سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
تمر بنا الأيام وتعصف بنا الحياة فنذهب بعيدا بسقف توقعاتنا إلى مستوى طموحاتنا ولربما أكثر من ذلك نطير بأحلامنا التي تأخذنا بعيدا عن أرض الواقع المر وكأن السهل أصبح صعباً وكأن المستحيل بات ممكناً وكأننا بتنا نتوه في محطات الحياة المختلفة.
كل أخطائنا كانت أننا تعشمنا خيرا أكثر من اللازم وانتظرنا ما ليس لنا أو أننا توقعنا أن الحظ هذه المرة سيكون حليفنا.
هل سيحدث أمر هذه المرة ويتبدل الحال وهل يحدث ما أردناه وسعينا له أياما وسنوات وعقودا هل ستنحل العقدة التي كانت مربوطة بإحكام وهل سيحين الفرج؟!
شاهدت قبل أيام مقطعًا متداولًا لأم تبكي على حال ابنها الذي رُفِضَ عندما تقدم لإحدى الوظائف، ورسالة أخرى لأمٍ حزينة تبكي ما حل بأسرتها وأنها تطبخ لهم المعكرونة بالماء فقط لتسكت جوعهم.. وكم من المشاهد الكثيرة التي مرت أمام عيني وكان الوضع صعبًا للغاية.. إلى متى سيستمر هذا الحال وهذا المشهد المتكرر إلى متى سنكون أغنياء ونحن فقراء وإلى متى سندعي المثالية.
إنَّ الحال الذي يعيشه أغلب السكان هو حال متعب في تغيب للفرص الوظيفية في ظل الوضع المادي المؤسف الذي بات يسوء يومًا بعد يوم.
إننا وإن طال بنا الانتظار وإن زاد الترقب لازلنا متأملين ومترقبين للخير القادم ولازلنا نملأ الدنيا حقولا من الإيجابية رغم أننا لا نلمسها، إن التعاون والتكاتف لإيجاد حل جذري وسريع وعادل لإيجاد فرص وظيفية لجميع الباحثين عن عمل هو المرجو والمؤمل من الحكومة الرشيدة وإن الاهتمام بالقدرات والأشخاص ذات الباع الطويل والمتألق في جانب ما أن تتم المحافظة عليه وعدم تهميشه والنظر كل النظر في وضعه واحتياجاته فالمبدع شخص ملهم يجب على من يكون صاحب قرار أن يوفر له سبل الاهتمام والرعاية فهو كيان قادر على العطاء ومن واجب الحكومة الأخذ بيد ابنها.
إن تأخر الرزق وتأخر الوظيفة وتأخر الاهتمام هو أمر واقع ولكن على كل شخص منَّا أن يكون صادقا مع نفسه وأن يساهم في تطوير عُمان والسعي لضخ دماء جديدة وقدرات ومواهب آن لها الظهور.
والاهتمام بفئة معينة مع نسيان الآخرين وإبعادهم عن دائرة الضوء قاسٍ جدا إن كل مطالبنا والتي نتمنى أن ترى النور هي أن يكون هناك صندوق مختص بمتابعة هذه الظروف الاستثنائية للنظر والتمعن وإيجاد الحلول لبعض الفئات التي يجب الانتباه لها.
إلى متى وأحلامنا تشيخ في مهدها وإلى متى ونحن بلا شاطيء ولا نصل إلى الميناء؟ وإلى متى سيستمر سقف توقعاتنا بإعطائنا كامل حقوقنا ومتى سنرى الحلم واقعًا والواقع محققًا؟
بينما نحن لا نزال ننتظر ومع هذا الانتظار نسأم ونمل ويقل ذلك الحماس ويقل ذلك الوهج ويخفت تدريجيا فلا تتوقع أن تسقي وردة تسر الناظرين بماء ومن ثم تعود لتجدها يانعة لا أنت سترى وردة ذابلة وربما تكون ميتة وربما لن تراها لأنها انتهت مدة انتظارها للماء الذي أوقفته عنها عمدًا ومضيت مكملًا طريقك غير مكترث لها.
****
رسالة إلى أولئك الذين فقدوا الأمل:
لا تقنطوا من رحمة الله التي وسعت كل شيء؛ فالخير قادم، والأماني التي طال انتظارها في طور التنفيذ بأمر الله، والمهتمون في هذا البلد سيجدون السبيل إلينا ليبدأ عقد جديد بسقف توقعات أعلى.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ملف الإسلاميين إلى واجهة الاهتمام السياسي
كتب محمد دهشة في" نداء الوطن": لم تهدأ حركة مناصري الإمام السابق لمسجد بلال بن رباح في عبرا، الشيخ أحمد الأسير، في صيدا، منذ سقوط نظام بشار الأسد. إذ عادت تحركاتهم إلى الشارع مجدداً، للمطالبة بإنهاء ملف أحداث عبرا وقد تميزت هذه التحركات بأربعة تطورات ميدانية وسياسية:
الأول: تنظيم مسيرة للتعبير عن الفرح بسقوط نظام الأسد، وإقامة حفل تبريك أمام مسجد بلال بن رباح في عبرا، تبعه اعتصام شعبيّ يطالب بإغلاق ملف الموقوفين الإسلاميين وخلال ذلك، رفع المعتصمون صوراً للأسير.
الثاني: الرسالة التحذيرية التي أطلقها أمين الفتوى في لبنان، الشيخ أمين الكردي، والتي طالب فيها من موقعه في دار الفتوى وباسم العلماء جميعاً، قائلاً: "أوجه تحذيراً إلى كل أركان السلطة اللبنانية لحلّ قضية المسجونين في سجن رومية، وكل من له صلة بهذا الملف. لن نرضى بالظلم بعد اليوم".
الثالث: الرسالة المتلفزة التي سجلها الشيخ أحمد الأسير من داخل سجنه، "نثني على انفتاحهم على جميع المكونات، لا سيما المكوّن المسيحي... وعلى حكمتهم في التعامل مع الدول المجاورة، ونقول للمسؤولين في لبنان إذا حُيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو رُدّوها، نتمنى عليكم إقامة أفضل العلاقات مع أهلنا في سوريا على قاعدة العدل وحسن الجوار". ودعا الأسير إلى "رفع الظلم عن كل مظلوم"، مشدداً على ضرورة إغلاق ملف ما يسمى بـ"الإسلاميين".