يتجه بعض الطلاب المغاربة في المنطقة المتضررة من الكارثة المحيطة بأسني إلى البلدة المغربية الصغيرة للذهاب إلى المدرسة.

لكن المبنى ليس عاديا، وتقام الدروس في خيام تقليدية تم إعدادها كمقر مؤقت لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية البالغ عددهم 2800 طالب.

يقول مدرس التربية الفنية خليل تيزولا، “يحتوي الموقع على 32 خيمة كبيرة لاستيعاب الطلاب، و16 خيمة لطلاب المرحلة الإعدادية و16 خيمة أخرى لطلاب المدارس الثانوية المهنية”.

لقد فقد العديد من الشباب الذين توافدوا على خيمة المدرسة أفراداً من عائلاتهم في الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب مؤخراً.

وعلى الرغم من أن الفصول الدراسية لم تُستأنف رسميًا بعد، إلا أن المعلمين يقدمون لهم الإلهاء والدعم النفسي الذي هم في أمس الحاجة إليه.

يقول محمد الزروقي، المدير الإقليمي للتربية الوطنية: "في البداية، أدرجنا 242 مدرسة متأثرة بالزلزال، 33 منها دمرت بالكامل".

"اتخذت السلطات الخطوات اللازمة لإعادة بنائها في أسرع وقت ممكن، مع ضمان استمرار التدريس وعودة الطلاب والمعلمين إلى فصولهم الدراسية".

الشباب الذين يأتون إلى المدرسة المؤقتة في أسني هم بعض من مليون تلميذ تقول الأمم المتحدة إنهم تأثروا بالزلزال.

ويقول المعلمون إنه على الرغم من الصدمة المشتركة، إلا أنهم يأملون في مساعدتهم وإنجاح العام الدراسي.

بالنسبة لبعض الطلاب، فإن العودة إلى المدرسة محاطين بالأصدقاء أمر مريح، حتى لو كان ذلك في خيمة.

لكن آخرين يقولون إن ضائقتهم العاطفية عميقة للغاية وأنهم لا يشعرون بالاستعداد لاستئناف الدراسة.

وفي كلتا الحالتين، مع انتهاء اليوم الدراسي، يواجه معظمهم رحلة طويلة سيرًا على الأقدام، أو إذا كانوا محظوظين، يمكنهم ركوب رحلة للعودة إلى قراهم.

فى الوقت الذى تلهث فيه الإحصائيات لتحصد أعداد القتلى والمضارين جراء كارثة زلزال المغرب الشقيق، الذى وقع منذ أيام مضت، كان هناك اهتمام آخر وعيون أخرى تنصب نحو المبانى والآثار ذات الأهمية التاريخية الكبرى التى تعرضت للخطر، ولأن ما فُقد منه كان كنوزًا، فقد شكل الأمر صدمة عنيفة للمؤرخين وعلماء الآثار فى العالم أجمع، خاصة أن معظم الآثار المضارة تقع فى مدينة مراكش العريقة، بما تمثله من أهمية تاريخية تضرب بجذورها فى عمق التاريخ.

فها هو روبرت جون يذكر فى كتابه «الشرق الأوسط وأفريقيا»، أن مراكش هى المغرب، حتى أن كلمة «المغرب» محولة اشتقاقيًّا من كلمة «مراكش»، وظلت هذه المدينة التاريخية، التى أسسها المرابطون عام 1070 مركزًا سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا لفترة طويلة، وكان تأثيرها واضحًا فى جميع أنحاء العالم الإسلامى الغربى، من شمال أفريقيا إلى الأندلس، وهو ما تجسده المعالم الأثرية الرائعة التى يعود تاريخها لتلك الفترة، بما فى ذلك القصبة والأسوار والأبواب الأثرية والحدائق.

وتكمن أهمية مراكش التاريخية فى أنها كانت مركزًا لاثنتين من أهم الإمبراطوريات فى شمال أفريقيا (المرابطون والموحدون)، وهما أهم سلالتين أمازيغيتين فى الغرب الإسلامى خلال العصور الوسطى، إذ سيطرتا على المنطقة التى شملت جنوب إسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر وتونس.

