استهداف تلاميذ اليمن… مناهج مفخخة تنذر بجيل طائفي يمجد العنف والموت
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يمن مونيتور/ تقرير خاص
تواصل جماعة الحوثي المسلحة تنفيذ مشروعها التدميري الذي يستهدف التعليم وتفخيخ المناهج الدراسية بأفكار إيدلوجية وطائفية.
وخلال السنوات الماضية عملت الجماعة المسلحة على تغيير المناهج الدراسية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بهدف نشر أفكارها ومعتقداتها المحشوة بالعنصرية والكراهية والعنف، بعد ما عملت على حذف بعض المواضيع الدراسية، واستبدلتها بمواضيع تخدم مشروعها الطائفي.
وتقابل تلك الممارسات برفض واسع في أوساط المواطنين الذين يدركون خطورة ذلك على أطفالهم وتأثيره على مستقبلهم الملغم بالأفكار التي تشجع على الكراهية والعنف.
تلغيم تربوي
كما استخدمت الجماعة قوتها العسكرية في نشر فكرها الطائفي عبر تنظيم فعاليات ودورات طائفية، وأجبرت المعلمين ووكلاء المدارس في جميع المحافظات التي تحت سيطرتها لحضورها إجباريا.
وقالت مصادر تربوية في صنعاء إن الحوثيين أجبروا معلمين، وتربويين، بالمدارس الحكومية والأهلية، على حضور الدورات الخاصة التي نظمت لنشر معتقداتهم في أوساط التربية والتعليم.
أحد هذه المصادر فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال في حديث ل ”يمن مونيتور“ تتم عملية اختيار المعلمين وفقا للخطة المسبوقة، التي تهدف إلى الحضور والمشاركة في الدورات الطائفية تحت مسمى ورش تدريبية، متوعدين باتخاذ عقوبات صارمة لمن لم يخضع لحضور الدورات.
وأضاف: ركزت الجماعة بشكل أساسي على حضور مدرسي مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية في دوراتها الطائفية، وهي المواد التي شهدت تعديلات واسعة، بما يناسب معتقداتهم الطائفية.
وفي السياق ذاته يقول أحد المشاركين في الدورات التي أقيمت بمحافظة البيضاء فضل عدم ذكر اسمه، في حديث ل ”يمن مونيتور“: إنه تم إجبارهم على حضور الدورة التي تستمر لمدة أسبوع وتقام في المدارس والمجمعات الحكومية منذ مطلع العامين الماضيين، وتهدف من خلالها استقطاب أكبر قدرا من المعلمين.
ويذهب إلى أن الجماعة تولي المراكز الصيفية أهمية كبيرة، وتحشد لها الإمكانات الضخمة، وتنفق مبالغ طائلة لدعم هذه المراكز وتكثف الحملات الإعلامية لها وتستخدم وسائل الترهيب والترغيب، لضمان الدفع بمئات الآلاف من النشء لهذه المراكز البعيدة وإبعادهم عن التعليم، والتي تنحصر مهمتها في زرع أفكار الولاية والعصمة لما يسمى آل البيت الذين يتزعمهم عبد الملك الحوثي وأسرته.
وأكد أنها تلزم جميع المعلمين في كافة المدارس للاستماع إلى محاضرات مؤسس حركة جماعة الحوثيين في يوم الأربعاء من كل أسبوع، مطلقين عليه “اليوم الثقافي”.
وأضاف: أن الجماعة الحوثية أجبرت الطلبة للاستماع إلى أنشطتهم عبر المذياع المدرسي، وتدرك المليشيات أن ما تقوم به من دورات غير مقبولة لدى التربويين ولا المجتمع بشكل عام.
استبدال المعلمين
وخلال السنوات الماضية أقدمت الجماعة على إقالة العديد من مديرين المدارس والموظفين في مكاتب ووزارة التربية واستبدالهم بعناصر تابعة لهم، وكان أخرها إقالة مدير مدرسة الشهيد ناجي حميد في محافظة إب جنوب اليمن، واستبداله بموظف تابع له.
وفي ظل التغييرات المتتالية التي تشهدها المدارس في مناطق سيطرة المليشيات، يتم تعيين أشخاص موالين لهم لا يحملون شهادات تربوية.
يؤكد عبد الله قاسم أحد المعلمين ل ”يمن مونيتور“ ما تقوم به الجماعة من تغيرات في أوراق التربية في المناطق المسيطرة عليها، أمر يهدد العملية التعليمة، من خلال نشر أفكارهم المتطرفة في أوساط المدارس، وهو الأمر الذي يجعل مستقبل البلاد على كف عفريت حد وصفه.
وأضاف: مع التعديلات الكبيرة في المناهج الدراسية تعتزم المليشيات بتكثيف الدورات الطائفية، وهو الأمر الذي يستدعي تنبه المجتمع لمثل هذه المخاطر.
وأكد أنها استغلت المراكز الصيفية والإذاعات المدرسية والتعديلات في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام التابعة لها، لحشو عقول الطلبة بالعنصرية والاقتتال.
