تدرك الأوساط السياسية الإسرائيلية أنه بدون دعم رئيس أركان جيش الاحتلال، وقادة المؤسستين الأمنية والعسكرية، فسيكون من الصعب للغاية الترويج لخطوة التوقيع على التحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة، لاسيما وأن الجنرالات من كلا المؤسستين يعارضون هذا التحالف، بزعم أنه قد يضر بحرية العمل لجيش الاحتلال.

وكشف المراسل السياسي لموقع "ويللا"، باراك رافيد، أن "وزير الشؤون الاستراتيجية، رون دريمر، التقى في الأسابيع الأخيرة بقائدي جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، وجهاز الموساد ،ديفيد بارنياع، لإقناعهم بدعم مبادرته الرامية إلى توقيع تحالف دفاعي مع واشنطن، وتكمن أهميته أنه بدون دعمهما وغيرهما من مسؤولي المنظومتين العسكرية والأمنية، سيكون من الصعب للغاية الترويج لتحرك من هذا النوع".



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن مصادر أمريكية وإسرائيلية ذكرت أن دريمر أوضح خلال المحادثات مع هاليفي وبارنياع أن "التحالف الدفاعي الذي يريد تعزيزه سيكون ضيّقاً، ولن يتعامل إلا مع التهديدات الوجودية مثل النووي الإيراني، أو هجوم بأسلحة غير تقليدية من قبل أطراف أخرى في المنطقة، أو سيناريوهات التصعيد الشديد، مشيرا إلى أن اتفاق "التحالف الدفاعي هذا سيحدد بدقة كل سيناريو، وبالتالي لن يقيد أيدي إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الروتينية".

وأوضح أن طرح دريمر لمبادرة "التحالف الدفاعي" جاء في المحادثات التي أجراها في البيت الأبيض منتصف آب/ أغسطس مع مستشاري بايدن، ورجّح أن يكون عنصرا آخرا في الصفقة الشاملة التي تحاول الولايات المتحدة تحقيقها مع السعودية وإسرائيل، بجانب "التحالف الدفاعي" الذي تسعى إليه السعودية لنفسها.


وفي هذا السياق، قال مصدران أمريكيان، إن مستشاري الرئيس متحمسون للفكرة، وأن التعامل معها الآن من شأنه أن "يثقل تعقيدات إضافية على الاتصالات مع السعودية، ويصرف الانتباه عن محاولة الترويج لاتفاق تطبيع بينهما". 

ونقل عن أحد المصادر الأمريكية أن معارضة رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مدى سنوات لموضوع "التحالف الدفاعي" لم تشجع الإدارة الأمريكية على الترويج لخطوة من هذا النوع، حيث يعتقد دريمر أنه إذا غيّر رؤساء المؤسسة العسكرية موقفهم ودعمهم خلال ذلك، فإن موقف البيت الأبيض تجاهه قد يتغير أيضا، في حين ذكرت أوساط جيش الاحتلال سيدرس كل اقتراح عند عرضها عليه.

أوضح أن رئيس حكومة الاحتلال، "نتنياهو ودريمر حاولا في الماضي الترويج لتوقيع اتفاقية التحالف الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأجريا محادثات مع كبار مسؤولي إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال 2019، وأعرب العديد من المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مثل رؤساء الأركان السابقين غادي آيزنكوت وغابي أشكنازي وبيني غانتس عن معارضتهم لهذه الخطوة في ذلك الوقت".

ويعتقد القادة العسكريون الإسرائيليون أن خطوة التحالف "من شأنها الحدّ من حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة"، فيما زعم ديرمر أن "رئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي أيّد الفكرة".

يشار إلى أنه، ليست المرة الأولى التي تتناول فيها الأوساط الإسرائيلية مسألة التحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة، فقد أكد مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، يعكوب ناغال، أن "مثل هذا التحالف يحتوي على كثير من أوجه القصور، أهمها طلب التحالف ذاته، لأنه يبعث برسالة مفادها أن إسرائيل تفتقر للثقة في قوتها، وقدرتها على الدفاع عن نفسها، بغض النظر عن النص الذي سيُكتب في وثائق التحالف، لكن العنوان وحده يخلق الضرر الأساسي، ويمكن لرئيس أمريكي معادٍ أن يستغل التحالف ضد إسرائيل، وهناك طرق عديدة للقيام بذلك". 


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أنه "بغض النظر عن الصياغة النهائية في وثائق التحالف، فإنها ستعكس بالتأكيد الفهم التاريخي غير المكتوب بأن إسرائيل لا تطلب من الجنود الأمريكيين أن يأتوا لمساعدتها، ويموتوا فيها من أجلها، لكن مثل هذه المعاهدة ستشمل حالات تتم فيها مطالبة القوات الأمريكية بالعمل نيابة عن إسرائيل في الشرق الأوسط، حتى لو كانت مجرد حالة متطرفة تخضع للتفسير، لأنه لا يوجد "نصف تحالف" أو "تحالف محدود".

