حكايات مفجعة.. ارتدادات كارثة ليبيا وصلت إلى سوريا!
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
إعصار دانيال حصد مئات الأرواح بينهم سوريون
على مدار السنوات الماضية غادر السوريون من جميع المناطق السورية إلى مناطق مختلفة من العالم بحثًا عن حياةٍ أفضل، فيما وصل بعضهم إلى مدينة درنة الليبية طلبًا للعمل وفرص حياةٍ أفضل.
مختارات خبراء: احتجاجات درنة تنذر بحملة قمع وليس بتغيير سياسي درنة... قصة مدينة تعرضت للتهميش ضريبة لتمردها بعد الفيضانات.. درنة الليبية تجد صعوبة في دفن آلاف الجثث سلاح الجو الألماني يرسل مساعدات عينية لليبيا سكان درنة يطالبون بإجابات بعد الفيضانات المدمرة
بيد أنه وبعد كارثة إعصار "دانيال" الكارثية التي أحدثت دمارًا وجرفت أحياء بأكملها إلى البحر، أصبح العشرات منهم في عداد المفقودين، بينما يخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم.
تجاوزت حصيلة القتلى الـ11 ألفاً، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وبعد 7 أيام على الكارثة، لا يزال الباحثون يحفرون في الطين والمباني المجوفة في درنة، بحثًا عن الجثث.
الضحايا أكثر مما هو معلن
رغم التحذيرات السابقة من أن الفيضانات تشكل خطرًا كبيرًا على السدود بدرنة، التي فيها نحو 90 ألف شخص في شمال شرق ليبيا، ورغم الدعوات المتكررة للصيانة الفورية للسدود خارج مدينة درنة، لم تستجب الحكومات المتعاقبة، في الدولة الشمال إفريقية التي تعاني انقسامًا سياسيًا وتعصف بها الفوضى، بينما تغرق ليبيا بمعظمها بالفوضى والفساد.
لكن الكارثة لم تطل الليبيين وحدهم/ فبحسب وكالة "أسوشيتد برس" أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، وهو مجموعة مراقبة الحرب، إنه تم التأكد من مقتل 42 سورياً في ليبيا في حين أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 150.
وأضاف المرصد أن من بين الضحايا سوريون كانوا يعيشون ويعملون في ليبيا لفترة طويلة، إلى جانب مهاجرين سوريين كانوا يستخدمون ليبيا كنقطة عبور في جهودهم للوصول إلى أوروبا، في أغلب الأحيان عن طريق رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، في قوارب غير آمنة ينظمها المهربون.
من جانبه أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، بحسب ما نقلته عنه وكالة "أسوشيتد برس" أنه لم يتمكن من التأكد من وجود ناجٍ واحد من بين 150 سورياً مفقودين في درنة منذ ليلة الأحد (17 سبتمبر/أيلول). لكن من الصعب الحصول على أرقام محددة في أعقاب الفوضى التي أعقبت الدمار.
لدينا أمل
قبل عامين، غادر عمار كنعان، نجل نسمة جباوي البالغ من العمر 19 عاماً، منزله في محافظة درعا جنوب سوريا، وتوجه إلى ليبيا حيث خطط للعمل وتوفير المال لدفع رسم للسلطات السورية يبلغ حوالي 8000 دولار يعفيه من الخدمة العسكرية الإجبارية.
جانب من وقفة احتجاجية ضد الحكومة الليبية بشأن التعامل مع الكارثة
آخر مرة تحدثت السيدة جباوي مع ابنها عمار كان بعد ظهر يوم الأحد، 10 أيلول/سبتمبر، وتقول السيدة جباوي لوكالة "أسوشيتد برس" إن عمار أخبرها أنه سيغلق محل الحلويات الذي يعمل فيه ويعود إلى منزله لأنه من المتوقع حدوث عاصفة قوية، لكن بعدها حاولت مراراً الاتصال به يوم الاثنين دون جدوى، بينما يُظهر حساب WhatsApp الخاص به أن آخر مرة كان فيها هاتفه متصلاً بالإنترنت كانت في حوالي الساعة 1:30 صباحًا يوم الاثنين.