من جانبها تقول إحدى معلمات مدرسة مؤتة الواقعة بمديرية معين، في العاصمة المحتلة صنعاء، فضلت عدم ذكر اسمها، ل ”يمن مونيتور“: إن معلمي المدرسة كغيرهم يعانون من انقطاع الرواتب وغياب الكتاب المدرسي؛ فالتعليم طالب وكتاب وسبورة ووسائل تعليمية، فإذا غابت إحدى هذه المقومات أدت إلى ضعف التعليم،
وأوضحت أن ارتفاع رسوم التسجيل أدى إلى انقطاع بعض الطلبة عن التعليم بسبب الظروف المادية.
وأكدت أن استبدال الكوادر التعليمية بمتطوعات من خريجات الثانوية العامة، ومن هن مواليات للجماعة، أدى إلى ضعف العملية التعليمية، إذ إن كثيرا من المتطوعات لا يملكن الخبرة الكافية وغير مؤهلات تربويا ونفسيا لأن يصبحن معلمات وهن وغير مؤهلات للاستيعاب وتقبل الطلبة بقدراتهم العقلية المختلفة من ذكي ومتوسط وبطيء فهم.
وأضافت: إذا كانت المتطوعة هشة في مستواها التعليمي فكيف ستبني أجيال قوية ومتعلمة، ومع ذلك هناك عددا محدودا من المتطوعات أبرز قدراتهن وأبدعن في أداء واجبهن.
مدارس بأسماء” وهمية “
ولم يكتف الحوثيون في تعديلات المناهج الدراسية واستبدال المعلمين قط، بل أقدموا على تغيير أسماء مئات المدارس الحكومية والخاصة، واستبدالها بأسماء من مقاتليها وقادتها.
وكانت قد حذرت مصادر تربوية من مساع وترتيبات حوثية ، لطمس هوية نحو 15 ألف مدرسة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ضمن مساعي تجريف الهوية الوطنية للمدارس ومؤسسات الدولة واستبدالها بأسماء قيادات حوثية وأسماء تحمل صبغات مذهبية وأمامية طائفية من مورثهم الديني تكريسا للمشروع الإيراني الفارسي في اليمن.
بالإضافة إلى استبدال أسماء وطنية. كمسميات الثورة مثل” 26 سبتمبر “والزبيري، وغيرها من المسميات الوطنية، بأسماء قتلاها وسط رفض مجتمعي واسع، حيث لا يزال الأهالي والطلبة يطلقون عليها المسميات القديمة عدا في الكشوفات التي يتم التعامل بها مع الجهات المعنية الخاضعة لسيطرة المليشيا.
ففي محافظة إب أقدمت المليشيات العام الماضي، إلى تغيير اسم إحدى المدارس باسم زعيمها الصريح” حسين الحوثي، بعد أسبوع من إقالة مدير المدرسة.
في هذا العام في نفس المحافظة كذلك قالت مصادر تربوية ”إن مليشيا الحوثي غيرت اسم مجمع ”صلاح الدين الأيوبي“ بمنطقة الجوالح في مديرية مذيخرة، بعد عشرات السنين من إنشائه، بمسمى طائفي يكرس السلالة الحوثية في أذهان الوسط الطلابي في ظل استمرار في المحافظة ذات الغالبية السنية، إلى مجمع ”زيد بن علي“.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الطائفية العنف اليمن المناهج الدراسیة یمن مونیتور
إقرأ أيضاً:
هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن
حيروت – وكالات
وصف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، المتظاهرين الذين يهتفون “يمن، يمن جعلتنا نفخر بأنفسنا، أرجع سفينة أخرى”، في إشارة لتأييدهم الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وصفهم “ساعر” بالحمقى”، في الوقت الذي حذر الحوثيين في اليمن من مواصلة هجماتهم على بلاده وفي البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحيفة “ديلي تلغراف” مع ساعر، الذي زار لندن سرًّا، وفكّر في قطع زيارته؛ خشية تعرضه لأمر اعتقال، لولا تدخل الحكومة البريطانية.
ورحب “ساعر” بالغارات الجوية الأخيرة ضد الحوثيين، لكنه ألمح إلى ضرورة اتباع نهج أكثر حزمًا.
وقال: “بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في التعامل مع هذه المشكلة، وأنا أُشيد بذلك. أعتقد أن ذلك مهم للنظام الدولي، ولكن في نهاية المطاف، ستكون هناك حاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة مشكلة الحوثيين، بما في ذلك جذورها المالية”.
وأضاف أن “أنظمة عربية معتدلة حاربت الحوثيين، على سبيل المثال، السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكن الدول الغربية أوقفتها”. وعند سؤاله إن كان هذا خطأ، أجاب ببرود: “أميل إلى الاعتقاد بذلك”.
وقال إن الجماعات المسلحة أصبحت أكثر طموحًا، و “ما نراه في حالة الحوثيين ورأيناه مع حماس وحزب الله، هي منظمات إرهابية تسيطر على أراضٍ وتتحول إلى دول إرهابية. لديهم الموارد، ولديهم أشخاص تحت سيطرتهم، ويبنون ممالكهم. جميعهم مدعومون من إيران، ماليًّا، من حيث التدريب، وفي أبعاد أخرى”.
وعندما سألته الصحيفة عن التظاهرات التي يهتف المشاركون فيها “يمن، يمن جعلتنا نفخر بأنفسنا، أرجع سفينة أخرى”، وصف المحتجين قائلًا: “أعتقد أنهم حمقى مفيدون ويدعمون قوى أيديولوجية تعارض طريقة الحياة والقيم والثقافة الغربية”.