قال أفي جيل، وهو كاتب ومدير عام سابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو يردد نبؤة رئيس الوزراء الراحل شيمون بيرز (1923-2016) بشأن "الشرق الأوسط الجديد"، لكن من دون أهم عنصر وهو تسوية سياسية قابلة للحياة مع الفلسطينيين، مشددا على أن مستقبل اندماج إسرائيل في المنطقة يعتمد على هذه التسوية.

جيل تابع، في مقال بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه اندهش من تصريحات لنتنياهو تُذكر بنبوءة بيريز عن "الشرق الأوسط الجديد".

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في الهند الأسبوع الماضي، وقَّعت كل من الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسعودية والإمارات اتفاقا لإنشاء ممر اقتصادي، عبر سكك حديدية وموانئ بحرية، لربط الهند وأوروبا عبر دول شرق أوسطية، بينها السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل.

ووصف نتنياهو المشروع بأنه "اختراق و"أعظم تعاون في تاريخنا" و"خطوة تاريخية" ستؤدي إلى "تكامل وتعاون إقليمي وعالمي فريد وغير مسبوق"، معتبرا أنه "سيغير وجه الشرق الأوسط".

جيل قال إنه "لا بد وأن بيريز، وقد احتفلنا مؤخرا بالذكرى السابعة لوفاته، يبتسم حاليا، فقبل ثلاثين عاما، نشر كتابه "الشرق الأوسط الجديد" الذي وصف فيه، من بين أمور أخرى، شبكات النقل التي سيتم بناؤها في المنطقة".

وتحدث بيريز عن "مد خطوط السكك الحديدية وبناء الطرق السريعة لربط دول المنطقة ببعضها البعض، وربط المنطقة بأفريقيا وأوروبا عن طريق البر، وكذلك خطوط السكك الحديدية التي ستشجع التجارة والسياحة، وتسمح، من بين أمور أخرى، بالسفر من إسرائيل إلى السعودية والخليج العربي"، وفقا لجيل.

اقرأ أيضاً

على 3 محاور.. السعودية تحاصر اجتماع بايدن ونتنياهو في نيويورك

أطنان من السخرية

وقوبلت رؤية بيريز لـ"الشرق الأوسط الجديد"، كما أضاف جيل، بـ"أطنان من السخرية اليمينية ووصف بأنه ساذج وحالم وموهوم ورائد فضاء يطفو في الفضاء الخارجي ولم تُغرس قدماه في تربة منطقتنا القاسية".

وقال جيل: "سأكون صادقا، على الرغم من العمل جنبا إلى جنب مع بيريز وقربي من الرجل، لم أكن منجذبا تماما لحماسه عندما عرض المستقبل العظيم للشرق الأوسط، وعندما طُلب مني مساعدته في كتابة "الشرق الأوسط الجديد" تجنبت العرض، وتولى البروفيسور آرييه ناؤور المهمة".

واعتبر أنه "حتى أشد منتقدي بيريز يجب أن يعترفوا بأنه عندما رسم صورة لمستقبل المنطقة، كان توقيع اتفاقيات السلام مع الدول المشاركة في اتفاقيات إبراهيم (الإمارات والبحرين والمغرب عام 2020) يتجاوز حدود خيالهم، ناهيك عن التقدم الحالي نحو التطبيع مع السعودية".

ومقابل صمت رسمي سعودي، تتواتر منذ أشهر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن أن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، مقابل توقيع السعودية معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا ودعم لبرنامج نووي مدني، بالإضافة إلى لفتات إسرائيلية على مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: إسرائيل في قلب مشروع الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بأوروبا

رؤية نتنياهو

و"الآن، بعد ثلاثة عقود من نشر الكتاب المثير للجدل، يتساءل البعض بشأن ما إذا كان نتنياهو (يترأس حكومة يمينية متطرفة) قد تبنى رؤية بيريز لـ"الشرق الأوسط الجديد"..  لكن هذا ليس حقيقيا، فعلى الرغم من الخطاب المماثل، إلا أنه توجد هوة واسعة بينهما حول قضية مهمة وهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، كما أردف جيل.

وأوضح أن "بيريز رأى أن حل هذا الصراع هو حجر الزاوية في تحقيق رؤيته الإقليمية، وكان هذا من بين أهم الاعتبارات وراء مسار أوسلو (للسلام)".

وتابع أنه "على الرغم من نسف عملية أوسلو، إلا أن آثار ما بعد الانفراج التاريخي مع الفلسطينيين لا تزال تتردد حتى اليوم، فالاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل مهد الطريق لاتفاقية السلام مع الأردن (1994) ومنح الشرعية لدول عربية أخرى لتطبيع علاقاتها معنا".

لكن "على النقيض من بيريز، يتجاهل نتنياهو القضية الفلسطينية، ولا يتخذ أي مبادرة دبلوماسية ترسم أفقا للحل الدائم، ويرفض الحجة القائلة بأن استمرار الاحتلال يشكل عبئا على احتمالات اندماج إسرائيل في المنطقة على المدى الطويل"، بحسب جيل.

وشدد على أن "تعميق الاحتلال وتفاقم أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، وخاصة في جبل الهيكل (يقصد القدس الشرقية المحتلة)، من الممكن أن يؤدي إلى تفكك النسيج الدقيق لعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة".

وزاد بأنه "عاجلا أم آجلا ستكتشف إسرائيل أن مستقبل اندماجها في الشرق الأوسط الجديد يظل معتمدا على تسوية إسرائيلية فلسطينية قابلة للحياة تقوم على الاعتراف المتبادل وتقسيم الأرض، هذا هو منطق أوسلو، منطق بيريز".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضمن مبدأ حل الدولتين.

اقرأ أيضاً

ممر اقتصادي عابر للقارات بمشاركة السعودية والإمارات.. ماذا يعني؟

المصدر | أفي جيل/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو بيريز الشرق الأوسط الجديد فلسطين الشرق الأوسط الجدید

إقرأ أيضاً:

السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأسلحة في الشرق الأوسط

نيويورك-سانا

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن سلوك كيان الاحتلال الإسرائيلي العدواني إلى جانب ما يمتلكه من أسلحة دمار شامل بمختلف أنواعها، وفي مقدمتها الأسلحة النووية يستدعي أكثر من أي وقت مضى العمل على إنشاء منطقة خالية من هذه الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار السفير الضحاك في بيان سورية أمام الدورة الخامسة لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إلى الأوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة جراء أعمال العدوان التي يشنها كيان الاحتلال على دول المنطقة، مشدداً على وجوب إنهاء العدوان ومساءلة سلطات الاحتلال عن جرائمها وضمان عدم إفلاتها من العقاب.

وأوضح السفير الضحاك أن جهود إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل لا يمكن أن تكون مثمرة ما لم تتعامل مع التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليميين والدوليين الذي تشكله ترسانات الكيان من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية، لافتا إلى أن سلوك “إسرائيل” العدواني إلى جانب ما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل بمختلف أنواعها وفي

مقدمتها الأسلحة النووية يستدعي أكثر من أي وقت مضى، العمل على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.

وانتقد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة الحماية التي توفرها بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي، وكذلك الدعم المادي والفني الذي تقدمه تلك الدول لتطوير البرامج العسكرية الإسرائيلية النووية والبيولوجية والكيميائية، باعتبارها ساهمت في انفراد “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها، وإمعان “إسرائيل” في رفض الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز، وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبين السفير الضحاك أن العقبة الوحيدة التي تعرقل جهود مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط هي غياب الكيان الإسرائيلي عن المشاركة في أعماله وفي جميع استحقاقات إنشاء هذه المنطقة بدعم من الولايات المتحدة، مجددا دعوة سورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية للاضطلاع بمسؤولياتها واتخاذ

الإجراءات اللازمة للكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي، وإخضاعه لنظام الضمانات الشاملة وأنظمة الرقابة على المنشآت والبرامج النووية في الوكالة.

ولفت السفير الضحاك إلى أن سورية من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ووقعت اتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، وانضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وأوفت بجميع التزاماتها ذات الصلة في إطار تلك الصكوك الدولية، ما يؤكد التزامها العملي والفعلي بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.

