سواليف:
2024-09-19@04:17:01 GMT

طوق نجاة

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

طوق نجاة

#طوق_نجاة
بقلم: #سناء_جبر
كل يوم نعيش تجارب جديدة ونلتقي بوجوه جديدة نستطيع أن نتعلم من خلال التعامل معها معاني عدة، كيف لا وتلك الوجوه غيرت وبدلت من الأقنعة ما يفوق عدد سنوات عمرها إن لم تكن أيامها ، فنكون عندئذ مضطرين للتعامل بتوجس وحذر لا يمكن وصفهما شدةً وترقبًا فالعلاقة مع أولئك المقنّعين أبعد ما تكون عن الطمأنينة والاستقرار … نعم، قبل أن تخاطبه ب : صباح الخير مثلًا ، عليك أن تتوقع الكثير من عمليات التفكير الذهنية والمخططات التي لا يقبلها عقل ولا منطق … المشكلة تكمن في عدم القدرة على الاختيار والانتقاء دائمًا أو في أغلب الأحيان؛ فعلى المستويين: الشخصي والعملي ، هناك علاقات إجبارية اضطرارية حيث تلتزم بالتواصل المباشر معهم شئت أم أبيت ، فمرةً قد يكون زميلك في العمل أو مسؤولًا إداريًا عنك، أو قد تراه رفيق طريق أو قريبًا بصلة دم لا يمكنك الفكاك منها… وأكمل الخيارات اللا نهائية من عندك يا قارئي .


بعد تفكير مطول وعميق، وبعد مناقشات وعمليات عصف ذهني مع مجموعة ممن يعانون من نفس المشكلة، تبين أننا قد نكون نحن المخطئين الذين يرون الحياة بمنظارها المقلوب فأرادوا من الدنيا أن تسير على هواهم وأمزجتهم . وصلنا إلى نتيجة مفادها أن ابحثوا لكم عن منظار ٍجديدٍ فتزنوا الأمور بميزانها العادل القويم لا بميزان عقولكم المعوجّ . فهمنا تمامًا بما لا يدع مجالًا للشك أن المشكلة تكمن فينا نحن إذ لم نكن قادرين على التأقلم والانسجام مع متطلبات الحياة الجديدة بما فيها من نفاق ودهلزة وكذب ورياء وقدرة عالية على التقنع بتلك الوجوه المصطنعة اللي تسهّل علينا القيام بالكثير من شؤون الحياة. والسؤال الآن يراودنا: ما دمنا قلة، والزمان غير زماننا والعقل مختلف والتفكير يجانب الصواب، فهل سننقرض، أم ما زالت أمامنا فرصة أو بصيص من ضوء أمل على قارعة الطريق فتنفذ من خلاله ونبدأ من حيث انتهوا ونمسك بحبالٍ لطوق نجاة ونسير في المركب فلا نغرق في ذلك الطوفان؟؟؟
لست أفلسف الأمور ، ولا أدعي كوني الصواب ولا المثال ، لكن لا يمكن إخفاء انزعاجك من كونك (أبو عقلين) حيث يريد ولا يريد…

