شهد حزب المصريين الأحرار خلال السنوات الأخيرة تراجعا كبيرًا، سواء من حيث التمثيل في مجلسي النواب والشيوخ، أو من حيث فعالياته وأنشطته وبرامجه على أرض الواقع.

تأسيس الحزب

في 4 يوليو عام 2011، أعلن رجل الأعمال نجيب ساويرس، عن تأسيس حزب ليبرالي جديد، وهو حزب المصريين الأحرار، وتلا ذلك تكوين مكتب رئاسي للقيام بمهام رئيس الحزب، حتى الانتخابات الداخلية، وكان يضم كلا من: هاني سري الدين، أحمد سعيد، باسل عادل.

وقاد المكتب الرئاسي، الحزب في الانتخابات البرلمانية عام 2012، والتي كان وقتها ضمن تحالف الكتلة المصرية، والتي فازت بـ 33 مقعدا، كان نصيبه منها 14 مقعدًا. 

وفي عام 2013، عقدت أول انتخابات داخلية للحزب، والتي انتهت بفوز الدكتور أحمد سعيد، كما شهد هذا العام أيضا اندماج حزب الجبهة الديمقراطية الذي كان يرأسه آنذاك الدكتور أسامة الغزالي حرب، داخل المصريين الأحرار.

الانتخابات البرلمانية عام 2015

شهدت الانتخابات البرلمانية عام 2015، تحولا وتغييرا كبيرا طرأ على "المصريين الأحرار"، حيث استطاع أن يحصل على لقب حزب الأغلبية بفوزه بـ 65 مقعدا، إذ حصد 55 مقعدا في الفردي و10 مقاعد في قائمة حب مصر.

وارجع المتخصصين في الشأن السياسي، هذا النجاح الكبير الذي حققه الحزب، خلال هذه الفترة إلى الأسباب التالية: أولًا الموائمات السياسية، فقد استطاع الحزب، أن يكون خطابه السياسي ملائما للأحداث، فحينما كان المد الثوري هو المسيطر على الوضع السياسي في عام ٢٠١٢، كان الحزب متبنيا خطابا مدنيًا في ظل الاستقطاب الإسلامي المدني، الذي كان مسيطرا على انتخابات ٢٠١٢، وهذا الوضع اختلافا كليا في ظل انتخابات ٢٠١٥، حيث كان الخطاب مبني بشكل أساسي على وجوب دعم الدولة والقيادة السياسية في حربها ضد الإرهاب.

ولم يقتصر الأمر على الخطاب فقط، إذ قام الحزب،  باختيار نواب يتمتعون بشعبية كبيرة بين المواطنين.

أيضا المال السياسي، كان له دورا كبيرا في هذه المرحلة، حيث قام عدد من رجال الأعمال بتمويل الحملات الانتخابية، أبرزهم نجيب ساويرس مؤسس الحزب، الذي قام بحملة انتخابية ضخمة في قنواته التي يملكها وفي الشارع السياسي.

بداية الأزمات والانقسامات 

عقب الانتخابات البرلمانية، وجد "المصريين الأحرار" نفسه أمام مؤتمر عام، لفتح باب الترشح على منصب رئيس الحزب، انتهى السباق بفوز عصام خليل.

وشهدت فترة  تولى خليل، رئاسة الحزب، انقسامات وخلافات داخله، بدأت باستقالات عدد من قيادات الحزب، أبرزهم عماد جاد وأسامة الغزالي حرب، اعتراضا منهم على طريقة إدارة الحزب داخليا.

واشتعل الصراع عندما قرر عصام خليل، تعديل اللائحة الداخلية، والتي تنص على تغييرات في هيكل الحزب، أبرزها إلغاء مجلس الأمناء والذي يعد ساويرس أبرز أعضائه.