وشدد السفير الضحاك على ضمان الحق في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والمواد الكيميائية والبيولوجية للدول الأطراف، وتسهيل وصولها للتقانات ذات الصلة للأغراض السلمية ودون أي عراقيل، مؤكداً عدم شرعية فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تعيق تمتع الدول بهذا الحق وتمثل عقاباً جماعياً للشعوب وعائقاً أمام تحقيق التنمية.

السفير الضحاك 2024-11-19sanaسابق وسائل إعلام فلسطينية: شهداء وجرحى جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي جنوب حي الصبرة في مدينة غزة انظر ايضاً السفير الضحاك: الاحتلال صعد اعتداءاته البربرية على دول المنطقة بسبب منع واشنطن أي تحرك جدي لوقفها

نيويورك-سانا أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن الاحتلال الإسرائيلي تفوق …

آخر الأخبار 2024-11-19السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأسلحة في الشرق الأوسط 2024-11-19بدء صرف تعويضات الأضرار الزراعية بالسويداء 2024-11-19الدفاعات الجوية الروسية تسقط 12 طائرة مسيرة أوكرانية 2024-11-19مقتل ثمانية جنود واختطاف سبعة من عناصر الشرطة في هجومين مسلحين بباكستان 2024-11-19المقاومة اللبنانية تسقط مسيرة للعدو الإسرائيلي وتستهدف مستوطنة “كريات شمونة” 2024-11-19قمة مجموعة العشرين: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة 2024-11-19هطولات مطرية متفاوتة الغزارة أعلاها 110 مم في صافيتا بطرطوس 2024-11-18وينسلاند: الوضع الإنساني في غزة كارثي وعلى المجتمع الدولي إنهاء الحرب 2024-11-18وصول أول رحلة جوية لشركة أجنحة الشام من دمشق إلى مطار لاهور في ‏باكستان 2024-11-18الخارجية الروسية: استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى سيغير جوهر الصراع

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02الأحداث على حقيقتها القوات الروسية تقيم 9 نقاط مراقبة بريفي القنيطرة ودرعا قرب “منطقة فصل القوات” 2024-11-18 الجيش يدمر 15 طائرة مسيرة للإرهابيين في أرياف حلب واللاذقية وإدلب 2024-11-18صور من سورية منوعات مركبة الشحن الفضائية الصينية “تيانتشو-8″تلتحم مع محطة الفضاء الصينية تيانقونغ 2024-11-16 انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة استكمال المــهــمــة!!! بقلم: أ. د.بثينة شعبان 2024-11-18 المسافة صفر.. مخرز في خاصرة الاحتلال – بقلم : جمال ظريفة 2024-11-16حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1919 تشرين الثاني 1954 – بدء بث «تلفزيون مونتي كارلو» وهي أقدم قناة تلفزيونية خاصة في أوروبا 2024-11-1717 تشرين الثاني 1969 -مفاوضات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة للحد من عدد الأسلحة الإستراتيجية على كلا الجانبين 2024-11-1616 تشرين الثاني 1970- قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد 2024-11-1515 تشرين الثاني 1920-عقد أول اجتماع لعصبة الأمم في جنيف 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء 2024-11-1313 تشرين الثاني 1935- اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني والحكومة التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • ميلان يحتفل بـ 125 عاماً بطائرات الدرون في دبي
  • السوداني وبوتين يبحثان قضايا الشرق الأوسط في ظل تصعيد التوتر غير المسبوق في المنطقة
  • عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن منحت إسرائيل الضوء الأخضر للتصعيد في غزة
  • الإمارات: تصاعد الصراع في غزة ولبنان وامتداده لأطراف إقليمية يُهدد استقرار المنطقة
  • الإمارات تؤكد الحاجة لإبرام معاهدة لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل
  • مؤشر عالمي: اليمن الأقل سلاما في المنطقة وأقل بلد مسالم على مستوى العالم
  • مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية
  • وينسلاند يحذر: المنطقة أصبحت عند "مفترق طرق قاتم"
  • السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأسلحة في الشرق الأوسط
  • المنسق الأممي: حرب غزة تضع الشرق الأوسط عند مفترق طرق قاتم