وبينما تقول السيدة جباوي والدموع تخنقها: "لا يزال لدينا أمل"، أكد عم عمار الذي توجه إلى المبنى الذي يعيش فيه ابن شقيقه، صباح الثلاثاء 12 أيلول/سبتمبر، أنه وجد المبنى الذي يعيش فيه ابن أخيه قد جرفته المياه، وقال لوكالة "أسوشيتد برس": "كل من كان بالداخل يعتبر ميتاً".
العائلة بأكملها جرفتها المياه
رغم واقعها السياسي السيء، كانت ليبيا، بالنسبة لبعض السوريين، خيارًا للحصول على حياةٍ أفضل، إذ يمكن للسوريين الدخول بسهولة إلى ليبيا بتأشيرة سياحية والعثور على عمل، حيث أن الأجور أعلى مما يكسبه الكثيرون في وطنهم.
من بين هؤلاء كان زيد مرابح، 19 عاماً، الذي يوصل إلى ليبيا قبل عامين من مدينة حمص وسط البلاد وعمل نجاراً. يروي زيد لوكالة "أسوشيتد برس" عبر الهاتف من درنة كيف شاهد المياه تتدفق نحو مبناه ليلة الأحد 10 أيلول/سبتمبر.
ويقول: " سمعت دوياً عالياً.. وكانت هذه هي اللحظة التي انهارت فيها السدود، بدأ منسوب المياه في الارتفاع، وركضت بسرعة نحو الأراضي المرتفعة- تل شيحا الشرقي القريب- ومن هناك رأيت الماء يدمر كل شيء تقريبًا في طريقه".
عاد زيد صباح يوم الاثنين بعد أن انحسرت المياه للاطمئنان على عمه وأقاربه، ليجد أن المبنى الذي كانوا يعيشون فيه قد اختفى. ويقول زيد إن عمه عبد الإله مرابح وخالته زينب وابنتهما شهد البالغة من العمر سنة واحدة قد رحلوا، رغم أنه بحث بين الجثث الملقاة في شارعهم، ولم يتمكن من العثور على عائلة عمه.
حالة من الدمار بعد إعصار دانيال في شرق ليبيا
صوت الفاجعة وصل دمشق
في العاصمة السورية دمشق، تلقى أفراد عائلة قلعجي، التعازي بأفراد أسرتهم الثمانية الذين قضوا في درنة، وقالت الأسرة في بيان إن فراس قلعجي (45 عاما) وزوجته رنا الخطيب وأطفالهما الستة سيدفنون في ليبيا.
وقال محمد خير قلعجي إن شقيقه فراس ميكانيكي سيارات يعيش في ليبيا منذ عام 2000، وأن لديه شقيقاً آخر، شادي، يعيش في درنة، نجا من الفيضانات رغم ابتلاعه كميات كبيرة من المياه، وأخبر شادي وكالة "أسوشيتد برس" أن شقيقه شادي لم يتمكن إلا من العثور على جثتي أخيه وإحدى بنات أخيه، بينما لا تزال جثث البقية مفقودة.
ويضيف محمد أن شقيقه فراس، وقبل ثلاث ساعات من العاصفة، أجرى وعائلته مكالمة فيديو مع والدته وأخواته في دمشق وبدأوا في تلاوة آيات من القرآن الكريم، وقال لأمه: "سامحيني يا أمي".. "كان الأمر كما لو أنه أشعر بأن شيئاً ما على وشك الحدوث"، يقول محمد.
بينما تتشابه قصة محمد مع قصة غنى القاسم التي تروي لوكالة "أسوشيتد برس" قصة ابن أخيها، هاني تركماني، الذي كان طبيب أسنان وصل إلى درنة منذ حوالي تسعة أشهر "لتحسين حياته"، وتمكن أقاربه من أن يجدوا له عملاً بليبيا، لكن بعد انحسار مياه الفيضانات، ذهب أبناء عمومته الذين نجوا من المأساة للبحث عنه، فوجدوا شقته كانت مليئة بالمياه والطين، لكن وجود ثقب كبير في الجدار أنعش آمالهم في احتمال هروبه من المبنى أو إخراج عمال الإنقاذ منه، على حد قول القاسم، التي أضافت: "إن شاء الله".