وانقسم الحزب، بين جبهتين أحدهما برئاسة عصام خليل رئيس الحزب وبعض أعضاء الهيئة العليا وبعض النواب، والأخرى يتزعمها ساويرس وممثلين عن الهيئة العليا ومجلس الأمناء، حيث اعتبر الفريق الأول، أن قرارات المؤتمر العام تستهدف في المقام الأول تغيير اللائحة في حين يعتبر الفريق الثاني بأنها محاولة لاختطاف الحزب من مؤسسيه ومفكريه الذين وضعوا برنامجه وفلسفته الليبرالية.

وعلق رجل الأعمال نجيب ساويرس، على تعديل اللائحة خلال هذه الفترة قائلا: انسحب بهدوء من الحزب، نظرا لعدم الرضا بصفة عامة عنه، معلنا تعجبه من افتعال معركة للحزب وتوقيتها والهدف منها.

ومع إنسحاب ساويرس من الحزب، توالت الانقسامات والانشقاقات، حيث استقال نحو 35 نائبا من الهيئة البرلمانية للحزب، وانضم لحزب مستقبل وطن، حيث نجح  الأخير، في استقطابهم لصالحه، ليصبح أكبر كتلة حزبية داخل البرلمان.

البرلمان الحالي

شهدت خريطة البرلمان الحالي بغرفتيه، اختفاء حزب المصريين الأحرار من الساحة السياسية، بعدما رفض المشاركة في القائمة الوطنية التي شاركت فيها الأحزاب والقوى السياسية، حيث كان يسعى للحصول على عدد أكبر من المقاعد، وهو الأمر الذي لم يتحقق بسبب كثرة عدد الأحزاب، المشاركة في التحالف وضرورة تمثيل بعض الفئات المجتمعية.

وأدت هذه المقاطعة، إلى المزيد من الاستقالات الداخلية، خاصة وسط نوابه ممن كانوا يريدون خوض المعركة.

ليس غائبا

وفي ذات الإطار، قال إسلام الغزولي،نائب رئيس حزب المصريين الأحرار، في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، إن الحزب ليس غائبا عن المشهد السياسي كما يتصور البعض، بدليل أنه يشارك في جميع الاستحقاقات السياسية، مثل الحوار الوطني، وعدم مشاركته في الانتخابات التشريعية الماضية، ليس معناه نهايته سياسيًا.

وأضاف: “نحن نسعى لبناء حزب يتوافق مع الجمهورية الجديدة، إذ نسعى  الفترة المقبلة إلى استقطاب عدد من الشخصيات العامة، كما نسعى أيضا إلى ضخ دماء جديدة من الكوادر الشابة ذوي الكفاءة والخبرة لتولي المواقع القيادية، متابعا: سننافس بقوة في البرلمان القادم”.

وتطرق الغزولي، إلى مطالب الحزب من الحوار الوطني، قائلا:  الحزب  يعارض فكرة اندماج الأحزاب، للحفاظ على هوية الأحزاب ورؤيتها ومنعا للصراعات الداخلية التي قد تؤدي إلى فقدان التنظيم والسيطرة على هياكل الأحزاب وزيادة التعقيدات الإدارية واتخاذ القرار.

نريد عام واحد

كما دعا أيضا إلى منح فترة زمنية مدتها عام واحد لتوفيق أوضاع الأحزاب القائمة، مؤكدا أهمية تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية الفعالة، بما يحقق تطلعات الشعب ويعزز التنمية والاستقرار ومبادئ حقوق الإنسان وحريات المواطنين، ويضمن بيئة سياسية تشجع على التعبير الحر، ويدعو الحزب إلى تعزيز التواصل بين الأحزاب والمجتمع المدني.

كما جدد تأكيد الحزب على أهمية الحوار الوطني كأداة لبناء التفاهم والتوافق كونه يمثل فرصة لتقديم وجهات النظر المتعددة والاستماع إلى مختلف الآراء، ويتطلع إلى تحقيق نقاش بناء وجاد يسهم في تحقيق تطلعات المصريين وتعزيز مستقبل البلاد، مشددا  على ضرورة تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات في مجتمع يسوده العدالة والمساواة.

