الرئيس الإيراني يرفع القرآن الكريم مستنكرا الاعتداءات عليه ويطالب الأمم المتحدة باحترام الأديان
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
الثورة نت/
رفع الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي خلال كلمته في اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية نسخة من القرآن الكريم مستنكرا ومدينا للاعتداءات عليه في عدد من الدول الاوروبية.
وقال: إنّ “احترام الأديان يجب أن يتصدر قائمة الأولويات في الأمم المتحدة”، مستنكراً عدم المبالاة بالكراهية تجاه الإسلام والفصل الثقافي في المجتمعات الغربية.
وأضاف: “إننا نواجه الآن حرباً على الإسلام وعلى الأسرة التي تشكل دعامة للتقدم البشري، وهذا الهجوم على المفاهيم الطبيعية ومنها مفهوم الأسرة هو تهجم على الإنسانية”، داعياً إلى ضرورة حماية نواة المجتمع وضرورة وفاء جميع المراجع الدينية بالتزاماتها تجاه موضوع حماية الأسرة.
واكد السيد رئيسي أن العالم الآن في مرحلة التغيير والانتقال إلى نظام دولي ناشئ وهذا المسار لا رجعة فيه، مشدداً على أن معادلة الهيمنة الغربية وفرضها على العالم لم تعد مناسبة وباءت بالفشل، حيث تمت إزاحة النظام الليبرالي القديم الذي كان يخدم مصالح المهيمنين والرأسماليين الجشعين.
وقال “الآن بعد أن تزايدت مقاومة وصحوة شعوب العالم أكثر من أي وقت مضى، وبرزت قوى ناشئة، فمن المؤمل أن يحكم العالم نظام جديد وعادل، والأمر الأساسي بالنسبة للنظام الدولي الجديد يتلخص في التخلي عن الهيمنة العالمية واستبدالها بالتعاون الإقليمي”، مشيراً إلى أن هيمنة الغرب لا تتماشى اليوم مع واقع العالم المعاصر، وأن النظام الليبرالي الذي سعى لعولمة القيم الأميركية أصبح بائداً.
وحول الوضع في منطقة الشرق الأوسط اعتبر رئيسي أن استقرار المنطقة يصب في مصلحة جميع دولها، مؤكداً أن أي “وجود أجنبي في المنطقة هو أصل المشكلة”.
وتساءل الرئيس الإيراني “ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها كدولة مستقلة، وألم يحن الوقت لإنهاء احتلال بعض الأراضي اللبنانية والسورية من قبل الكيان الإسرائيلي”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا أكد الرئيس الإيراني أن “استخدام العنف والحرب في أوكرانيا كانا بسبب الخطط الأميركية الهادفة لإضعاف الدول”.
ولفت السيد رئيسي إلى أن زعزعة أمن الممرات التجارية، وخفض مستوى الدول من حلفاء إلى دول تابعة وإعاقة النمو الاقتصادي للدول المستقلة، وخلق حروب بالوكالة في آسيا وأوروبا هي جزء من السلسلة الشريرة للسياسات الغربية، موضحاً أن “المفارقة في القضية أن هذه الإجراءات تقترح باسم الدفاع عن الديمقراطية لكن العالم كله بما في ذلك شعوبنا لمست المعنى الحقيقي للديمقراطية الغربية في غرب آسيا، وتعرف أنها مجرد كلمة السر للانقلاب والاحتلال والحرب”.
وتابع الرئيس الإيراني: إن “موقف العالم من مشروع ومدرسة الديمقراطية الليبرالية واضح، لأنهم يعرفون أنها ليست سوى قفاز مخملي تحته يد من حديد، أما الآن فالمدرسة التي أرادت أن تكون نموذجاً للعالم أصبحت عبرة وأوشكت على نهاية مطافها”.
وشدد السيد رئيسي على أن سياسة إيران تقوم على أساس حسن الجوار والسعي إلى زيادة التعاون الإقليمي وحظر التدخل الخارجي، مضيفاً: “لا ينبغي خلق شرق وغرب جديدين، وإيران تدعم أقصى قدر من التقارب الاقتصادي والسياسي داخل المناطق وفيما بينها، وهي مهتمة بالتفاعل مع العالم أجمع على أساس العدالة”.
وفيما يخصّ ما شهدته إيران في الفترة الأخيرة أوضح السيد رئيسي أن أعداء بلاده سعوا لفرض إراداتهم عليها لكن شعبنا هزم سياساتهم وانتصر، مشيراً إلى أنّ بعض الأجهزة الاستخباراتية الغربية تنقل المجموعات الإرهابية من منطقة إلى أخرى.
وحول خطة العمل الشاملة والمشتركة، قال السيد رئيسي: إن “أميركا انسحبت من الخطة وارتكبت جريمة بحق المشهد العالمي، وعلى الولايات المتحدة أن تعترف ما إذا كانت تريد مواصلة العمل بهذه الخطة أو لا”، مشدداً على أن “الأسلحة النووية ليس لها وجود في العقيدة الإيرانية”.