• وربما ترجع أسباب تركز أضرار زلزال الحوز الأخير فى مدينة مراكش إلى أن معظم الآثار فى منطقة الزلزال تعود للعصر الإسلامى، وعمرها قرون. ولم يتم أخذ الزلازل فى الاعتبار عند تشييدها، كما توجد صعوبة فى الوصول السريع لفرق الإنقاذ إلى هذه الآثار؛ لأنها تقع فى حارات ضيقة، توجد بها المهن التراثية، ومنها ما يوجد فى أعالى الجبال، وبعض الطرق المؤدية إليها مدمرة نتيجة التشقق أو توجد صخور وأشجار عليها، وتلك المناطق بدائية ومبانيها ضعيفة.

وفيما يلى نستعرض أبرز الأضرار التى لحقت بالأماكن الأثرية والتراثية جراء زلزال المغرب:

فقد ضرب الزلزال الذى بلغت قوته 7 درجات، ووصفته هيئة المسح الجيولوجى الأميركية بأنه «أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من 120 عاما»، ضرب أقاليم ومحافظات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن المتضررين جراءه تجاوزوا أكثر من 300 ألف شخص.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هجوم دموي في مدرسة فرنسية.. والشرطة تحقق مع طالب مشتبه به

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في حادثة صادمة هزّت المجتمع الفرنسي صباح اليوم الخميس، لقي طالب مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة، إثر هجوم بسكين نفذه أحد زملائهم داخل مدرسة ثانوية خاصة بمدينة نانت غرب فرنسا.

ووفقًا لتقارير إعلامية فرنسية نقلًا عن مصادر في الشرطة، فإن منفّذ الهجوم هو طالب في المدرسة نفسها، وقد تم إلقاء القبض عليه فورًا بعد تنفيذ الاعتداء. 

وحتى اللحظة، لا تزال دوافع الجريمة غير معروفة، ما يفتح الباب أمام تكهنات وتحقيقات موسّعة حول خلفيات الطالب وسلوكه السابق.

الهجوم وقع داخل قاعات الدراسة

بحسب صحيفة Ouest-France، فإن المهاجم دخل اثنين من الفصول الدراسية داخل المدرسة، وقام بطعن أربعة طلاب، أحدهم لفظ أنفاسه لاحقًا متأثرًا بجراحه.

وقد أكدت وزيرة التعليم الفرنسية إليزابيث بورن وقوع الحادث، معبّرة عن حزنها العميق وتعاطفها مع أسر الضحايا، ومشددة على أن التحقيقات جارية لكشف الملابسات.

استنفار أمني ومخاوف مجتمعية

الشرطة الفرنسية سارعت إلى فرض طوق أمني على المدرسة وبدأت استجواب الشهود وتحليل دوافع المهاجم، فيما تم نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

الواقعة أعادت إلى الأذهان القلق المتزايد من العنف داخل المدارس، خاصة في ظل تكرار حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات ملحّة بشأن الصحة النفسية للطلاب وأمن المؤسسات التعليمية.

مع أن دوافع هذا الهجوم لم تُكشف بعد، إلا أن الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه النظام التعليمي الفرنسي، بدءًا من الضغوط النفسية، مرورًا بالتنمر، ووصولًا إلى ضعف منظومات المراقبة والتدخل المبكر.

مقالات مشابهة

  • والدة الطفلة المعتدى عليها داخل حمام مدرسة بالمرج: المتحرش ضرب بناتي
  • ما هي قواعد الترخيص للبعثات الأجنبية بالكشف والتنقيب عن الآثار.. القانون يجيب
  • لجنة الكاف تتفقد ملعب مراكش (صور)
  • مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)
  • ضمن حملة “حماة تنبض من جديد”.. يوم بيئي وحملة تشجير في مدرسة خالد السمك
  • مقتل طالب وإصابة 3 في هجوم بسكين داخل مدرسة فرنسية
  • هجوم دموي في مدرسة فرنسية.. والشرطة تحقق مع طالب مشتبه به
  • من العالم.. زلزال قوي يضرب تركيا ومأساة بالإسكندرية وجريمة بشعة تهزّ المغرب
  • كواليس ومفاجآت بشأن واقعة التحرش بطالبة مدرسة المرج
  • ارتقاء 20 شهيدًا في غارة وحشية إسرائيلية على مدرسة ومستشفى أطفال