مهاجر نيوز 2023
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: سوريا قتلى الفيضانات في درنة دمشق ضحايا فيضانات ليبيا الإعصار دانيال ليبيا سوريا قتلى الفيضانات في درنة دمشق ضحايا فيضانات ليبيا الإعصار دانيال ليبيا أسوشیتد برس یعیش فی
إقرأ أيضاً:
حكايات مشتركة عبر البحار بين عُمان وإيطاليا في معرض بمسقط
افتتحت السفارة الإيطالية بسلطنة عمان في محافظة مسقط، وبالتعاون مع البحرية السلطانية العمانية والمدينة المستدامة يتي، معرضاً للصور الفوتوغرافية بعنوان "رحلات عبر المحيطات: إرث أمريجو فيسبوتشي وشباب عمان 2"، بمناسبة استضافة سلطنة عمان للسفينة البحرية الإيطالية "أمريجو فيسبوتشي" والتي انطلقت من إيطاليا في 2023 وزارت أمريكا وأوقيانوسيا وهي "منطقة جغرافية تشمل أستراليا وميلانيزيا وميكرونيسيا وبولنيزيا"وآسيا، مقدمة لمحات من إيطاليا إلى مناطق بعيدة، وسترسو في مياه ميناء السلطان قابوس بمسقط لأول مرة وستتواجد من 8 وحتى 12 يناير 2025 وستكون متاحة ليزورها الجميع
رعى حفل افتتاح المعرض محمد بن الزبير، حيث يحتفل المعرض بالتراث البحري المشترك بين إيطاليا وسلطنة عُمان من خلال مجموعة مذهلة من الصور بلغ عددها 40 صورة فوتوغرافية تجسد روح السفن التاريخية أمريجو فيسبوتشي وشباب عمان 2.
وأشار سعادة السفير الإيطالي المعتمد لدى سلطنة عمان، بييرلويجي ديليا، قائلاً: " أن الصور الرائعة المعروضة هنا، والتي تصور السفينة التدريبية الإيطالية أمريجو فيسبوتشي والسفينة العمانية شباب عمان 2، تمنحنا الفرصة للحديث عن التراث البحري المشترك الذي يربط بلدينا وإرثهما البحري الغني، مشيراً الى ان البحر هو منصة هائلة تتيح للناس من جميع أنحاء العالم اللقاء والتعارف والتبادل التجاري، موضحاً ان إيطاليا وعُمان دولتان بحريتان اعتمدتا على التجارة والبحار المفتوحة لتحقيق التنمية، وكان للملاحة دور أساسي في تاريخهما وثقافتهما منذ القدم، فقبل توحيد إيطاليا كدولة، كانت سفن الجمهوريات البحرية الإيطالية تُبحر في مياه البحر الأبيض المتوسط لتأسيس طرق تجارية وبناء إمبراطورية تجارية، حتى دون وجود دولة موحدة وعلى نحو مشابه، كان البحارة العمانيون منذ العصور القديمة يستكشفون المحيط الهندي وسواحل إفريقيا، مُنشئين إمبراطورية بحرية وطرقاً تجارية جديدة.
وأوضح سعادة السفير بأن الصور المعروضة للسفينتين تذكرنا بالإرث والتقاليد البحرية المشتركة التي تجمعنا عبر العصور، حيث أن كلا السفينتين، أمريجو فيسبوتشي وشباب عمان 2، تعملان كسفراء بحرية لبلدينا.
وأكد السفير الإيطالي ان هذا الحدث يذكرنا بالتعاون الثمين بين سلطنة عمان وإيطاليا من خلال توفير الموانئ العمانية الاستراتيجية في منطقة الخليج والمحيط الهندي، لا سيما في عام شهد عدداً غير مسبوق من زيارات السفن الإيطالية والأوروبية وكان هذا التعاون محورياً لدعم الاستقرار وضمان الملاحة الآمنة في منطقة ذات أهمية استراتيجية، وتعزيز التعاون الثنائي والتفاهم المتبادل.
وأشار النقيب بحري أحمد بن عبدالله المعمري ضابط التدريب بسفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان 2 الى ان مشاركة السفينة في المعرض المصاحب تزامناً مع زيارة السفينة الإيطالية أمريجو فسبوتشي والتي تقوم برحلتها حول العالم والتي ستستغرق سنتين وتتوقف في محطتها 34 في العاصمة مسقط ، حيث تشارك السفينة العمانية بدعوة من السفارة الإيطالية كونها السفير المتنقل الذي يجوب بحار العالم ومحيطاته ناشرا لرسالة سلطنة عمان للثقافة والسلام ليشمل معرضنا مجموعة من الصور لأفضل الممارسات التي تقوم بها السفينة لصون الإرث الحضاري لسلطنة عمان بالإضافة الى عرض مرئي، مما يعكس هذا الحدث ارتباطنا الدائم بالبحر والتزامنا بتعزيز الوحدة والاحترام المتبادل بين الثقافات، والتأكيد على القيم المشتركة التي توحدنا عبر المحيطات والبحار.
أشاد أحمد العامري بالمعرض ووصفه بأنه تجربة مميزة نجحت في إبراز دور البحارة العمانيين وعلاقتهم التاريخية مع إيطاليا، مشيرًا إلى أن الصور المعروضة لم تقتصر على توثيق الرحلات البحرية فقط، بل عكست كفاءة البحارة العمانيين وقدرتهم على خوض تحديات البحر.
وأضاف العامري: "أكثر ما لفت انتباهي هو سفينة شباب عمان التي استطاعت الوصول إلى بلدان بعيدة ومختلفة، مما يعكس مدى العزيمة والإصرار الذي يتمتع به العمانيون، إلى جانب تسليط الضوء على دورهم في بناء جسور التواصل الثقافي مع العالم."
كما أشاد بتنوع المعروضات الصورية ودورها في تقديم سرد بصري غني للتاريخ العماني البحري، مؤكداً أن المعرض يشكل فرصة لتعريف الزوار بإنجازات البحارة العمانيين ودورهم في نشر الثقافة العمانية على المستوى العالمي.
وعبّر الدكتور عبد الله البدر من دولة الكويت عن سعادته بحضور المعرض الصوري الذي جمع بين السفارة الإيطالية وسفينة شباب عمان 2، مشيرًا إلى أنه يشكل مصدر فخر واعتزاز، حيث يبرز الدور المميز لسفراء السلام العمانيين في تمثيل طابع أهل عمان الطيب وعلاقاتهم الإيجابية مع دول العالم.
وأضاف الدكتور البدر أن المعرض أظهر التعاون المثمر بين البلدين من خلال عرض محتوى صوري مليء بالجمال والتحديات، يعكس تجوال سفينة شباب عمان ورحلاتها المتنوعة، حيث ان الصور المعروضة لم تكن مجرد لقطات، بل سردت قصصاً عن الحب والسلام الذي يعيشه أهل السلطنة، والرسالة التي يسعون لنشرها في كل مكان يذهبون إليه، مشيراً الى ان أكثر صورة أعجبته هي التي ظهر فيها الفلكلور العماني والناس مجتمعه حوله.
وأعرب عبد العزيز بن أحمد الحمادي عن سعادته بحضور هذه الفعالية التي جمعت البحرية السلطانية العمانية والبحرية الإيطالية، مشيرًا إلى أنها كانت تجربة مميزة تعكس عمق العلاقات القوية بين الدولتين.
وقال الحمادي: "اليوم لأول مره اكتشفت وجود سفينة إيطالية مشابهة لسفينة شباب عمان وأتمنى أن تتكرر مثل هذه الأنشطة والفعاليات في المستقبل"
وأضاف أن الصور المعروضة لم تكن مجرد توثيق لرحلات السفن، بل قدمت دليلاً ملموسًا على عراقة العلاقات بين سلطنة عمان وإيطاليا، والتي لا تقتصر على التعاون الإعلامي، بل تمتد إلى جذور تاريخية تعكس روابط وثيقة وطيدة بين البلدين.