وجدد السيد رئيسي التأكيد على أنّ إيران لن تتنازل عن حقها في الحصول على طاقة نووية تستخدم في الأغراض السلمية، وقال: إنّ العقوبات الأميركية على إيران لم تأت بأي نتائج، وعلى واشنطن التوقف عن هذه العقوبات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی السید رئیسی على أن
إقرأ أيضاً:
"أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم" أمسية علمية بأوقاف الفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت مديرية أوقاف الفيوم أمسية علمية بمسجد السعادة بمسجد السعادة اليوم، بعنوان:"أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم"، أقيمت الأمسية بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري ،بحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ جمال أحمد ،مدير إدارة بندر ثان، وعدد من الأئمة.
خلال اللقاء أشار العلماء ،إلى أن العلوم الإسلامية متنوعة، فهناك علوم وسائل، وهناك علوم مقاصد، ولا نستطيع فهم مقاصد الذكر الحكيم إلا بعد فهم علوم الوسائل، فعلوم الوسائل: كاللغة والمنطق، وما إلى ذلك، وعلوم المقاصد: هي علوم أصول الدين، أي الفقه الأكبر في العقائد، والفقه الأصغر في الشرائع ؛ ولذلك قام المنهج العلمي في علوم المسلمين منذ البدء على إحياء العلوم اللغوية، والقاعدة الأصولية تقول : " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فإذن لا يتم فهم القرآن الكريم إلا بفهم اللغة العربية والإحاطة بها علمًا، فصارت علوم اللغة علومًا واجبة التعلم، وواجبة الفهم، لمن يريد أن يَرِدَ حِيَاضَ القرآن الكريم ، وأن يقفَ على هذا البحر ، المأدبة الكبرى التي لا يمكن أن تدانيها مأدبة،ومن هنا كان أول علم نشأ في علوم المسلمين في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ثم امتد في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) هو علم النحو ؛ لأن أبا الأسود الدؤلي أشار عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن يكتب مسائلَ النحو، فكتب مسائلَ الفاعل، وكتب بابَ المفعول ، وكتب بابَ المبتدأ ، وكان ذلك في القرن الأول الهجري ؛ لحاجة الناس حينذاك إلى فهم علوم اللغة العربية ، فحاجتنا اليوم إلى فهم علوم اللغة العربية أشد ضرورة لفهم القرآن الكريم .
كما أشاروا، إلى حديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ"، حيث فهمت جماعات العنف والتطرف أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) يأمرنا أن نقاتل الناس حتى ينطقوا بالشهادتين، وهذا فهم غير صحيح؛لأن الله(عز وجل) قال: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، فدخول الإسلام يكون بالرغبة لا يكون كرهًا أبدًا، لأن الله لا يقبل أن يعبده كارهٌ له، فلو أخذنا الحديث على محمله الذي يأخذونه عليه، ترتب على ذلك دماء، بل إنهم يخرجون المسلمين إلى الكفر بناء على هذا الفهم غير الصحيح للغة الحديث الشريف
واوضحوا ان هناك فرق كبير بين: " أمرت أن أقاتل" ولم يقل : أمرت أن أقتل ؛ لأن" أقتل" فعل صادر واقع من فاعل على مفعول به، وأما "أقاتل" فهي صيغة مشاركة، أي : أقاتل من يقاتلني،فالحديث لوقف الدماء وليس لإراقة الدماء،من أجل ذلك استخدم رسول الله(صلى الله عليه وسلم)صيغة المشاركة التي تدل على طرفين،إذن فالفهم الصحيح للغة هو الذي يبلغ المقاصد ، ولذلك تجد القرآن الكريم قائم على أمر ونهي، افعل ولا تفعل، فلا غنى لمسلم يريد أن يفهم القرآن من تعلم علوم اللغة العربية، مشيرين إلى أنه لا تؤخذ الفتوى إلا من أصحابها ممن يحيطون بعلوم الوسائل وعلوم المقاصد ، المشهود لهم بالاجتهاد.
وأكد العلماء،أن القدر المطلوب من تحصيل علوم اللغة العربية يكون على حسب الغرض ، فهو يختلف من العامة، إلى الداعية إلى الفقيه، فإذا ارتقينا للإمام والخطيب فنقدم له أبواب النحو العامة كلها التي تجلي له النمط القرآني، وكذلك قدر من البلاغة لفهم حلاوة القرآن،وأيضًا علم المعاجم الذي يستطيع به أن يصل إلى معاني الألفاظ ، وكذلك علم الصرف الذي يهتم ببنية الكلمة،وأما الفقيه فيأخذ علوم اللغة كلها،وقد قال الإمام الشافعي:وَلِسَانُ الْعَرَبِ أَوْسَعُ الْأَلْسِنَةِ مَذْهَبًا، وَأَكْثَرُهَا أَلْفَاظًا، وَلَا يُحِيطُ بِجَمِيعِ عِلْمِهِ إنْسانٌ غَيْرُ نَبِيٍّ ".