخبرات في هذا المجال والاستفادة من الخبرة المصرية في الحفائر الأثرية بالمملكة.

وتم مناقشة إمكانية إقامة معارض مؤقتة للآثار المصرية بالمملكة العربية السعودية في إطار المتحف الجديد الذي سيتم إقامته بالمملكة ليعرض قطع أثرية متنوعة من كافة حضارات العالم. 

كما تم التطرق لإمكانية مشاركة جمهورية مصر العربية ممثلة في وزارة السياحة والآثار بقطع أثرية في بينالي الفنون الإسلامية الذي سيُقام في مدينة جدة بالمملكة.

وعقب اللقاء، حرص  شريف فتحي على اصطحاب وزير الثقاقة السعودي والوفد المرافق له، في جولة بالمناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف في ضوء التشغيل التجريبي له.

وخلال الجولة، تم تقديم شرح مفصل تعرفوا خلاله عن المتحف وعن تاريخ نشأته، وزاروا عدد من الأماكن التي تشهد حالياً تشغيلياً تجريبياً والتي تضم البهو الرئيسي حيث تمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم حتى الوصول إلى قاعات العرض الرئيسية التي تضم 12 قاعة تعرض قطع أثرية متميزة تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني والمُقسمة حسب العصور والموضوعات التي تتناولها من تاريخ المصري القديم، بجانب متحف الطفل والأنشطة التفاعلية التي يقدمها للأطفال، والمنطقة التجارية، ومكتبة المتحف والتي تضم مجموعة من الكتب النادرة عن الحضارة المصرية القديمة والتي تكون متاحة لكافة الدارسين من جميع أنحاء العالم.

وتم التطرق للحديث عن تصميم المتحف الفريد حيث يعتمد التصميم على ربط المحاور الأساسية له بالمحاور الثلاث الأساسية لأهرامات الجيزة مما يعكس حضارة مصر القديمة والحديثة وخاصة في ظل ما يتم لربط زيارة المتحف بزيارة منطقة أهرامات الجيزة مع الانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة به.

وخلال الجولة، أشار  شريف فتحي إلى أن الوزارة تعمل حالياً على أن يكون هناك رؤية وفكرة مختلفة يقوم عليها سيناريو العرض المتحفي في كل متحف من متاحف الآثار، لافتاً إلى المتحف المصري الكبير ينفرد بعرض المجموعة الكاملة لكنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وسينفرد المتحف المصري بالتحرير بإبراز الفن عند المصري القديم، وينفرد المتحف القومي للحضارة المصرية بعرض المومياوات الملكية.

 ومن جانبه، أعرب وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية عن إعجابه الشديد بالمتحف وبتصميمه المتميز وسيناريو العرض الموجود بالقاعات الرئيسية وما تحتويه من قطع أثرية تحكي تاريخ وعبق الحضارة المصرية العريقة.

وقد شارك في حضور اللقاء والجولة من الجانب السعودي كل من معالي الأستاذ حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة، و  راكان بن إبراهيم الطوق مساعد وزير الثقافة، و المهندس فهد بن عبد الرحمن الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية.

كما شارك من وزارة السياحة والآثار من الجانب المصري الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار

مقالات مشابهة

  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف “نور وسلام” أمام الزوار
  • قطع أثرية مميزة لشهر ديسمبر بمتاحف الآثار .. تعرف عليها
  • تعزيز أوجه التعاون المشترك بين مصر والسعودية في مجال الآثار
  • ماذا يحصل لو عادت كل قطعة إلى بلدها؟ كم عدد القطع الأثرية البريطانية الموجودة في المتحف الوطني هناك؟
  • “السجين 3006”.. تاجر سوري يروي قصة نجاته من سجن المزة
  • الرئيس البيلاروسي يطلع على كنوز عمان الثقافية بالمتحف الوطني
  • “الفاف” تكشف موعد وتوقيت مباريات الدور الـ32 من كأس الجزائر
  • رينارد يتحدث للإعلام عن مشاركة الأخضر في “خليجي 26”
  • دمشق تريد استعادة ألفي جندي سوري من العراق
  • الكشف عن هوية مهرب صور التعذيب من السجون السورية التي أدت إلى صدور “قانون قيصر”