أطفال مغاربة يسيرون مسافات طويلة للوصول إلى مدرسة الخيمة بعد الزلزال
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يتجه بعض الطلاب المغاربة في المنطقة المتضررة من الكارثة المحيطة بأسني إلى البلدة المغربية الصغيرة للذهاب إلى المدرسة.
لكن المبنى ليس عاديا، وتقام الدروس في خيام تقليدية تم إعدادها كمقر مؤقت لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية البالغ عددهم 2800 طالب.
يقول مدرس التربية الفنية خليل تيزولا، “يحتوي الموقع على 32 خيمة كبيرة لاستيعاب الطلاب، و16 خيمة لطلاب المرحلة الإعدادية و16 خيمة أخرى لطلاب المدارس الثانوية المهنية”.
لقد فقد العديد من الشباب الذين توافدوا على خيمة المدرسة أفراداً من عائلاتهم في الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب مؤخراً.
وعلى الرغم من أن الفصول الدراسية لم تُستأنف رسميًا بعد، إلا أن المعلمين يقدمون لهم الإلهاء والدعم النفسي الذي هم في أمس الحاجة إليه.
يقول محمد الزروقي، المدير الإقليمي للتربية الوطنية: "في البداية، أدرجنا 242 مدرسة متأثرة بالزلزال، 33 منها دمرت بالكامل".
"اتخذت السلطات الخطوات اللازمة لإعادة بنائها في أسرع وقت ممكن، مع ضمان استمرار التدريس وعودة الطلاب والمعلمين إلى فصولهم الدراسية".
الشباب الذين يأتون إلى المدرسة المؤقتة في أسني هم بعض من مليون تلميذ تقول الأمم المتحدة إنهم تأثروا بالزلزال.
ويقول المعلمون إنه على الرغم من الصدمة المشتركة، إلا أنهم يأملون في مساعدتهم وإنجاح العام الدراسي.
بالنسبة لبعض الطلاب، فإن العودة إلى المدرسة محاطين بالأصدقاء أمر مريح، حتى لو كان ذلك في خيمة.
لكن آخرين يقولون إن ضائقتهم العاطفية عميقة للغاية وأنهم لا يشعرون بالاستعداد لاستئناف الدراسة.
وفي كلتا الحالتين، مع انتهاء اليوم الدراسي، يواجه معظمهم رحلة طويلة سيرًا على الأقدام، أو إذا كانوا محظوظين، يمكنهم ركوب رحلة للعودة إلى قراهم.
فى الوقت الذى تلهث فيه الإحصائيات لتحصد أعداد القتلى والمضارين جراء كارثة زلزال المغرب الشقيق، الذى وقع منذ أيام مضت، كان هناك اهتمام آخر وعيون أخرى تنصب نحو المبانى والآثار ذات الأهمية التاريخية الكبرى التى تعرضت للخطر، ولأن ما فُقد منه كان كنوزًا، فقد شكل الأمر صدمة عنيفة للمؤرخين وعلماء الآثار فى العالم أجمع، خاصة أن معظم الآثار المضارة تقع فى مدينة مراكش العريقة، بما تمثله من أهمية تاريخية تضرب بجذورها فى عمق التاريخ.
فها هو روبرت جون يذكر فى كتابه «الشرق الأوسط وأفريقيا»، أن مراكش هى المغرب، حتى أن كلمة «المغرب» محولة اشتقاقيًّا من كلمة «مراكش»، وظلت هذه المدينة التاريخية، التى أسسها المرابطون عام 1070 مركزًا سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا لفترة طويلة، وكان تأثيرها واضحًا فى جميع أنحاء العالم الإسلامى الغربى، من شمال أفريقيا إلى الأندلس، وهو ما تجسده المعالم الأثرية الرائعة التى يعود تاريخها لتلك الفترة، بما فى ذلك القصبة والأسوار والأبواب الأثرية والحدائق.
وتكمن أهمية مراكش التاريخية فى أنها كانت مركزًا لاثنتين من أهم الإمبراطوريات فى شمال أفريقيا (المرابطون والموحدون)، وهما أهم سلالتين أمازيغيتين فى الغرب الإسلامى خلال العصور الوسطى، إذ سيطرتا على المنطقة التى شملت جنوب إسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر وتونس.
• وربما ترجع أسباب تركز أضرار زلزال الحوز الأخير فى مدينة مراكش إلى أن معظم الآثار فى منطقة الزلزال تعود للعصر الإسلامى، وعمرها قرون. ولم يتم أخذ الزلازل فى الاعتبار عند تشييدها، كما توجد صعوبة فى الوصول السريع لفرق الإنقاذ إلى هذه الآثار؛ لأنها تقع فى حارات ضيقة، توجد بها المهن التراثية، ومنها ما يوجد فى أعالى الجبال، وبعض الطرق المؤدية إليها مدمرة نتيجة التشقق أو توجد صخور وأشجار عليها، وتلك المناطق بدائية ومبانيها ضعيفة.
وفيما يلى نستعرض أبرز الأضرار التى لحقت بالأماكن الأثرية والتراثية جراء زلزال المغرب:
فقد ضرب الزلزال الذى بلغت قوته 7 درجات، ووصفته هيئة المسح الجيولوجى الأميركية بأنه «أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من 120 عاما»، ضرب أقاليم ومحافظات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن المتضررين جراءه تجاوزوا أكثر من 300 ألف شخص.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
زلزال قوي يهز مدينة في شرق كوبا
هافانا- رويترز
قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزالا قوته 6.8 درجة ضرب شرق كوبا اليوم الأحد، ما أدى إلى اهتزاز مبان في مدينة سانتياجو دي كوبا، ثاني أكبر مدن الجزيرة، والمنطقة الريفية المحيطة بها.
وهز الزلزال ساحل جنوب شرق كوبا في إقليم جرانما قرب بلدية بارتولومي ماسو التي اتخذها الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو مقرا خلال الثورة الكوبية.
وتحدثت رويترز مع عدة سكان في المنطقة وأفادوا بأن الزلزال كان أقوى من أي زلزال آخر شهدوه. وأضافوا أن المنازل والمباني اهتزت بشدة وأن الأطباق سقطت من فوق الأرفف. ووردت تقارير عن وقوع أضرار في بيلون قرب مركز الزلزال.
وكثير من منازل المنطقة ومبانيها قديمة وعرضة للخطر.
وذكرت الهيئة أن الزلزال كان على عمق 14 كيلومترا. وأضافت الهيئة أنها رصدت زلزالا آخر قوته 5.9 درجة في مكان قريب قبل ساعة.
وذكر المركز الوطني الأمريكي للتحذير من أمواج المد العاتية (تسونامي) أنه من غير المتوقع وجود تهديدات بحدوث تسونامي نتيجة لهذا الزلزال.