وأكد أن "التحالف المذكور سيعطي الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي سبباً آخر لعدم مهاجمة إيران، وعدم مهاجمة حزب الله على الأراضي اللبنانية، بما فيه الأماكن المستخدمة لإنتاج أسلحة دقيقة، بدعم وتمويل من إيران، ومن الناحية العملية، فمن وجهة نظر الولايات المتحدة قد تدافع عن إسرائيل، ربما ليس بعد ضربة استباقية، لكنه يعتمد على من سيكون الرئيس، وماذا ستكون أولويات الولايات المتحدة في ذلك الوقت".


وتشير هذه التحركات الإسرائيلية إلى أنه في أيلول/ سبتمبر 2019، وقبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، غرّد ترامب بأنه تحدث مع نتنياهو هاتفيا حول إمكانية الترويج لـ"تحالف دفاعي" بين إسرائيل والولايات المتحدة، مع العلم أنه في تلك المرحلة كان يُنظر إلى هذه الخطوة بأنها محاولة أخرى من جانب ترامب لمساعدة نتنياهو في الانتخابات، لكنه لم يفز فيها، وتم التخلي عن الفكرة.

وختم المقال الذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، بأنه بعد عودة نتنياهو لمكتب رئيس الوزراء، جدد دريمر محاولاته لتعزيز "التحالف الدفاعي"، حتى أنه طرح القضية لفترة وجيزة في محادثته الهاتفية مع بايدن في منتصف تموز/ يوليو، في حين أن الجيش الإسرائيلي ومكتب دريمر لم يردّا على الاستفسارات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة التحالف الدفاعي النووي الايراني العمليات العسكرية التحالف الدفاعي المصادر الامريكية تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

العُمانية – أثير

كلف مجلس جامعة الدول العربية، المجموعة العربية في نيويورك بدراسة خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب عدم التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم وفائها بالتزاماتها التي كانت شرطا لقبول عضويتها في الأمم المتحدة.

واستنكر مجلس جامعة الدول العربية في قرار له عقب اختتام الدورة غير العادية التي عقدت اليوم في الأمانة العامة على مستوى المندوبين برئاسة اليمن، طلب بريطانيا من المحكمة الجنائية الدولية السماح لها بتقديم ملاحظات مكتوبة حول ما إذا كان يجوز للمحكمة الجنائية الدولية أن تمارس ولاية قضائية على حملة الجنسية الإسرائيلية.

كما حذر المجلس، من استمرار ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ورفضها الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوقف إطلاق النار وبالأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية بوقف قتل المدنيين وإيذائهم جسديا وعقليا، وتوفير الحاجات الإنسانية لهم، مما يمثل اعتداء على المنظومة الدولية بشكل عام وعبثا بالقانون الدولي والقيم الإنسانية، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتنفيذ تدخل حقيقي وحاسم يمكن من وقف جريمة الإبادة الجماعية فورا، وملاحقة إسرائيل على جرائمها.

وأدان مجلس جامعة الدول العربية السياسات والإجراءات العدوانية التي تتخذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد دولة فلسطين بهدف منع تجسيد استقلالها على الأرض، والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتوسع الاستعماري الاستيطاني، بما في ذلك شرعنة خمس بؤر استيطانية في مناطق استراتيجية من الضفة الغربية المحتلة والشروع في ترخيص وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية الجديدة، وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية المدنية والاقتصادية في حوالي 80 بالمائة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وقرصنة أموال حكومة وشعب دولة فلسطين، وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين.

وطلب مجلس جامعة الدول العربية من الأمانة العامة التنسيق مع الدول الأعضاء لتنفيذ قرار القمة العربية التي عقدت في مملكة البحرين في شهر مايو الماضي بإدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك والمرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، والواردة في تقرير لجنة المندوبين الدائمين في يناير الماضي على قوائم الإرهاب الوطنية العربية والإعلان عن قائمة العار الواردة في تقرير اللجنة المذكورة للشخصيات الإسرائيلية التي تبث خطاب الإبادة الجماعية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومحاسبتها على مستوى المحاكم الوطنية والدولية، ومقاطعة جميع الشركات العاملة في المستوطنات الاستعمارية.

كما أدان المجلس، الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة والخطيرة على جنوب لبنان والتي تسببت في قتل المدنيين من أطفال ونساء ومسنين وصحفيين ومسعفين، ووصلت إلى عمق الأراضي اللبنانية، إضافة لاستهداف مراكز الجيش اللبناني، وتدمير القرى والأراضي الزراعية بواسطة الفوسفور الأبيض المحرم دوليا، وضرورة ممارسة الضغوط الدولية للجم النوايا الإسرائيلية العدوانية المعلنة بشن حرب واسعة على لبنان.

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: حماة إسرائيل يحاولون فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط
  • صحف عالمية: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت برد حماس على المفاوضات
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • بايدن يهنئ ستارمر على رئاسة حكومة بريطانيا.. ويجددان تعهد لندن وواشنطن بدعم أوكرانيا
  • بايدن يهنئ ستارمر على رئاسة حكومة بريطانيا.. ويجددان تعهدهما بدعم أوكرانيا
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • الكشف عن غضب أمريكي وبريطاني بعد طلب الجنائية إصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال
  • تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • الجامعة العربية تدرس خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة
  • كاتب أمريكي: جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة جزء رئيس من سياسة الولايات المتحدة