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ناي الحياة

#ناي_الحياة
نستولوجيا نكهات

#مصعب_البدور
تنحبس الذكريات في محاريب القلب حتى مطلع الشوق، فبين ذكرياتنا التي مثلت لنا مرجعا وبين اتصالها بنا غربةٌ تفصلنا عن كلّ شيء، عن الحارة ولعبة كرة القدم مع أبناء عمومتنا وجيراننا، عن ازدحام البيت، عن مشهد شقيقتي الكبرى والصغرى يحمل ما تحفل به المائدة من أطباق (قلاية بندورة) أو (صحن رائب) أو (صحن بطاطا)، وبصرف النظر عن الأطباق، فإن مشهدهن في هذه الحالة يبعث الأمل في النفس، وأستعد لخوض تزاحم الأيدي فوق سفرة أرضيتها جرايد، وسماؤها أيد متقاطعة بين مندفعة ومنسحبة.
وتفصلنا عن مشهد الخبز المشروح يحتضن (كيس حمص) و(كيس فول) مع (زرف فلافل) من عند نشأت آخر مطعم في إيدون من الجهة الجنوبية، نكهة فقدناها، بقيت عند بوابة الصعود إلى الطائرة أو ربما عند موقف المغادرين في مطار الملكة علياء، نسيها الزمن وراءنا، ننظر في مرايا الذاكرة فنرى وجوهنا تغيرت ومازالت أحلامنا هناك، نبحث عن أسمائنا في دفتر عائلة مزدحم، نفتش عن تصريحات شقيقتنا أكابر تتذمر من عدم انتظام أوقات الطعام، أو عن محاولاتها الفنية في إعداد الوجبات التي تشعرك بأنك حقل تجارب بين قضية المليحة فرفطت معها أو تمت وفقا للمواصفة، وبين (فاصوليات مَرْة) أو تجارب الغربية، ونبحث عن شقيقتنا أصالة مهندسة الأناقة _ هي شاطرة بالكوي_ تأخذ على عاتقها تجهيز المغادرين إلى المناسبات، نبحث في كل شيء يردنا إلى تلك الأيام، ربما أبحث عن ترحيب أمي بطريقتها إذا طلب أحد طعاما، أو صرح بقوله: جائع؛ فلقد كانت تردد عبارة مركبة أستطيع قول مقطعها الثاني: “…… وسهلا”
لهذه الأحداث نكهات من الحنين، تعبث بنا أحيانا، ونحاول بعثها من البلى أحيانا أكثر.
إن للحياة فواصل ومسافات تتحول بلحظة إلى مظاهر تصحر في العاطفة وقحط في الشعور، أن تبحث عن شقيق مثل قتيبة لا يشرب الشاي أبدا ليريح يدك من ملء كؤوس الشاي الذي لا ينتهي، أن تشتاق إلى كلمة ( محسوب حسابك) أو (الإشارة خضراء لك) من شقيق على مستوى رفيع في العائلة.
ثم تصحو من سكرة الحنين، لتجد نفسك سائح تذرع شوارع دبي تفتقد نفسك، تفتقد نذلك الفتى الذي تشتعل الأرض حوله، وتفقد كل مذاقات الماضي، فتحلّك الورقاء، فإذا أنت بالأستاذ سليمان لنبز يقف بباب مطعم (قاسمية الفوال) يرحب بك بابتسامة ترد إليك كل حنين الماضي، يرجع لي مظهر بيت الجدة أم صالح، هناك خلف مطعم قاسمية الفوال في شارع الثلاثين في إربد.
وحين تتخذ مكانك على الطاولة، وتستمع لكل العاملين هناك، وعندما تنظر إلى تلك المزحة المعلقة على الجدار تسرب إليك نكهة من فكاهة الحياة في عمان، أو نكهة من واقع الحياة في إربد بين الوقوف راصدا معلم السندويشات أو مراقبا عدد ملاعق الحمص، أما أغاني الطرب التي يمكنك أن تسمعها في سيارتك فإنها ذاتها تختلف آثلرها عن سماعها في صالة المطعم، أحس بأن لها صلة بالشنبر والثوب الأسود التي تلبسه أمي وبنات جيلها، وكأنها مدرقة تشرق في إحدى الشرف في البيوت الرفية في جبال عجلون، ثم يلاطفك سليمان أبو يلدار فتضحك ضحكة من الماضي، فإذا بدأت رحلتك مع الطعام تنفتح عليك كل ذكريات المذاقات فيتحول الحنين إلى واقع لذيذ، وتتمنى لو تجتمع مع أشقائك وأمك وأبيك في ضيافتهم لتضيفوا مشهدا جديدا من نستولوجيا المائدة العائلية إلى ذاكرتكم العائلية، عندما أكلت في قاسمية الفوال في ورقاء دبي أخذت هاتفي وكتبت فيه كلمات:
“وعثرنا على مذاق من ماضينا، وتذوقنا شيئًا من تاريخنا من جديد، وتجددت فينا كل أشكال الحنين لتلك الأيام، وصار لأبنائنا مكان فيه نكهة من بلادهم”

مقالات مشابهة

  • هل نجاة دونالد ترامب من محاولتي اغتيال حجة انتخابية جيدة؟
  • المزوغي: عملية توحيد المؤسسات الليبية لا يمكن أن تكتمل إلا في ظل تشكيل حكومة جديدة
  • المحامي جباعتة .. الحكومة الجديدة هي مثال عملي على #اعادة_التدوير
  • خارج حدود الكافيين: أسرار أخرى تكمن في فنجان قهوتك!
  • متحدث وزارة الصحة: مبادرة «بداية جديدة» تشمل كل جوانب الحياة
  • الحياة.. فرصة!
  • نجاة الشيخ عواد الجغيفي من محاولة اغتيال في الانبار
  • اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة !
  • ملامح من الحياة في كندا (2)
  • ناي الحياة