وشدد الغزولي أيضا على أهمية وجود إطار قانوني ينظم عمليات التحالفات بين الأحزاب، وكذلك ضرورة تطبيق ممارسات الحوكمة المالية والإدارية داخل هياكل الأحزاب الداخلية، مع تقديم التقارير المالية المستقلة بما يوضح مصادر التمويل والإنفاق، والتأكد من التزام الأحزاب بمبادئ الشفافية والديمقراطية ومعايير واشتراطات التأسيس.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب المصريين الأحرار أخبار مصر الأحزاب السياسية مجلس النواب مجلس الشيوخ

إقرأ أيضاً:

«المصريين الأحرار»: ثورة 30 يونيو إرث عظيم للشعب.. ويجب الحفاظ على إنجازاتها

هنأ حزب المصريين الأحرار برئاسة النائب الدكتور عصام خليل، جموع الشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة.

ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث

وقال الحزب فى بيان، إن ثورة 30 يونيو بمثابة فجرٌ جديد لمصر وعلامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ خرج فيها الشعب المصري العظيم ليُسقط حكم الجماعة والفاشية وليُعيد مصر إلى مسارها الصحيح وقدرها التاريخي ومكانتها الرائدة.

وأضاف حزب المصريين الأحرار، أن الثورة الشعبية مثّلت انتصارًا للإرادة المصرية، وصرخة مدوية هزت التنظيمات ودمرت مخططات تحاك ضد مصر والمنطقة بأسرها.

وأكد أن مصر المحفوظة بيد الله وكان جندها السند المرتكز من أهلها وأبنائها ومؤسساتها الوطنية، وفي القلب منه رجل أصيل يحب بلاده ويقدر معنى الوطن وقيمته وحجم المسؤولية هو الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأوضح الحزب أنه بفضل الشعب والقيادة استعادة مصر الأمن والاستقرار، ونجحت في تحقيق مشروعات قومية عدة مما يعزز مكانة مصر على الصعيد الدولي.

وأعرب حزب المصريين الأحرار عن بالغ فخره واعتزازه بأنه شريكٌ أساسي في ثورة 30 يونيو منذ إرهاصات الحراك الأول وكان جبهة صلدة في وجه الجماعة سواءً في برلمان الإخوان أو بين صفوف المواطنين المعارضين لحكم الفاشية.

استمرار دعم الرئيس السيسي

وأكد حزب المصريين الأحرار، في هذه الذكرى المجيدة، على استمرار دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى مواصلة العمل الجاد لبناء مصر قوية مُزدهرة، واستكمال مسار الجمهورية الجديدة.

واختتم الحزب أن ثورة 30 يونيو هي إرثٌ عظيمٌ للشعب المصري، ويجب علينا جميعًا أن نُحافظ على إنجازات هذه الثورة، وأن نُواصل العمل بجدٍ وإخلاصٍ لبناء مصر.

مقالات مشابهة

  • تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة
  • الأحزاب تقدم تصورها للحكومة الجديدة.. كفاءات أصيلة وبرامج زمنية واضحة
  • بمناسبة ذكرى 30 يونيو.. الأحزاب السياسية تنظم احتفالات بكافة محافظات الجمهورية
  • «المصريين الأحرار» بأسيوط يحتفل بذكرى 30 يونيو.. ورد وشيكولاته في الشارع
  • أمين سر «دفاع النواب»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفوضى وأسست لبناء الجمهورية الجديدة
  • أمين سر "دفاع النواب": ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفوضى وأسست لبناء الجمهورية الجديدة
  • «المصريين الأحرار»: ثورة 30 يونيو إرث عظيم للشعب.. ويجب الحفاظ على إنجازاتها
  • مقرر الاستثمار بالحوار الوطني: ثورة 30 يونيو جسدت إرادة المصريين ودشنت الجمهورية الجديدة
  • النائبة سحر العشري: 30 يونيو حمت الهوية المصرية
  • أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية